الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلم يحصل منه على ما أراد إلا ما أجازة به من مال، ورجع إلى مكة المشرفة، وأقام بها سنتين، ثم توجه إلى الديار الرومية قاصداً السلطان مراد خان وذلك سنة 1041م، فوفد إليه بالقسطنطينة، ومدحه بقصيدة سأله فيها توليته مكة المشرفة، ومطلع القصيدة قوله:
ألا هبي فقد بكر الندامى
…
ومج المرج من ظلم الندى ما
وهيمنت القبول فضاع نشرٌ
…
روى من شيخ نجد والخزامى
وقد وضعت عذارى المزن طفلا
…
بمهد الروض تغذوه النعامى
فكم خفر الفوارس في وطيس
…
فتى منا وما خفر الذماما
وكم يوم ضربنا الخيل فيه
…
على أعقابها خلفاً أماما
فنحن بنو الفواطم من قريش
…
وقادت الهواشم لا هشاما
برانا الله للدنيا سناءً
…
وللأخرى إذا قامت سناما
وخص بفضله من أم منا
…
مليكاً كان سابوراً هماما
فتى الهيجا مراد الحق من لم
…
يخف من فضل خالقه ملاما
محش الحرب إن طارت شعاعاً
…
نفوس عندها قل المحامى
وغيث قطره ورق وتبر
…
يجود إذا شكى المحل الركاما
فيثني سيبه جدباً وشيكاً
…
ويثني سيفه موتاً زؤما
وفي شفتيه آجال ورزق
…
بها أمر الصواعق والسجاما
يقود له الملوك الصيد جيشاً
…
فيمنحه الخوامع والرجاما
وإن وفدوه أغناهم وأقنى
…
وأجلسهم على العليا مقاما
مليك الأرض والأملاك طراً
…
وحاوي ملكها يمناً وشاما
ومجرٍ من دم الأعداء بحراً
…
ولا قوداً يخاف ولا أثاما
يبيت مراعياً أمر الرعايا
…
إذا باتت ملوكهم نياما
تسنم غارب الدنيا فألقى
…
إليه جموحها طوعاً زماما
إذا شملت عنايته لئيماً
…
فقد شملت مكارمه الكراما
تعاظم قدره عن وصف
شعر
…
كذا مرماه يسمو أن يراما
ويكبر أن يدانيه عنيد
…
فيرميه ويعظم أن يراما
ترفع كمه عن لثم ملكٍ
…
وتلثمه الضعائف واليتامى
وينطق عنده شاك ضعيف
…
ولا يسطيع جبار سلاما
له يد ماجد لم تله يوماً
…
بغانية ولا ضمت مداما
أغر سميدع ضخم المساعي
…
له رأي يرد به السهاما
ويخدم قبرطه بالمواضي
…
ودين الله والبيت الحراما
فيا ملك الملوك ولا أبالي
…
ولا غدراً أسواق ولا احتشاما
إذا ما قست لم أنزلك فيهم
…
بمنزلة الرجال من الأيامى
إلى جدواك كلفنا المطايا
…
دوماً لا نفارقها دواما
وجبنا يا ابن عثمان الموامي
…
إلى أن صرن من هزل هيامى
وذقنا الشهد في معنى الترجي
…
وقلنا الصبر من جوع طعاما
صلينا من شموس القيظ ناراً
…
تكون بنورك العالي سلاما
وخضنا البحر من ثلج إلى أن
…
حسبناه على البيدا أكاما
نؤم رحابك الفيح اشتياقاً
…
ونأمل منك آمالا جساما
ومن قصد الأمير غدا أميراً
…
على مافي يديه ولن يضاما
وحاشا بحرك الفياض أنا
…
نردُّ بغلة عنه حياما
وقد نزل ابن ذي يزن طريداً
…
إلى كسرى فأنزله شماما
أتى فرداً فعاد يجر جيشاً
…
كسا الآكام خليلاً والرغاما
به استبقى جميل الذكر دهراً
…
وأنت أجل من كسرى مقاما
وسيف في العلى دوني وإني
…
عصاميٌ وأسموه عظاما
بفاطمةٍ ونجليها وطه
…
وحيدرة الذي فاق الأناما
عليهم رحمة تهدي سلاما
…
يكون لنشرها مسكاً ختاما
ولا بدع إذا وافاك عافٍ
…
فعاد يقود ذا لجب لهاما
فخذ بيدي وسنِّمني محلا
…
بقربي منك فيه لن أسامي
وهب لي منصبي لتنال أجري
…
وشكري ما بقيت له لزاما
فيقال: إنه إجابه السلطان المذكور، ووعده بذلك، ولكن اختر منه المنية قبل نيل الأمنية، فلم يعد إلى مكة المشرفة، وتوفي في تلك السنه، أو التي تليها رحمه الله.
تم الاختيار من شعر أحمد بن مسعود الشريف، وأخباره، ويليه الاختيار من شعر السيد عماد الدين بن بركات بن أبي نمى الحسيني.
شعر
ابن بركات الشريف
قال فيه صاحب "كتاب السلافة": له شعر يفعل في الألباب فعل السحر، أثبت منه ما هو أحلى من جنى النحل، وأجدى من القطر في البلد المحل، وكتبت إليه قصيدة ضمنتها التبرم من الاغتراب والبعاد أقول فيها:"ابن المعصوم"
هل يعلم الصحب أني بعد فرقتم
…
أبيت أرعى نجوم الليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً
…
وأقطع الدهر أشواقاً وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت ذا حزنٍ
…
إن الغريب حزين حيثما كانا
أرى فؤادي وإن ضاقت مسالكه
…
بمدح نجل رسول الله جزلانا
عماد أبنية المجد الذي رفعت
…
آباؤه الغر من ناديه أركانا
السيد الماجد الندب الشريف ومن
…
قد بذ بالفضل أكفاء وأقرانا
سما به النسب الوضاح فاجتمعت
…
فيه المحامد أشكالاً وألوانا
يا واسع الخلق إفضالاً ومكرمة
…
وموسع الخلق إنعاماً وإحسانا
فقت الكرام ما أوليت من كرم
…
لله درك مفضالاً ومعوانا
ما قلت في المجد قولاً يوم مفتخر
…
إلا أقمت عليه منك برهانا
لا زلت في الدهر مرضي العلى أبداً
…
ونائلاً من إله الحق رضوانا
عليك مني سلام الله ما صدحت
…
ورق الحمام وهز الريح أغصانا
فأجابني يقوله:
يا من تذكر خلاناً وجيرانا
…
وصار يمسي سمير النجم سهرانا
صاد إلى مورد قد كان يألفه
…
عذب به يشتفي من كان ولهانا
له به مرتع طابت موارده
…
واليوم بالهند يا لله ما حانا
يا ماجداً حاز سبقاً في القريض وفي
…
نهج البلاغة حتى فاق أقرانا
أحسنت لازلت في أمن وفي دعة
…
جزاك ربك بالإحسان إحسانا
وحق جدك إن العين في غرق
…
والقلب في حرق وجداً لما آنا
عليك بالصبر يا مولاي معتصماً
…
إن النفيس غريب حيثما كان
كذا الليالي عهدناها مبدلة
…
بالقرب بعداً وبعد الوصل هجرانا
فلا رأيت مدى الأيام حادثة
…
من الزمان ولا همّاً وأحزنا
قد ضاق صدري لما أبديت من كمدٍ
…
من لاعج البين ليت البين لا كانا
لكن لي أمل في الله خالقنا
…
وحسن ظني متى ندعوه أولانا
أن يجمع الشمل في تلك البقاع وأن
…
يروي غليل صدٍ ما زال حرانا
بفضل من عمت الأكوان قدرته
…
رب البرية ذي الإحسان مولانا
ما حرمت نسمات الريح مورقة
…
من النبات وهزت منه أفنانا
ومن شعرة مخاطباً لوالد المصنف أحمد الحسني:
زرت خلاً صبيحةً فحباني
…
بسؤال أشفى وأرغم شاني
قال لما نظرت نور محياه
…
ونلت المنى وكل الأماني
كيف أصبحت كيف أمسيت مما
…
يلبت الحب في قلوب الغواني؟
فتحرجت أن أفوه بما قد
…
كان مني طبعاً مدى الأزمان
يا أخا المجد والمكارم والفضل
…
ومن لا أرى له اليوم ثاني
أدرك ادرك متيماً في هواكم
…
وأكففن عنه صولة الحدثان
وابق واسلم منعماً في سرورٍ
…
ما تغنت ورق على غصن بان
فراجعه الوالد بقصيدة أولها:
ليت شعري متى يكون التداني
…
لبلاد بها الحسان الغواني
وبها الكرم مثمراً والأقاحي
…
ضحكت من ثغور زهر لجان
والبساتين فائحات بعطر
…
يخجل العنبر الزكي اليماني
وطيور بها تجاوبن صبحاً
…
وعشياً كنغمة العيدان
وبألحان تذيب ذوي اللب
…
وتحيي ميتاً من الهجران
وتمشي بها الظباء الحوالي
…
مائسات كناعم الأغصان
كل خود تسطو بلحظ حسام
…
وتثنى كما قنا المران
وجهها الصبح إنما الفرع منها
…
ليل صب من لوعة الحب فان
غادة كالنجوم عقد طلاها
…
ما اللآلي ما حلى العقيان
إن ياقوت خدها أرض الياقوت
…
سعراً وعائب المرجان
كل يوم يقضى بقرب لديها
…
فهو يوم النيروز والمهرجان
تلك من فاتت الظباء افنتنانا
…
فلذا وصفها أتى بافتنان
مالصب أصيب من أسهم اللحظ
…
نجاة من طارق الحدثان
أذكرتني أيام تلك وأغرت
…
أعيني بالبكاء والهملان
ومنها قوله:
نفثات كالسحر يصدعن في قلب
…
معنَّىً من الملامة عاني