الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فخيل لي أن السماوات أطبقت
…
علي وأبصرت الكواكب في الظهر
وقمت كجدي ندَّ من يد ذابح
…
وقد بلغت سكينة ثغرة النحر
يطوحني نزف الدماء كأنني
…
نزيف طلا مالت به نشوة الخمر
فمن لامرئٍ لا يلبس الوشي قد غدا
…
وراح موشى الجيب بالنقط الحمر
ووافيت بيتي ما رآني امرؤٌ ولم
…
يقل أو هذا جاء من ملتقى الكر؟
فها هو قد أبقى بوجهي علامة
…
كما اعترضت في الطرس إعرابه الكسر
فإن يحم شيئاً من محياي أثرها
…
بمقدار أخذ المحو من صفحة البدر
فلا غرو بالبيض الرقاق إذا لها
…
على العنق ما لاحت به سمة الأثر
وقل بعد هذا للبسيطية أفخري
…
على سائر الشجعان بالفتكة البكر
وقل للظبا مهلاً إليك عن الطلى
…
وللسمر لا تهززن يوماً إلى صدر
فلو هم غير الحوت بي لتواثبت
…
رجال يخوضون الحمام إلى نصري
فأما إذا ما عزَّ ذاك ولم يكن
…
لإدراك ثأري منه ما مد في عمري
فلست بمولى ال
شعر
إن لم أزجه
…
بكل شرود الذكر أعدى من العمر
أمر على الأجفان من حادث العمى
…
وأبلى على الآذان من عارض الوقر
يخاف على من يركب البحر شرها
…
وليس بمأمون على سالك البر
تجوس خلال البحر تطفح تارة
…
وترسو رسو الغيض في طلب الدر
تناول منه ما تغالى بسبحة
…
وتدرك دون القمر بتدر القعر
لعمر أبي الخطي إن بات ثأرهُ
…
لدى غير كفءٍ وهو نادرة العصر
فثأر علي بات عند ملجم
…
وأعقبه ثأر الحسين لدى شمر
شعر
ماجد بن هاشم قال مؤلف (السلافة) : لما عرضت القصيدة السابقة على الشريف ماجد بن هاشم البحراني، كتب عليها مقرظاً بقوله: أجلت رائد النظر في ألفاظها ومعانيها، وأحللت صاعد الفكر في أركانها ومبانيها، فوجدتها قرة في عين الإبداع، ومسرة في قلب الاختراع، والحق أحق بالأتباع، فالحمد لله على تجديد معالم الأدب بعد اندراسها، وإزالة وحشتها بإيناسها.
كتب إلى أهله يتشوق إليهم، وهو محبوس بشيراز قوله
سلام ينادي جوكم ويراوحه
…
ونشر ثناء تنتحيكم روائحه
ولا زال مرفوع الثناء يؤمكم
…
على كاهل البرق الشمالي صالحه
أأحبابنا والمرء يا ربما دعا=أخا النأي إن ضاقت عليه منادحه
هل الدهر مدنيني إليكم فمبرد
…
لهيب اشتياق يرمض القلب لافحه؟
ومجمع دمع كلما هتفت به
…
دواعي هواكم قرح الجفن سافحه
كفى حزناً أني بشيراز مفرد
…
أباكر ما يضني الحشا وأرواحه
وفرط هموم لو تضفن يذبلاً
…
تضاءل واستعملت عليه أبطاحه
وشوقاً لو استجل سناه أخو الدجى
…
لأغناه عن ضوء المصابيح قادحه
غدا وهو عنوان الحوادث فاستوى
…
لديه به خافي البداد وواضحه
وأشياء ضاق النظم عنها وبعضها
…
يلوذ بظل الاستقالة جارحه
أحن فلا ألقى سوى هاتف الضحى
…
يطارحني شكوى النوى وأطارحه
يقطع أناء النهار بنوحه
…
إلى أن يرى وجه الظلام يصافحه
وإن له بعد الهدو لعولةً
…
وأجزى وأشجى النوح مالح نائحه
شكى وحشتي سجن ونأي فأجرشت
…
له رقة مما يجن جوارحه
يكاد إذا هز الجناح فخانه
…
تغص بترجيع الحنين جوانحه
خلا أنه ذو رفقةٍ فمتى دعا
…
تجبه على قرب المكان صوادحه
وإني إذا ما اشتقتكم حال دونكم
…
ودوني غيلان الفلا وصحاصحه
وملتطم الأَمواج ما عبثت به
…
يد الريح إلا وامتطى النجم طافحه
على أنه في السجن أرغد عيشة
…
ولا يستوي داني القرين ونازحه
يشنُّ علي البعد غارات جوره
…
وتهتف بي من كل فج صوائحه
له الغلب فليثن الأعنة مبقياً
…
عليَّ فما عندي جنود تكافحه
ولا المفرد العاني يهز رماحه
…
لطعن ولا تنضى لضرب صفائحه
سقى جد حفص البيض سحاً ولو سما
…
لها الدمع أغناها عن الغيث راشحه
ولا زال خفاق النسيم إذا سرى
…
عليلاً يماسي جوها ويصابحه
بلاد أقام القلب فيها ولم يزل
…
وإن طمحت بالجسم عنها طوامحه
هل الله مستبق ذمامي بعودة
…
إليها تريني الدمع قد هش كالحه؟
ويصبح هذا البعد قد ريض صعبه
…
وأمكن من فضل المقادة جامحه
وقال في صدر قصيدة أخرى:
لعبت بعطفيه الشمول فمادا
…
كالغصن حركه الهوى فانآدا
ريم أعارمها الصريم لواحظاً
…
نجلاً وآرام الحمى أجيادا
ساجي اللحاظ وإنها لأشد من
…
بيض الظبى يوم القراع جلادا
هاتيك جاروت الجفون وهذه
…
أبت الجفون وحلَّت الأكبادا
نازعته راحاً كبرد رضابه
…
طمعاً وجمرة خده إيقادا
فانقاد كالمهر الجموح جذبته
…
رفقاً ثنى لعنانه فانقادا
والليل زنجي الملاة لناشرٍ
…
لمماً كأحداق الحسان جعادا
فنضا دجاه بغرة أوفى بها
…
حسناً على البدر المنير وزادا
قسماً بخوض كالحنى ضوامرٍ=وصلت بتدآب السرى الآسادا
يحملن شعثاً من ذؤابة وائلٍ
…
شم المعاطس سادة أمجادا
لأفارقن الخط غير معول
…
فيها الفحول وتكرم الأغادا
وله أيضاً وهي من فائق الشعر:
هاتيك أحداج تشد وهذه
…
أطناب أخبيه تحل وتنقص
وواء عيسهم المناخة عصبة
…
أكبادهم وهم وقوف تركض
وقفوا وأحشاء الضمار بالأسى
…
تحشى وأوعية المدامع تنقض
يتخافتون ضناً فمطلق أنةٍ
…
ومطامن من زفرة ومخفض
قبضوا بأيديهم على أكبادهم
…
والشوق ينزع من يد ما تقبض
فإذا هم أمنوا المراقب عرضوا
…
بشكاتهم وإذا استرابوا أعرضوا
رحلوا وآراءُ البكاة وراءهم
…
شتى فسافح عبرة ومفيض
أتبعتهم نفساً ودمعاً نادراً
…
تشوى الرياض وماء ذاك يروض
من ناشد لي بالعقيق حشاشة
…
طاحت وراء الركب ساعة قوضوا؟
لم تلو راجعة ولم تلحق بهم
…
حتى وهت مما تطيح وتنهض
أترى قد رضيت بما أراقوا من دمي
…
عمداً على سخط القتيل فهل رضوا؟
فهناهم صفو الزمان وإن هم
…
بالريق يوم وداعهم لي أجرضوا
باتوا أصحاء القلوب وعندنا
…
منهم على النأي المعل الممرض
يا صاح أنت المستشار لمن دمي
…
برق تألق بعد وهن يومض
فمن المذم على المحاجر من سنا
…
برق كصل الرمل حين ينضنض
فلق الوميض فليس يغيض طرفه
…
ليلاً ولا يدع الحاجر تغمض
نثرت له ليلاً على كثب الحمى
…
حلل تذهب تارة وتفضض
وبمنحى الجرعاء حي ثوروا
…
بالقلب ثائرة الظنون وأبضوا
ولقد دعوت ووجه شوقي مقبل
…
بهمُ ووجه الصبر عني معرض
ردوه أحي برده أو ألحقوا
…
كلي به فالحي لا يتبعض
نفسوا بردهم النفيس وعوضوا
…
عنه الأسى بعداً لما قد عوضوا
يا صاح هل يهب التجلد واهب
…
أو يقرض السلوان عنه مقرض؟
وأبي لقد عز العزاء وما بقي
…
بيدي من سيف التجلد مقبض
انفضت من زاد السلو وما عسى
…
يبقى عقيب نفاذ زاد منفض؟
ومن محاسن مراثيه المرثية التي رثى بها الشيخ أبا علي عبد الله بن ناصر ابن حسن بن المقلد من بني وائل، وكانت وفاته في السنة 1011 الحادية عشرة بعد الألف، وهي من غرر المراثي، ولولا جودتها لم أنقلها وهي:
أكف البرايا من تراثهم صفر
…
وبيض المنايا من دمائهم حمر
وخيل الرزايا ما تزال معدة
…
تقاتلنا فرسانها ولها النصر
تكر علينا البيض والسمر بالردى
…
فتبلغ ما لا تبلغ البيض والسمر
ومورد هذا الأمر مرٌّ وإنه
…
لأَعذب شيء عندنا ذلك المر
خليلي من أبناء بكر بن وائل
…
قفا واندبا شيخاً به فجعت بكر
وبدراً تراءى للنواظر فاهتدت
…
به برهة ثم اختفى ذلك البدر
وعضباً ثنت أيدي النوائب حده
…
وكان اعتراها من مضاربه عقر
أرامي الورى أخطأتنا وأصبتهُ
…
أسأت بنا شلت أناملك العشر
فيا أيها الثاوي الذي اتخذ الثرى
…
مقاماً فهلا كان في صدري القبرُ
فإن جعل الماء القراح بزعم من
…
رآه لكم طهراً فأنتم له طهر
وإن بليت أكفانك البيض في الثرى
…
فما بلي المعوف منك ولا الذكر
كأنك مغناطيس كل مهذب
…
فما كامل إلا وفيك له قبر