الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يود حصاه الدهر لو أنه غدا
…
على جيده عقد يناط وينظم
وحسب الدجى فخراً بحصباءِ أرضه
…
لو انتثرت من فوقه وهي أنجم
تقبلها الأفواه حتى كأنها
…
ثغور الغواني فهي تهوى وتلثم
نجيب نمته الغر من آل حيدرٍ
…
ملوك على كل الملوك تقدموا
جنان نعيم غير أن سيوفهم
…
لتعذيب أرواح الطغاة جهنم
مزانون في حلي العلى منذ خلقِهم
…
تمائمهم بالمكرمات تختم
مصاليت يوم الكر من شئت منهم
…
يصد به الجيش اللهام ويهزم
مضوا فأتى من بعدهم فأعادوهم
…
إلى أن رأى كل الورى أنه هم
تحدر في الأصلاب حتى أتت به
…
فكان هو السر الخفي المكتم
أبوه ذُكاء أعقب خير أنجم
…
ولكنه نجم هو البدر فيهم
كريم لديه زدت قدراً ورفعةً
…
وتكرمةً والحر للحر يكرم
فلي كل حين منه لطف مجدد
…
ولي كل يوم من أياديه أنعم
أمولاي يا مولاي دعوة مخلص
…
حليف ولاً في هر ليس يحجم
لقد أوجبت نعماك حجاً وعمرةً
…
على ذمتي والحج فرض محتم
فهل تأذنوا أقضي حقوق مناسك
…
تشاركني فيها الثواب وتغنم
ليهنك صوم الشهر وفيت أجره
…
وبالعفو عقباه لك اللُّه يختم
وعودة عيد قيد تزين جيده
…
بطوق هلالٍ نونه ليس تعجم
هلال إذا قابلته زال نقصه
…
فيشرق ليلاً وهو بدر متمم
يصوغ لورد الليل مخلب فضة
…
ولولاك أمي وهو ظفر مقل
فلا زلت تكو وجهه من سنا العلى
…
ولا زال بالإقبال نحوك يقدم
لعينيك يبدو وهو قلب حبية
…
ويلقى الأعياد وهو سيف مصمم
وقال يمدحه ويهنئه بعيد الفطر
هذا الحمى فانزل على جرعائه
…
واحذر ظبي لفتات عين ظبائه
وانشد به قلباً أضاعته النوى
…
من أضلعي فعساه في وعسائه
وسل الأراك الغض عن روح شكت
…
حر الجوى فلجت إلى أفيائه
واقصد لبانات اللوى فلعلنا
…
نقضي لُبانات الفؤاد التائه
واضمم إليك قدود أغصان النقا
…
والثم ثغور الدار من حصائه
واسفح بذاك السفح حول غديره
…
دمعاً يعسجدُ ذوب فضة مائه
سقيا له من ملعب بعقولنا
…
وقلوبنا لعبت يدا أهوائه
مغني به تهوى القلوب كأنما
…
بالطبع يجذبها حصا مغنائه
أرج حكى نفس الحبيب نسيمه
…
يذكي الهوى في الصب برد هوائه
نفحاته تبري الضرير كأنما
…
ريح القميص تهيب من تلقائه
فلتحذر الجرحى به أن يسلكوا
…
يوماُ فيشتاقوا ثرى أَرجائه
عهدي به ونجوم أطراف القنا
…
والبيض مشرفة على أحيائه
والأسد تزأر في سروج جياده
…
والعين تبغم في حجال نسائه
والطيف يطرقه فيعثر بالردى
…
تحت الدجى فيقصد عن إسرائه
والظل تقصره الصبا وتمده
…
والطير يعرب فيه لحن غنائه
لازال يسقي الغيث غر معاشر
…
تسقي صوارمهم ثرى بطحائه
لا تنكرن يا قلب أجرك فيهم
…
هم أهل بدر أنت من شهدائه
لولا جمود الدار بين شفاههم
…
ما ذاب في طرفي عقيق بكائه
لله نفسُ أسٍ يصعدها الأسى
…
ويردها في العين كف عزائه
حبست بمقلته فلا من عينهِ
…
تجر ولم ترجع إلى أحشائه
من لي بخشف كناسِ خدرٍ دونه
…
ما يحجم الضرغام دون لقائه
أحوى هوى ألِفَ الجآذر في الفلا
…
والشيء منجذب إلى نظرائه
حسن إذا في ظلمة الليل انجلى
…
تعشو الفراش إلى ضياءِ بهائه
يلقى شعاع الخد منه على الدجى
…
شفقا يعصفر طيلسان سمائه
فالبرق منه يلوح تحت لثامه
…
والغصن منه يميل تحت ردائه
لاغرو أن زار الهلال محله
…
فشقيقه الأسنى برحب فنائه
أو نحوه نسرُ النجوم هوى فلا
…
عجباً فبيضته بخدر خبائه
أنياب ليث الغاب من حجابه
…
ولواحظ الحرباء من رقبائه
كم قد خلوت به وصدق عفافنا
…
يجلو دجى الفحشاء فجر ضيائه
مالي وما للدهر ليس ذنوبه
…
تفنى ولا عتبى على أبنائه
يجني على فضلي الجميم بفضله
…
وكذا الجهول العلمُ من أعدائه
فكأنما هو طالبي بقصاص ما
…
صنعته آبائي إلى أرزائه
شيم الزمان الغدر وهو أبو الورى
…
فمتى الوفاءُ يرام من أبنائه
لحقوه في كل الصفات لأنه
…
ظرفوا به والماء لون إنائه
فعلام قلبي اليوم يجزعه النوى
…
ولقد عهدت الصبر من حلفائه
وإلام ندب للديار كأنه
…
فرض على أخاف فوت أدائه
يا حبذا عيش على السفح انقضى
…
والدهر يلحظنا بعين وفائه
والشمل منتظم كم انتظم العلا
…
بندى علي ٍأو عقود ثنائه
وليالياً بيضاً كأن وجوهها
…
من فوقه مسحت أكف عطائه
بحر إذا ما مد َّفابن سحابنا
…
يدري بأن أباه لج سخائه
فطن تكاد العمي تبصر في الدجى
…
لو أنها اكتحلت بنور ذكائه
ملك يعوذ الدين فيه من العدى
…
فيصون بيضته جناح لوائه
إلى أن قال:
إن كنت تجهل بالسؤال صفاته
…
فعليك نحن نقص من أنبائه
العدل والرأي المسدد والتقى
…
والبأس والمعروف من قرنائه
فهو ابن من ساد الأنام بفضله
…
خلف الكرام الغر من آبائه
صلى ووالده المجلي قبلهُ
…
فأًَََتى المدى فخراً على أكفائه
سيان في الشرف الرفيع فنفسه
…
من نفسه وعلاه من عليائه
من آل حيدرة الألى ورثوا العلى
…
من هاشم والضرب في هيجائه
آل الرسول ورهطه أسباطه
…
أرحامه الأدنون أهل عبائه
نسب إذا ما خط خلت مداده
…
ماء الحياة يفيض في ظلمائه
نسب يضوع إذا فضضت ختامه
…
فيعطر الأكوان نشر كبائه
أين الكرام الطالبون لحاقه
…
منه وأين ثناء من نعمائه
يا أيها المولى الذي بيمينه
…
في المال قد فتكت ظبي آلائه
سمعاً فديتك من حليف مودة
…
مدحاً يلوح عليه صدق ولائه
مدحاً تميل له الطباع كأنني
…
أتلو عليه السحر في إنشائه
بصفاتك اللاتي بهن مزجته
…
فعبقن كالأفواه في صهبائه
فاستجله نظماً كأن عروضه
…
زهر الربى ورويه كروائه
واسرر خلال العيد منك بنظرة
…
تكفيه نقص التم من لألائه
فجبينك الميمون يمنحه السنا
…
وعلاك يرفعه لأوج سنائه
طلب الكمال وليس أول طالب
…
وأتى إلى جدواك باستجدائه
فاظهر له حتى يراك فإنه
…
صب كساه الشوق ثوب خفائه
وليهنك الصوم المبارك
…
والله يختمه بحسن جزائه
وقال يمدحه ويهنئه بعيد الفطر أيضاً:
لله قوم بأكناف الحمى نزلوا
…
هم الأحبة إن صدوا وإن وصلوا
ودرّ درهم من جيرة معهم
…
لم يبرح القلب إن ساروا وإن نزلوا
جعلتهم لي ولاة وارتضيت بما
…
يقضون في الحب إن جاروا وإن عدلوا
هم همُ سادتي رقوا قسوا وعطفوا
…
جفوا وفوا أخلفوني أنجزوا مطلوا
ودوا قلوا هجروا زاروا صفوا كدروا
…
قد حسن الحب عندي كل ما فعلوا
رعيا لماضي زمان فزتُ فيه بهم
…
وحبذا بالحمى أيامنا الأُول
عصر كأن الليالي فيه بيض دمى
…
لعس الشفاه وأَوقات اللقا قبل
إذا الرواة رووا عنه لنا خبراً
…
كأنهم نقلونا بالذي نقلوا
كم في القباب لديهم من محجبة
…
بالحسن والعز منها يضرب المثل
بكرهي الشمس في إشراق بهجتها
…
لو لم يجن سناها فرعها الجثل
ودمية القصر لولا سمط منطقها
…
وظبية القفر لولا الحلي والعطل
سيان بيض ثناياها إذا ضحكت
…
ومبسم البرق لولا النظم والرتل
يبدو الصباح فيستحي إذا سفرت
…
عن المحيا فيعلو وجهها الخجل
تختال في السعي سكرى وهي صاحية
…
فينقضي الصبر عنها وهي تنتقل
تغري القلوب بلحظيها ومقلتها
…
لوا النعاس لقلنا جفنها خلل
أفديهم من سراة في جواشنهم
…
وفي البراقع منهم تلتظي شعل
فرسان طعن وضرب غير أنهم
…
أمضى سلاحهم القامات والمقل
شوس على الشوس بالبيض الرقاق سطوا
…
وبالجفون على أهل الهوى حملوا
في غمد كل هزبر من ضراغمهم
…
وعين كل مهاة كامن أجل
لم ادر من قبل ألقى سود أعينهم
…
إن المنية من أسمائها الكحل
كلا ولا خلت لولا حلي خردهم
…
أن الدنانير مما يثمر الأسل
بالبيض قد كللوا أقمارهم وعلى
…
شموسهم بالدياجي تضرب الكلل
صباحهم من وجوه البيض منفلق
…
وليلهم من قرون العين منسدل
صانوا من الدرما حازت مباسمهم
…
وما حووا منه في راحاتهم بذلوا
سود الذوائب والأحداق تحسبهم
…
تعمموا بسواد الليل واكتحلوا
يروق في أسدهم نظم القريض وفي
…
غزلانهم يحسن التشبيب والغزل
تمسي القلوب ضيوفاً في منازلهم
…
ولا لهن سوى نيرانهم نزل
هم الأكارم إلا أنهم عرب
…
عند الكرائم منهم يحسن البخل
أما ولدن تثنت في مناطقهم
…
تحت الحديد وقضيب فوقها حلل
وبيض حبات در بعضها لفظوا
…
وبعضهن لأعناق الدمى جعلوا
لولا عيون وقامات بنا فتكت
…
لم نخش من وقع ما سلوا وما اعتقلو
لا أطلع الله فجراُ في مفارقهم
…
ولا انجلى ليلها عنهم ولا أفلوا
ولا صحت من سلاف الدل أعينهم
…
ولا سرى في سواها منهم الكسل
لولا هواهم لما أبلى الضنى جسدي
…
ولا شجتني رسوم الدار والطلل
ولا تفرق قلبي في الرسوم كم
…
تفرقت من علي في الورى خول
الموسوي الذي مشكاة نسبته
…
أرحام بشهاب الطور تتصل
كريم نفس تزان المكرمات به
…
ومنه تنشأ بالدنيا وتنتقل
طود لو أن سر نديباً تبدله
…
لساكني الحوز بالراهون ما قبلوا
ولو إلى رجله يهوي الهلال دجى
…
لم ترضه أنه من نعلها بدل
قرن يميل إلى نحو الظبى شغفاً
…
كأنهن لديه أعين نجل
يغشى العدى مثل ماضيه وعامله
…
يهتز بشراً ويثني عطفه الجذل
في طرف هندية من ضربه رمد
…
وفي عواليه من جرح الكلى ثمل
له سيوف إذا ما النصر أضحكها
…
تبكي الرقاب وتنعي نفسها القلل
جراحها وعيون الصب واحدة
…
لا تلك ترقي ولا هاتيك تندمل
بيض الجوانب كالأنهار من لبن
…
تظنها بالوفا يجري بها العسل
حليف بئس إذا اشتدت حميته
…
لولا ندى راحتيه كاد يشتعل
يغزو العدو على بعد فيدركه
…
كالنجم يسري إليه والدجى جمل
يكاد كل مكان حل ساحته
…
يقفوه شرقاً إليه حين يرتحل
تلقى مواقد نور في مواطئه
…
كأنه بأديم الشمس منتعل
لا يطمع الخصم فيه لين جانبه
…
فقد تلين الأفاعي والقنا الذبل
ولا يغر العدى ما فيه مكن كرم
…
فمحدث الصاعقات العارض الهطل
يمد نحو العلى والمكرمات يداً
…
خطوطها للمنايا والمنى سبل
يد إلى مصر كل من أناملها
…
تسري الأيادي وفيها ينزل الأمل
كأن خاتمه يوم النوال بها
…
قوس السحاب الغوادي حين ينهمل
حاز الكمال صبياً منذ مولده
…
وقال بالفصل طفلاٌ قبل ينفصل
نفس من القدس في ذات مجردة
…
بالعرف جاز عليها يصدق الرجل
ما لاح فوق سرير مذله قمر
…
ولا تمطى جواداً قبله جبل
ولا تنسك زاهداً غيره أسد
…
ولا تدين في دين الظبا بطل
هل عانق الشمس إلا سيفه فلق
…
واستغرق البحر إلا درعه وشل
باهت مناقبه الدنيا به فعلا
…
قدراً على سائر الأملاك واستفلوا
حكوه خلقاً وما حازوا خلائقه
…
والناس كالوحش منها الليث والوعل
أنى يحاول فيه مدع صفة
…
وهل يحصل طيب النرجس البصل
ما كل ذي كرم تحوى مكرمه
…
والدر في كل بحر ليس يحتمل
لديه أغلى لباس المرء أخشنه
…
وأحسن الخز والديباج مبتذل
لو باللباس بدون البأس مفتخر
…
فاق البزاة بحسن الملبس الحجل
يا ابن الأسود الألي يوماً إذا حملت
…
بالأفق يشفق منها الثور والحمل
زانت بأبنائك الدنيا وفيك ولو
…
لم يولدوا لم تجد كفواً لها الدول
أنتم شموس ضحاها بل وأنجمها
…
ليلاً وأوقاتها الأسحار والأصل
عنكم ومنكم رواة المجد قد أخذوا
…
علم المعالي ولولا كم به جهلوا
يدرون أنكم حقاً أئمتهم
…
ويعملون يقيناً أنكم قبل
إذا العباء كساكم فضل ملبسه
…
فأي فخر عليكم ليس يشتمل