المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فكم غادر الأعداء في كل منهل … معاش وحوش أو - نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار

[عبد الرحمن بن درهم]

فهرس الكتاب

- ‌شعر

- ‌أبي تمام

- ‌وقال يمدح خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني

- ‌وقال يمدح أبا دلف لقاسم بن عيسى العجلي، وهي من عيون القصائد

- ‌وقال يمدح عمر بن طوق التغلبي

- ‌وقال يمدح أبا العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب

- ‌وقال يمدح أمير المؤمنين المعتصم بالله أبا اسحاق محمد بن هارون الرشيد ويذكر فتح

- ‌وقال يمدح محمد بن عبد الملك الزيات

- ‌وقال يمدح حبيش بن المعافى

- ‌وقال يمدح مالك بن طوق

- ‌وقال يمدح خالد بن يزيد السيباني

- ‌وقال يمدحه

- ‌وقال يمدح حفص بن عمر الأزدي

- ‌وقال يمدح المعتصم وفيها من بديع الوصف والتشبيه المرقص المطرب

- ‌وقال يمدح أحمد بن المعتصم وهي من غرر القصائد وفائق الشعر

- ‌وقال يرثي محمد بن حميد الطوسي وهي من غرر المراثي

- ‌وقال يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف

- ‌وقال في الفخر

- ‌وقال يمدح أبا الحسن موسى بن عبد الملك

- ‌وقال يمدح المعتصم بالله

- ‌وقال يمدح أبا المتسهل محمد بن شقيق الطائي

- ‌وقال يمدح محمد بن حسان الضبي

- ‌وقال يمدح أحمد بن أبي داود

- ‌وقال يمدح محمد بن الحسن الضبي

- ‌وقال يمدح أمير المؤمنين الواثق بالله

- ‌شعر

- ‌أقول لقد جاوزت القدر وأخللت بما اشترطت من الاختصار، وأكثرت من شعر الزجل لأني كلما

- ‌أبي عُبادة البحتري

- ‌قال البكري

- ‌قال أبو الفرج

- ‌وذكر المبرد شعراً له وقدمهعلى نظرائه وهو قوله

- ‌‌‌وقوله

- ‌وقوله

- ‌وله في الفتح بن خاقان وقد نزل إلى الأسد فقتله

- ‌وله في انتقاض صلح بين عشيرته

- ‌ومن جيد شعره

- ‌قال يمدح أمير المؤمنين على الله ويهنيه بعيد الفطير

- ‌‌‌وقال يمدحهويذكر وفد الروم

- ‌وقال يمدحه

- ‌وقال يمدح الفتح بن خاقان ويصف دخوله عليه وسلامه عليه

- ‌وقال يمدحه

- ‌وقال يمدحه

- ‌وقال يمدحه

- ‌وقال يرثي بني حميد بن غانم الطوسي

- ‌شعر المتنبي

- ‌قال أبو الفرج

- ‌ولمّا كان بمصر مرض وكان له صديق يغشاه في علته فلما أبلّ انقطع عنه فكتب

- ‌والبيت الثالث

- ‌واعتنى العلماء بديوانه وشرحوه بشروح عدة ما بين مطولات ومختصرات ولم يفعل هذا

- ‌وقال يمدح كافوراً سنة ست وأربعين وثلاث مئة

- ‌وقال يمدح كافوراً أيضاً

- ‌شعر المعري

- ‌ شعر

- ‌‌‌‌‌‌‌ شعر

- ‌‌‌‌‌ شعر

- ‌‌‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌‌‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌‌‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌قصيدة

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌‌‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌وصية أعرابية لولدها

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌شعر صردر

- ‌فوائد أدبية

- ‌‌‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌فائدة من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌فائدة من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌شعر

- ‌شعر أبيب جعفر الأعمى

- ‌ شعر

- ‌ من اشعار النساء

- ‌خبر جميل السدوسي

- ‌شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌وقال يمدح الملك الناصر صلاح الدين بن يوسف بن محمد الأيوبي سنة 646

- ‌وقال يمدح الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيوب وأنشدها بقاعة دمشق سنة 613

- ‌ومن قوله

- ‌مقاطيع أدبية

- ‌شعر

- ‌ شعر

- ‌وقال يمدحه ويستأذنه للحج الشريف ويهنئه بعيد الفطر

- ‌وقال يمدحه ويهنئه بعيد الفطر

- ‌ شعر

- ‌ونثره يشبه شعره في المعاني والجودة فمن ذلك قولهيتنصل إلى بعض من يعز إليه وترفع

- ‌شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌شعر العمري

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌شعر العادي

- ‌ شعر

- ‌أحمد بن شاهين

- ‌شعر الغري

- ‌شعر

- ‌حسين جلبي

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر الاهدل

- ‌‌‌‌‌شعر

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌‌‌شعر

- ‌شعر

- ‌علوي بن اسماعيل البحراني

- ‌شعر

- ‌كتب إلى أهله يتشوق إليهم، وهو محبوس بشيراز قوله

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌شعر

- ‌أشعار وآداب متفرقة

- ‌مرثية

- ‌شعر

- ‌وصية

- ‌ترجمة

- ‌ترجمة الشعبي

- ‌ أبيات رائقة

- ‌كتاب

- ‌فصل في العفو عن الإخوان، والأعضاء عن هفواتهم

- ‌فصل في الصبر والتأني

- ‌فصل في فضل العلم

- ‌الحض على العلم

- ‌مدح القناعة والاستغناء عن الناس

- ‌أبيات في مدح القناعة

- ‌ذم الحسد

- ‌مدح الحلم والتأني

- ‌مدح الوفاء

- ‌ذم القدر

- ‌مدح المداراة

- ‌مدح المشاورة

- ‌ذم السؤال

- ‌الفخر بالأنساب والأحساب

- ‌مدح الكرم وذم البخل

- ‌حسن البشر وكرم الأخلاق

- ‌نادرة عن الأصمعي

- ‌(ما قيل في وصف العشق في قول بعضهم، وذكر بعض من عشق مات)

- ‌نبذة مما وقع للشعراء في الشيب والشباب. قال بعض شعراء أهل العراق، وهو السيد حيدر

- ‌ شعر

- ‌ شعر

- ‌السيد عبد الغفار الأخرس

- ‌ومن غزلياته الفائقة قوله

- ‌ شعر

- ‌وله رحمه الله كتاب كتبه سنة 1248 للأمام تركي بن عبد الله السعود رحمه الله تعالى

- ‌له رحمة الله قصيدة سماها هداية الأكارم إلى سبيل المكارم ينبغي لكل أديب أريب أن

- ‌ومما قال مجاوباً للشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عثمان الأحسائي ومحمد بن علي

- ‌قد اقترح عليه حسن بن عبد الله بن أحمد آل خليفة تشطير أبيات ستة امتدح بها أمية بن

- ‌ شعر

- ‌فلما وصلت إلى بلد الرياض، طلب الإمام فيصل رحمه الله من الشيخ أحمد بن مشرف

- ‌ شعر

- ‌شعر سلمان بن سمحان

- ‌شعر

- ‌أحمد الغزاوي

- ‌شعر

- ‌محمد رضى الخطيب

- ‌وقد جرت قصيدة عصرية، ألقاها شاعر من أهل الشام، يقال له حليم دموس في مهرجان

- ‌ولمحمد بن عمر بن عبد الوهاب العرضي الحلبي، المتوفي سنة 1071هـ يتوجع من إعراض بعض

- ‌قال الشيخ محمد أفندي حافظ إبراهيم يمدح المرحوم الشيخ محمد عبده ويهنئه بتولي منصب

- ‌رجعنا إلى تمام المختار من شعر محمد بن عثيمين، قمن ذلك ما مدح به حضرة الحاكم

- ‌وقال أيضاً يمدحه

- ‌وقال لما أغار الشيخ عبد الله بن القاسم على العجمان وأغاروا على بعض طوارف أهل

- ‌ولما بنى الشيخ عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم قصره المسمى بالريان، وذلك في سنة

- ‌ولما توفي الشيخ القادم إلى رحمة الله وغفرانه قاسم بن محمد الثاني، رثاه محمد بن

- ‌وقال يرثي الشيخ المرحوم قاسم أيضاً، وكتب بها على ابنه المرحوم الشيخ عبد الرحمن

- ‌وممن رثى الشيخ المرحوم قاسم رحمه الله ومدح ابنه الشيخ عبد الله، الشاعر المشهور

- ‌وممن مدح الشيخ المرحوم قاسم الثاني رحمه الله وابنه الشيخ عبد الله بن قاسم الشاعر

- ‌وقال الشيخ سليمان بن سمحان النجدي قدس روحه، ونور ضريحه مهنئاً للشيخ قاسم بن محمد

- ‌قال رحمه الله

- ‌شعر علي بن سليمان

- ‌شعر بطرس النصراني

- ‌ شعر

- ‌ الرصافي البغدادي

الفصل: فكم غادر الأعداء في كل منهل … معاش وحوش أو

فكم غادر الأعداء في كل منهل

معاش وحوش أو خماص الحوائم

وقد قذف الرحمن منه مهابة

بكل فؤاد من عدو مخاصم

يبيت المعادي منه يحرس نفسه

ولو لم يكن في قربه من مراوم

له عزمات تتقي الأسد بأسها

بها الله عنا زال هول العظائم

وذو خلق يتعبد الحر حسنه

لطافته فاقت لطيف النسائم

إمام حوى مجداً وغر مناقب

فليس له في فضله من مزاحم

إذا رمت علماً فهو في العلم لجة

تدفق بالدر النفيس لناظم

وان رمت جوداً فهو كالغيث للورى

إذا اختلفت أيدي السحاب الرواكم

ورأي سديد يستضاء بنوره

إذا عم أمر المعضلات الكوالم

وحلم رزين لا يجارى ببعضه

أليس محاكي الراسيات بواهم

صفوح عن الزلات مع فرط قدرة

وخذ صدق ما قد قلت عن خير عالم

ألست ترى ما كان من سوء فعلنا

من الصد والإعراض عن خير حالك

وتفضيل أمر قد جنيناه واضح

شهير فأغنى عن إعادة ناظم

فأرسل جيشاً سابق الرعب أهله

وقد أمهُ الفتح المبين لشائم

وقواده من كل أروع باسل

سري كريم الأصل ماضي العزائم

ومذ نزلوا حلوان والسعد أمهم

أقاموا حدود الله من كل ثالم

وقد حكوا في الناس شرع نبيهم

وقد طهروا البلدان من كل آثم

وألقى إليهم أمره ابن خليفة

وعض لأمر غره كف نادم

فأولاه غفراناً وصفحاً إمامنا

وناصحه في أخذه للكرائم

وعم على كل الرعية أمنهُ

وعاملهم بالرفق في كل لازم

فيا ملكاً دانت لدولته الورى

وقيدت له غلب الأسود الضراغم

وطاع له عرب القبائل كلها

وإنا لنرجو الله طوع الأعاجم

هنيئاً لك الملك الذي أنت أهله

ومانعه من سوء باغ وظالم

أعز بك الله الحنيفي دينه

وأنت لشمل الدين أحسن ناظم

فشكراً لمولى قد حباك بفضله

وخولك الحسنى برغم الخياشم

فأول رعاياك الضعاف رعاية

وكن مانعاً عنهم مريد المظالم

وكف أكف الظالمين وكن بنا

رفيقاً تنل أجراً بيوم التخاصم

وكنت سعيداً ما هما ودق مزنة

وإياك وفقنا لحسن الخواتم

وهاك إمام المسلمين خريدة

أتت من محب للإخاء ملازم

قوافٍ بديعات المعاني يزينها

أنيق بيان كالرياض البواسم

على صفحات الدهر يبقى ثناؤها

عليك وأنت الكفؤ يا ابن الأكارم

دعاني إلى ما قلت فيك مودة

وصدق ولاء جاء من فرع هاشم

وما أملي إلا قبول فريدتي

وإتحافها بالسمع عن قصد رائم

فلست أخا‌

‌ شعر

أريد تكسباً

بشعري فأحوي فيه نقد الدراهم

ولا زلت يا عين الزمان موفقاً

لأمرك منقاداً جميع العوالم

وعشت طويلاً في سرورٍ ونعمةٍ

وعزٍ وإقبالٍ ونصرٍ مداوم

شعر

الشيخ أحمد بن مشرف هو الشيخ أحمد بن علي بن مشرف التميمي نسباً والأحسائي وطناً، المالكي مذهباً، والسلفي معتقداً. كان رحمه الله عالماً محدثاً فقيهاً ورعاً ناطقاً بالحق قوالاً بالصدق، لا يخاف لومة لائم. وكان قاضي الأحساء في مدة ولاية الإمام فيصل بن تركي السعود، وأول ولاية ابنه الإمام عبد الله رحمهما الله تعالى. وكان غاية في علم الأصول، وصنف نسخاً عديدة، ورسائل مفيدة، ورد على من خالف معتقد السلف ردوداً شافية نظماً ونثراً. وأما الشعر فقد أجاد في جميع فنونه وأتى فيه من الغزل الرائق، والمدح الفائق، والفخر والحماسة، بما يرتاح إلى سماعه ذوو الأذواق السليمة، والنفوس الكريمة. أذكر إن شاء الله منها جملة، تنبيك عن رسوخ قدمه في العلم والأدب، وبالله التوفيق. فمن ذلك ما مدح به الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله السعود منهضاً له على جهاد الأعراب المفسدين وذلك في سنة 1275 ألف ومائتين وخمس وسبعين وهي قوله:

أشمس تجلت من خلال السحائب

أم البدر جلى حالكات الغياهب

أم انجابت الظلماء عن لمع بارق

تلألأ من ثغرٍ لإحدى الكواعب

نعم أقبلت سلمى فأِرق وجهها

بصبح جمال تحت ليل الذوائب

ص: 294

فتاة تفق الغانيات بحسنها

كما فاق بدر التم زهر الكواكب

فما للمعنى لا يهيم بذكرها

وقد كان ذا جسم من الوجد شاحب

تناءت فزارت سحرة بعد هجعة

وقد نام عنها كل واش مراقب

تنم برياها الصبا حين أقبلت

تميس كغصن البان أو مثل شارب

فحيت بتسليم فأحسنت رده

وقلت لها قول المحب المعاتب

صليت بنار الهجر أحشاء مولع

فلم تطفها ماء العيون السواكب

فقالت ألم تعذر فكم حال بيننا

من المهمه الزيزي وبعد السباسب

أنا في ربى نجد وأنت ببلدة

أحاطت بها الأعداء من كل جانب

يغيرون في أطرافها وسروحها

جهاراً ولا يخشون سوطاً لضارب

فكم قعدوا للمسلمين بمرصد

وكم أفسدوا في سبلها بالنهائب

يقولون سيروا إن ظفرتم بنهبة

على رسلكم لا تحذروا درك طالب

وان تسفكوا فيها الدماء فإنها

لكم هدر لا تحذروا من معاقب

فياليت شعري هل سراة حماتها

نيام فهم من بين لاه ولاعب

أم الحد منهم كل أم زندهم كبا

أم القوم غروا بالأماني الكواذب

لقد كان تخشى بأسهم أسد الشرى

فصارت بهم تعدو صغار الثعالب

وإن يحوط الملك إلا سميذع

يخوض لظى الهيجاء ليس بهائب

له غيرة تحمي الرعايا كأنها

حمية ضرغام جسور موائب

فلا دين إلا بالجهاد قوامه

ولا أمن إلا بعد سل القواضب

ولا ملك حتى تخضب البيض بالدما

من الهام في أطرافها والجوانب

فسر لإمام المسلمين وقل له

بنفسك أو بلغه مع كل راكب

وانشده إن أحسست منه تثاقلاً

"إذا لم يسالمك الزمان فحارب"

ولا تحقر الخصم الضعيف لضعفه

فكم خرب الجرذي في سد مأرب

فقم واستعن بالله وانهض إلى العلى

فكسب الثنا والأجر خير المكاسب

فكيف تنام العين منك على العدى

وقد أوقدوا للحرب نار الحباحب

ولا ترض إلا مقعد العز مقعداً

على ظهر مهر للعنان مجاذب

ولا تستطب ظلاً سوى ظل قسطل

وظل القنا الخطي بين الكتائب

وشن على الأعراب غارات محنق

وأنهلهم صاب الردى بالمصائب

ومزق جماعات الضلال وحزبه

بريح سموم من لظى الحرب حاصب

وجر عليهم جحفلاً بعد جحفلٍ

وضيق عليهم أرضهم بالمقانب

جيوشاً تريهم ظلمة الليل بالضحى

ولمع المواضي كالنجوم الثواقب

إلى أن يكون الدين لله كله

وينقاد للإسلام كل محارب

ومن كان معوجاً فقومه بالظبى

إذا لم يفد بذل الحبا والمواهب

فبالبيض مع سمر القنا تدرك المنى

وبالجود والإقدام نيل المطالب

بذلك تعطيك المعالي زمانها

وتسمو على أعلى الذرى والمراتب

وان كره الناس الجهاد بداية

فآثاره محمودة في العواقب

وإثماره نصر وأجر ومفخر

وإن عميت عنه عيون الغياهب

فشمر بعزم للجهاد ولا تهن

فتدعو إلى سلم العدو المجانب

فان أنت سالمت العدو مخافة

فأيسر ما تلقاه بول الثعالب

ولازم تقى الرحمن واسأل نصرة

يمددك من إسعافه العجائب

فإن التقى حصن حصين لأهله

ودرع يقي من حادثات النوائب

ودونك نظم ينهض الشهم للعلى

ويدعو إلى حسن الثنا والمناقب

بدا من أديب كالجمان قريضه

طبيب زمان عارف بالتجارب

إذا قال قولاً أنشد الدهر شعره

وغنى به أهل الحجا والمناصب

وصلى إله العالمين مسلماً

على خاتم الرسل الكرام الأطايب

محمد الهادي إلى خير شرعة

به شرفت ابنا لؤي بن غالب

كذا الآل والأصحاب ما اهتزت القنا

وما انتدب الفرسان بين الكتائب

ص: 295

وفي سنة 1250 ألف ومائتين وخمسين، كان بين الإمام تركي، وبين آل خليفة حكام البحرين محاربة، وأرسل جيشاً بقيادة ابنه فيصل، ونزل القطيف. فقدر الله أن مشاري بن عبد الرحمن آل سعود أزه الشيطان على قتل خاله الإمام تركي المذكور بغياً وعدواناً، فلما بلغه الخبر كر راجعاً إلى بلد الأحساء وبايعه أهل الأحساء وعامة الجند والبادية، وسار إلى بلد الرياض ومشاري بها، فحاصره عدة أيام ثم ظفر به وقتله ومن معه. فقال الشيخ معزياً للإمام فيصل رحمه الله مادحاً وناصحاً:

شكرت يديك يد المقل الأرمل

لنوالها الجم الغفير الأجزل

ولبست من تقوى الإله ملابساً

والدين أفضل حلية المتجمل

منن رقيت بها إلى فلك العلى

حتى قعدت على السماك الأعزل

وفتحت للدين الحنيفي أعيناً

وكفت سحائبها بدمع مسبل

ضحكت نواجذه وأصبح وجهه

بعد التعبس مشرقاً بتهلل

لما أقمت فروضه وحدوده

بحدود مرهفة وسمر ذبل

حللت أخلاط الردى فسما الهدى

وحللت عقدة كل خطب مشكل

ودعائماً أرسيتها بدعائم

للملك بعد تحرك وتزلزل

ما راعك الخطب الذي قد شابهت

أيامه ظلمات ليل أليل

لكن جليت ظلامه بلوامع

وبسهم عزم كالشهاب المرسل

سيان حالك في المسرة والأسى

جلداً وذا شأن اللبيب الأكمل

ما جاش جأشك في الحوادث إذ وهت

في فتنة نغلي كغلي المرجل

أذكى الجهول ضرامها لسفاهة

كي يستضيء بنورها فيها صلي

قطع الذي أمر الإله بوصله

فلأجل ذا أسبابه لو توصل

وجنى على الإسلام شر جناية

وأقر عين أخي النفاق المبطل

فأحل منتهكاً لحرمة مسلم

ملك فعوقب بالعقاب الأعجل

طلب العلو ببغيه وبظلمه

جهلاً فرد إلى الحضيض الأسفل

ولأجل نصرة نفسه بذل القوى

لكن من خذل المهيمن يخذل

حتى إذا ملك الخزائن واستوى

جهراً على القصر المشيد الأطول

ملأ الإله فؤاده وصحابه=رعباً وصاح به القضاء ألا انزل

لا تحسب الملك القصور وما حوت

من آلة للحرب أو لتمول

بل مالك الملك الإله وإنه

جعل الخلافة في الإمام الأعدل

جمع الإله له القلوب فأجمعت

كل النفوس على إمامة فيصل

وانقاد كل المسلمين لأمره

طوعاً وتلك مواهب المتفضل

حتى إذا حدق الخميس بمن بغى

حنقاً وجدّ به الذي لم يهزل

عضّ على طرف البنان وقال من

فرط الأسى يا ليتني لم أفعل

فهناك أيقن أن أنجم سعده

أفلت وطالع نحسه لم يأفل

وهناك أسلمه الرجيم إلى البلى

لما طغى وأطاع كل مضلل

في الظلم والعدوان والفعل الذي

أضحى عن الشرع الشريف بمعزل

ودهاه ما صنع الإله لعبده

من ذلك الفتح المبين الأعجل

ورأى التحصن مانعاً هيهات أن

تغني الحصون عن القضاء المنزل

فأتاه بأس الله داخل حصنه

مع ناصريه فم يروا من موئل

فغدوا حصيداً للسيوف وللقنا

صرعاء بين مجرح ومجندل

وسقي بما أسٍقت يداه حميمه

كأساً أمر مذاقه من حنظل

واهاً لها من وقعة أبقت لنا

عبراً لكل مفكر متأمل

تنبيك أن الظلم أشأم طائر

والبغي أسرع صارع ومخذل

وتريك شؤم قطيعة القربى فمن

يقطع حبال قريبه لم يمهل

فلقد بلغت من العدا يا فيصل

أقصى مناك ونلت كل مؤمل

فاحمد إلهك إذ أنالك ملكه

وحباك بالنصر العزيز الأجزل

وسقاك صفو الملك بعد كدوره

فنهلتنا من عذب ذاك المنهل

فاحفظ فواضله بواجب شكره

إن الشكور لفي مزيد تفضل

وارع الرعية ما وليت أمورها

بإقامة العدل السوي الأمثل

فالعدل تحكيم الشريعة في الورى

حقاً فما عن عدلها من معدل

وسياسة الشرع الشريف هي التي

جمعت لكل طريق عدل أسهل

فأقم بها عوج الأمور معالجاً

فهي الدواء لكل داء معضل

واجعل بطانتك الخيار ذوي النهى

واحذر مخالطة السفيه الأرذل

ص: 296

كم دولة فسدت بآراء العدى

إذ لاطفوا قاداتها بتحيل

فلرب ذي نصح يضن بنصحه

ولرب آخر ناصح لم يعقل

فإذا هما اجتمعا لشخص واحد

فاقبل جميع مقاله لا تهمل

وأسئ ظنونك بالزمان فإنه

من فطنة اليقظ النبيه الأنبل

ما حسن ظن في الزمان وأهله

والصدق كالعنقاء غير محصل

وتوكلن على الإله فإنه

نعم الوكيل لعبده المتوكل

هذي نفائس فكرة قد صغتها

ببديع نظم كالزلال السلسل

هجرية زفت إليك فعطرت

نجداً بنفحة عنبر وقرنفل

لا زلت كهفاً للعفاة ومربعاً

للوافدين وللضيوف النزل

فاجعل جوائزها التجاوز والرضا

صفحاً وقابلها بحسن تقبل

ثم الصلاة على النبي محمد

والآل مع صحب هداة كمل

وقال مادحاً للإمام فيصل أيضاً:

على الدوح ما غنى الحمام وغردا

فجاوبه السدم المعنى وأسعدا

وهيج أشجاناً تقادم عصرها

وجدد منها دارساً فتجددا

وذكرني داراً لمية قد نأت

فبت لذكراها بليلة أرمدا

فتاة كأن الشمس غرة وجهها

ومن شعرها يبدو لك الليل أسودا

ويفضح غصن البان في الميد قدها

ويحكي لك اللحظ الحسام المهندا

فكم قتلت من عاشقيها بحده

وكم قد حمت من سلسل الثغر موردا

ولو أنها كانت بأرض قريبة

لآب إليها صبها وتوددا

ولكنها بالصد والبعد قد نأت

فلله ما أقصى المزار وأبعدا

فمن مسعدي من مبلغي لوصالها

سوى ماجد قد حاز فخراً وسؤددا

أخو همة في سالف العز قد علت

فمن مثله في الفضل والبأس والندى؟

أبو المجد وابن المجد والمجد أصله

حليف العلى من كان في الفضل أوحدا

إمام همام باسل باذخ العلى

له بسطة فضل وفضل على العدى

فأكرم به فرعاً سلالة مقرن

وآباؤه الغر الكرام أولو الهدى

لقد نصروا دين الإله وقوموا

من السنة الغراء ما قد تأودا

هو الأسد الضرغام والضيغم الذي

إذا ريم خسفاً وجهه ظل أربدا

لقد أمن الله البلاد وأهلها

بوطأته الأعداء من كل ملحدا

وأصبح بالمعروف بأمر أهلها

وينهاهم عن سائر الظلم والردى

وأنصف للمظلوم من كل ظالم

وللحق أضحى ناصراً ومؤيدا

أيا ملكاً تاج الملوك حذاؤه

وهمته في الدهر تحكي مهندا

عليك بتقوى الله سراً وجهرة

ففيها جميع الخير حقاً تأكدا

وخذ بيد المظلوم قد حق نصره

ولا تترك الباغي معيثاً ومفسدا

وكن حافظاً لله فيما رعيته

وناصحهم بالفعل والقول جاهدا

لتجزى من الله الكريم بفضله

بمقعد صدق في الجنان مخلدا

كما حزت في الدنيا جميع فخارها

فحز فضل أُخراها لتبقى مؤيدا

فتلك جميع المكرمات حويتها

فقدمت فخراً في المعالي مقلدا

وحق لمن حاز المروءة والسخا

وفي الحلم أَضحى فائقاً أن يسودا

إذا نظر الراجي سجاياه قال ذا

أبو دلف قد كان بالجود أجودا

فيا من سما هام المكارم والعلى

وأتهم في نيل العلى وأنجدا

تعودت بسط الكف طوعاً وإنما

"لكل امرئ من دهره ما تعودا"

لقد أوجفت قصداً إليك مطيتي

واعملت نص اليعملات جواهدا

لأبلغ من جدواك م قد رجوته

كما كنت للعافين مأوى وموردا

فكم كف عني فيصل الجود من أذى

وكم نالني من فيض معروفه ندى

جزاه إله العرش عني بفضله

وبوأه في جنة الخلد مقعدا

وأنت ابن تركي كنت ظلاً وملجأً

وغيثاً عميقاً في الشدائد مرفدا

فلا زلت ألطاف الإله محفة

بطلعتك الغرا ولا زلت منجدا

وصلى إله العالمين مسلماً

على خير مبعوث إلى الخلق بالهدى

محمد الهادي الشفيع وآله

كذا الصحب ما غنى الحمام وغردا

وقد وردت من الأمير عائض، صاحب عسير قصيدة تتضمن البشارة للإمام فيصل بانتصاره على العسكر المصري. وذكر فيها قائلها عدة وقائع بينهم وبين الجند المصري وأولها:

ص: 297