الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورب مذاق الهوى خالني
…
أصدقه الود على لبسه
وما درى من جهله أنني
…
أقضي غريم الدين من جنسه
فاهجر من استغباك هجر القلى
…
وهبه في المحمود في رمسه
والبس لمن في وصله لبسة
…
ملبس من يرغب أن أنسه
ولا ترجى الود ممن يرى
…
أنك محتاج على فله
وللأمير قابوس:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا
…
هل حارب الدهر إلا من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
…
وتستقر بأقصى قعره الدرر
فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا
…
ونالنا من تمادي بؤسه ضرر
ففي السماء نجوم لا عداد لها
…
وليس بكشف إلا الشمس والقمر
وكم على الأرض من خضراء مورقة
…
وليس يرجى إلا ما له ثمر
مرثية
عبد الله باشا فكري ولحفني بك ناصف يرثي المرحوم عبد الله باشا فكري وهي من غرر المراثي:
ليدع المدعون العلم ولأدب
…
فقد تغيبا عبد الله واحتجبا
ولينتسب أدعياء الفضل كيف قضت
…
آراؤهم إذ قضى من يحفظ النسبا
وليفخر اليوم قوم باليراع ولا
…
خوف عليهم فمن يخشونه ذهبا
وليرق من يشاء أعواد المنابر إذ
…
مات الذي يتقيه كل من خطبا
لو عاش لم يطرق الأسماع ذكرهم
…
في طلعة الشمس من ذا يبصر الشهبا
فليس من شاء بالإنشاء لا عجب
…
مضى الذي كان من آياته عجبا
طود من الفضل من بعد الرسوخ هوى
…
وكوكب بعد أن أبدى الهدى غربا
وخضرم غاض لما فاض ذاخره
…
وضامر أدراك الغابات ثم كبا
وشامخ من مباني العلم قوضه
…
صرف الزمان فأمسى بالهوى هبا
وجنة عصفت ريح المنون بها
…
وظافر ظفر البلوى به نشبا
وما للعلى أنشق في آفاقها قمر
…
وهول ساعتها ما باله أقترب
فهل عرا الكون خطب غير منتظر
…
يستغرب الأمر من لا يعرف السببا
أجل لقد مات عبد الله واأسفا
…
وأوحشت مصر مني فوا حربا
فكل نفس لمنعاها شكت وبكت
…
وكل فكرٍ بفكرى ماج واضطربا
قضى الحياة ونصر الحق ديدنة
…
لا ينثني رغباً عنه ول رهبا
ل كان رأينا صفوه كدرا
…
بفقده وانثنت راحاته تعبا
سارت جنازته والعلم في جزع
…
والفضل يندبه في ضمن من ندبا
ولعبد الله فكري المذكور يخاطب أبنه:
إذا نام غرٌّ في دجى الخطب فاسهر
…
وقوم للعوالي والمعالي وشمر
وخل أحاديث الأماني فأنها
…
علالة نفس العاجز المتحير
وسارع على ما رمت ما دمت قادراً
…
عليه فإن لم تبصر النجح فاصبر
ولا تأتي أمراً ولا ترجي تمامه
…
ولا مورداً ما لم تجد حسن مصدر
واكثر من الشورى فإنك لا تصب
…
تجد مادحاًَ أو تخطئ الرأي تعذر
ولا تستشر في الأمر غير مجرب
…
لأمثاله أو حازم متصبر
ولا تبغي رأياً من خؤون مخادع
…
ولا جاهل غر قليل التدبير
فمن تبع في الخط خدعة خائن
…
يعض بنان النادم المتحسر
ومن يتبع في أمره رأي جاهل
…
يقده على أمر من الغي منكر
كمن يهتدي من جوف ظلماء داجر
…
باكمه في نور الضحى غير مبصر
وكم نصوح أبصر الخلف فأثنى
…
يبيع الهدى بالغي غير مفكر
ولا تصغ في ود الصديق لكاذب
…
نموم فإن يعرض لك الشك فاخبره
ولا تغتر تندم ولا تك طامعاً
…
تذل ولا تحقر سواك فتحقر
وعود مقال الصدق نفسك وأرضه
…
تصدق ولا تركن على قول مفتر
ودع عنك إسراف العطا ولا يكن
…
لكفيك في الأنفاق امسك مقتر
ألا إن أوساط الأمور خيارها
…
مقال نبي عن هدى الله مخبر
والأم هذا المال مال تصبه
…
بظلم وتعطيه عطاء المبذر
وأكرمه مالاً أصيب بحقه
…
وأنفق في نهج من الحق نير
وأشقى الورى من باع أحره ضلة
…
بدنيا سواه فهو للغبن مشتر
وخير عباد الله أنفعهم لهم
…
كما جاء في قول النذير المبشر
فكن راغباً ما عشت وانتصب
…
لنفع الورى ما استطعت والشر فاحذر
ولا تقف زلات الرجال تعدها
…
فلست على هذا الورى بمسيطر