الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا انفردت وما شوركت في صفة
…
فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا
يا جنة الخلد بدلنا بسدرتها
…
والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا
…
والسعد قد غض من اجفان واشينا
أن كان قد عز في الدنيا اللقاء ففي
…
مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
سران في خاطر الظلماء يكتمنا
…
حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت
…
عنه النهى وتركنا الصبر ناسينا
إذا قرأنا الأسى يوم النوى سوراً
…
مكتوبة وأخذنا الصبر تلقينا
أما هواك فلم نعدل بمنهله
…
شرباً وان كان يروينا فيطمينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه
…
سالين عنه ولم نهجزه قالينا
ولا اختياراً تجنبناه عن كثب
…
لكن عدتنا على كره عوادينا
دومي على العهد ما دمنا محافظة
…
فالحر من دان انصافا كما دينا
فما استعضنا خليلا منك يحبسنا
…
ولا استفدنا حبيباً عنك يثنينا
ولو صبا نحوك من علو مطلعه
…
بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينا
أبكي وفاءً وان لم تبذلي صلة
…
فالذكر يقنعنا والطيف يكفينا
وفي الجواب متاع لو شغفت به
…
بيض الأيادي التي ما زلت تولينا
عليك مني سلام الله ما بقيت
…
صبابة بك نخفيها فتخفينا
تم الاختيار ن
شعر
ابن زيدون وأخباره ويليه الاختيار من شعر ابن شرف وأخباره.
شعر
ابن شرف قال صاحب قلائد العقيان: هو الحكيم الأديب أبو الفضل بن شرف الناظم، الناثر، الكثير المعالي والمآثر، الذي لا يدرك باعه، لا يترك اقتفاؤه وإتباعه، أن نثر رأيت بحراً يزخر، وان نظم قلد الأجياد دراً تتباهى به وتفخر، وان تكلم في علوم الأوائل بهرج الأذهان والألباب، وولج منها في كل باب، وهو اليوم بدر هذه الآفاق، وموقف الاختلاف والاتفاق مع جري في ميدان الطلب إلى منتهاه، وتصرف بين سماكه وسهاه، وتصانيف في الحكم ألف منها ما ألف، وتقدم فيها وما تخلف، فمنها كتابه المسمى ب (سر البر) وجزؤه الملقب ب (نجح النصح) وسواها من تصانيف اشتمل عليها الأوان وحواها. فمن حكمه قوله: العالم مع العلم كالناظر في البحر يستعظم منه ما يرى، وما غاب عنه أكثر. ومنها: لولا التسويف كثر العلم؟ ومنها: الفاضل في الزمن السوء كالمصباح في البراح قد كان يضيء لو تركته الرياح، ومنها: لا تكن بالحال المتزايدة أغبط منك بالحال المتناهية، فالقمر آخر إبداره أول إدباره. ومنها: لاتكن بقلبلك أغبط منك بكثير غيرك، فان الحي برجليه، وهما ثنتان أقوى من الميت على أقدام الحملة، وهما ثمان. ومنها: الملتبس بمال السلطان كالسفينة في البحر أن أدخلت بعضه في جوفها أدخل جميعها في جوفه. ومنها: التعليم فلاحة الأذهان، وليس كل ارض منبتة. ومنها: الجازم من شك فروى، وأيقن فبادر. ومنها: قول الحق من كرم العنصر كالمرآة كلما كرم حديدها أرت حقائق الصفات. ومنها: رب مسامح بالعطاء على باخل بالقبول. ومنها: ليس المحروم من سئل فلم يعط، وإنما المحروم من أعطي فلم يقبل.
ومنها: يا ابن آدم تذم أهل زمانك وأنت منهم، كأنك وحدك البريء كلا بل جنيت وجني عليك، فذكرت ما لديهم، ونسيت ما لديك. ومنها: اعلم أن الفاضل الذكي لا يرتفع أمره، أو يظهر قدره كالسراج لا تظهر أنواره أو يرفع مناره، والناقص الدنيء لا يبلغ نفعه إلا كهوجل السفينة لا ينتفع بضبطه إلا بعد الغاية في حطه. ومن بديع قوله في قصيدة أولها:
تخطو فتولي ذيول العصب والحبر
…
ضعيفة الخطو والميثاق والنظر
تخطو فتولي الحصى من حليها نبذا
…
وتخلط العنبر الوردي بالعفر
غيري الخلي بما تبديه من قلق
…
في الوشح أو غصص تخفيه في الازر
لم أدر هل الخلخال من غضب
…
عليه أم لعب الزنار من أشر
تلفتت عن طلى وسنان وابتسمت
…
عن واضح مثل نور الروضة العطر
أن نلت رياه لم أطمع بمطعمه
…
لأن روض الصبا نور بلا ثمر
ما لذ للعين نوم بعد ما ذكرت
…
ليلاً سمرناه بين الضال والسمر
تساقط الطل من فوق النحور ربه
…
تساقط الدر في اللبات والثغر
ومفرق الليل قد شابت ذوائبه
…
فيت أدعو له بالطول في العمر
والليل يعجب والظلماء جانحة
…
من ساهر يشتكي لليل بالقصر
فبت أجزع من ليل لواضحة
…
تبدو وأبخل من روض على سحر
يامن جفا فجفاني الطيف هجرك لي
…
بأي عذر فعذر الطيف في السهر
ذكرت بالسفح شملاً غير منصدع
…
بالنائبات ونظماً غير منتثر
بكل بيضاء خود خلتها جمدت
…
من اسكينة أو ذابت من الخفر
ومنها في وصف السيف:
أن قلت ناراً اتندى النار ملهبة
…
أو قلت ماءً أيرمي الماء بالشرر
ومنها في وصف الدرع
من كل مأذية أنثى فيا عجبا كيف استهانت بوقع الصارم الذكر
وله من قصيدة أخرى أولها:
ما الرسم من حاجة المهرية الرسم
…
ولا مرام المطايا عند ذي أرم
ردي شبا الخط تهدين الركاب فما
…
بالبيد للركب من هاد ولا علم
حثي المطي وشدي في دوائرها
…
هذا اوان اقتضاء الشد من زيم
ريعت لنبأة سامي السوط فالتفتت
…
صعر الخدود إلى سواقة حطم
صبت على صهوات الناجيات وقد
…
أخفت سروج المطايا صولة اللجم
منوطة بغواشي البيض راحته
…
كأنما اختلطت بالصارم الخذم
بتنا نكالئ طرف العين عن سنة
…
والطيف يستأذن الأجفان في الحلم
معرسين بإغفال البطاح لنا
…
تحت الوشيج مبيت الأسد في الأجم
قامت تغبطني بالحرص سالكة
…
بين السبيلين لم تقعد ولم تقم
ظنت بي العجز فارتابت فخاصمها
…
جور الزمان فلم تغدر ولم تلم
اني وان غرني نيل المنى لأرى
…
حرص الفتى خلة زيدت على العدم
فما عكفت بآمالي علو وثولا سجدت بأشعاري إلى صنم
أهل المناظر والألباب خالية
…
لا يعدمون من الدنيا سوى الفهم
نالوا الحظوظ فما نالوا موافقة
…
كما تقاسمت الايسار بالزلم
لما رأيت الليالي قد طبعن على
…
جدب الأسود وخصب ا؟ النعم
رجعت أضحك والإعوال أجدر بي
…
من ميسر كان فيه الفوز للبرم
تقلدتني الليالي وهي مدبرة
…
كأنني صارم في كف منهزم
ذهبت بالنفس لا الوي على نشب
…
وان دعيت به ابن المجد والكرم
فللمصارع أطراف اليراع يد
…
بنت لي المجد بين السيف والقلم
ومن مديحها:
وان أحمد في الدنيا وان عظمت
…
لواحد مفرد في عالم الأمم
تهدى الملوك به من بعدما نكصت
…
كما تراجع فل الجيش للعلم
رحب الذراع طويل الباع متضح
…
كأن غرته نار على علم
من الملوك الالى اعتادت أوائلهم
…
سحب البرود ومسح المسك باللمم
زادت مرور الليالي بينهم شرفا
…
كالسيف يزداد إرهافا على القدم
تسنموا انكبات الدهر واختلطوا
…
مع الخطوب اختلاط البرء بالسقم
معوق السيل لا تنفك راحته
…
من كف معتلق أو ثغر مستلم
مكارم حكمت في ذاته يدها
…
فكدت أرحمها من سطوة الكرم
أضنى فؤادي واوهاه تحملها
…
حتى وضعت يدي منه على ألمي
كأنني إذا أوالي قبل راحته
…
عجزت عن شكره حتى سددت فمي
ومن أخرى أولها:
سروا ما امتطوا إلا اظلام ركائبا
…
ولا اتخذوا إلا النجوم صواحبا
وقد وخطت أرماحهم مفرق الدجى
…
فبات باطراف الاسنة شائبا
وليل كطي المسح جبنا سواده
…
كأنا امتطينا من دجاه النوائبا
خطبنا به اظلماء حتى كأنما
…
ضربنا بايدي العيس إبلا غرائبا
وركب كأن البيض أمست ضرائبا
…
لهم وهم أمسوا لهن ضرائبا
إذا أوبوا صاروا شموساً منيرة
…
وان أدلجوا أمسوا نجوماً ثواقبا
طوال الباع والخيل والقنا
…
تخالهم فوق الجياد أهاضبا
فما يحملون السمر إلا عواليا
…
ولا يركبون الخيل إلا سلاهبا
إذا اعتقلوا للطعن عواليا
…
أو اتشحوا للضرب بيضاً قواضبا
وطال بليل الدار هم أبت له
…
نجوم الدياجي أن تؤوب غواربا
ومذ وطئت أبناء مروان ذروة
…
من الشرق آلت لا تجب المغاربا
ثوابت في جو السماء تخالها
…
بها لبني عبد العزيز مناقبا
وله من قصيدة أولها:
أرح خطاك فحلي النجم قد نهبا
…
وقد قضى الشرق من وصل الدجى أربا
أنا ركبنا من الظلماء جانحة
…
كأننا من دجاه نمتطي نوبا
سل النجوم هل ارتابت بصحبتنا
…
لما أثرن إليهن القنا السلبا
إذا استمرت بمجرى النجم سالكة
…
خلت المجرة من آثارها ندبا
تهفو الركاب فتهدينا أسنتنا
…
كأنما عارضت أطرافها الشهبا
وباتت الخيل يقدحن الحصى حنقاً
…
حتى تضرم ذيل الليل والتهبا
تلك الفوارس لا تثني أعنتها
…
عن وجهة أوينال السيف ما طلبا
باتوا على نشوة ما هاجها طرب
…
وقد أداروا بكاسات السرى نغبا
إذا اثاروا القنا عن جنح مظلمة
…
شالوا النجوم على أطرافها عذبا
وله يمدح أبا بكر الوزير:
خيال زارني عند الصباح
…
وثغر الشرق يبسم عن أقاح
وقد حشر الصباح له ونادى
…
فأصغى النجم منه إلى الصباح
وفاض على الكواكب وهو طام
…
فطار النسر مبلول الجناح
وزائرة طردت لها منامي
…
وقد عقد الكرى راحاً براحي
وأدناها الهوى حتى أحلت
…
وباتت بين ريحان وراح
تهز الغصن في حقف مهيل
…
وتفري الليل عن قمر لياح
وأضناني الهوى فنعت نحولي
…
وهل ينعى النحول على الصفاح
وقد حملت عبء الحب ضعف
…
حمل الخصر للكفل الرداح
أحن إلى رضاك وفيه برئي
…
كما حن المال من ايدي الشحاح
سأفزع في هواك لحسن صبركما فزع الجبان إلى السلاح
واقتدح الرغيبة من ركاب
…
براهن السرى بري القداح
تعنف أن رأت شأواً بعيداً
…
ومن يثني الجواد عن الجماح
سرى جبنا به الظلماء حتى
…
سبقنا البائتين إلى اصباح
إذا ونت الكواكب عن مداها
…
حفزناها بأطراف الرماح
ومن كان الوزير له ظهيراً
…
يسم راعيه في حي لقاح
بحيث الرعي في أحوى أحم
…
وحيث الورد في شبم قراح
من القوم العزيزين أهل العلى والطوال والنسب الصراح
أقاموا المجد في سمك علي
…
ومدوا العز في أرض فياح
فآوى كل عاف من ذراهم
…
إلى بيض اللمى خضر البطاح
وقد وقام العلى عنهم خطيباً
…
وصاح الجود حي على الفلاح
بأبنية وأعمدة طوال
…
وراحات وساحات فساح
أبا بكر كتمت علاك حلماً
…
فنم على الربى طيب الفواح
فكم تحيي الوالي بامتنان
…
وكم تردي المعادي باجتياح
يمين ملكت رق المساعي
…
وكف أعذبت ماء السماح
وفضل لا ينيب إلى نصيح
…
وجود لا يصيخ لقول لاح
وحلم أوسع الدنيا وقاراً
…
وقد خفقت له خفق الجناح
لأعمى الفكر عن عيب الموالي
…
أصم الجود عن قول اللواحي
فتى تجد الأماني في يديه
…
وجود الري في الماء القراح
يجلي حادث الدنيا بوجه
…
كأن جبينه فلق الصباح
أضاء بوجهه أفق الدياجي
…
وقام بكفه علم النجاح
طلعت على العلى من كل باب
…
وجزت المجد من كل النواحي
وجاء بك الزمان على اكتهال
…
فكنت الروض فاح مع الرواح
فكف للسيادة ذات بسط
…
وطرف للمعالي ذو طماح
غضبت لكل حق مستباح
…
ولم تغضب لمال مستباح
فكيف نصرت كل حمىً مذال
…
ولم تنصر حمى المال المباح
نوالك من ولاتك ذو تدان
…
وقدرك عن عداتك ذو انتزاح
تداركت انصداعاً بانشعاب
…
وصيرت الفساد إلى الصلاح
فقد بدلت كرباً بانفراج
…
وقد عوضت ضيقاً بانفساح
وداويت الليالي من رداها
…
وقد ناديت يا آسي الجراح
فقد أشفيتها من كل داء
…
وقد أسقيتها بعد التياح
دعوت المعتفين لغير مأوىوأحللت الطريد أعز ساح
فما للفضل فيها من زوال
…
وما للمجد عنها من براح
لقد أنسى زمانك كل عيد
…
بعز ثابت وأسى مزاح
وذي الأيام أعياد الأيادي
…
فكيف تضيفهن إلى الأضاحي
وكتب إليه بعض أصحابه ابن اللبانة هذه الأبيات:
يا روضة أضحى النسيم لسانها
…
يصف الذي تهديه من أرجائها
ومن اغتدى ثم اهتدى لطريقة
…
ما ضل من يسعى على منهاجها
طافت بكعبتك المعالي إذا رأت
…
أن النجوم الزهر من حجاجها