الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثنى عنه الظبا مخمورة
…
والكؤوس الروس والدم المداما
قلب الطرف به فكراً تجد
…
ديمة تجري وضرغاما شهاما
وأخا الفضل إذا ما انسجمت
…
سحبه أخجل سحبان نظاما
أبحر الدنيا إذا ما سجلت
…
جوده أقعدها الفخر وقاما
لو أتاه يوم حشر سائل
…
وهو لا يملك إذ ذاك حطاما
لتلقاه بأعلى همة
…
وحباه بالذي صلى وصاما
أيها المولى الذي من ربه
…
سمي المولى وسميت الغلاما
لا تضعني وأجد تربيتي
…
تلفني إذ صدق الجد تماما
واهن بالعيد الذي أنت بنا
…
مثله في الدهر فضلاً واحتراما
والقه شكراً ببشر إذ أتى
…
بعد أن صمت فوفيت الصياما
واسم واسلم بالمعالي مقصداً
…
نحوك الخلق رجاءً تترامى
وقال أيضاً وهي قصيدة تشتمل على أنواع من البديع:
قلبي وطرفك منصوب ومكسور
…
كلاهما مطلق منا ومأسور
ناديت دمع جفوني كي ترخمه
…
يا مستغاثي مالي عنك تحذير
حاكى فؤادي منك الوجه وافترقا
…
فذاك نار لتعذيبي وذا نور
قدري وقدرك مخفوض ومنتصب
…
والثغر والدمع منظوم ومنثور
بخفض قدري فيك الناس تعرفني
…
وهكذا الحب تعريف وتنكير
قد أعرب الحب نحواً بيننا حسناً
…
فال
شعر
والشعر مرفوع ومجرور
يا طرف من نبهت قلبي محاسنه
…
ذكري كسيفك في الآفاق مشهور
ينجاب ذو الجهل عني حين يبصرني
…
كأنما أنا صبح وهو ديجور
لو رمت فخراً على المحبوب قلت له
…
دمعي وثغرك ياقوت وبلور
أصناف جونة عطار بطالعته
…
فحاله عنبر والخد كافور
أقام سوق الهوى خد له أبداً
…
لحبة القلب فيه اليوم تعسير
لا ترج مني امتناعاً عن محبته
…
له على فلك المريخ تدوير
أبدى ضروب بديع طرفه فله
…
في فتية العشق تصريح وتشطير
حمت لواحظه معسول ريقته
…
ياكوثراً منعتنا ورده الحور
تقول إن صدقتنا القول مقلته
…
يا محرمي العشق إني كعبة زوروا
قد أخلصت كيمياء الحب وجنته
…
كأنها للهوى العذري إكسير
لو لم يكن كيمياء ما تسير لل
…
أنفاس والدمع تصعيد وتقطير
يحيا بجعفر دمع فضل وفي
…
أنا الرشيد به والقلب مسرور
يا دمع مقلتي الكشاف أنت لفي
…
تقدير للحب تأويل وتفسير
وسعت للدمع أشكالاً خلفت بها
…
اقليدساً ولها في الخد تحرير
لله مجلساً الغصن يعطفه
…
من نسمة الصبح تقديم وتنأخير
والنهر جسم بثوب الزهر ملتحف
…
والزهر برد من الريحان مسرور
فصل الربيع إذا ما العشق وافقه
…
القلب فيه وللأشجار تقطير
وللسماء التباس بالرياض لما
…
حكت كواكبها منها التصاوير
والزهوة الورد والسعد الشقائق وال
…
مجمرة النهر والجوزاء منثور
تصرفت بي أيامي لتنقصني
…
فما تغيرت والتصريف تغيير
لا ينفع المرء تدبير يهذبهُ
…
إلا إذا عضد التدبير تقدير
شعر
محمد عبد الله النجفي ومن رجال (السلافة) أيضاً الشيخ محمد بن عبد الله النجفي المالكي من ذرية مالك بن الأشتر، قال في حقه: ذو النسب الأشتري، والأدب البحتري، سماء فضل مشرق البروج، وحديقة أدب مزهزة المروج، وطود حلم لا تزعزعه الرياح، وبحر علم لا يغبض لممتاح، طلع في سماء البيان سراجا، وعلا في السبع الطباق منها معراجا، ونه إلى معاقل المعاني ببلاغته ففتحها، وشرع أرشية أقلامه إلى قلب البديع فمتحها، ونظم في أسلاك القريض دره المنتقى، وأجرى سلسال ترسله ين العذيب والنقى إلى أخلاق وشمائل، قال منها في رياض وخمائل، وصفاء سريرة وضمير، كرع منه في عذب نمير، إن ذكرت الفتوة فهو شيخها وفتاها، أو المروة فهو مصيفها ومشتاها، ولقد عاشرته سفراً وحضراً، فألفيته على العسر كما قال الشنفرى:
فلا جزع من خلة متكشف
…
ولا رمح تحت الغنى متخيل
ثم ذكر من نثره ما تهتز له الأعطاف طرباً، وترشفه الأذواق ضرباً وأثبت من شعره ما كتبه من أصبهان إلى أصحابه بالعزي:
أيا ريح هل باكرت حي بني بكر
…
فقد هاج شوقي ما بطيك من نثر
هززت قدوداً ثم رنحها الصبا
…
خلال الرماح السمر والأغصن الخضر
وجزت رياضاً خلتهن لياليل
…
تفتح فيها النور كالآنجم الزهر
خليلي قد عاثت بصبري يد الهوى
…
وأحلى الهوى ما مر بالصبر
لقد راعني فعل السحاب بدارها
…
ورب مريب فعله وهو لا يدري
أسائلكم عن بارق تأنسونه
…
أمتقد الأحشاء أم باسم الثغر؟
سقى العهد من أرض العزي معاهداً
…
بها يتقي ليث الوغى ظبية الخدر
فيالك من أرض تتيه حصاتها
…
على الدرة الزهراء والكواكب الدري
بها قاتل القرنين عمرو ومرحب
…
مروي المواضي في حنين وفي بدر
علي ولي الله صنو محمد
…
أبو ولديه زوج فاطمة الطهر
مراكز سمر تخطر السمر بينها
…
كفاها جلاد البيض عن بيضها الغر
تذكرني هذي الكواكب معشراً
…
أنار وإضراب السمر في العثير الكدر
أنادم فيها كل أروع باسل
…
شهاب يعب الشمس من راحة البدر
هزبر إذا ضاق المكر به سطا
…
من اللدان والصمصام بالناب والظفر
إذا ما انتضى الصمصام هزته نشوة
…
فتحسبه غصناً تلوى على نهر
ستثني على تلك البحار قصائدي
…
ثناء أزاهير الرياض على القطر
إذا ما نجوم الشعر باتت لوامعاً
…
طلعن على أفرادها طلعة الفجر
وما كان لفظي في القوافي نفاسة
…
أخا الدر حتى كان قلبي أخا البحر
ثم قال صاحب السلافة: ومن شعره ما كتبته إلي مادحاُ، ولزند البلاغة قادحاً:
أتاك بها الهوى تختال كبراً
…
فتاة من سلاف الدل سكرى
تكلف جفنها المخمور نهضاً
…
فليطح كأَسهُ غنجاً وسحرا
فمن نظم النجوم الزهر عقداً
…
وقد لها أديم البحر نحرا
ومن جعل السحاب لها جفوناً
…
وصاغ لها وميض سقاك الغنج أخرى
تخيل ثغرها حبباً إذا ما
…
رشفت من الرضاب العذب خمرا
رأتني فاعتراها الروع جهراً
…
وما علمي بما تخفيه سرا
أتني الدر من ثغر وطرف
…
غداة وداعنا نظماً ونثرا
كشفت لها إذاً عن صبر حر
…
تظل النائبات لديه أسرى
وهزته النوى فرأته طوداً
…
وزاحمه الهوى فرآه صخرا
سلي غيداً لهوت بهن دهراً
…
وخضت الحب ضحضاحاً وغمرا
عدلن فهل شكوت لهن وصلاً
…
وجرن فهل شكوت لهن هجراً؟
شربت الصبر شهداً في مساغ
…
يرى فيها الوقود الشهد صبرا
أعد فتوتي في المجد فرعاً
…
وأذكر مالكاً في الفخر بحرا
نجيب لم يلد إلا نجيباً
…
أغر لم يلد إلا أغرا
أب در له أبناء حرب
…
غدوا لوطيسها شرراً وسعرا
هو اكتسب السجايا الغر تبراً
…
وأبقاهن للأبناء ذخرا
يموت بكفه الخطي رعباً
…
فيودعه فؤاد الشم قبرا
ويغشى عثير الهيجاء ليلاً
…
فيفلق فيه للصمصام فجرا
سرى في نحو روض العزم عزم
…
يريني الشهب بين يدي زهرا
فأقحمني حباب البحر شهباً
…
وأوطاني حصا لمزاء جمرا
إذا ما لحت في أفق هلالاً
…
فسر عنه عساك تصير بدرا
وجز كالسيل ساحة كل واد
…
عساك تموج حيث أقمت بحرا
نعم لولا اجتناب الفلك سيرا
…
لما أمسى لجين الشمس تبرا
أتني يا ابن أحمد خلق حر
…
رأينا كل خلق فيه حرا
رأيت عليَّ أهل الفضل طراً
…
يداً واسماً ومرتبة. وقدرا
فقل صافحت بعد البحر بحراً
…
بناديه وبعد البر برا
فتى أروى من الذأماء قلاباً
…
وأوسع من فضاء البيد صدرا
وأبرد من فؤاد الثلج عيشاً
…
وألهب من شواظ النار فكرا
وأمضى من ذباب السيف عزماً
…
وأسرى من خيال الطيف مجرى
عزائم سلهن فكن بيضاً
…
وهزّ متونهن فكن سمرا
ترى غيث المكارم مستهلاً
…
بساحة وروض المجد نضرا
يزدن قرونه منه ذكاءً
…
ويلقى قرنه منه هزبرا
فتى يقضي على الأيام حتى
…
تكاد تخاله للدهر دهرا
أعد الأسمر الخطي ناياً
…
له والأبيض الهندي ظفرا
ويورد طامسات السمر صفراً
…
فيصدرهن بعد الري حمرا