الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولئك أخداني وقومي وجيرتي
…
فمن مثلهم من منجب وابن منجب
عليهم قضت أيدي الرزايا فلم تزل
…
تساقط منهم كوكباً إِثر كوكب
وأضحت مغانيهم قفاراً من الدمى
…
ومن كل غطريف جواد مدرب
كأن لم يكن فيها أنيس مسامر
…
ولا حل فيها للقرى بعض لغب
وبعدهم أقوت معاهد جودهم
…
فيا ضيف خذ في حفظ زادك واعزب
فيالك من دهر تحكم ريبه
…
وأودى بأقيال لهم نخوة الأب
ولا عوض عنهم يزاح به الأَسى
…
وفاقدهم أضحى كأجذم أَغضب
وهل ساغ أن يعتاض عنهم بجاهل
…
من النوك أو فدم عديم التأدب
عري من الآداب والفضل باقل
…
تراه إذا صارحته يشبه الصبي
ألذ وأحلى كل شيء لديه ما
…
إذا شام برقاًلاح في أفق مكسب
إذا دار في النادي لطيف نوادر
…
وشعر يرى للثقل كالمتجنب
ولم ألف ذا فهم ونفس شريفة
…
فيرتاح للآداب عن طيب مشرب
ولم يبقى مما يستطاب به سوى الذي
…
تضمنه الأسفار من كل معرب
وما راق تنشيه القرائح حادثاً
…
طرياً أتي من نحو شرق ومغرب
كمثل نظام جاءني فاق نشره
…
على الروض جادته الغوادي بصيب
به يتحلى جيد هيفاء غادة
…
فيدرك منها الحسن أبعد مطلب
تنظمه عقداً أنامل ماجد
…
له في مقام الفضل أرفع منصب
نبيه نبيل ذي صفات حميدة
…
تميزه بالنبل في كل موكب
حريص على كسب الفضائل مذ نشا
…
وقد يسبق الأقران فضل التكسب
لقد عرفت منه الظرافة شيمة
…
ورب ظريف للقلوب محبب
كريم إِخاء جامع حسن عشرة
…
تقيم بعيداً كالحميم المقرب
سيلقي منظوم ونثر كأَنه
…
كفاه سليم الطبع عن نحو قطرب
هو الشيخ عبد الله نجل محمد
…
سليل كرام كل أنجب أغلب
جهابذة علماً فحلوه بالتقى
…
إلى ورع صافي الموارد أعذب
وبالفرض حازوا العلم لا عن كلالة
…
فمن كابر عن كابر كالتعصب
تقصد عبد الله قصد سبيلهم
…
ففاز بفضل نابه الذكر معجب
ففاق بنظم لا يباريه شاعر
…
سوى ما أتى من نظم واف مهذب
كسمط من العقيان والدر فصلت
…
فرائده من أَغلى مثقب
نظام فريد في القريض مبرز
…
فلم يرض من بكر المعاني بثيب
وثيق عهود الود مذ كان يافعاً
…
وما زال حليفاً للإِخاء المحبب
ذكي به علم العقاقير نير
…
فأصبح جالينوس في جنبه غبي
هو ابن علي ذو الوفاء محمد
…
محب لآل المرتضى عترة النبي
غدا نظمه وشي الربيع وكافلا
…
بصدق وداد بالولاء مطنب
فقابله مني القبول مع الرضى
…
وأعددته للأنس ألطف مطرب
فيا من أنافا في القريض تسامياً
…
إلى كاهل الإحسان بالحسن قدحبي
خذا لكما مني جواباً منقحاً
…
يفوق على أشعار بكر وتغلب
أتيت به والفكر مرتهن الصدا
…
وقرضابه قد كل عن كل مضرب
ولست إلى نهج البلاغة ناظراً
…
يحجبها عني شواغل حدن بي
ولو لم أحاذر نسبة الكبر لم أفه
…
بما قلت كالعشواء تخبط محتبي
ولا زلتما في نعمة وميسرة
…
دواماً وعيش بالمعافاة طيب
سعيدين ما لاحت بوارق مزنة
…
وما فاح مسك الختام المطيب
قد اقترح عليه حسن بن عبد الله بن أحمد آل خليفة تشطير أبيات ستة امتدح بها أمية بن
أبي الصلت في الجاهلية ابن جدعان القرشي المشهور بالكرم وضمن التشطير في قصيدة طنانة وامتزجت الأبيات بالقصيدة حيث لا يتميز بينهما بل ربما كان كلامه يفوق الأبيات الستة فقال
ليالي الوصل حق بها الهنا
…
وتلك مع الشباب هي المناء
تسامرني بها غنجاء رود
…
كعاب للدلال بها ازدهاء
برشق لحاظها داء المعنى
…
وفي ترشاف مبسمها الدواء
ومن سود الذوائب جن ليل
…
ولي من نور غرتها ضياء
إذا ما الحلي زين به العذارى
…
فحليتها الملاحة والبهاء
إذا سقط النصيف لمنكبيها
…
تلقته وواراها الحياء
لهوت بها على حذر ورقبى
…
خليعا بالملاح لي اعتناء
فأرشف من ثناياها عقاراً
…
بها سكري وراق بها الصفاء
نعمت بها على رغم الليالي
…
وزال بوصلها عني الشقاء
ويعجبها اكتسابي للمعالي
…
ولي في فضل آبائي اقتداء
يروضها الصبا لي والتصابي
…
وتجذبها النضارة والرواء
ومذ لاح المشيب ولان عودي
…
لغامزه وبان به انحناء
نأت عني وقد صرمت حبالي
…
كأن لم يجر وصل أو لقاء
ودأب الغانيات جحود ود
…
فلا عهد لهن ولا وفاء
لعمرك ما الليالي صادقات
…
بما عهدت إليك ولا النساء
إليك فدع مطارحة الغواني
…
ففي تطلابهن لك العناء
تذارف أدمع وسهاد عين
…
وذل وانزعاج وابتلاء
مواقف ريبة تسم الدنايا
…
وليس لعرض آتيها وقاء
أيختار الكريم أخو المعالي
…
مقام الذل يعقبه ازدراء
إذا سمح الفتى بالعرض يوماً
…
فذلك والبهيمة قل سواء
وبئس العيش عيش فتى ذميم
…
عليه من الخنا الداجي رداء
وأشرف ما اقتناه الحر ذكر
…
تقاصر دون رياه الكباء
عفاف غيرة صدق وفاء
…
رعاية منصب حزم إباء
وإقدام وجود صدق وعد
…
وعهد ليس يخفره البلاء
ومن عشق الثنا هجر الدنايا
…
ولم يلمم بساحته البذاء
تطلع للعلى والمجد دأباً
…
وفي سبق الكرام له اعتناء
إذا الكرام الصيد ناد
…
يضيء له على العز اعتلاء
كما ضاءت فعال ذوي المعالي
…
هم القادات غر اتقياء
لآل خليفة شيم تعالت
…
عن الحق النيء فهم براء
وبالمعروف امارون حقاً
…
وجاني المنكرات بهم هباء
أولو همم نوازع للتسامي
…
على زحل يلوح لها علاء
سراع الغوث إن يدعوا لعز
…
وإن يدعوا لمنقصة بطاء
أكفهم لدى الجدباء غيث
…
وكم رويت بها الأسل الظماء
لهم يوم الوغى وثبات أسد
…
إذا أودى بأشبلها العياء
يخوضون الكريهة لم يبالوا
…
أحان الحين أم نزل القضاء
لقد سادوا وشادوا كل عز
…
وطال بعزهم ذاك البناء
بهاليل وتقوى الله ركن
…
به اعتصموا وبالتقوى وقاء
لهم حسن الجوار فلا الرزايا
…
تصيب الجار فيهم والاذاء
تفرغ منهم ندب جواد
…
كريم الطبع ديدنه العطاء
له خلق كزهر الروض يزهو
…
عليه من الندى سحراً رداء
فيا ذا الفضل يا حسن السجايا
…
كذا اسماً حيث حليتك العلاء
رأيتك للتنا تهتز طبعاً
…
فجئت بما يقل له الجزاء
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
…
حباؤك أن شيمتك الحباء
بلى حسبي لآمالي شفيعاً
…
عن الإفصاح حدسك والذكاء
وعلمك بالحقوق وأنت فرع
…
لدوحة من بهم عرف الوفاء
وعن طرق الخنا واللؤم يأبى
…
لك الحسب المهذب والسناء
خليل لا يغيره صباح
…
يضيء به وصال أو جفاء
وليس يحول ما كرت غداة
…
عن الخلق الجميل ولا مساء
وأرضك كل مكرمة نمتها
…
فعالك حيث ينقطع الرجاء
أتدرك شأو قومك في التسامي
…
بنو تيم وأنت لها سماء
إذا أثنى عليك المرء يوما
…
تصدقه المروءة والسخاء
وراجي فضلك الداني جفاه
…
كفاه من تعرضه الثناء
تباري الريح مكرمة ومجداً
…
فتسبقها ولاح لك العلاء
ترى طلق المحيا ذا ازدهاء
…
بها يحلو التغني والحداء
نظمت بسلكها ما قيل قدماً
…
فهل فرق بها أم ذا سواء
فسل من جاء من شرق وغرب
…
أتأتي مثل نظمي الأذكياء
يحوز لي القوافي الغر فكري
…
فأقطف من جناها ما أشاء
فسرح طرف طرفك في رباها
…
تجد روضاً تغاديه السماء
أصون حماه من فدم دني
…
لديه المدح ساواه الهجاء
ودم في نعمة ورغيد عيش
…
تلازمك المسرة والغناء
معانا ما حدا حاد بقولي
…
ليالي الوصل حق بها الهناء
وكتب إلى السيد الشيخ محمد الشيبي كتاباًوفيه هذه الأبيات والسيد إذ ذاك بالطائف سنة 1249 وهي:
يا سادة بعدوا عني فما برحت
…
أحشاء مضناكم بالنار تلتهب
ما كان ظني بأن الدهر يبعدني
…
عن أنجم بضياء الشمس تحتجب
فجددوا العهد كيما تشتفي كبدي
…
وحققوا حالكم فالقلب مضطرب
باللحظ الود بالتفاح من رشأٍ
…
سهامه في فؤاد الواله الهدب
هل من ضمان لصب باع مهجته
…
بلا جزاء عليكم فالجزا يجب
لا تخرجوا رقكم عن طيب خاطركم
…
بقؤبكم تكرم الأعاجم والعرب
أجابه السيد رحمه الله:
أحبتي لاعداكم صوب غادية
…
باليسر واليمن والخيرات تنسكب
فإن نأت داركم عني فمنزلكم
…
في القلب والطرف يوما ليس يحتجب
أنتم منائي وأنتم منتهى أملي
…
وليس لي بسواكم سادتي أرب
أعض من ندم كفي على زمن
…
مضى ومالي بكم وصل ولا سبب
إِني أسير هواكم مغرم بكم
…
إِني أسير ومالي عنكم منقلب
أقول للمدعي في حبكم شبهي
…
لقد حكيت ولكن فاتك الثنب
كلا ولم يلهني خل أسامره
…
ولا نديم ولا أهل ولا نشب
أنا الوفي بعهد الود من قدم
…
فليس قلبي عن الأحباب ينقلب
أنفقت شرخ شبابي في الهوى يقظاً
…
فكدت أعلم ما يؤتى ويجتنب
أقمت مني لكم حكم الصبي
…
أهليه يا سادتي من بعض ما يجب
دمتم بعز ونعمى لا تبيد ولا
…
يفوت ربعكم الأفراح والطرب
ما حن صب إلى أحبابه ولهاً
…
ففاز إذا انعشته منهم الكتب
قال مجاوباً أيضاً لمحمد الشيبي عن كتاب وأبيات وردت عليه فقال مجاوباله ومادحاً:
خطرت بقد البانة المياس
…
ورنت بطرف الجوء ذر النعاس
غيداء يلعب بالعقول حديثها
…
فعل الشمول حكت صفاءِ الكاس
تصمي الحشا بنبال مقلتها وما
…
للسيع غقرب صدغها من آس
ما للذوائب كالأفاعي أرسلت
…
فوق الكثيب فضيعت أحساسي
بالغنج يسلب ذا الوقار وقاره
…
ودلالها يقضي بنقض مراسي
لألاء غرتها وداجي فرعها
…
بدر يلوح خلال غيم راسي
زارت فما أدري أكانت يقظة
…
أو من طروق الطيف أو وسواسي
حتى تعطرتِ الربوع بعرفها
…
ونضا محياها دجى الإِغلاس
فدهشت لما أن أمطت خمارها
…
واستقبلتني زرقة الألعاس
ونشقت منها الطيب ظناً أنه مسك وذلك عاطر الأنفاس
فطفقت أقطف ورد وجنتها وأر
…
شف من ثنتياها طلى الشماس
وغدا على قلبي الخفوق كقرطها
…
فرحاً بطيب الوصل بعد الياس
فحظيت منها بالمنى متدرعاً
…
برد الصيانة والغرام لباسي
يا حبذا زمن الوصال يمده
…
زهو الشباب الغض باستئناس
واليوم مالي والتغزل بالدمى
…
من بعد ما نزل المشيب براسي
فذر الهوى وفنونه واهرع إلى
…
إطراء ندب طيب الأغراس
الماجد الأنف الأبي الباسل
…
القرم السري أخي الندى والباس
زاكي النجار عفيف منعقد الإزا
…
رقرير عين الجار بالإيناس
يرعى ذمام ذوي الإخاء تكرماً
…
بالبشر يلقاهم بغير شماس
هذا هو الشيبي ذا أسمى فتى
…
في دارة البطحاء كالنبراس
من آل عبد الدار أكرم معشر
…
حازوا مناقب كالنجوم رواسي
منها حجابة بيت رب العرش قد
…
خلدت لهم وبنيهم الأكياس
لله منصب سؤدد ذي حلة
…
خير الأنام لهم بتلك الكاسي
وسواه من كل المناصب جاء عن
…
ملك وتغليب وشورى الناس
أمحمد يا فرع كل معظم
…
در الندى منه بلا إبساس
وافى كتابك والغرام بحاله
…
أين الهوى وزخارف الأطراس
إني أحن إلى اللقاء وهاج بي
…
شوق يرق له الفؤاد القاسي
جمع اصطباري فلّلكن الرجا
…
قهرت دواعيه دعاة الياس
فيه التعلل والرجاء تعلة
…
وكذا المنى تغني ذوي الإفلاس
فعسى الإله يبت اسباب النوى
…
عنا فنلبس حلة الجلاس
وإِليك من أبكار فكري بضة
…
صينت معاطفها عن الأَدناس
حسنا الشمائل من ذؤابه هاشم
…
بصميمها من كا أغلب آسي
لا زلت يا رب الكمال برتبة
…
قعسا وعز محكم الآساس
ما أضحك الروض المرنح في ربى
…
مزن يسح بواكف رجاس
ومن قوله:
لا تتخذ بالشيب عذراً للذي
…
ترجو على طول الحياة وصاله
إن اعتذارك بالمشيب يجره
…
للصد أو يدني إليك ملاله
إِذ أن ذلك لا يزال ملازماً
…
لو زاد فالوعد ارتكبي مطاله
والعذر أحسنه الذي قد زال عن
…
ك وقد حمدت وقوعهُ ومثاله
وفي سنة 1264 بلغ السيد عبد الجليل أن داود باشا أرسل القصيدة الخالية إلى أدباء بغداد ليجاروها ونسبها لبعض شعراء النصارى وهو بطرس كرامة الشامي وهو غلط أو دعوى وإنما هي لبعض أهل جبل عاملة من قرى الشام وهي متقدمة على عصره كما وجدت في بعض المجاميع وعند وصولها بغداد تجاذبها الأدباء وأرادوا مجاراتها ولما علم السيد أنها صادرة من الباشا أحب أن يذيلها ويجعل ذيلها مدحاً فيه فيصير غزلها للعاملي ومديحها له وآخر خالية العاملي قوله:
لكل جماح إن تمادى شكيمة
…
ولكن جماح الدهر ليس له خال
وأول قول السيد:
نعم خاله تقوى الإله فإنها
…
ستكسوك ثوب العز إن أعوز الخال
وهذه خالية العاملي:
أمن خدها الوردي أفتنك الخال
…
فسح من الأجفان مدمعك الخال
السحاب
وأومض برق من المحيا جمالها
…
لعينك أم من ثغرها أومض الخال
البرق
رعى الله ذياك القوم وإن يكن
…
تلاعب في أعطافه التيه والخال
الكبر
ولله هاتيك الجفون فإنها
…
على الفتك يهواها أخو العشق والخال
الخلي من العشق
مهاة بأمي أفتديها ووالدي
…
وإن لام عمي الطيب الأصل والخال
أخو الأم
ولما تولى طرفها كل مهجة
…
على قدرها من فرعها عقد الخال
اللواء
إذا افتكت أهل الجمال فإنما
…
لهن على أهل الهوى الملك والخال
الخلافة
وليس الهوى إلا المروءة والوفا
…
وليس له إلا امرؤ ما جد خال
السمح الكريم
وكم يدعي بالحب من ليس أهله
…
وهيهات أين الحب والأَحمق الخال
الضعيف القلب والجسم
معذبتي لا تجحدي الحب بيننا
…
لما اتهم الواشي فإني الفتى الخال
البريء من التهمة
ولي شيمة طابت ثناء وعفة
…
تصاحبني حتى يصاحبني الخال
الكفن
سلي عن غرامي كل من يعرف الهوى
…
تري أنني رب الصبابة والخال
الصاحب
لا تسمعي قول الحسود فإنه
…
لقد ساء فينا ظنه السوء والخال
التوهم
سعي بيننا سعي الحسود فليته
…
أشل وفي رجليه أوثقه الخال
الظلع من الدابة والعرج
وظبية حسن مذ رأيت ابتسامها
…
عشقت ولم تخط الفراسة والخال
المخيلة
توسم طرفي في محاسن وجهها
…
فلاح له في بدر سيمائها الخال
التوسم بالخير
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة
…
ويعشقها سامي النباهة والخال
الرجل حسن المخياة والفراسة
أيا راكبا يفري الفلاة بجسرة
…
يباع بها النهد المطهم والخال
البعير الضخم
بعيشك إن جئت الشآم فعج إلى
…
مهب الصبا الغربي يعن لك الخال
جبل بعينه
فإن ناشدتك الغيد عني فقل على
…
عهود الهوى فهو المحافظ والخال
الملازم
فسلم بأشواقي على مربع عفا
…
كأن رباه بعدنا الأقفر الخال
موضع لا أنيس فيه
فإن قيل هل سام التبصر بعدنا
…
فقل صبره ولى وفرط الجوى خال
ثابت
لكل جماح إن تمادى شكيمة
…
ولكن جماح الدهر ليس له خال
اللجام انتهى كلام العاملي وهذا تذييل السيد رحمه الله تعالى بقوله:
نعم خاله تقوى الإِله فإنها
…
ستكسوك ثوب العز إن إعوز الخال
الثوب الناعم
وقل لعفاة ساءهم سوء حالهم
…
وامطرهم عن واكف السحب الخال
السراب
هلموا سراعا واهرعوا نحو ماجد
…
سري فما كل الفحول هو الخال
الرجل السمح
ولا تكنوا إلا لمن كسبه الثنا
…
ولم يك في حسن السجايا الفتى الخال
المتكبر
إِذا استبق الأقران في حلبة العلى
…
فكل كريم رام سبقاً هو الخال
الحرون
فليس لدواد الهمام مزاحم
…
بعلم وحلم لا يوازنه خال
جبل
وفياض جود عاض عن صيب الحيا
…
وعم به حتى ارتوى الوهد والخال
الاكم
ومن مثله والعلم والفهم حليه
…
وهل يتسامى شامخ الطود والخال
المنخفض
له زاخر الفهم الذي فاض حكمة
…
ومن علمه للناس في فضله خال
ترسم الخير
مليك كسى القطر العراقي بهجة
…
بعدل وأمن شاد ركنيهما الخال
السيف
غدا عصمة اللاجي إذا راعه العدى
…
وكعبة جود طالما أَمهُ الخال
المحتاج
إليك أمير المكرمات فريدة
…
أتتك من الفيحاء يعنو لها الخال
نيت مزهر
تجوب من البيداء كل تنوفة
…
بها للوجى تدمى النجائب والخال
الفحل الأسود من الابل
معارضة للعاملي بنسخة
…
وعند رواة العصر إتيانها خال
وهم
لقد مدح الوزير وقد أتى
…
تغزلها قلب في الهوى خال
فارغ القلب
ولا زلت يا عين الزمان ممتعا
…
بعز وذكر عنده يقدم الخال
الجبان
معاناً سعيد الجد متصل الهنا
…
أخا نعمة تزهو وأنت بها الخال
المختار ثم إن داود باشا أرسلها أيضاً إلى صالح التميمي طالباً منه مجاراتها فاعتذر وقال:
عهدناك تعفو عن المسيء تعذرا
…
ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
دع الشانىء المخصوص بالنص إننا
…
نراه بميدان البلاغة أَبترا
به سمةٌ من صبغة الخال سودت
…
بصيرته لا كان ممن تبصرا
عداه شبيث والأحص وفاته
…
من الرند والقيصوم ما كان مزهرا
أما وعلوم ضمها صدرك الذي
…
براه إله العرش للعلم إذ برا
وفيض أيادي حكمة في رقابنا
…
مكارم كالأَطواق محكمة العرى
لجم غفير صير الخال قبله
…
مكان القوافي بالقوافي مكررا
وما الشعر إِلا ما أبانت صدوره
…
قوافيه لا ما السمع فيه تحيرا
وغنى به الساقي على الكأس آخذاً
…
عليك وإن لم تشرب الكأس أسكرا
لعمرك ما كعب ولا الشيخ قبله
…
زهير بتكرار القوافي تصدرا
وإني أرى المصنوع منه تأمراً
…
بما لا أرى المطبوع إلا تأمرا
فدع ذا ولكن اسأل الله بالذي
…
دنا فتدلى ثم بالوحي أخبرا
بشيراً يوافي باللقاء وطالما
…
يوافي رسولاً بعد يأس مبشرا
لداود والأيدي الجسام صنائع
…
لنا يسرت أمراً لنا ما تيسرا
رؤوف بنا عطوف ولم يكن
…
تغير لو أن الزمان تغيرا
على البعد شاهدنا له كم عناية
…
تشكر والإِحسان بالحر اثرا
ومذ وصلت هذه الأبيات إلى داود من صالح التميمي عرضها على بطرس كرامة فأجابه بقوله:
لكل امرىء شأن تبارك من برى
…
وخص بما شاء كلاً من الورى
ولو شاء كان الناس أمة واحد
…
ولم تلق يوماً بينهم قط منكرا
ولا يفتخر مرءٌ بجد يناله
…
تراثاً إذا عن طارف الفخر قصرا
ولا يحتقر در يجيءُ به فتى
…
يخالف جنساً أو يرى غير ما يرى
إذا ضاع قدر الدر من حلي بائع
…
فذلك جهل باللآلي بلا مرا
كما عاب شعري قائل في قريضه
…
ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
عداني شبيث والأحص وإنما
…
رشفت من الآداب سهداً وكوثرا
ولي سمة من صبغة الخال قد سمت
…
وقد سودتني بالبلاغة منبرا
عجبت له من أنه نعم فاضل
…
فكيف تغاضى عن أخي الفضل وازدرى
نعم إنني من أمة عيسوية
…
وأهل كتاب لن يشان وينكرا
وأقرب من كل الأنام مودة
…
إليه كما قد جاء بالذكر مخبرا
وما أنا ممن آمنوا بنبيهم
…
وقد أنكروا صحب الرسول المطهرا
ولو أنه يتلو وقل لا تجادلوا
…
لكان أتى بالحق حكما وما افترى
لعمرك ما داعي الفصاحة ملة
…
ولا نسب حتى ألام واهجرا
فذلك فضل الله يؤته من يشا
…
ولن ينتهي فضل الإِله ويحصرا
فقس مسيحي والسموأل موسوي
…
وغيرهما ممن تقدم أعصرا
كذا ابن سهل وابن صاعدة الذي
…
ببغداد أهدته المنية للثرى
كذا الصابيء المشهور من شاع ذكره
…
ومن فضله أملى ابن خاقان دفترا
كفاني فخراً أن شعري لم يعب
…
بوزن ولا لحن ولم يحو ممقرا
وما الورد إلا ريحاً ومنظراً
…
وإن يكن الرومي هجا الورد وافترى
ولا يسلب الحسناء قول ضرائر
…
صباح جمال عنده يحمد السرى
ولا يحسبني أعجمياً فإن لي
…
من العلم والآداب قوماً ومعشرا
من العرب مطبوع الفصاحة والندى
…
وغنى بشعري أهل فضل فأسكرا
فأطرب ذا علم ورنح ضيغماً
…
وهز أخا شوق وأرقص جؤذرا
وإِني لمنسوب لآل كرامة
…
وحاشاه أن يأَبى الكرامة مدبرا
ففي حلب والشام رنت قصائدي
…
وشعري في روض الكنانة أزهرا
وما كان منه ذاك إلا ليبتلي
…
ويعلم آدابي فيغدوا مخبرا
وأحسبها منه يدا قد أراد أن
…
أكون شهيراً بالعراق وأُذكرا
ولما وقف السيد رحمه الله على قصيدتيهما أحب أن يحكم بينهم فيما تشاجرا فيه.
فقال:
حكمت وحكم الحق ناء عن المرا
…
بأن التميمي الأديب تعثرا
بذم قواف في تمام جناسها
…
وذلك نوع في البديع تقررا
وعند اتحاد الجنس فالنوع سائغ
…
تعدده بل كم أفاد تخيرا
وليس مرادا دين من رق طبعه
…
أكان حنيفاً مسلماً أو تنصرا
وحسبك منه ما يفصل عقده
…
من النظم والمنثور دراً وجوهرا
وكم مسلم منه اللسان وقلبه
…
على غير دين فضله قد تصدرا
وظلم ذوي الآداب والفضل عيبهم
…
بما صنعوا من رقة الشعر في الورى
وما كل وراد المناهل مفلق
…
ولا رعيه الحوذان كان المؤثرا
وأكثر كتاب البلاغة لم يرد
…
شبيثاً ولامس الخزامى المنورا
ولم يك للأديان في الشعر مدخل
…
وكل قديم الشعر كان المصدرا
وقادتهُ الأعلون في جاهلية
…
وشرك وهل كالشرك تلقى مكفرا
وقد قام من أهل الكتابين زمرة
…
جنوا من رياض الشعر ما كان مزهرا
فمن كابن عباد يجاري مهلهلا
…
وكان مسيحياً تقدم يشكرا
وكالأخطل المعروف شاعر تغلب
…
يسوق به القسيس في الدير كالفرا
وكعب هو ابن الأشرف القرظي من
…
بأَشعاره وصف الخراعب أسفرا
وقس مضى طول الحياة موحداً
…
وما نقل التثليث عند ولا اجترا
كذلك عابوا للتميمي قوله
…
ألا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
إِذا منه عجز عن مجاراة خاله
…
فمال إلى الأديان عمدا تهورا
ولو أنه يدري بقولي لقال لي
…
عهدناك تعفو عن مجيب تعذرا
وأي مقال قد خلا من معارض
…
فلو عابه بالانتحال لما افترى
إذا صح عنه الادعاء لنظم ما
…
بها الخال قد عم القوافي مكررا
فمن سرقات الشعر ما كان حده
…
يقام على الجاني فيصبح أبترا
ويبعد عن هذا الظريف ادعاؤها
…
لشهرتها بين الرواة ومن درى
ونسبتها للعاملي قديمة
…
وخمسها منهم نبيه فحررا
وعارضها ذاك المخمس فانثنى
…
بمدح جواد ضمنه أسد الشرى
وتخميسها عندي وما عورضت به
…
وأخرى بكسر اللام يعرب من قرا
على أنني ذيلتها بمديح من
…
يقرر فضل النظم والنثر إذ طرا
ولازمت خالاً فوق وجنتها هوى
…
لأرشف من تلك الثنايا المكررا
وجاء له لحن ولكن مخففا
…
برائية فيها الجواب تقررا
فقال مسيحي ثم في البيت موسوي
…
بتسكين ياء النسبة القول يزدرى
وذلك لحن في قواعد معرب
…
كما جاء هذا للنحاة مسطرا
وكل انتقاد الشعر دون انتحاله
…
وذلك عيب ضمنه وصمة افترا
بدت لأبي سلمى زهير عناية
…
بتهذيب حولياته قبل أن ترى
بها بلغ الغايات في حسن شعره
…
وفي بيته فالشعر يروى محررا
كما شاع حر الشعر في بيت بطرس
…
وفي نجله بين المدائن والقرى
فصيح رقى أوج البلاغة يافعاً
…
فأَشعاره حلى بها ربع قيصرا
لأَفكار غر القوافي قريبة
…
وعن غيره بعد الثريا عن الثرى
أتى منه نظم هد حجة صالح
…
وإن كان في المنظوم قدماً تصدرا
فأيدت ذاك الرد إذ كان صالحاً
…
وزدت له بالاحتجاج ليشكرا
وما قلته بين الفريقين واضح
…
فأمعن لهذا القول في الحكم منظرا
وكن منصفاً فيما ترجح بعدما
…
تدير الحجا فيما تراه لتعذرا
لكل تراني قد قضيت بحقه
…
وأسال هادينا الهدى والتصبرا
وقد كان لي من صالح خير صحبة
…
وعند اتباع الحق ما زلت أجدرا
وقد مر لي بالشعر بعض علاقة
…
وحكمي ماض فيه أنفذه الورى
بعصر تقضت فيه أيام صبوتي
…
أطارح فيه من أشاء بلا ازدرا
ويسعدني فيما أردت شبيبتي
…
وعهد الصبا ادعى لثائرة المرا
ليالي إذا قاد الهوى لي صبابة
…
فأثني بها ألمي المراشف جؤذرا
وإني وإن فارقت أيام صبوتي
…
فبالفكر أرعاها عياناً تحسرا
ومن خلقي تذكار عهد شبيبتي
…
وبعض وفاء الحب أن اتذكرا
لعمرك فاتتني سريعاً حسبتها
…
كزورة جاف مر في سنة الكرى
وسائل صب شاب للغيد قد وهت
…
كاعزل لاقى في الهياج غضنفرا
ويا طيب عصر صالح لي بصالح
…
بصحبته كان الوداد مقررا
بمنعرج الفيحاء مر اجتماعنا
…
وكان به ليل المسرة مقمرا
قضيت به للأنس كل لبانة
…
فإن شئت سل عما جرى حينئذ جرى
فيا طال ما حلى القريظ بنظمهِ
…
وفاح به النادي لذلك عنبرا
وكم نكت أبدى لنا من فنونه
…
طرائف منها يرشف السمع كوثرا
سوى أنه في الارتجال لراجل
…
اذا أبصر الأعيان في الربع حضرا
حياء وإن ضم اليراع بنانه
…
أجاد أعاريض القريض مفكرا
عسى مالك الغفران يقبل عذره
…
ويمحو له ما ظل فيه مقصرا
ودونك إِبراهيم هيفاء كاعباً
…
أحاديثها تغني عن الراح مسكرا
وترفل تيهاً في مطارف حسنها
…
وبالغنج تجلو عن نديم مكدرا
أتتك من الفيحاء تطوي سباسباً
…
قفاراً بها الخريب صاح تحيرا
فلا منهجاً دلت ولا منهلاً درت
…
ولا سمة تهدابها يحمد السرى
وغاية ما في النفس علم ورودها
…
إليك بها يسعى البريد محررا
ولا زلت تجلو كل خالية بها
…
تسامر مصقول الترائب أحورا
وعش فارها ما جاد بالوصل نازح
…
على واله بالقرب وافى مبشرا
وقال مشطرا بيتي جرير في الغزل فقال:
"إِن العيون التي في طرفها حور"
…
هن الشقاء لقلب بالهوى دانا
تلك الصحاح المراض الفاتنات لقد
…
"قتلننا ثم لم يحيين قتلانا"
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
…
بنظرة تدع الخريب حيرانا
ياللرجال يقدن الأسد راغمة
…
"وهن أضعف خلق الله أركانا"
واقترح على السيد رحمه الله تعالى بعض أصحابه تشطير بيتين فاسعفه بمراده فقال:
"عداي لهم فضل علي ومنة"
…
فقد أرهفوا مني شبا العزم ماضيا
بهم شدت أركان الفضائل جاهداً
…
فلا أبعد الرحمن مني الأعاديا
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
…
ورب لبيب يطرق الأمر ساهيا
ومالي لا أكسوهم حال الثنا
…
"وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا"
ولما شطرهما راق له تخميسهما فقال:
مجازاة ذي الإِحسان والعرف سنة
…
وكل كريم للوفاء مظنة
وإِني أرى والعقل للمرء جنة
…
عداي لهم فضل علي ومنة
فلا أبعد الرحمن مني الأعاديا
…
أما إِنهم أبدوا أموراً حذرتخا
وما رابني منها انبعثت أبتها
…
ومذ زاحموني في المكارم حزتها
هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها
…
وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
ومن قوله والتزم في آخر كل بيت كلمة حكمة:
عشقت فريداً في الجمال محبباً
…
إلى كل قلب والجميل حبيب
خلائقه الحسنى تريك نجابة
…
إلى ظرف والحسن فيه ضروب
لقد رمت منه الوصل ظناً بأنه
…
قريب وما كل الظنون تصيب
فعاملني بالعطف من غير ريبة
…
وكل أَريب لن تراه يريب
وقال السيد رحمه الله: مادحاً الإِمام المقدم الملك المفخم قائد المنصورة والأولوية المجاهد في الله حق جهاده المتمسك باتباع الشريعة في إِصداره وإِيراده سعود بن عبد العزيز أسعده الله برضوانه وأسكنه أعلى فسيح جنانه آمين وذلك في سنة 1224أربع وعشرين بعد المائتين والألف وذلك بعد استيلاء الجيش الذي أرسله سعود بقيادة سليمان بن سيف بن طوق إلى بلد الزبارة شمالي قطر وقد أثنى فيها على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى الإِمام عبد العزيز والد سعود رحمهم الله تعالى قال:
تباركت يا مولى الملوك الأعاظم
…
وعزيت يا مبدي الجميل وراحمي
لك الحمد إذ واليتنا منك أنعما
…
يضيق لها ذرعاً يراع لراقم
وأتحفتنا بالدين دين محمد
…
عليه صلاة مع سلام ملازم
فأضحت به منا القلوب منيرة
…
وتزهو كما تزهو الربا بالسواجم
فأعظم بها من نعمة حق شكرها
…
علينا وشكر الله آكد لازم
جزى الله رب العرش بالصفح والرضى
…
وبالخير من قد كان أصدق قائم
بنصرة دين المصطفى وظهيره
…
هو الحبر ذو الإفضال حاوي المكارم
هو الورع الأواه شيخي محمد
…
هو القانت السجاد في جنح فاحم
لقد قام يدعو للمهيمن وحده
…
فريداً طريداً ما له من مسالم
وجاهد في الرحمن حق جهاده
…
وفي اله لم تأخذه لومة لائم
همام بدا والناس إلا أقلهم
…
على محض شرك في العبادة لاجم
يعدون للضراء قبة ميت
…
كما طلبوا منها نتاج العقائم
فهم بين موم بالركوع لسيد
…
وآخر يعنو وجهه للبهائم
ومن بين داع هاتف باسم شيخه
…
يروم به نفعاً ودفع العظائم
يقرب للمقبور قربان ربنا
…
ويجهد في تسليم نذر الكراثم
ويدفع عين الحاسدين بأعظم
…
ويرجو لدى الحمى عقود التمائم
وقد طمست أعلام سنة أحمد
…
وقد زاد سلطان الهوى والمآثم
وقد طم أكناف البلاد وعمها
…
فسوق وعصيان وهتك المحارم
عقوق وشرب واللواط مع الزنا
…
وزور وقذف المحصنات النواعم
ولم تلق عن بادي المناكر ناهياً
…
ولا آمراً بالعرف بين العوالم
فجرد عضب العزم إذ أوضح الهدى
…
بآيات حق للضلال صوارم
وقدَّ بها الغواية فانمحت
…
قواعد زيغ محكمات الدعائم
سقى الله قبراً ضم أعظمه الذي=حوى شرفاً من هاميات الغمائم
هتوناً برضوان وعفو ورحمة
…
وأسكنه في الفردوس يا خير راحم
وأولِ الرضى عبد العزيز الذي احتمت
…
به بيضة الإسلام من كل ظالم
إمام كسا ظهر البسيطة عدله
…
مطارف أمن شاملات المعالم
فلو ضاع حلس في الفلا من سمالم
…
أتاه به من غاب ضاري الضراغم
فيرحل من أقصى تهامة راكب
…
إلى الخط لا يخشى مكائد غاشم
عزيز جوار لم ينل جاره الردى
…
وفي العهد تلقى خير واف ملازم
حليف التقى والعلم والفضل والندى=ويأبى المعالي بالقنا والصوارم
وتساوى لديه ذو الغنى وابن فاقة
…
لدى الحق أو حال المليك وخادم
غناءً أتى للمعتفين وكافلاً
…
لذي اليتم أو للمرملات وآيم
يغار على الإسلام عن أن يصيبه
…
طوارق شر فهو أمنه عاصم
لياليه بالبر العميم بواسم
…
وأيامُه بالخير حيرُ مواسم
ففازت رعاياه بكل مسرة
…
وعيش رغيد مترع بالغنائم
يحب أخا التقوى ويرفع شأنه
…
ويبغض ذا الفحشاء ورب الجرائم
إذا رمت أن تحظى لديه برفعة
…
تقرب إليه بالتقى والمكارم
لقد عمر الدنيا وآثر غيرها
…
ففاز بكلتا الضرتين البواسم
حريص على إعلاء أمر إلهنا
…
بإظهار دين الأبطحي ابن هاشم
فأسرج للأعداء كل طمرة
…
من الضمّر القلب العتاق العدائم
ورب جيوش كالسيول يقودها
…
لها لجب كالرعد إثر الغمائم
وألبس أهل الشرك أثواب ذلة
…
بأسر وقتل واكتساب الغنائم
إلى أن أباد الله كل معاند
…
ومزق شمل الباطل المتراكم
وقد عاين الكفار نصر إلهنا
…
وفتحاً به قد جاءنا خير عالم
ورد جموع المشركين بغيظهم
…
وما قط نالوا غير شر الهزائم
فآبوا لدين الله من بعد ما آبوا
…
ودانوا به من بعد كفر مفاقم
وأعلن بالتوحيد كل موحد
…
وطأطأ له رأس الكفور المراغم
بعون إله العرش جل ثناؤه
…
وتأييده تاج الملوك القماقم
سعود أدام الله أيام سعده
…
وكان له الإقبال خير ملازم
إمام الهدى بحر الندى من سقى العدى
…
كؤوس الردى حتى اهتدى كل راغم
أخو همة يستصغر الخطب عندها
…
وتعلو على هام السهى والنعائم
إذا نزل الأمر الفظيع رأيته
…
نهوضاً بأعباه بهمة حازم
لقد علم الأعداء شدة بأسه
…
وكيف أذيقوا منه طعم العلاقم