الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لتحدث له الأَيام شكر خناعة
…
تطيب صضبا نجد به وجنائبه
فوالله لو لم يلبس الدهر فعله
…
لأفسدت الماء القراح معائبه
فقد بثَّ عبد الله خوف انتقامه
…
على الليل حتى ما تدب عقاربه
يقولون عن الليث ليث خفيةٍ
…
نواجذبه مطروزة ومخالبه
وما الليث كلُّ الليث إلا ابن عثرةٍ
…
يعيش فواق ناقة وهو راهبه
ويوم أمام الموت دحض وقفته
…
ولو خرَّ فيه الدينُ لا نهل كائبه
جلوت به وجه الخليفة والقنا
…
قد اتسعت بين الضلوع مذاهبه
شفيت صداه والصفيح من الطلى
…
رواءٌ نواحيه عذاب مشاربه
ليالي لم يقعد بسيفك أن يرى
…
هو الموت إلا أن عفوك غالبه
فلو انطلقت حربٌ لقالت محقةً
…
ألا هكذا فليكسب المجد كاسبه
ليعلم أنّ الغر من آل مصعب
…
غداةَ الوغى وأقاربه
كواكب مجد يعلم الليل أنها
…
إذا نجمت باءت بصغر كواكبه
ويا أيها الساعي ليدركَ شأوه
…
تزحزحْ قصياً أسوأ الظن كاذبه
فحسبكَ من نيل المراتب أن ترى
…
عليماً بأن ليست تنال مراتبه
إذا ما ارؤ ألقى بربعك رحله
…
فقد طالبته بالنجاحِ مطالبه
وقال يمدح أمير المؤمنين المعتصم بالله أبا اسحاق محمد بن هارون الرشيد ويذكر فتح
عمورية
السيف أصدق أنباءً من الكتبِ
…
في حده الحدُّ بين الجد واللعب
بيضُ الصفائح لا سودُ الصحائف في
…
متونهنَّ جلاءُ الشك والريب
والعلمُ في شهب الأرماح لامعةً
…
بين الخمسين لا في السبعة الشهب
أين الراويةُ بل أين النجوم وما
…
صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصاً وأَحاديثاً ملفقةً
…
ليستْ بنبع إذا عدَّتْ ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً
…
عنهنَّ في صفر الأصفار أو رجب
وخوفوا الناسَ من دهياءَ مظلمة
…
إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب
وصيروا الأبرج العليا مرتبةً
…
ما كان منقلباً أو غير منقلب
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ
…
ما دار في فلك منها وفي قطب
لو بينت قطٌ أمراً قبل موقعه
…
لم يخف ما حلّ بالأوثان والصلب
فتح الفتوح تعالى أن يحيط به
…
نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطب
فتحٌ تفتَّح أبوابُ السماءِ له
…
وتبرز الأَرض في أثوابها القشب
يا يوم وقعة عمورية انصرفت
…
عنك لمنى حُفلاً معسولة الحلب
أبقيت جدَّ بني الإسلام في صعد
…
والمشركين ودار الشرك في صيب
أمُّ لهم لو رجوا أن تفتدى جعلوا
…
فداءها كلَّ أم برة وأب
وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها
…
كسرى وصدت صدوداً عن أبي كرب
من عهد إسكندر أو قبل ذلك قد
…
شايت نواصي الليالي وهي لم تشب
بكرٌ فما افترعتها كفُّ حادثة
…
ولا ترقَّت إليها همة النوب
حتى إذا مخض الله السنين لها
…
مخض البخيلة كانت زبدة الحقب
أتتهمُ الكربة السوداء سادرةً
…
منها وكان اسمها فراجة الكرب
جرى لها الفألُ نحساً يومَ أنقرة
…
إذ غوردت وحشة الساحات والرحب
لمَّا رأت أختها بالأمس قد خربت
…
كان الحرابُ لها أعلى من الجرب
كم بين حيطانها من فارسٍ بطلٍ
…
قاني الذوائبِ من آبي دم سرب
بسنةِ السيف والخطي من دمهِ
…
لا سنةِ الدين والإسلام مختضب
لقد تركتَ أمير المؤمنين بها
…
للنار يوماً ذليلَ الصخر والخشب
غادرت فيها بهيم الليل وهو يضحي
…
يقله بها صبحٌ من اللهب
حتى كأنَّ جلابيبَ الدجى رغبت
…
عن لونها أو كأنَّ الشمس لم تغب
ضوءٌ من النار والظلماءُ عاكفة
…
وظلمةٌ من دخان في ضحى شحب
فالشمسُ طالعةٌ من ذا وقد أفلت
…
والشمسُ واجبةٌ في ذا ولم تجب
تصرحَ الدهر تصريح الغمام لها
…
عن يومِ هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُب
لم تطلع الشمسُ فيه يوم ذاك على
…
بانٍ بأهلٍ ولم تغرب على عَزَب
ماربعُ ميَّة معموراً يطيف به
…
غيلانُ أبهى ربى من ربعها الخرب
ولا الخدود وقد أدمينَ من خجل
…
أشهى إلى ناظرها خدها التراب