الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا من يكاتمني تغير قلبه
…
سأكف نفسي قبل أن يتبرما
وأصد عنك وفي يديَّ بقية
…
من حبل ودك قبل أن يتصرما
يا للرجال لعاشقين توافقا
…
فتخاطبا من غير أن يتكلما
حتى إذا خافا العيون وأشفقا
…
جعلا الإشارة بالأنامل سلما
وقال:
الله يعلم ما أردت بهركم
…
إلا مساترة العدو الكاشح
وعلمت أن تستري وتباعدي
…
أبقى لوصلك من دنو فاضح
وقال:
يهيم بجيران الجزيرة قلبه
…
وفيها غزال فاتر الطرف ساحره
يؤازره قلبي علي وليس لي
…
يدان بمن قلبي علي يوازره
وقال سهل بن هارون
أعان طرفي على قلبي وأعضائي
…
بنظرة وقفت جسمي على دائي
وكنت غراً بما يجني على بدني
…
لا علم لي أن بعضي بعض أعدائي
ولغيره:
إن العيون على القلوب إذا جنت
…
كانت بليتها على الأجساد
ولغيره:
ولست أعجب من عصيان قلبك لي
…
حقاً إذا كان قلبي فيك يعصيني
قال الأصمعي: سمعت الرشيد يقول: قلب العاشق عليه مع معشوقه، فقلت: هذا والله يا أمير المؤمنين أحسن من قول عروة بن حزام في عفراء في آيات له، وأنشدها وهي:
وإني لتعروني لذكراك لوعة
…
لها بين جلدي والعظام دبيب
فما هو إلا أن أراها فجأَة
…
فأبهت حتى ما أكاد أجيب
وأصرف عن دائي الذي كنت أرتجي
…
ويقرب مني ذكره ويغيب
ويضمر قلبي عذرها ويعينها
…
علي وما لي في الفؤاد نصيب
فقال الرشيد: إن قال ذلك وهماً فإني قلته علماً قال علي بن عبيدة الريحاني: احم ودك فإنه عرضك، وصن الأنس بك يغزر حظك، ولا تستكثر من الطمأنينة إلا بعد استحكام الثقة، فإن الأنس سريرة العقل، والطمأنينة بذلة المتحابين، وليس لك بعدهما تحفة تمنحها صاحبك، ولا حباء توجب به الشكر على من اصطفيت. وقال أيضاً: ما أنصف من عاتب أخاه بالإعراض على ذنب كان منه، أو هجره وقال أيضاً: الحياء لباس سابغ وحجاب واق، وستر من المساوئ، وأخو العفاف وحليف الدين، ورقيب من العصمة وعين كالئة تذود عن الفساد، وتنهي عن الفحشاء والأدناس. وقال أيضاً: لا يخلو احد من صبوة إلا أن يكون جاثي الخلق منقوص البنية، أو على خلاف تركيب الاعتدال.
رأى سعيد بن مسلم ابناً له قد شرع في رقيق ال
شعر
ورواياته، فأنكر عليه بعض أهله، فقال سعيد: دعوه فإنه يلطف ويظرف وينظف0 ومن قول كثير عزة:
سيهلك في الدنيا شفيق عليكم
…
إذا غاله من حادث الدهر غائلهُ
ويخفي لكم حباً شديداً ورهبة
…
وللناس أشغال وحبك شاغله
كريم يميت السر حتى كأَنه
…
إذا استخبروه عن حديثك جاهله
يود لأن يمسي عليلا لعلها
…
إذا سمعت عنه بشكوى تراسله
ويرتاح للمعروف في طلب العلا
…
لتحمد يوماً عند ليلا شمائله
ذكر أعرابي الهوى، فقال: هو أعظم ملكاً في القلب من الروح في الجسم وأملك بالنفس من النفس، يظهر ويبطن، ويكشف ويلطف، فامتنع من وصفه اللسان، وعي عنه البيان، فهو بين السحر والجنون، لطيف المسلك والكمون، وأنشد:
يقولون لو دبرت بالعقل حبها
…
ولا خير في حب يدبر بالعقل
قال جحظة البر مكي: قلت لخالد الكاتب: كيف أصبحت. قال: أصبحت أرق الناس شعراً، فقلت له: أتعرف قول الإعرابية فقال: وما هو قلت: كان بعض الخلفاء قد تزوج جارية من بنات العرب، وأنزلها في قصره، واخدمها الجواري، فدخل عليها ذات يوم، وإذا هي تنشد:
فما وجد أعرابية قذفت بها
…
صروف النوى من حيث لم تك ظنت
تمنت أحاليب الرعاء وخيمة
…
بنجد فلم يقدر لها ما تمنت
إذا ذكرت ماء العضاه وطيبه
…
وماء الصبا من نحو نجران أنّت
لها أنة عند العشاء وأنة
…
سحيراً ولولا أنتاها لجنت
فلما سمعها أرحلها إلى أهلها، فقال خالد: ويلك يا جحظة هذا ارق من شعري
شعر
ابن منير الطرابلسي اسمه أحمد، ولم أقف على شيء من شعره سوى رائيته التي كتبها للشريف الموسوي، وكان من كبار الشيعة، فلما قدم بغداد هيأ له ابن منير هدية، وأرسلها مع مملوك يقال له: تتر، وكان من أعز مماليكه عنده، فقبل الشريف الهدية، واستحسن المملوك،
وأدخله في الهدية، وقصد أن يعوض ابن منير أضعاف قيمته، فلما شعر ابن منير بذالك حزن على مملوكه المذكور وكتب إلى الشريف على الفور قصيدة أولها:
عذبت قلبي يا تتر
…
وأطرت نومي بالفكر
بالمشعرين وبالصفا
…
والبيت أقسم والحجر
وبمن سعى فيه وطاف
…
به ولى وأعتمر
لئن الشريف الموسوي
…
ابن الشريف أبي مضر
أبدى الجحود ولم يردّ
…
إلي مملوكي تتر
واليت آل أمية الطه
…
ر الميامين الغرر
وجحت بيعة حيدر
…
ورجعت عنه إلى عمر
وإذا جرى ذكر الصحابة
…
بين قوم واشتهر
قلت المقدم شيخ تيم
…
ثم صاحبه عمر
ما سل قط ظبى على
…
آل النبي ولا شهر
كلا ولا صد البتول
…
عن التراث ولا زجر
وأثابها الحسنى وما
…
شق الكتاب ولا بقر
وبكيت عثمان الشهيد
…
بكاء نسوان الحضر
وشرحت حسن صلاته
…
جنح الظلام المعتكر
وقرأت من أوراق مص
…
حفه براءة والزمر
ورثيت طلحة والزبير
…
بكل شعر مبتكر
وأزور قبرهما وأزجر
…
من نهاني أو زجر
وأقول أم المؤمنين
…
عقوقها إحدى الكبر
ركبت على جمل لتصبح من بنيها في زمر
وأتت لتصلح بين جيش المسلمين على غرر
فأتى أبو حسن فسل حسامه وسط وكر
وأذاق إخوته الردى
…
وبعير أمهم عقر
ما ضره لو كان كفَّ
…
وعف عنهم إذا قدر
وأقول إن أمامكم
…
ولى بصفين وفر
وأقول إن أخطأ معاوية
…
فما أخطأ القدر
هذا ولم يغدر معا
…
وية ولا عمرو مكر
بطل بسوءته يقا
…
تل لا بصرامة الذكر
وجنيت من قمر النوا
…
صب ما تثمر واختمر
وأقول ذنب الخارجين
…
على علي مغتفر
لا ثائر لقتالهم
…
في النهر وان ولا أثر
والأشعري بما يؤول
…
إليه أمرهما شعر
قال انصبوا لي منبراً
…
وأنا البريء من الخطر
فعلا وقال خلعت صما
…
حبكم وأوجز واختصر
وأقول: إن يزيد ما
…
شرب الخمور ولا فجر
ولجيشه بالكف عن
…
أبناء فاطمة أمر
وحلقت في عشر المحرم ما اسطال من الشعر
ونويت صوم نهاره
…
وصيام أيام أُخر
ولبست فيه أجل ثو
…
ب للملابس يدخر
وسهرت في طبخ الحبو
…
ب من العشاء إلى السحر
وغدوت مكتحلاً أصا
…
فح من لقيت من البشر
ووقفت في وسط الطريق
…
أقص شارب من عبر
وغسلت رجلي ضلة
…
ومسحت خفي في السفر
وآمين أجهر في الصلاة
…
كمن بها قبلي جهر
وأسن تسنيم القبور
…
لكل قبر محتفر
وإذا جرى ذكر الغدير
…
أقول ما صح الخبر
ولبست فيه من الملا
…
بس ما اضمحل وما دثر
وسكنت جلق واقتديت
…
بهم وإن كانوا بقر
نفر يرى برئيسهم
…
طيش الظليم إذا نفر
وخفيفهم مستثقل
…
وصواب قولهم هذر
وطباعهم كجبالهم
…
طبعت وقدت من حجر
ما يدرك التشبيب
…
تغريد البلابل في السحر
وأقول في يوم تحار له البصيرة والبصر
والصحف ينشر طيها
…
والنار ترمي بالشرر
هذا الشريف أضلني
…
بعد الهداية والنظر
فيقال خذ بيد الشريف
…
فمستقر كما سقر
لواحة تسطو فما
…
تبقي عليه ولا تذر
والله يغفر للمسيء
…
إذا تنصل واعتذر
فاخشَ الإله بسوء
…
فعلك واحتذر كل الحذر
وإليكها بدوية
…
رقت لرقتها الحضر
شامية لو شامها
…
قس الفصاحة لافتخر
ودرى وأيقن أنني
…
بحر وألفاظي درر
وبديعتي كبديعةٌ
…
عذراء ترفل في الحبر
حبرتها فغدت كزهر الروض باكره المطر
وإلى الشريف بعثتها
…
لما قراها فانبهر
رد الغلام فما استمر
…
على الجحود ولا أصر
وأثابني وجزيته
…
شكراً وقال وقد صبر
فلما قرأ الشريف هذه القصيدة أمر برد المملوك عليه حالاً.
قال ابن حجة الحموي: لما ذكر هذه القصيدة بطولها، أقول: إنه