الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا انا لم أمدحه في كل مقول
…
فلم شق لي الرحمن سمعي والفما
وإن أنا لم أنصفه في الحمد والثنا
…
لما حق لي أن ألقى من العرب مكرما
وإن أنا لم أنظم بصادق وصفه
…
الدراري لما نظمت عقداً منظماً
وقد شمت من آثاره الغر مابه
…
على كل ذي أمر وذي سؤدد سما
أخا المجد عبد الله يا خير مرتجى
…
وأفضل من يُثنى عليه وأكرما
تقبل عروس الفكر إنك كفؤها
…
ولولاك لم تلمح لها الشمس مبسما
لعلياك بالإقبال بشرى نظمتها
…
فزانت من الأيام جيداً ومعصماً
وما مهرها غير الرضى في قبولها
…
فجد بالرضى عني وعنها تكرماً
ودم بالغاً أوج الفخار على المدى
…
وعش بالهنا يا ابن العلي متنغما
وقال الشيخ سليمان بن سمحان النجدي قدس روحه، ونور ضريحه مهنئاً للشيخ قاسم بن محمد
آل ثاني بانتصاره على من قصده من العساكر التركية، ويذكر ما من الله به عليه من العز والتأييد وقمع العدو الباغي العنيد، وكانت تلك العساكر في غاية القوة عدة وعددا، ولم يبق عند الشيخ قاسم رحمه الله إلا قليل من قوتهأهل الصدق والوفاء، وقد تفرق عنه كثير من الجند، وساءت الظنون فصبر هو وأولئك النفر القليل، فأعزهم الله على عدوهم، وفر الطغاة منهزمين لا يلوي منهم أحد على أحد، وقتل منهم الكثير، وأخذ سلاحهم وما معهم من المدافع وجميع آلة الحرب ورجعوا خاسئين ولله الحمد والمنة، وذلك في شهر رمضان سنة 1310 ألف وثلاثمئة وعشر
قال رحمه الله
هو الله معبود العباد فعامل
…
فليس سوى المولى لراج وآمل
أليس الذي يرضى إذا ما سألته
…
ويغضب من ترك السؤال لسائل
ولله آلاء علينا عديدة
…
والطافه تترى بكل القضائل
فكم فتن جلى وكم فتن وقى
…
وكم فادح من معضلات النوازل
أزاح حناديسا سجت بدجائة
…
يعاليل كفر قد غشت بالعواضل
كعارض بؤس مكفهر عنانه
…
له زجل بالموجفات القلائل
طما وطفا فالجو بالنقع اكلف
…
وأرجاؤه مغبرة بالزلازل
وطاغية الأتراك من تركوا الهدى
…
وهدوا من الإسلام شم المعاقل
وزلزلت الأحساء منهم مهابة
…
وفر البوادي واعتلى كل واغل
ورحب أقوام بهم وتألبوا
…
وحثوا على حرب الهدى كل جاهل
وساءت ظنون من أناس كثيرة
…
وقد أزعجتهم موجات البلابل
وقد أظهروا للكفر والفسق والخنا
…
وللحكم بالقانون أبطل باطل
وللمكر والمكروه والفحش جهرة
…
وما الله عما يعملون بغافل
وجاؤوا من الفحشاء ما لا يعده
…
ويحضيه إلا الله أحكم عادل
يزيل الرواسي مكرهم وخداعهم=يشيب النواصي إذا أتى بالهوائل
لذلك زلت بابن حمدان رجله
…
إلى الأهوى وأسفل وسافل
فتعساً له من جاهل ذي غباوة
…
وتباً له من زائغ ذي دغائل
لقد زاغ عن نهج الشريعة وارتضى
…
ولاية أحباب الضلال الاراذل
وظن سفاهاً ظن سوء بربه
…
وليس لعمري للمعالي بآهل
كما ظن غوغاء الكويت سفاهة
…
سمواًوعزاً بالبغاة الأسافل
وأوباش حمقاء الحساء ذوو الغبا
…
وأشياعهم من كل غاو وجاهل
أما علموا أن الإله لدينه
…
يغار ويخزى كل باغ مخاتل
ويعلي ذوي الإسلام والدين والهدى
…
وولكن أهل الريب من كل واغل
بغاث إذا أبصرن بازاً وإن خلا
…
لها الجو صالت كالبوازي البواسل
وإن جن ديجور الضلالة أبصرت
…
وجالت بليل حالك اللون حائل
وإن طلعت شمس من الدين والهدى
…
تجحرن واستوحشن من كل صائل
لئن كان أعداء الشريعة قد طغوا
…
وضاق بأهل الدين رحب المنازل
وقد أقبلوا والأرض ترجف منهم
…
لقد أدبروا كالمعصرات الجوافل
يسوقهم ريح من الرعب عاصب
…
وبرق صفاح المرهفات الصقائل
وزجل رعود المارتين وقد همت
…
بوبل لأعداء الشريعة قاتل
وضرب يزيل الهام من مكناته
…
وقد أسعرت نار الوغى بالجحافل
بأيدي رجال لا تطيش عقولهم
…
ولا يعتريها خفة للزلازل
إذا عظم الهول استعدوا لدفعه
…
بصبر وضرب المرهفات النواحل
صوارم عزم ليس يفلل حدها
…
وإن جل بغي من عدو مزايل
لعمري لقد أولادك مولاك رفعة
…
وفخراً رفيعاً ماله من مماثل
وعزاً أطيداً بالثنا متألقاً
…
يقصر عن إدراكه كل فاضل
فإن رمت أن تحيا عزيزاً مؤيداً
…
وتصبح في ثوب من المجد رافل
فأعدد لأعداء الشريعة فيلقاً
…
من الحزم مقروناً بعزم ونائل
ولا تأمنن من خون الله إنهم
…
ذوو المكر فاحذرهم وكن غير حافل
لقد ضل سعيٌ من أخي ثقة بهم
…
وخابي وأضحى عادماً للفضائل
وفاز فتى ناجاهم بحسامه
…
وجاهدهم في الله لا للمآكل
ولا للعلى في الأرض والملك إذ هما
…
عن الأجل الأعلى عجالة جاهل
فعامله بالتقوى لتقوى على العدى
…
وتنجو من يوم عصيب وهائل
فثق واعتصم بالله ذي العرش واستقم
…
أليس هو المولى لراج وآمل
وقد خصك الرحمن منه برحمة
…
فأعلى بك الإسلام بعد التضاؤل
وهد بناء الناكبين عن الهدى
…
بنصرك من بعد اعتلاء الأسافل
رماهم بك الرحمن فانثل عرشهم
…
فآبوا وخابوا بل بلوا بالبلابل
وذلوا وقد عزوا وأبدل منهم
…
بخوف فتعساً للطغاة الأراذل
ولما رأى الطاغي عقوبة بغيه
…
نجا ولجا في البحر من خوف باسل
همام إذ لاقى الكماة سميدع
…
أخي ثقة عند الأمور الجلائل
وولى على الأعقاب ناكصاً
…
مخافة حد المرهفات الصواقل
وقد كان قبل الضرب في حومة الوغى
…
وزج العوالي في صدور الجحافل
يسأئلهم خسراً من المال معضلا
…
ويأمل أمراًفوق ذا غير حاصل
فخلى لكم كرهاً وأرخص ذلة
…
بما قد حوى من بعد جهل التحامل
وأطلق من في الحبس من كان موثقاً
…
صغاراً وذلاً والتجاءة واجل
فشكراً لمولاك الذي جل فضله
…
عليك وأخزى كل طاغ مزاول
ولله ربي الحمد ما لاح بارق
…
وما انهل وبل الساريات الهواطل
وما لاح نجم في الدجى متألق
…
وازهر نور في مروج الخمائل
وقهقهه رعد أو تنسمت الصبا
…
على الروض في أسحارها والأصائل
وأزكى صلاة يبهر البدر جسنها
…
على السيد المعصوم سامي الفضائل
وأصحابه والآل ما قال قائل
…
هو الله معبود العباد فعامل
وقال معزياً للشيخ قاسم أيضا بعد قتل ابنه المرحوم على بن قاسم المقتول شهداً في 17 رمضان سنة 1305 غفر الله له:
ألم ترىً أن الصبر أجمل بالفتى
…
وأحمد في الأخرى لأهل البصائر
وبالصبر نال الأجر لكل موحد
…
وفاز ببر الله أقدر قادر
فصبراً على ما قدر الله ربنا
…
تنل كل خير من رحيم وغافر
فإن يك قد أود علي مصابه
…
فبالأجل المحتوم فاصبر وصابر
فلا زال ريحان وروح ورحمة
…
تسح كودق المعصرات المواطر
على جدث قد حله قمر العلى
…
مدى الدهر في آصاله والبواكر
ولا زال رضوان الإله يمده
…
بعفو وإحسان ومحو البوادر
لئن كان ذا علم وشأو حماسة
…
تسامى بها نحو النجوم الزواهر
لقد كان ذا تقوى وآداب ماجد
…
وفي طاعة الرحمن سامي المآثر
وحاذر من الأخلاق كل كريمة
…
وكان فريداً في الزمان لسابر
وعاش حميداً مستفيداً من العلى
…
مآثر أخلاق الكرام الأكابر
ومات شهيداً مستزيداً من التقى
…
وصار إلى رب كريم وغافر
وأنا لنرجو أن يكون محبر
…
مع الشهداء الصالحين الأطاهر
يروح ويغدو في الجنان منعماً
…
ويسلو بحور في القصور القواصر
فلا تجزعن إذ كان ليس بأول
…
من الناس في هذا وليس بأخر
فمن قبله مات النبي محمد
…
وهل نحن إلا بعدهم للمقابر
تصبر وثق بالله لا رب غيره
…
فربي بصير بالطغاة الغوادر
وما هذه الدنيا بدار إقامة
…
ولكن إلى الأخرى إنتقال المسافر
وما هي إلا معبر لمقرنا
…
بدار الجزا دار البقاء لعابر
فكن صابراً بالله وارج ثوابه
…
فليس عظيم الأجر إلا لصابر
وفي سنة 1326 ست وعشرين بعد الثلاثمئة والألف: قسم الله إن المرحوم عبد الله بن محمد بن خاطر يخرج للقنص مع صاحب له وبعض خدامه، وإتفق أن يعرض لهم ركب من آل جابر، وأغاروا على عبد الله وأصحابه، ورماهم عبد الله وأصاب منهم رجلاً، ورموا عليه عدد بنادق وقتلوه، فلما وصل خبر مقتله البلاد حزن الناس عليه حزناً شديداً لما يعهدون فيه من حسن السيرة وجميل الأخلاق، وكرم الذات، ورثي بالمراسي الفائقة. وممن رثاه الشيخ محمد بن حسن المرزوقي رحمه الله بمرثية طويلة أجاد فيها، واستقصى جميع مآثره، ولم أظفر بها، ثم أنه أرسلها إلى الشيخ سليمان بن سحمان وطلب منه أن يساعده بمرثية أخرى فأجابه بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم من سليمان بن سحمان إلى جناب الأخ المكرم محمد بن حسن المرزوقي سلمه الله تعالى وأسبغ عليه نعمه ووالى، أمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأزكى واشرف تحياته وبعد. فقد وصلت إلينا المرثية في الأخ عبد الله بن خاطر، وطلبت مني الجوا ب وأنت لم تترك مقالاً لقائل، قد استوفيت المقصود ورثيت المفقود، ولكن لم يسعني إلا مجاوبتك بهذا النزر اليسير، ليكون لك تسلية في هذا الخطب الخطير.
يا راكباً من رياض المجد مرتحلا
…
عجلان منتجعاً ذا العفة السامي
لذي الفضائل من دين ومكرمة
…
محامياً لحمى الأخوان عن ذام
لله لا لهوى يدعوه أو طمع
…
أكرم به من محب صادق حام
ولم يزل بازلاً للجد مجتهدا
…
في قمع كل لئيم خانع رام
وقد دهاه مصاب من أخي ثقة
…
وقد رثاه فأعلى مجده السامي
لفقده لأمور كان يأملها
…
دينا ودنيا وتبجيلاً بأكرام
للوافدين من الأخوان أجمعهم
…
وللمحاويج من كل وأرحام
وكان مما دهانا من مصيبته
…
مما نؤمل من جود وأنعام
فوات عزم على موعوده وعلى
…
طبع الصواعق ردي بهت أقوام
فهل ترى يا أخي من بعده أحداً
…
يروم ما رامه في الخير أو حام
إني لأرجو إلاهي أن يعوضنا
…
من إلاه الغر ذا عزم وإقدام
وفي بني الشيخ أعني قاسماً درر=غير ميامين من سادات حكام
هم أهل مجد ونور يستضاء به
…
في الدين بل هم لعمري أهل عام
أنصار دين الهدى في كل معضلة
…
كهف العفاة وأرحام وأيتام
وقد أتاني نظام منك تطلبني
…
فيه الجواب ولم آلو بإكرام
لكن ما الخل قد أبدا محاسنه
…
وقد رثاه فلم يترك لنظام
من الرثاء مقالأ في مدائحه
…
أم من المآثر إحسان وإنعام
لكن إجيبك إكراماً وتسليةً
…
فيما أصابك من غم وإثقال
فهاك نظام فريد في محاسنه
…
نزراً يسيراً يسلي بعض أيامي
يا عين جودي بدمع هامع هامي
…
على الأغر الآبي الفاضل السامي
لا تسأمي أن تفضي الدمع عن كثب
…
على الدوام بدمع منك سجامي
على الوفي الصفي اللوذعيومن
…
بادين يسمو عن الأدناس والذام
أخي المكارم عبد الله ما انحسرت
…
في المسلمين له آثار إنعام
أبكيه لما أتانا نعيه حزنا
…
يا لهف نفسي على ذي العفة الحامي
مجاهداً جاهداً فما يقربه
…
من الإله بإخلاص وإعظام
وبذل جهد وإحسان ومكرمة
…
قد كان ذاك منذ أعوام
يغار لله أن تؤتى محارمه
…
لم يخشى في ذاك من لو مات لوام
يحب في الله أهل الدين مرتجياً
…
فضلاً من الله من جود وإكرام
وان عرا الدين ثلم قام منتصراً
…
في قمع كل مجد فيه أو رامى
حوى المكارم عن جدٍ أخي ثقة
…
وعن مآثر أخوال وأعمام
ما كان في قطر من فضل منقضا
…
إلا وقاسم فيها القادم والسامي
حامى على الدين حتى اعتز جانبه
…
لله درك من حام لإسلام
يا لهف نفسي ويا حزني ويا أسفي
…
على الذكي الرضي المنهل الطامي
مضى شهيداً وحيداً في مكارمه
…
لله درك من حام وضرغام
لما أتاه الأعادي قاصدين له
…
لم يثنه الخصم عن ورد وإقدام
ولا استكان لدى الأوباش من رهق
…
منهم هنالك من ذل وإحجام
لكن رماهم فأوى من رماه فقد
…
لاقى المنون ولاقى ضرب مقدام
فليبكه كل ذي دين ومرمة
…
على الدوام بدمع هامع هام
إذ كان ذا طاعة لله مجتهداً
…
براً وصولاً لأيتام وأرحام
زكان ذاعفة عن كل معضلة
…
وكل فاحشة تدعو لآثام
مصاحباً لذوي التقوى ويألفهم
…
مجانباً لذوي الآثام والذام
فقل لقااتله بغياً وعن أشر
…
لا زلت ما عشت في ذل وأسقام
لا زلت إن مت في مسجور لاظية
…
من السعير وفي يحمومها الحامي
وحيث ذكرت مرثية الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله، في المرحوم الشيخ عبد الله ن محمد آل خاطر وأحببت أن أذكر طرفاً من سيرته وحسن سمته ومروءته، وهو عبد الله بن محمد بن حسن بن خاطر العيوني من القبيلة المعروفة بآل أبي عينين، وكان الشيخ المرحوم قاسم الثاتي رحمه الله جده لأمه، ومات أبوه صغيراً وربي في كنف جده الشيخ قاسم وخاله الشيخ عبد الله بن الشيخ قاسم وناله ببركة تربيتهما صلاح وحسن أدب وعفة وسمو للمكارم، واجتناب للرذائل، ولما توسما فيه مخائل النجابة جل في أعينها، وأمداه من المال بما جمله وأغناه، وكان يتجر في اللؤلؤ، ورزق في تجارته قبولاً وبركة وحسن توفيق. وكان رحمه الله من خيار بني جنسه في جميع أحواله، ذا دين متين ومحبة لأهل العلم والصلاح، وكان كثير المطالعة ف كتب العلم والتواريخ والأدب، وكان ذا شفقة على أقاربه وذويه وأصحابه ومن يداينه، يبذل لهم من الإحسان ما يقدر عليه بتواضع وتودد ونفس مطمئنة، لا يمله جليسه ولا ينفر منه أنيسه، فرزق لذلك محبة من الخاص والعام، ونظر بعين الإجلال والاحترام، وكان كثير التلاوة للقرآن وكان مواظباً على الأوراد في الصباح والماء، لا يخل بها. وأما الكرم والسماحة، وحسن الخلق وحسن المحاضرة، لمن جالسه فقد أخذ من ذاك بحظ وافر، وكان ذا عقيدة سلفية محباً لأهل هذه العقيدة، قالياً لمن سواهم، وكان مواظباً على الصلاة في أول وقتها، ومتفقداً جيرانه وخدامه مؤدبا لمن تخلف عنها بلا عذر، ولم يزل يزداد من الحصال الحميدة إلى أن اخترمته المنية، أحله الله أعلى منازل الأبرار آمين.
وكان بيني وينه مودة أكيدة دينية وصحبة أدبية لا أكاد آنس إلا بمجالسته، ولا أطمئن إلا بحاضرته، وكنت في ذلك الوقت مشتغلاً بطلب المعيشة، وأتأخر عن زيارته في بعض الأيام، فإذا زرته نسيت ما نابني من أمر معيشتي كما قيل:
خليل أظل إذا زرته
…
كأني أنشأ خلقاً جديدا
أراني وان كثر المؤنسون
…
ما غبت عنه فريداً وحيدا
بلوت سجاياه في النائبات
…
فلم أبل منهن إلا حميدا
فلله دره من صاحب لا يمله صاحبه، ولا تسري إليه عقاربه، عار من الكبر، قبول للعذر، لا يحتويه خليل، ولا يمله نزيل كما قيل:
فكنت به أجلو همومي وأجتلي
…
زماني طلق الوجه ملتمع الضيا
أرى قربه قربي ومغناه غنية
…
ورؤيته ريَّا ومحجياه لي حيا
إلى أن قضى الله عليه ما قضاه، أحله الله أعلى منازل أحبابه وأوليائه آمين:
فما راقني من لاقني بعد موته
…
ولا شاقني من ساقني لوصاله
ولا لاح لي مذ ند ندٌ لفضله
…
ولا ذي خلال حاز مثل خلاله
وكان إذا انتقل في أيام الشتاء إلى البرية يتعاهدني بالمكاتبة، فوافق أنه غفل عن ذلك مدة لم تكن عادته، فأهمني ذلك وكتبت إليه:
خد من زمانك ما صفا
…
واقتنع هديت بما كفى
واعلم بأنك لن تجد
…
خلاً يدوم على الصفا
كلا ولن تر صاحبا
…
فيا أهمك مسعفا
وإذا أخا ثقة رأي
…
ت الود منه تكلفا
فتسل عنه ولا تكن
…
متحزناً متأسفا
وإذا المحب رأيته
…
متوددا متلطفا
فاشدد به عقد الوداد
…
وكن له مستعطفا
كأخي الفضائل والتقى
…
بيت المروءة والوفا
أعني ابن خاطر من بني
…
للمجد بيتاً مشرفا
وسما على الأقران لا
…
سما ولا متكلفا
ألف المكارم مذ نشا
…
وأشاد منها ما عفى
لكنه قد سامني
…
هجراً بصبري أجحفا
يا أيها الخل الذي
…
ما زال قط ولا هفا
ما ذنب مملوك لكم
…
أسقيته كأس الجفا
إن كان عن ذنب فإني
…
قد عهدتك منصفا
تالله حلفة صادق
…
في الجهر مني والخفا
مالذ لي من بعدكم
…
نوم وعيشي ما صفا
والقلب بعد فراقكم
…
أضحى جوى متلهفا
فإلى متى هذا الصدود
…
إلى متىهذا الجفا
ما كان ضرك لو كتب
…
ت إلى محبك أحرفا
وكتب إليه في صدر كتاب:
سلام من المملوك ما لاح بارق
…
وما هل ودق الهاميات المواطر
وما أخضر عود أو ترنم طائر
…
وفاح شذى تلك الرياض العواطر
يخص به إن جفاني كل خل وصاحب
…
ومن لم يزل يرعاه قلبي وخاطري
لقد جمع الله المروءة والوفا
…
لما جد أعراق زكي العناصر
أخي همة تأبى لكل دينة
…
تقي نقي العرض عف المآزر
له في العلى بيت أشاد عماده
…
تراث جدود كالبدور السوافر
ولكنه قد زانه وبني له
…
من المجد أركان العلى والمفاخر
وكتبت إليه أيضاً في صدر الكتاب:
فارقتكم وبقلبي من فراقكم
…
ما ليس يوصف من هم ومن حزن
أشكو غل الله ما بالقلب من ألم
…
فهو المرجى لكشف الضر والمحن
كيف السلو وعيني لا يلذ لها
…
نوم وقلبي لا يخلو من الشجن
وناولني مرة مسواكا فاستحسنته وقلت على البديهة:
وهبت لي المسواك يا ابن محمد
…
أثابك العرش خير جزائه
ولا زلت في الدنيا بعز ورفعة
…
وأسكنك الفردوس يوم لقائه
ول زلت موسوما بكل فضيلة
…
يقصر عن إداركها كل تائه
فلما قضى الله ما قضاه، أصابني عليه من اامتعاض والحزن ما لله به عليهم، وبيت أياما لا أخالط أحدا ولا آنس بفؤاد دام ولب حائر، وقلب في جناحي طائر، من هذا الطارق المطرق والنبأ المغص المشرق، فيا له من خطب جليل، أنساني جميع الخطوب ومصاب أليم شقت له القلوب، ولكنه أمر الله الذي لا يقابل بغير الرضا والتسليم له فيما قدر وقضى، سقى الله بغيث الرحمة ثراه وأضاء بنور الشهادة مثواه.
عجبت لصبري بعده وهو ميت
…
وقد كنت أبكيه دما وهو غائب
وقال أيضاً:
فأية شمس فيه للمجد كورت
…
وأي بناء للمكارم قد وهي
المجد يبكي عليه جازعاً أسفاً
…
والفضل يندبه والجود والكرم
وكثيراً ما كنت أنشد قول الشاعر:
وأخ وفيّس لا أطيق فراقه
…
حكم الإله بأن أراه مفارقي
وأخ الأسى إذ بان وابيضت أسى
…
لنواه سود نواظري ومفارقي
ولم أزل أنشد قول بعضهم:
من لي بإنسان إذا أغضبته
…
وجهلت كان الحلم رد جوابه
وإذا طربت إلى المدام شربت من
…
أخلاقه وسكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه
…
وبسمعه ولعله أدرى به
سمع الخليقة لا يمل جليسه
…
متضوعا كالمسك طيب جنابه
أقول ولا أتردد أنه ليس بدون من أتصف بهذه الأوصاف، يهد لي بذلك من عرفه ومارسه، ثم إن الله سبحانه وتعالى ألهمني الصبر والاختساب، وأكثرت من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف علي خيرا منها، فخلف اللع علي بأصحاب آنسوني وواسوني، فجزاهم الله عني، أحسن الجزاء، ثم إني تطفلت على نظم مرثية فيه أحله الله منازل الأبرار وهي هذه:
أعيني جودا بالدموع السواكب
…
فإن بكاء الإلف أعظم واجب
ولا تبخلا بالدمع لو كان من دم
…
على طاهر الأخلاق عف المذاهب
فلست يباك بعده فقد هالك
…
ولا جزع من حادثات النوائب
إلى الله أشكوا ما دهى من مصيبة
…
ونازلة من موجعات المصائ
مصيبة خل أورث القلب فقده
…
لهيب جوى بين الحشى والترائب
مصيبة ذي الإحسان والفضل والتقى
…
حليف الندى والمجد سامي المناقب
تقي نقي عابد متبتل
…
تبارك من أولاه خير المواهب
محب لأهل حرب لضدهم
…
مهين لأرباب الخنا والمعائب
فلله مقتول مضى لسبيله
…
انعم الفتى عند الخطوب الكوارب
أبو الفضل عبد الله أعني ابن خاطر
…
أخي إن جفاني كل خل وصاحب
اخو الصدق مأمون السريرة من سمت
…
مكارمه أوج النجوم الثواقب
بلوت بني الأيام طراً فلم أجد
…
صديقاً سواه مسعدا في النوائب
فأصفيته مني الوداد فلم يشب
…
صفاء ودادي بالقذى والشوائب
فأصبحت موتوراً أعزى لفقده
…
أعلل نفسي بالأماني الكواذب
لئن ذهبت أيامه الغر وأنقضت
…
فما الحزن من قلبي عليه بذاهب
بنفسي أخاً لم يصف لي العيش بعده
…
ولا ساغ لي يوماً لذيذ المشارب
خليلي ما ذاك الهمام بعائد
…
علينا ولا ذاك الغمام بساكب
فما أوحش الدنيا علي وأهلها
…
غداة ثوى في الترب بدر الغياهب
فلله أياما تقضت بقربه
…
فعادت كأحلام الرقاد والكواذب
إذا خطرت يوماً على القلب خطرة
…
بتذكار هاتيك الليالي الذواهب
تكدرت الدنيا علي وأوحشت
…
مسالكها عندي وضاقت مذاهبي
فلا غرو أني قد فجعت بسيد
…
كريم على السمت الجميل مواظب
بعيد المدى بدر الدجى معدن الوفا
…
كسوب الثنا والحمد عف المكاسب
حسيب كريم الذات والأصل ماجد
…
جواد إذا انسدت وجوه المطالب
له في أثيل المجد بيت مشيد
…
ومن رتب الإحسان أعلى المراتب
له خلق سهل ونفس أبية
…
وكف تضاهى غاديات السحائب
له مجلس ينتابه كل طارق
…
مناخ لا ضياف الشتاء السواغب
همام تحلى بالديانة والتقى
…
ورفض الدنايا وابتذل الرغائب
عزيز جوار أريحي مهذب
…
يعد إصطناع العرف أسبى المكاسر
وكم من سجايا لأبن خاطر لم يكد
…
يحيط بها عداً يراع لكاتب
فإن يك عبد الله أقفر ربعه
…
فأصبح ميدان الصبا والجنائب
وأقصده سهم من الموت صائب
…
قضاء مليك لايغالب غالب
فما مات حتى فاق مجداًوسؤوداً
…
وشيد بنيان العلى والمناقب
وأعظم فينا فقده ومصابه
…
فكل فتى يوماًلاحدى النوائب
وأبقى من الذكر الجميل مآثرا
…
مناراً لطلاب العلى والمراتب
حيا ما حيا ذا رفعة وجلالة
…
واودى جميل الذكر عالي المناصب
عليه ربى الرحمن ما ذر شارق
…
وما لاح برق في خلال السحائب
ولا زال مصحوباً بعفو ورحمة
…
ومغفرةً من فضل جزل المواهب
وأني لأرجو الله جبر مصيبتي
…
وتفريج هم صار ضرب لازب
واختم نظمي بالصلاة مسلماً
…
على سيد السادات بدر الغياهب
محمد الهادي الشفيع وآله
…
وأصحابه الغر الكرام الأطايب
وقد رثاه أيضاً الشيخ أحمد بن محمد ماجد الأحسائي رحمه الله بهذه القصيدة:
جرى الدمع حتى بل حجري هاطله
…
وأشرقني بالريق مذ سال سائله
وضعضع طود المجد بل ثل عرشه
…
وعاشرنا من غائل البين عاجله
وصارعنا صرف الردي برصوفه
…
وحلت بنا منذ ناخ فينا كلا كله
وحاق بنا جور الزمان حكمه
…
فجل بنا من فادح الخطب نازله
وأعظم فينا الرزء لما تخيرت
…
يداه كريما وهو في المجد كامله
سخياً وفياً واسع الجود ماجداً
…
جزيل عطاء يسبق الوعد نائله
سماهمة فوق السهاء ورفعة
…
فهيهات أنى تنال منازله
تقدم بالتقوى بالدين والنهى
…
فأخر عنه من أرداد يشاكله
عفيف إزار لم يطأ قط ريبةٍ
…
نعم قد أتى من عف عفت حلائله
فتى همه كسب الثناء وذخره
…
صنائع جود أبرزتها فضائل
رأى المال تفنى والمكارم تقتنى
…
فجاد بما تحويه منه أنامله
له كف ضرغام بها البأس والندى
…
تحاكى لصوب المزن إن صح أوابله
إذ أخلف الوسمي أو الوت السما
…
أغاث الورى من صيب الجود وابله
وان كلح الوقت العبوس بوجهه
…
فطوبى لوفد قد حوتهم مناهله
ترى الوفد حول الحي يأويه شرعاً
…
كما أحدقت بالمى عاطشاً نواهله
لقد عطلت بئر الوفود لفقده
…
وهدم من قصر السخاء معاقله
فقولوا لوفد يمموا الجود والندى
…
رويداً فعبد الله ناخت كلاكله
وحط بلحد غيبته حنادس
…
وواراه منه تربه وجنادله
حثوا فوقه من ذلك الترب والحصى
…
وخلي به فرداً لوحش ينازله
وعطل منهم سرحاً أجرد سابح
…
وقصر زهت لما حوته منازله
وربع به للوفد حط رحالهم
…
إذا خفيف من ربيب الزمان غوائله
وحي به إن خيم البيت ضاربا
…
لاطنابه حلت إليه أرامله
وتقصده الركبان من كل وجهة
…
من الخضر والأعراب تزجى رواحله
فالقوا رحال الإرتجال وأيقنوا
…
بأن الندى والجود حقت مناهله
أمن بعد عبد الله تقصد ذا ندى
…
فتظفر منه بالذي أنت آمله
فواحسرتا ماذا فقدت بفقده
…
فرزؤك عبد الله للمرء قاتله
فقدنا به نور الحياة وطيبها
…
وأسداء جود من نداه يواصله
فهل يشف شق الجيب أم شق مهجتي
…
فطود العزا والصبر هدت معاقله
لواعج أحزاني ونار تلهفي
…
يؤجهها في القلب ما عشت شاعله
على أروع وافي الزمام محبب
…
منيع جوار لم يخب قط سائله
نعمنا به وقتاً بظل جنابه
…
بناد به من كل حي أفاضله
منزهة من كل شين رباعه
…
صفت لورد الواردين مناهله
عليه غزير الدمع وقفا أهله
…
وقد حق أن يجري من الدمع باخله
لقد قل أن نبكه بالدمع والدمى
…
ويجري عليه من دم القلب سائله
عليه من الرحمن واسع رحمة
…
وصب عليه مغدق العفو هاطله
وأتحفه بالروح منه وبالرضى
…
وبالجود وبالإحسان غاداه شامله
وعوضه جنات عدن منعما
…
بحور وولدان وفوز ينازله
وأعظم إلهي أجر اخوانه الألى
…
لهم طول مجد طال في الفضل طائله
ووازرهم بالعز والنصر عاجلا
…
وجدد لهم عون هداك يواصله
وصل إلاهي ما تنسمت الصبا
…
وما غرد القمري وناحت بلابله
على المصطفى الهادي الشفيع وآله
…
وأصحابه ما انهل ملودق وابله
منظومة غراء ألقاها الشاعر الأديب عبد الكريم بن جهيمان، عند قدوم الملك المعظم الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل السعود في ذي الحجة سنة 1359 هـ اعزه الله تعالى مكة المكرمة زادها الله تشريفا.
قدم المليك تحفه النعماء
…
واستبشرت بقدومهالبطحاء
وتهللت تلك المشاعر والربى
…
وازينت لمجيئه الأرجاء
وأرى الحياة تدب في أجسامنا
…
بقدومكم وتحوطنا السراء
أهلا بمولاي المليك ومرحبا
…
طاب السرور وتمت النعماء
نتطلع الأخبار عنك إذا بدا
…
نور الصباح أو انتهى الإمساء
حتى سعدنا بالقاء وإنه
…
يوم سعيد بالسنى وضاء
فيكم تمثلت العروبة كلها
…
وتجمعت في حبك الأهواء
وتفنن الأقوام في تمجيدهم
…
وشدا ودد مدحكم الشعراء
كل يردد ما يجول بفكره
…
في مدحكم وتسوقه الآلاء
والمسلمون على اختلاف شعوبهم
…
لك في قلوبهم رضاً وثناء
أي امرىء إلا ويعجبه هنا
…
عدل وأمن واسع ورخاء
حتى العدى لهجوا بذلك في الورى
…
والحق ما شهدت به الأعداء
وصحائف التاريخ ملأى بالذي
…
لا يستطيع لحصرها الإحصاء
العطف فيكم والحنان تمثلا
…
والفائزون غدا هم الرحماء
كم من يد لك في الورى مشكورة
…
هي في سجل المكرمات سماء
دبت إلى الفقراء في أكواخهم
…
فغدا يرددها لك الفقراء
كم من يتيم جبرت مصابه
…
وكشفت عنه ما به يستاء
وأرامل يشكرون فضلك في الدجى
…
ويحثهن مكارم بيضاء
كم دعوة لك من فؤاد صادق
…
هو بالقبول تلفها الظلماء
صعدت إلى رب السماوات العلى
…
فغدا ًيكون لكم بهن جزاء
دم يا مليك العرب موفور الحمى
…
ما جاء ليل واقتفاه ضياء
دم للعروبة كي تقيم حقوقها
…
وتحوط مجداً شاده الآباء
دم للمكارم يأتي فيه المجتدي
…
إن جاء قحط واستمر غلاء
دم للأمور المشكلات تحلها
…
بمهارة تعنو لها العظماء
العرب لا ترضى سواك مليكها
…
أبداً ولو غضب الورى جمعاء
الملك فيك وفي بنيك مخلد
…
والعرب كلهم لكم نصراء
عرش الرياسة أنتم أولى به
…
وبكل قطر منكم أمراء
فسعود في بلد الرياض مفخم
…
يلتف حول مقامه الكبراء
وهنا بمكة في الحكومة فيصل
…
شهم له في المعضلات مضاء
والله حافظكم مدى أيامكم
…
من كل باغ دأبه الشحناء
مولاي هذى نفثه من مخلص
…
لكم لديه محبة وثناء
فيه التفاني للمليك وشعبه
…
ما خالطاه تصنع ورياء
فاقبل يفضلك ما يقول فإنه
…
يحدوه فيما قد تراه وفاء
أبقاك ربي للعروبة ناصراً
…
ما شع بدر واقتفته ذكاء
ولمحمد بن حسن الأنصاري يمدح سعادة الشيخ الأجل عبد الله بن المرحوم الشيخ قاسم الثاني: وقال معزياً للشيخ قاسم أيضاً بعد قتل ابنه المرحوم علي بن قاسم المقتول شهيداً في 17 رمضان سنة 1305 غفر الله له:
ألم تر أن الصبر أجمل بالفتى
…
وأحمد في الأخرى لأهل البصائر
وبالصبر نال الأجر كل موحد
…
وفاز ببر الله أقدر قادر
فصبراً على ما قدر الله ربنا
…
تنل كل خير من رحيم وغافر
فإن يك قد أودى على مصابه
…
فبالأجل المحتوم فاصبر وصابر
فلا زال ريحان وروح ورحمة
…
تسح كودق المعصرات المواطر
على جدث قد حله قمر العلى
…
مدى الدهر في آصاله والبواكر
ولا زال رضولدان الإله يمده
…
بعفو وإحسان ومحو البوادر
لئن كان ذا علم وشأو حماسة
…
تسامى بها نحو النجوم الزواهر
لقد كان ذا تقوى وآداب ماجد
…
وفي طاعة الرحمن سامي المآثر
وحاز من الأخلق كل كريمة
…
وكان فريداً في الزمان لسابر
وعاش حميداً مستفيداً من العلى
…
مآثر أخلاق الكرام الأكابر
تدوم بالعز والإقبال والظفر
…
في نعمة الله تبقى مدة العمر
لا زلت ترقى وقدري عندكم أبداً
…
ترقى إلى غارب السعدان والقمر
وبرج سعد صعدتم في العلى درجا
…
من صولة قد سمت بالأنجم الزهر
بهمة ضاهت العيوق غايتها
…
عنها يقصر أهل المجد عن قصر
زاد اشتياقي لما أن سمعت بكم
…
والسمع أسبق أحياناً من النظر
كم بت في سهري قلبي أعلله
…
"لعل بالجزع أعواناً على السهر"
ولم أزل في هموم قد برت جسدي
…
والدمع ينهل من عيني كالمطر
لما أهاج لظى التذكار قلت له
…
"يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر"
وقلت يا قلب لا تجزع فذا فرج
…
أتى به الله وافانا على قدر
فافتر مبتسماً وقال مبتهجاً
…
أهلاً وسهلا بكم يا غاية الوطر
فالورق تصدح والأغصان راقصة
…
والغانيات ذوات الغنج والخفر
من كل فاتنة الألحاظ فاترة الأ
…
جفان ساحرة الولهان بالحود
بطرة زانها ليل على قلق
…
كطلعة الشمس تغنينا عن القمر
مظلومة الريق في تشبيهها ضرباً
…
مهضومة القد في التشبيه بالسمر
نحيفة الخصر هيفاء القوام غدت
…
تختال في حلل حمر وفي حبر
حوراء غيداء قد رقت شمائلها
…
ولا شبيه لها في البدو والحضر
تهتز أردافها بالتيه من طرب
…
والبدر ينقط بالإبريز والدرر
وأفصحت بلسان الحال قائلة
…
وفي ابن قاسم عبد الله بالظفر
أعني ابن ثاني من سارت بسيرته الرُ
…
كبان تمدحه في البدو والحضر
مولي الجزيل مربي للجميل له
…
جمال وجه غدا يعلو سنا القمر
هو الهمام الأريب الأريحي ومن
…
حاز المكارم عن آبائه الغرر
ذو فطنة ووقار لا يوازنه
…
إلا أبوه طويل الباع خير سري
نقادة في تصاريف الأمور له
…
رأي يخلص بين الدر والمدر
بحزم ذي وثبات والثبات له
…
خلق بعزم غدا كالصارم الذكر
هذي نتائج افكاري بعثت بها
…
ولست إلا كمهدي التمر في هجر
لا مال عندي أهديه لحضرتكم
…
إلا قلائد سمط النظم كالدرر
تبقى على صفحات الدهر خالدة
…
لكم تبث الثنا من نشرها العطر
فاقبل فرائدها واقبل خرائدها
…
أتت إليك تجوب الأرض في قطر
لا ترتجي صلة إلا القبول لها
…
والفوز فيها بحسن الفكر والنظر
في ليلة قالها نجل الحسين لكم
…
أبو خليل يروم الفوز بالوطر
واسلم ودم في نعيم لا نفاد له
…
يا تابعاً ما أتى عن سيد البشر
عليه مني صلاة لا انتهاء لها
…
والآل والصحب في الآصال والبكر
ما سمح مزن وما غنت مطوقة
…
على الأراك مدى الأعوام والعصر