الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقالت أما منكن من يعرف الفتى
…
فقد رابني من طول ما يتشوف
أراه إذا سرنا يسير حذاءنا
…
ونوقف أحقاف المطي فيوقف
فقلت لتربيها أبلغاها بإنني
…
بها مستهام قالتا نتكلف
وقولاً لها يا أم عمرو أليس ذا
…
منى والمنى في خيفة ليس يخلف
تفاءلت في أن تبذلي طارف الوفا
…
بأن عن لي منك البنان المطرف
وفي عرفات ما يخبر إنني
…
بعارفة من عطف قلبك أسعف
وأما دماء الهدي فهي هدى لنا
…
يدوم ورأي في الهوى يتألف
وتقبيل ركن البيت إقباله دولة
…
لنا وزمان بالمودة يعطف
فأوصلتا ما قلته فتبسمت
…
وقالت أحاديث العيافة زخرف
بعيشي ألم أخبر كما أنه فتى
…
على لفظه برد الكلام المفوف
فلا تأمنا ما استطعتما كيد نطقه
…
وقولا ستدري أينا اليوم أعيف
إذا كنت ترجو في منى الفوز بالمنى
…
ففي الخيف من أعراضنا تتخوف
وقد أنذر الإحرام أن وصالنا
…
حرام وأنا عن مزارك نصدف
وهذا وقذفي بالحصى لك مخبر
…
بأن النوى بي عن ديارك تقذف
وحاذر نفاري ليلة النفر إنه
…
سريع وقل من بالعيافة أعرف
فلم أر مثلينا خليلي مودة
…
لكل لسان ذو غرارين مرهف
أما إنه لولا أغن مهفهف
…
وأشنب براق وأحور أوطف
لراجع مشتاق ونام مسهد
…
وأيقن مرتاب وأقصر مدنف
وعاذلة في بذل ما ملكت يدي
…
لراج رجاني دون صحبي تعنف
تقول إذا أفنيت مالك كله
…
وأملقت من يعطيكه قلت: يوسف
أغر قضاعي يكاد نواله
…
لكثرة ما يدعو إلى الشكر يجحف
إذا نحن أخلفنا مخائل ديمة
…
وجد ناحياً معروفة ليس يخلف
سعى وسعى الأملاك في طلب العلى
…
ففاز وأكدوا إذ أخف وأوطفوا
ويقظان شاب البطش باللين والتقى
…
بكفيه ما يرجى وما يتخوف
حسام على من ناصب الدين مصلت
…
وستر على من راقب الله مغدف
يسايره جيشان رأي وفيلق
…
ويصحبه سيفان عزم ومرهف
مطل على من شاءه فكأنما
…
على حكمه صرف الردى يتصرف
يرى رأيه مالا ترى عين غيره
…
ويغري به ما ليس يغري المثقف
رعى الله من ترعى حمى الدين عينه
…
ويحمي ربي الإسلام والليل أغضف
ومن وعدة في مسرح الحمد مطلق
…
وإنفاذه في ذمة الحلم موقف
ومن يضرب الأعداء هبراص فتنثني
…
صناديدهم والبيض باتلهام تقذف
رماهم بمجر ضعضع الأرض رزه
…
كان الروابي فيه بالنبل تدلف
كأن الردينيات في رونق الضحى
…
أراقم في طام من الىل تزحف
يعود الدجى من بيضه وهو أبيض
…
ويبدو الضحى من نقعه وهو أكلف
ويحجب نور الشمس بالنقع عنهم
…
ففعل الظبي في هامهم لا يكيف
لهم كل عام منك جاءوك فيلق
…
تساءل عنهم بالعوالي فتلحف
إذا ما طووا كشحاً على قرح عامهم
…
وبلوا من الآلام أنشأت تعرف
فكم من أغم الوجه غاو تركته
…
وهاديه من عثنون لحييه أكثف
هو المقضب الماضي بمهواه فأنثني
…
صريعاً تراه حبتراً وهو أسقف
لعمري لقد عاديت في الله طالباً
…
رضاه وقد أبليت ما الله يعرف
وطالبتهم في الأهل حتى تركتهم
…
فرادى وفي الأديان حتى تحنفوا
فيا ثقة الملك الذي لك سهمه
…
يراش لأكباد الأعادي ويرصف
هنيئاً لك العيد الذي منك حسنة
…
يروق ومن أوصافك الغر يوصف
بدا معلم الأرجاء يزهى كأنما
…
على عطفه وشي العراق المسقف
أتى بعد حول زائراً عن تشوق
…
وقد كان ذا شوق للقياك يطرف
فطوقته عزاً وشنفته به
…
فلاح لنا وهو الأغر المشنف
وقابله بالسعد نجلك جعفر
…
فيا لك من عيد بملكين تتحف
فلا زلت تستجدي فتولي وترتجى
…
فتكفي وتستدعي لخطب فتكشف
تم الاختيار من
شعر
التنوخي ويليه الاختيار من شعر أبي فراس الحمداني.
شعر
أبي فراس الحمداني قال:
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
…
أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة
…
ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى
…
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوانحي
…
إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه
…
إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر
بدوت وأهلي حاضرون لإنني
…
أرى أن داراً لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك وإنهم
…
وإياي لولا حبك الماء والخمر
وإن كان ما قال الوشاة ولم يكن
…
فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة
…
لآنسة في الحي شيمتها الغدر
وقور وريعان الصبا يستفزها
…
فتأرن أحياناً كما يأرن المهر
تسائلني من أنت وهي عملية
…
قتيلك قالت أيهم فهم كثر
فقلت لها لو شئت لم تتعنتي
…
ولم تسألني عني وعندك بي خبر
ولا كان للأحزان لولاك مسلك
…
إلى القلب لكن الهوى للبلى جسر
فأيقنت أن لا عز بعدي لعاشق
…
وأن يدي مما علقت به صفر
فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا
…
فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر
وقلبت أمري لا أرى لي راحة
…
إذا البين إنساني الح بي الهجر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها
…
لها الذنب لا تجزي به ولي العذر
وتجفل حيناً ثم تدنو كأنما
…
تراعي طلاً بالواد أعجزه الحضر
وإني لنزال بكل مخوفة
…
كثير إلى نزالها النظر الشزر
وإني لجرار لكل كتيبة
…
معودة أن لا يخل بها النصر
فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا
…
وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة
…
ولا الجيش ما لم تأته قبلي النذر
ويا رب دار لم تختفي منيعة
…
طلعت عليها بالردى أنا والفجر
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها
…
فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر
وهبت لها ما حازه الجيش كله
…
وراحت ولم يكتشف لأبياتها ستر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى
…
ولا بات يثنيني عن الكرام الفقر
وما حاجتي في المال أبغي وفوه
…
إذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى
…
ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امرئ
…
فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي الفرار أو الردى
…
فقلت هما أمران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني
…
وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
يمنون أن خلو ثيابي وإنما
…
علي ثياب من دمائهم حمر
قائم سيف فيهم أندق نصله
…
وأعقاب رمح فيهم حطم الصدر
سيذكرني قومي إذا جدهم
…
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سد غيري ما بددت أكتفو به
…
ولو كان يغني الصفر ما نفق التبر
ونحن أناس لا توسط بيننا
…
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا
…
ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلى ذوي العلى
…
وأكرم من فوق التراب ولا فخر
وله أيضاً:
غيري يغيره الفعال الجافي
…
ويحول عن شيم الكريم الوافي
لا أرتضي وداً إذا هو لم يدم
…
عند الجفاء وقلة الإنصاف
تعس الحريص وكل ما يأتي به
…
عوضاً من الإلحاح والإلحاف
إن الغني هو بنفسه
…
ولو أنه عاري المناكب حافي
ما كل ما فوق البسيطة كافياً
…
فإذا قنعت فكل شيء كافي
وتعاف لي طمع الحريص أبوتي
…
ومروءتي وقناعتي وعفافي
ما كثرة الخيل الجياد بزائدي
…
شرفاً ولا عدد السوام الضافي
ومكارم عدد النجوم ومنزلي
…
بيت الكرام ومنزل الأضياف
لا أقتضي لصروف كثير عدة
…
حتى كأن صروفه أحلافي
خيلي وإن قلت بهن مذ أنا يافع
…
ولقد عرفت بمثلها أسلافي
ولأبي فراس أيضاً:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
…
أيا جارتا هل تشعرين بحالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النوى
…
ولا خطرت منك الهموم ببال
أتحمل محزون الفؤاد قوادم
…
على غصن غالي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا
…
تعالي أقاسمك الهموم تعالي
تعالي تري روحاً لدي ضعيفة
…
تردد في جسم يعذب بالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة
…
ويسكت محزون ويندب سالي
لقد كنت أولى منك بالدمع مقلة
…
ولكن دمعي في الحوادث غالي
وأذكر هنا بعض المقاطيع الأدبية المشتملة على حكم ومكارم أخلاق من ذلك قول بعضهم:
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه
…
ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره
…
وفيه عيوب لو رآها به أكتفى
إذا أنا عاتبت الملول فإنما
…
أخط بأقلامي على الماء أحرفا
وهبه رعوى بعد العتاب ألم تكن
…
مودته طبعاً فصارت تكلفا
ولغيره:
وذو يقظات مستمر مريره
…
إذا الدهر لاقاها اضمحلت نوائبه
بصير بأعقاب الأمور كأنما
…
يخاطبه من كل أمر عواقبه
وأين يفر الحزم منه وإنما
…
مرائي الأمور المشكلات تجاربه
غيره:
إذا لم يكن للمرء فضل يزينه
…
يدافع عن إخوانه لم يسود
وكيف يسود القوم من هو مثلهم
…
بلا منة منه عليهم ولا يد
غيره:
غياك والحرص إن الحرص متعبة
…
فإن فعلت فراع القصد في الطلب
قد يرزق المرء لم تتعب رواحله
…
ويحرم المرء ذو الأسفار والتعب
فأزجر فؤادك عن حرص وعن نصب
…
فما وربك يأتي الرزق بالنصب
ولغيره:
إني رأيت الصبر خير معول
…
في النائبات لمن أراد معولا
ورأيت أسباب القناعة أكدت
…
بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا
وإذا نبابي منزل جاوزته
…
وجعلت منه غيره لي منزلا
وإذا غلا شيء علي تركته
…
فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
ولمحمود البارودي لما نفي من مصر:
محا البين ما أبقيت عيون المهى مني
…
فشبت ولم أقض اللبانة من سني
عناءً ويأساً واشتياقاً وغربة
…
الأشد ما ألقاه في الدهر من غبن
فأن أك فارقت الديار فلي بها
…
فؤاد أضلته عيون المهى عني
بعثت به يوم النوى إثر لحظة
…
فأوقعه المقدر في شرك الحسن
فهل من فتى في الدهر يجمع بيننا
…
فليس كلانا عن أخيه بمستغن
ولما وقفنا للوداع واسبلت
…
مدامعنا فوق الترائب كالمزن
دعوت اصطباري أن يعود فبزني
…
وناديت حلمي أن يثوب فغيغن
وما هي إلا خطرة ثم أقلعت
…
بنا عن شطوط الحي أجنحة السفن
وما كنت جربت النوى قبل هذه
…
فلما دهاني كدت أقضي من الحزن
ولكنني راجعت حلمي فردني
…
إلى الحزم رأي لا يحوم على أفن
فيا قلب صبراً إن جزعت فربما
…
جرت سنحاً طير الحوادث باليمن
فقد تورق الأغصان بعد ذبولها
…
ويبدو وضياء البدر في ظلمه الوهن
وأي حسام لم تصبه كهامة
…
ولهذم رمح لم يفل من الطعن
ومن شاغب الأيام لأن مريره
…
وأسلمه طول المراس إلى الوهن
وما المرء في دنياه إلا كسالك
…
مناهج لا تخلو من السهل والحزن
فإن تكن الدنيا تولت بخيرها
…
فأهون بدنيا لا تدوم على فن
إذا عرف المرء القلوب وما انطوت
…
عليه من البغضاء عاش على ضغن
يرى بصري مالا أود لقاءه
…
وتسمع أذني ما تعاف من اللحن
تحملت خوف المن كل رزية
…
وحمل رزايا الدهر أحلى من المن
وعاشرت أخدانا فلما بلوتهم
…
تمنيت أن أبقي وحيداً بلا خدن
لبعضهم:
إذا ما ضاق صدرك في بلاد
…
ترحل طالباً أرضاً سواها
عجبت لمن يقيم بدار ذل
…
وأرض الله واسعة فضاها
فذاك من الرجال قليل عقل
…
بليد ليس يعلم من طحاها
فنفسك فز بها إن خفت ضيماً
…
وخل الدار تنعي من بناها
فإنك واجد أرضاً بأرض
…
ونفسك لا تجد نفساً سواها
ومن كانت منيته بأرض
…
فليس يموت في أرض سواها
ولسعيد بن حميد يستعطف بعض أصحابه وقد هجره:
أقلل عتابك فالبقاء قليل
…
والدهر يعدل مرة ويميل
لم أبك من زمن ذممت صروفه
…
ولكل حال أقبلت تحويل
والمنتمون إلى الصفاء جماعة
…
إن حصلوا أفناهم التحصيل
وأجل أسباب المنية والردى
…
يوم سيقطع بيننا ويطول
ولئن سبقت لتفجعن بصاحب
…
حبل الصفاء بحبله موصول
فلعل أيام البقاء قليلة
…
فعلام يكثر عتبنا ويطول
للعفيف التلمساني من أبيات:
رياض بكاها المزن فهي بواسم
…
وناحت لغير الحزن فيها الحمائم
وأودعت الأنواء فيهن سرها
…
فنمت عليهن الرياح النواسم
يبيت الندى في أفقها وهو ناثر
…
ويضحي على أجبالها وهو ناظم
كأن الأقاحي والشقيق تقابلاً
…
خدود جلاهن الصبا ومباسم
كان بها للنرجس الغض أعيناً
…
تنبه منها البعض والبعض نائم
كأن ظلال القضب فوق غديرها
…
إذا اضطربت تحت الرياح الأرقم
كأن غناء الورق ألحان معبد
…
إذا رقصت تلك القدود النواعم
كأن نثار الشمس تحت غصونها
…
دنانير في بعض وبعض دراهم
كلأن ثماراً في غصون توسوست
…
لعارض خفاق النسيم تمائم
كأن القطوف الدانيات مواهب
…
ففي كل غصن ماس في الدوح خائم
حوار بن إسرائيل:
عسى الطيف بالزوراء منك يزور
…
فقد نام عنه كاشح وغيور
وكيف يزور الطيف صباً مسهداً
…
له النجم بعد الظاعنين سمير
سروراً في ضياء من شموس خدودهم
…
فكان سراهم في الظلام ينير
ظعائن تغزو الجيش وهي رديفة
…
عليهن من سمر الرماح ستور
إذا نزلوا أرضاً تولت محولها
…
وأضحت وفيها روضة وغدير
وإن فارقوا أرضاً غدت ورمالها
…
من الطيب مسك والتراب عبير
أأحبابنا الناؤون أدعو وبيننا
…
سهول عسير قطعها ووعور
سقى الأبرق الحنان حيث مصيفكم
…
من المزن داني الهيدبين مطير
وداركم بالبان من أيمن الحمى
…
يلوح عليها نضرة وسرور
قريبة عهد بالخليط رسومها
…
مواثل ما محيت لهن سطور
ولابن الخياط:
خذا من صبا نجد أماناً نقلبه
…
فقد كاد رياها يطير بلبه
وإياكما ذاك النسيم فإنه
…
متى هب كان الوجد أيسر خطبه
خليلي لو أحببتما لعلمتما
…
محل الهوى من مغرم القلب صبه
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى
…
يتوق ومن يعلق به الجب يصبه
غرام على يأس الهوى ورجائه
…
وشق على بعد المزار وقربه
وفي الركب مطوي الضلوع على الجوى
…
متى يدعه داعي الغرام يلبه
إذا خطرت من جانب الغور نفحة
…
تضمن منها داءه دون صحبه
ومحتجب بين الأسنة معرض
…
وفي القلب من إعراضه مثل حجبه
أغار إذا آنست في الحي أنه
…
حذاراً عليه أن تكون لحبه
ويوم الرضى والصب يحمل سخطه
…
بقلب ضعيف عن تحمل خطبه
جلى لي براق الثنايا تبينها
…
ولا لي إلا بارد الورد عذبه
كأني لم أقض به الليل زائراً
…
تجول يدي بين المهاد وجبنه
ولا ذقت أمناً من شرار حجوله
…
ولا أرتعت خوفاً من نميمة حقبه
فيا لسقامي من هوى متعنت
…
بكى عاذلوه رحمة لمحبه
ومنة ساعة للبين غير حميدة
…
سمحت بطل الدمع فيها وسكبه
ألا ليت أني لم أجل بين حاجر
…
وبين ذرى أعلام رضوى وهضبة
وليت الرياح الرائحات خوالص
…
إلي ولو لاقين قلبي بكر به
أهيم إلى ماء ببرقة عاقل
…
ظمئت على طول الورود بشربه
وأستاف حر الرمل شوقاً إلى اللوى
…
وقد أودعتني السقم قضبان كثبه
ولست على وجدي بأول عاشق
…
أصابت سهام الحب حبة قلبه
صبرت على وعك الزمان وقد أرى
…
خبيراً بداء الحادثات وطبه
وأعرضت عن نظم القوافي ومنطقي
…
ملي لمرتاد الكلام بخصبه
وما غزني لو شئت ملك مهذب
…
يرى أن صون الحمد غاية كسبه
لقد طال ما هو في سنة الكرى
…
ولا بد لي من يقظة المتنبه
روي عن عوف بن محلم قال كنت: آتي عبد الله بن طاهر في كل سنة، وكانت صلتي عنده خمسة آلاف درهم فأتيته فشكوت إليه الكبر وضعف حالي ثم أنشدته:
أفي كل عام غربة ونزوح
…
أما للنوى من وثبة فنريح؟
لقد طلح البين المشت ركائبي
…
فهل أرين البين وهو طليح
وأرقني بالري نوح حمامة
…
فنحت وذو الشجو الحزين ينوح