الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توالت اياديه على الناس فاكتفى
…
بها كلّ حيّ ٍ من شآم ومعرق
فكم حقنت في تغلب الغلب من دمٍ
…
مباحٍ وادنت من شتيت مُفرق
وكم نفَّست في حمص من متأسفٍ
…
غدا الموت منه آخذاً بالمخنق
وكم قطعت عرضَ الارنُد إليهم
…
كتائبُ تُزجى فيلقاً بعد فيلق
به استأنفوا بردَ الحياة واسندوا
…
إلى ظلِّ فينان من العيش مورق
فشكراً بني كهلان للمنعم الذي
…
أتاحَ لكم رأي الغمام الموفّق
ثنى عنكم وحف الخلافة بعدما
…
أضاءت بقروق العارض المتألّقِ
وقد شهرت بيض السيوف واعرضت
…
صدور المذاكي من كُميت وأبلق
هنالك لو لم يفتلتكم حُمِلتُمُ
…
على مثلٍ صدرِ اللهذميّ المذلق
فلا تكفُرُنَّ الفتح آلاء منعم
…
نجوتم بها من لاحجِ القطر ضيق
وعودوا له بالشكر منكم يَعدُ لكم
…
بسيبِ جواد بالّلهى متدفق
له خلقٌ في الجودِ لا يستطيعه
…
رجالٌ يرومون العلى بالتخلق
إذا جهلوا من أين تختصرُ العلى
…
درى كيف يسمو في ذراها ويرتقي
أطلّ على الأعداء من كلّ وجهة
…
وشارفهم من كلّ غرب ومشرق
ببيضٍ متى تشهر على القوم يغلبوا
…
وخيلٍ متى تركض إلى النصر تسبق
أُعين بنو العباس منه بصارمٍ
…
جُرازُ وعزمٍ كالشهاب المحرق
وصدرٍ امين الغيب يهدي إليهمُ
…
نصيحةَ حرّان الجوانح مشفق
وحولهم من نصره ودفاعِهِ
…
تكهَّفُ طودٍ بالخلافة محدق
رأيتك من يطلب محلك ينصرف
…
ذميماً ومن يطلب بسعيك يلحق
لك الفضل والنعمى عليّ مبينةٌ
…
وماليَ إلا ودَّ صدري ومنطقي
وقال يرثي بني حميد بن غانم الطوسي
أقّصرَ حُميدٍ لا عزاءَ لمغرمِ
…
ولا قصر عن دمعٍ وإن كان من دمِ
أفي كلّ عامٍ لا تزال مُروَّعاً
…
بفذَّ نعيٍّ تارةً أو بتوأم
مضى أهلك الأخيارُ إلاّ أقلهم
…
وبادوا كما بادت أوائل جرهم
فصرتَ كعشٍ خلفتهُ فراخهُ
…
بعلياء فرع الاثلةِ المتهشم
أحبُّ بنكوك المكرمات فقُرقت
…
جماعتهم في كلّ دهياء صيلم
تدانت مناياهم بهم وتباعدت
…
مضاجعهم من تُربك المتنسم
فكلٌّ له قبرٌ غريبٌ ببلدةٍ
…
فَمِن منجدٍ نائي الضريح ومُتهم
قبورٌ بأطراف الثغور كأنما
…
مواقعها منها مواقع أنجم
بشاهقة البذّينِ قبرُ محمدٍ
…
بعيدٌ من الباكين في كلّ مأتم
تشبقُ عليه الريحُ كلَّ عشيةٍ
…
جيوب الغمام بين بكرٍ وأيّم
وقبران في أعلى النَّباج سقتهما
…
بروقُ سيوف الغوث غيثاً من الدم
أقبرا أبي نصرٍ وقحطبةٍ هما
…
بحيثُ هما أم يذبلٍ ويرمرم
وبالموصل الزوراء مَلحَدُ أحمد
…
وبين ربى القاطول مصرعُ أصرم
وكم طلبتهم من سوابق عَبرةٍ
…
متى ماتنهنه بالملامة تسجم
نوادبُ في أقصى خُرسان جاوبت
…
نوائحَ في بغدادَ بُحِّ الترنم
لهنّ عليهم حَسنَّة بعد أنَّةٍ
…
ووجدٍ كدُفّاع الحريق المضرم
أبا غانمٍ أردى بنيك اعتقادهم
…
بأنّض الردى في الحربِ اكبرُ مغنم
مضوا يستلذون المنايا حفيظةً
…
وحفظاً لذاك السؤدد المتقدم
وما ظعنوا إلاّ برمح موصلٍ
…
ولا ضربوا إلا بسيفٍ مثلَّم
ولمَّا رأوا بعض الحياة مذلةً
…
عليهم وعزَّ الموت غير محرم
أبوا ان يذوقوا العيشَ والذمُ واقعٌ
…
عليه وماتوا ميتةً لم تذمم
وكلهم أفضى إليه حمامُهُ
…
أميراً على تدبير جيش عرمرم
تولّى الردى منهم بهبّة صارمٍ
…
ومجَّة ثعبانٍ وعدوة ضيغم
حتوفٌ اصابتها الحتوف وأسهمٌ
…
من الموت كر الموتُ فيها بأسهم
ترى البيض لم تعرفهمُ حين واجهت
…
وجوههمُ في المأزقِ المتهجم
ولم تتذكر ريّها بأكفهم
…
إذا أوردوها تحت اغبر أقتم
بلى غير أن السيف أغدرُ صاحبٍ
…
وأكفرُ من نالته نعمة منعم
بنفسي نفوسٌ لم تكن حملةُ العدى
…
أشدَّ عليها من وقوف التكرم
ولو أنصفت نبهانُ ماطلبت بها
…
سوى المجد إنّ المجد خطة مغرم