الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شعر
زيد الحجاف اليمني وممن نقل له في (السلافة) زيد بن علي بن إبراهيم الحجاف اليمني، أطنب الثنا عليه بما ليس فوقه مزيد، ثم قال: هذا وإني معترف بالتقصير في وصف فضله، ثم قال: وسأثبت من غرر شعره التي تجنح إليها البلاغة جنوح الفرخ إلى وكره، فمنها ما أنشدني شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين، قال: أنشدني السيد المذكور لنفسه بالمخا سنة 1068 ثمان وستين وألف.
ولي عتب على قوم أساؤوا
…
معاملتي وساموني اغترارا
جنوا عمداً وما راعوا حقوقاً
…
وما اعتذروا وساموني صغارا
سأضرب عنهم صفحاً وأغضي
…
مخافة أن أقلدهم شنارا
ولو أني ركبت متون عزمي
…
إذاً لسقيتهم مراً مرارا
ولو أني هممت بأخذ حقي
…
لولوني ظهورهم فرارا
قال وسألني القول على ذلك فقلت:
لك العتبى ومنك الصفح يرجى
…
إذا لم تستبن منهم وقارا
وإن هم جنوا عمداً وجهلاً
…
وما راعوا وما طلبوا اعتذارا
فإن البدر لا يثنيه شيء
…
من العجما صياحا أو جؤارا
وأنت على أذاهم ذو اقتدار
…
على أن لا تسامي أو تبارى
فطب نفساً فكلهم ذليل
…
لعزتك اختياراً واضطرارا
وللسيد المذكور:
ومالي والهم الذي أنا حامل
…
ولي صلة من فضل ربي وعائد
إذا عادة الله التي أنا آلف
…
تذكرتها هانت علي الشدائد
فلا أتقي هولاً وأرهب طارقاً
…
ولي ثقة بالله ما قام عابد
قال: وأنشدني صاحبنا الشيخ أحمد الجوهري له قال: كتب إلي وقد طلبت منه شرح النهج لابن أبي الحديد في بيتين من الشعر.
أتاني نظمك المنضود يمشي
…
من الإحسان في ثوب جديد
ووافى جوهري للفظ لطفاً
…
ومعنى صيغ من در نضيد
سمحت بذاك وهو أجل قدراً
…
لأن يأتيك بابن أبي الحديد
ربحنا بالتجارة وارتضينا
…
لطيف الدر عن ثقل الحديد
فراجعته بقولي:
أخا الهيجاء ذا الرأي السديد
…
غياث الملتجي مأوى الطريد
طويل الباع في كسب المعالي
…
بسيط الفضل كالبحر المديد
أتاني منك نظم فوق طرس
…
كدر زان في نحر وجيد
فما أبصرت بيتاً منه إلا
…
وقلت بأنه بيت القصيد
فشعرك يعجز الشعراء عنه
…
ونثرك مخجل لابن العميد
وقد حزت المعاني والمعالي
…
وفقت بها على جمع عديد
فلا زالت بك الأيام تزهو
…
وجاهك كل يوم في مزيد
قال: وكتب إلي أيضاً:
صوغ القريض على اختلاف رجاله
…
ما بين حصبا لا تعد وجوهر
وإذا أردت أن تفوز بدرة
…
نظماً فخذه من صحاح الجوهري
شعر
محمد المخاوي ومن رجال (السلافة) السيد محمد بن أحمد حاكم المخا ذكر أنه رأى في بعض الدفاتر له بيتين دلا على أن حسام أدبه مرهف باتر وهما قوله:
شبهت نرجسة وافى إليَّ بها
…
خلي وقد جئت في التشبيه بالعجب
كفاً من الفضة البيضاء ساعدها
…
زمرد حملت كأساً من الذهب
قلت حق له التصديق، ووجب،
…
فقد جاء من التشبيه بالعجب
شعر
محمد بن عبد القادر اليمني ومن رجال (السلافة) أيضاً السيد محمد بن عبد القادر اليمني قال في حقه: أحد سحرة القريض، ومقتطفي نور روضه الأريض، نطق عن لسان الإحسان، ونثر من البلاغة رفرفها الخضر، وعبقريها الحسان إلى مجد ونسب، ومنطق يملك الأسماع إذا مدح أو نسب، وله ديوان يشتمل على غرر وقلائد، تحسدها عقود الولائد وقفت عليه، فاخترت منه قوله من قصيدة مدح بها السيد الحسن بن القاسم أخا الإمام محمد المؤيد ملك اليمن ويهنئه بعيد الفطر أولها:
ألام هلال لاح أم نون حاجب
…
بدا بجبين الأفق في ليلة الفطر؟
أم العيد من صافي اللجين بخنجر
…
تمنطق أم سيفٌ تقلد من تبر
أقوس لملك الغرب صيغ بعسجد
…
وعلق موتوراً على قصره الدري
أم الكأس ساقي القوم ليلاً أدارها
…
ليسقي الندامى قهوة العيد كالخمر
أشكل سوار ذاك أم شق دملج
…
بساعد ليلى بان في غرة الشهر
أم الغادة الحسناء خلخال ساقها
…
أبانته للعشاق من كوة القصر
توهمت ليس الأمر كما ذكرته
…
وشبهت والتشبيه يحسن في الشعر
وما هو إلا هيكل في قلادةٍ
…
على طوق ملك قلد الملك بالفخر
هو السيد المعروف معروف جوده
…
ومن كفه بالغيث تزري وبالبحر
هو الحسن الأخلاق والاسم من سما
…
بهمته قسراً على فلك النسر
هزبر الوغى ليث الشرى ضيغم العدوى
…
مؤيد أعلام المؤيد بالنصر
خضم الندى من في أكف عطائه
…
زمام الغنى المغني لراجيه باليسر
أتحسب أن السحب تمطر صيباً
…
وأن بطون البحر تقذف بالدر
وما ذاك إلا أن نائل جوده
…
أنال السحاب الغيث فانهل بالقطر
وما الدر إلا أن نيسان كفه
…
حشا البحر حتى عاد فيضاً إلى البر
وما أحمر شفاف اليواقيت مشرقاً
…
فأصبح منظوم العقود على النحر
ولكنه من نار غيظ حيائه
…
توقد حتى صار في شعلة الجمر
وما انفتحت أكمام روض وعطرت
…
بنفحتها الآفاق بالنور والزهر
ولكنه أخلاقه الغر أثرت
…
ففيها سرت طيباً ففاح شذى النشر
وما في الأيك يوما حمامة
…
ولا ناح من شوق به صادح القمري
ولكنها تدعو الإله تضرعاً
…
ليبقى له ملك الولاية في القطر
وما اكتسب البدر المنير ضياءه
…
من الشمس لما لاح في ليلة البدر
ولكنّ لاحت من محياه لمعة
…
فعمته بالأنوار في عالم الأمر
وما البرق إلا لمحة من حسامه
…
إذا شمته في الجو يلمع أو يسري
ولا صاعقات الجو إلا قواطع
…
بأحكامه ان نقدتها يد القهر
وقائعه تنبي اللبيب بشأنه
…
وأخباره تهدي التحير للفكر
قال صاحب (السلافة) : هذا ما وقع عليه الاختيار منها، وقد شبه الهلال في أولها بعشرة أشياء، وجمع الشيخ عماد الدين ابن نباتة جملة منها في قصيدته الرائية التي مدح بها الملك المؤيد صاحب حماة التي أولها:
يا شاهر الطرف حبي فيك مشهور
…
وكاسر الجفن قلبي منك مكسور
فإنه هنأه فيها بعيد الفطر واستطرد في تشبيه الهلال فقال:
كأن شكل هلال العيد في يده
…
قوس على مهج الأعداء موتور
أو مخلب مده نسر السماء لهم
…
فكل طائر قلب منه مذعور
أو منجل لحصاد الصوم منعطف
…
أو خنجر مرهف الحدين مطرور
أو نعل تبر أجادت في هديته
…
إلى جواد ابن أيوب المقادير
أو راكع الظهر شكراً في الظلام على
…
من فضله في السما والأرض مشكور
أو زورق جاء فيه العيد منحدراً
…
حيث الدجى كعباب البحر مسجور
أو لا فقل شفةٌ للكأس مائلة
…
تذكر العيش إن العيش مذكور
أو لا فنصف سوار قام يطرحه
…
كف الدجى حين عمته التباشير
أو لا فقطعة قيد فك عن بشر
…
أخنى الصيام عليه فهو مأسور
أو لا فمن رمضان النون قد سقطت
…
لما مضى وهو من شوال محصور
ومن شعر ابن عبد القادر المذكور:
أحوى حوى الرق مني ثغره الشنبُ
…
ومبسم لاح في جرياله الحبب
حلو التثني إذا ريح الصبا عطفت
…
معاطف القد منه تخجل القضب
مهفهف العطف مياس القوام إذا
…
ما اهتز كالغصن ليناً هزه الطرب
دمي مباح لسيف من لواحظه
…
إن كان غير هواه للحشا أرب
ومنها:
لا تعذلوني إذا ما همت من شغف
…
بمن سباني منكم أيها العرب
قد بان عذر غرامي في محبته
…
عند العذول وشأني في الهوى عجب
وصدر وعجز أبياتاً من أول البردة فقال وأجاد:
(أمن تذكر جيران بذي سلم)
…
كسيت برداً من الأحزان والسقم؟
أم من فراق ربوع كنت تعهدها
…
مزجت دمعاً جرى من مقلة بدم؟
(أم هبت الريح من تلقاء كاظمة)
…
فأظهرت كامن الأشجان والألم؟
أملاح بارق ليلى عندما ابتسمت
…
(وأومض البرق في الظلماء من إضم) ؟
(فما لعينيك إن قلت اكففاهمتا)
…
بصوب دمع كغيث المزن منسجم؟
وما لنفسك إن قلت اسكني اضطربت
…
(وما لقلبك إن قلت استفق يهم) ؟
(أيجسب الصب أن الحب منكتم)
…
وشاهد الحال يفشيه بكل فم؟
وكيف يخفى وأحشاهُ ومقلتهُ
…
(ما بين مضطرم منه ومنسجم) ؟