الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تجاوب أًداء القرون بصدره
…
ولله أبقى للذي هو ذاخره
مليك حكاه المزن بشرى ونقمة
…
عزيز على كر الدهور نظائره
ولا غرو فهو التالد الطارف الذي
…
غذته نمير المجد طفلاً حرائره
تجشم ما لم يحتمله مملك
…
وشب وشابت بالكفاح غدائره
وأصبح موفور الجلال معظماً
…
ترجى جوازيه وتخشى بوادره
إذا ارتجلت فصل الخطاب شباته
…
حسبت ارتجاس الرعد ما هو ثائره
بهت إذاً لو كنت شاهد عبرة
…
تحدرها خوف الإله محاجره
حمته عن الأدناس والرجس والخنا
…
خلائق تقواه وطابت عناصره
له فطر ضن الزمان بمثلها
…
فجاءت كإعجاز به جل فاطره
يباهي بها في الله دون تكبر
…
ويصلى بها ذات الوقود مكابره
فلله عيناً من رآه فشاقه
…
ورح سليباً نستبيه معاشره
تشع به آفاقنا وقلوبنا
…
سروراً ويغدو بالسعادة طائره
يصافحه الغرب المدل مقدراً
…
وتغبطه أحزابه وأباطره
وترقب فيه الشمس مطلع شمسه
…
إذا اتخذت أشياعه ومصادره
وما الشمس هذا الضوء إلا تواضع
…
ولكنه العز المخلد قاهره
بعيد مناط الهم تندق دونه
…
رقاب أعاديه وتقسو جرائره
وقور حليم فاتك متعبد
…
موارده محمودة ومصادره
وتزداد إيماناً وحباً وطاعة
…
إذا ابتعثته للحديث خواطره
تألى يميناً في الجزيرة برة
…
فوفى بها والبر أوشك سائره
لتغدو على رغم العوائق وحدة
…
بحول الذي أصفاه ما هو قادره
ولن يخلف الله المهيمن وعده
…
لمستخلق نارت لديه بصائره
ومها أطلت الوصف فيه فإنني
…
على العجز مضطر وإن هو غافره
فهل من عذير حين يرتج مقولي
…
قصوراً ولما يبلغ الشوط شاكره
أجل إِن ملكاً ذلكم بعض شأنه
…
لأجدر أن لا يلح بالعجز شاعره
فلا زال للإسلام سعد سعوده
…
وتسمو به أرجاؤه وعشائره
وأضفى عليه الله سابغ نصره
…
ومكنه فيما تكن سرائره
وأبقاه ذخراً للعروبة كافلا
…
وأبناءه ما طاف بالبيت زائره
شعر
محمد رضى الخطيب
ومما مدح به الملك عبد العزيز أيده بنصره قصيدة ألقاها الشاعر العراقي محمد رضى الخطيب أمام جلالته في منى سنة 1354هـ:
أرى العرب قد ألقت إليك قيادها
…
وأعطتك عفواً قلبها وفؤادها
بمغناك في الدنيا يطيب معاشها
…
وباسمك في الأخرى تلاقي معادها
رأت فيك من يستدفع الضيم باسمه
…
وتعطى بحمد الله فيك مرادها
فتحمي نواحيها وتجمع شملها
…
وتمنع عنها بالأذى من أرادها
لقد وجدت فيك الجزيرة سيداً
…
علاها على رغم الأُنوف وسادها
وكانت مواتاً قبل ذاك وإنما
…
أَبو فيصل نحو الحياة أعادها
ليجعل فيها الأمن والعدل ظاهراً
…
ويمحو بآيات الصلاح فسادها
أخو همة لم يبق في الناس بدعة
…
تخافه إلا إلى الدين قادها
أتى للورى نوراً من الحق مشرقاً
…
لتبصر من بعد الضلال رشادها
لئن أجدبت فالكف منه كفيلة
…
تقوم مقام الغيث إن هو جادها
لقد محض الإِسلام نية ناصح
…
كما محضته كل نفس ودادها
دعوت فلباك الحجيج ملبياً
…
من الأرض يطوي بحرها ووهادها
ولو لم تكن أرض الحجاز منيعة
…
بحكمك ما استرعيت منها بلادها
قطعت إِليك الفج والشوق رائدي
…
ونار الجوى أورت بقلبي زنادها
ولما بدت من أرض نجد نفودها
…
وقد قاربت نفس المشوق نفادها
تعللت في لقياك عن كل مأرب
…
ونفسي من ذكراك صيرت زادها
وحين تراءت للحجاز هضابه
…
وقد سلب الشوق العيون رقادها
فقلت لهل قري فقد قرب الحمى
…
وقاربت مولى يعرب وجوادها
وباتت تناجي الفرقدين مناعة
…
مبانٍ لك الرحمن بالعز شادها
تسير وما زلت بك الرجل مرة
…
وأوتيت في كل الأمور سدادها
عقدت على الشبل الكريم ولاية
…
لعقدك قد شاء الإِله انعقادها
ولاية حق عزز الله قدرها
…
وشد على حقو السعود نجادها
إِلى الحشر فيكم لا تزال وراثة
…
نؤمل من باري الوجود امتدادها
تساهلت للقطر الشقيق وأِننا
…
لنأَمل للقطرين فيك اتحادها
تقرب ما بين العروبة دائبا
…
لأنك حقاً لا تحب ابتعادها
وفي فيصل أكرم بطلعة فيصل
…
وجدنا ثغور المسلمين سدادها
يراه يداً للمسلمين وعدة
…
إذا فقدت يوم النضال عتادها
أمولاي دم للعرب حياً مملكا
…
وتلك حياة لا نحب افتقادها
لعلك إن شبت من الغرب فتنة
…
لتضمن للإسلام منها حيادها
أمولاي قد دبجت فيك قصائداً
…
جعلت سواد العين مني مدادها
وسيرتها للحشر فيك قوافياً
…
نواصع حتى الصخر مني استعادها
لي الفخر أني فيك أول شاعر
…
بكوفان أبيات القصيد أجادها
ملأت بها عين المحبين قرة
…
ومن عين أعداكم فقأت سوادها
ولا والذي استولاك حرمة بيته
…
وولاكها بطحاءها وجيادها
تجدد فيها العيد في كل حجة
…
وتثني إِليك المكرمات وسادها
ومما مدح به الملك عبد العزيز أعزه الله سنة 1353 قصيدة محمد عباس نقلتها من جريدة أم القرى وهي:
فاز الكرام وأهل البخل قد حبطوا
…
إذ بات سعد سعود العرب يغتبط
وأطرب العيس حادينا بنغمته
…
مذ راح صك إمام الحق يشترط
ذاك الإمام الذي بالعدل خط له
…
ملك وبالعدل كم خطت له خطط
يحكم الشرع في كل الأُمور وما
…
يثنيه عنه رضى قوم ولا سخط
لا زال يأمر بالمعروف منبسطاً
…
وحبذا ملك بالعرف ينبسط
وينكر المنكر الممقوت مبتهجاً
…
وراجياً من عظيم الأَجر ما غمطوا
فإذا تكلم خلت البحث يسكبه
…
تبراً أو اللؤلؤ المنثور يلتقط
وإن علا منبر التوحيد يخطبهم
…
أصغت له العرب والأتراك والنبط
فآب كل فريق كان يخدعه
…
شيء من الشرك في التوحيد يختلط
يسبح الله من خوف ومن وجل
…
وعنه زال العمى والغي واللغط
وصار يتلو كتاب الله متعظاً
…
بوعظه ولكم بالوعظ يغتبط
ذاك الإمام وأنى كالإمام لنا
…
يهذب الناس منه منهج وسط
فجرد الدين مما قد أضر به
…
وزاد فيه غلواً ذلك الرهط
وأصبحت أمهات الكتب بارزة
…
يزيد في حسنها الأشكال والنقط
فقام يشرحها أهل الحديث لهم
…
والقول في الدين ما حلوا وما ربطوا
وإن علا من كرام الخيل أشقرها
…
والسيف في كفه يا سعد مخترط
تقول هذا علي في مهابته
…
وعلمه في فنون الحرب منضبط
أمست به الكعبة الغراء آمنة
…
من الأجانب وارفضت بها السلط
خابت مساعي العدى واسود طالعهم
…
وهل يسرح وجه الأَمرد المشط
فقد حوى الحزم والعزم العظيم به
…
كما حوى المسك من تضييعه السفط
أذوب فيه غراماً والغرام به
…
نور وبالنور عنا الظلم ينكشط
نزلت من شامخات العز أرفعها
…
وأشرف العز عندي ذلك النمط
جزاك ربي عن الإسلام قاطبة
…
فقد قضوا حجهم أمناً وما عبطوا
عبد العزيز وشعري فيك أجمعه
…
وكل شعر تعدى مدحكم شطط
ظهرت والدين يشكو من تصارفهم
…
وكم شكا الدين من قوم به اختلطوا
من أين للدين تبييت العصابة في
…
طي الوسادة منضماً لها الإِبط
هذا هو الزور والكذب الصراح وكم
…
للقوم زور وكذب منهما هبطوا
وليس هذا عجيباً من تلاعبهم
…
بالدين والدين من أعمالهم سخط
وإنما عجبي من أمة قنعت
…
بكل قول ركيك الأصل ينمعط
طرائقاً راح يحييها وينصرها
…
بعض من الناس معقولهم شحطوا
لا يعتنون بشرع الله خالقهم
…
لأنهم من علوم الدين قد قحطوا
أعوذ بالله مما يفترون به
…
على كتاب الهدى يا قوم واشترطوا
يخادعون أناساً لا عقول لهم
…
وينفثون على المرضى وهم رقط
فكل باطلهم من علم باطنهم
…
وأنف عاطلهم بالجهل يستعط
فاغلظ عليهم ولا تعطف على أحد
…
فطالما عاندوا جهلا بما فرطوا
والخضر مات وهل في الموت منقصة
…
لدى الخلائق إذ زاغوا وإذ قسطوا
علي في البحث أن أبدي حقائقه
…
وما علي إذا لم تعقل القطط
فقمت ترفع عن دين الهدى بدعاً
…
وكل محدثة يا ابن الهدى غلط
كم حيلة نسبوا للدين فلسفة
…
أعظم بما نسبوا أحقر بما خبطوا
جاد الإِله بكم فضلاً ومرحمة
…
على العباد عموماً بعد ما قنطوا
أحييت لنا سيرة الفاروق سيرتكم
…
وإنما الدين بالدنيا له نشط
عادت بكم ملة الإِسلام باسمة
…
من بعد ما قد علاها ذلك الشمط
ساد الجزيرة أمن والأمان بكم
…
فعمرت بكم الأوطان والربط
بيت المقدس يدعوكم لنصرته
…
وفي المقدس عرب مسها الوهط
قلبي يحن لكم شوقاً ومن شغف
…
كما تحن إلى أوكارها الغطط
دامت مفاخركم زادت منابركم
…
ضاءت ظواهركم ما استحسن القطط
مني السلام عليكم والمديح لكم
…
والحب فيكم وعنكم تؤخذ اللقط
ولأحمد الغزاوي قصيدة أنشدها يوم عيد الفطر بين يدي الأمير فيصل ابن الإمام عبد العزيز وذكر فيها ثورة الإِخوان ووقعة السبلة والقبض على فيصل الدويش ومن معه من زعماء الثوار وذلك سنة 1348هـ:
شفى القلب عيد بالمسرات باهر
…
ونصر مكين للمليك يوازر
وإنباء صدق مترعات كؤوسها
…
وآيات حمد رتلتها البشائر
فقد طوت الأَيام شعبان باسماً
…
طروباً بما لاقى الغواة الغوابر
تشتت شمل البغي وارتد ناكصاً
…
على عقبيه واحتوته المقابر
على اثر تحشيد الليوث وزأرها
…
ومن قبل أن تدنو الكماة القساور
وفرت جموع الناكثين وأصبحوا
…
وليس لهم مما قضى الله جابر
وحقت عليهم نقمة الله فاستوى
…
لدى البأس رعديد الوغى والغشامر
وثابت مطير بعد أن مسها البلى
…
كما فرت العجمان رغما تطاير
فلم تسع الأرض برحبها
…
رؤوس الأفاعي والمنايا شواغر
وأحدقت الأبطال من كل جانب
…
وضاقت بأنفاس الجناة الحناجر
فولوا على الأدبار يبغون ملجأ
…
وقد كان ما راموا وظن المحازر
فشقت بهم أجوازها وشقوا بها
…
شقيقة نسر الجو والسيد خادر
وألقت بهم في جانب البحر خشية
…
من البطش واسترعى المجير المجاور
وهيهات والآساد مشرعة القنا
…
ودون انتجاء المجرمين مناذر
فما هي إِلا ليلة وصباحها
…
فسيق بها الدويش وارتاع ناكر
وما ساغ طعم النوم حتى تصفدت
…
يداه على رغم العدى وهو صاغر
عليك ابن لامي وابن حثلين قد جرت
…
موارد سوء ليس فيها مصادر
أعدتم على قسر وما انفسحت بكم
…
حبال الأفاعي والجدود العوائر
ولبى نداء العزم من صم سمعه
…
إذ الصوت أعلته الظبى والخناجر
وجيء بكم والجيش في مستقره
…
وذلك ما لم تحتسبه الدوائر
بنفسي وأهلي الرافعون لواءهم
…
ولو زخرت يوم الحتوف المجازر
ولله ما لاقيت يا خير من سمت
…
به همة هانت عليها المخاطر
ولله رهط من ذؤابة مقرن
…
أضاءت بهم أحسابهم والمحابر
ومن أين لي نعت الذين بحدهم
…
غدت تضرب الأمثال وهي سوائر
وحسبي إذا ما حانت اليوم فرصة
…
أداء الذي أَستطيع والعذر سافر
ألا صفرت أم الدويش وطابها
…
لدى السبلة الجهماء والموت فاغر
عفى عنه من لو شاء لاستأثرت به
…
سيوف الردى والجرح بالدم نافر
فما راقه ذاك التطول وارتمى
…
على مضض والقلب بالحقد زافر
وما زال يستغوي الضفادع ضلة
…
ويستهدف الآمال وهي دوابر
فماكان إِلا ثكله بعزيزه
…
وقد نكبته بالرزايا المقادر
فويل لمن لم يرتض العز موطناً
…
ويا هول ماجرت عليه المغامر
وبينا احتسينا من كؤوس حديثه
…
وبتنا نشاوى واستشاط المكابر
بدا الصوم وضاح الجبين كأنما
…
تمثل بالحسنى وطاب التزاور
فمن باقيات صالحات تقدمت
…
ومن بركات سابغات تناثر
ومن طاعة تدني إلى الله أويد
…
تمد سخاء والكريم يواتر
ومن قائم يتلو الكتاب وساجد
…
يخر ويرجو يوم تبلى السرائر
تطوع فيه المؤمنون وأَخبتوا
…
وكل على ما وفق الله شاكر
ولما انقضى باليمين واسقبل الورى
…
هلال التهاني واجتلهت النواظر
ترقرق ماءُ البشر في وجنة الضحى
…
وسالت بأفواج الرجال المعابر
ولاح لنا عيد زها بسماته
…
كما افتر ثغر الغيد أورق هاجر
كأن المعاني إذ تأرج نشرها
…
غوان تفيض المسك والجو عاطر
كأن الأماني في المطارف فصلت
…
على الشعب فازدانت بهن المظاهر
ألا ليت من أضحى بنجد مقيلة
…
رأى كيف ماست بالأمير المشاعر
أجل قد شهدنا فيصلاً في جلاله
…
كما انحسرت دون الشموس الستائر
ومن حوله الأَمجاد من آل يعرب
…
نجوم أحاطت بالمنير زواهر
تهلل كالغيث الهتون وأشرقت
…
أسرتهُ واستعذبته الضمائر
كأن به مروان في دست ملكه
…
إذ الجيش غاز والحياة مآثر
كأن به هارون في ظل سدة
…
تدانت إليها بالخضوع القياصر
كأن أخا الأشبال نفسي فداؤه
…
مليك الحجا عبد العزيز المقاهر
فهل رأَت الأبصار مثل وقاره
…
حكيماً أُنيرت في صباه البصائر
عزوفاً أنوفاً نائفاً متعطفاً
…
ظريفاً لطيفاً للمقارف غافر
تدرع سربالاً من الحزم ضافياً
…
وفاض كما تهمي المزون البواكر
ووطد أركان الأَمان بسيفه
…
فلا خوف إِلا ما جنته الجرائر
فلله عينا من رآه بمجلس
…
أنيق قد انثالت عليه الجماهر
وكل امريءٍ قد أبطن الحب قلبه
…
وفي وجهه ومصٌ من الود ظاهر
كأَني وحولي من سلالة وائل
…
عصائب تبني ما سفته الأَعاصر
تبوأت ما بين السماكين منزلاً
…
ولم لا وشعبي حالفته المفاخر
أولئك أقوامي الذين توسدوا
…
على هامة الجوزاء يوم تضافروا
لهم غابر لم يبله الدهر ساحر
…
وعز على أنف العواذل حاضر
فمرحى لأَبناء الجزيرة نهضة
…
قد ائتلفت منها الصوى والمنابر
وحي هلا بالبعث من بعد رقدة
…
ويا نعم ما أَوحت إِلينا الفواقر
ويا حبذا التوحيد في كل حلبة
…
وما المجد إِلا ما حوته البواتر
وقد صفت الأجناد في كل بلدة
…
وغصت بآساد الكفاح المغاور
فهيا إِلى التعليم نحسوا شرابه
…
لنروي نفوساً أصدأتها الهواجر
ففي كل ربع للعلوم معاهد
…
وفي كل جمع للرشاد منابر
وفي كل نبع للبذور مغارس
…
وفي كل فرع للثمار مهاصر
فلا عذر للوانين إِلا تكاسل
…
ولا لوم للفانين إِلا التهاتر
ولست وإِن طال الزمان بقانط
…
فلي أمل في يقظة القوم ناضر
وللشعب في فخر العروبة فيصل
…
وفي صاحب التاجين ذخر وناصر
فلا زلتما للعيد عيداً وللورى
…
سعوداً ونظمي فيكما الدهر عامر
وممن مدح الملك عبد العزيز أعزه الله وخذل من ناواه الشيخ عبد المحسن الكاظمي وذلك سنة1349 وقد أجاد فيها وأفاد:
الملك ملكك مل تقيم وترحل
…
والأمر أمرك ما تقول وتفعل
العرش عرش المجد مذ بوئته
…
والتاج تاج بالفخار مكلل
ما كل عرش شيد عرش صادق
…
التاج فيه تاجه المستكمل
فلرب عرش كاذب شمخت به
…
جلاسه وهو الحضيض الأسفل
شتان من حفلوا به وبذكره
…
يوم الفخار ومن به لا يحفل
أمقطر الأَبطال صاعك طافح
…
ومقصر الآجال باعك أطول
مهما يكن شاكي السلاح مدججاً
…
بسلاحه فأَمام عزمك أعزل
أوتيت من حكم وفكر ثاقب
…
ما يضمن الفوز المبين ويكفل
وأتيت في الدنيا بما لم يؤته
…
مأَمونها فيها ولا المتوكل
إِن كان في العهد الأخير ليعرب
…
ملك فأنت لها المليك الأول
أو كان عدلك في الرعية شاملاً
…
فسناك في الدنيا أتم وأشمل
فإِذا الملوك العادلون تتابعوا
…
متعادلين فثق بأنك أعدل
رمت المطامع يعرباً فوقيتها
…
لولاك لم يسلم ليعرب مقتل
وكفيتنا عنت الليالي كلما
…
جاءت ليالينا بما هو أليل
أفعالها كانت قواتل المرجا
…
فرددتها قتلى بما هو أَقتل
صنت البقية من دماء أوشكت
…
تودي بها أطماعهم وتنكل
وغدوت في المجد الحديث لدى العلى
…
مثلا به المجد القديم مؤثل
طهرت شرعة أحمد من جاهل
…
وحميتها مما افتراه الجهل
وبعثت رسلك للعباد مؤيداً
…
ما سنه فيها النبي المرسل
لم تأت في حكم البلاد ولم تجيء
…
إِلا بما جاء الكتاب المنزل
داويت معتقل العقيدة بالهدى
…
فشفيته والداء داء معضل
ونصرت بالله المهيمن دينه
…
والله ينصر من يشاء ويخذل
وأبنت للملأ الحقيقة عالماً
…
إِن الحقيقة في الورى قد تجهل
نجد غدت بعظيم قدرك تزدهي
…
وتهامة بقشيب ذكرك ترفل
يوم طلعت به على أم القرى
…
يوم أغر على البلاد محجل
فإِذا الأشاوس أبصروك تخاوصوا
…
وإِذا الفوارس شاهدوك ترجلوا
يا حبذا يوم أقلك ركبه
…
فحذاه فضل أنت منه أفضل
وكتائب الإِيمان خلفك زحف
…
وملائك الرحمن حولك نزل
الصافنات على الورى جرت بها
…
واليعملات بها تخب وترقل
وقف الزمان إِلى الزمان مهنئاً
…
ومناه كل مناه لو تتقبل
يلقاك والأضحى جميل ذكره
…
ولقاك أطيب للنفوس وأجمل
العيد جاءك بالحمى متهللا
…
والعيد أنت بك الحمى متهلل
عيدان عيد كل عام مقبل
…
يوماً وعيد كل يوم يقبل
دنيا ودين في ذراك كلاهما
…
مأوى بروق الآملين وموئل
أقعى بهم عن نيل شخصك علمهم
…
أن النجوم منالها لا يسهل
حجاج بيت الله اكبر حجة
…
قامت على من هولوا وتقولوا
عرفات تعرف فيك أي عوارف
…
متنقلات عنك إذ تتنقل
أنت الذي قد جاء والحسنى له
…
مرقى وآفاق المعالي منزل
أنت الذي علمت قومك دائباً
…
أن العلى حق لمن لا يكسل
عنوان كل فضيلة محمودة
…
ما أنت تمنع في الأَنام وتبذل
المسلمون على اختلاف ديارهم
…
بعثوا الرجاء إلى حماك وأملوا
وتساءلوا والأَمر أشكل حله
…
أي الرجال به يحل المشكل
وتيقنوا والصعب غير مذلل
…
إِن الصعاب على يديك تذلل
فإِذا أقمت فقد تهلل مجمع
…
وإذا رحلت فقد تأهل مجهل
وإذا هممت فكل هم زائل
…
وإذا هزمت فكل ظلم يجفل
لك في السماء المكرمات مناقب
…
كالنجم إلا أنها لاتأفل
عبد العزيز وأنت خير وسيلة
…
يسمو بها للعز من يتوسل
أدعوك للجلى وقد نزلت بنا
…
والخطب خطب في البلاد مجلل
جاراك يا نجد استغاث كلاهما
…
يرجو الخلاص على يديك ويأمل
أرأيت كيد الطامعين ومكرهم
…
أرأيت كيف نجا الذي لا يغفل
دخلوا علينا الآمنات بلادنا
…
دخلوا ولولا جهلنا لم يدخلوا
متيقظين على التخوم ترقبوا
…
فإذا رأونا نائمين توغلوا
يحيا بنا وبمالنا وبمجدنا
…
من ليس من أهل البلاد وتقتل
ويبيت ملء الجفن ينعم ليله
…
ونبيت من ألم الجوى نتململ
جر الثقيل على البلاد وأهلها
…
نفر على أهل البلاد استثقلوا
لا قرب الله الأولى بعدت بهم
…
أعمالهم حيث الجهالة تعمل
حسبوا الخيال حقيقة وتوهموا
…
برق الكواذب صادقاً وتخيلوا
خدعتهم ألقابهم فتخبطوا
…
ومشوا وراء غرورهم واسترسلوا
أغراهم تقصيرهم فتذبذبوا
…
وتقلبوا وتلونوا وتشكلوا
إني بلوتهم على حالاتهم
…
وبلوت غيرهم ومن هو يفضل
فبلوت صحباً أبخلين لشقوتي
…
حلوا وصحباً أكرمين تحملوا
لرأيتهم أهلا لا داراك المنى
…
لو كان بين صفوفهم من يعقل
عللت قلبي بارتواء غليله
…
فإذا بغير الآل لا أتعلل
أخذت بآفاقي الخطوب فزدنني
…
علماً بدهري والحوادث حفل
لا أدعي علماص بغائب أمرها
…
لكن علمت حقائقا لا تبطل
وعلمت من ماضي الزمان وحاله
…
ماذا به سيجيئنا المستقبل
وقدرت أن أسدي النصيحة آملا
…
بنصيحتي تحقيق ما أتامل
أصف الحقيقة تاركا تحقيقها
…
لغد وفي التبعات لا أتنصل
لا يخدعنك من عدوك ظاهر
…
يهدي وباطنه مواقد تشعل
فإذا تحول حاقد لمآرب
…
في نفسه فالطبع لا يتحول
خضعت عزائمهم فأمسوا عالة
…
وعلى حسامك في المكارم عدلوا
خطبوا ودادك صاغرين وعلمهم
…
أن يضربوا نار العداوة يصطلوا
عش واسلمن تجيب من سأل الندى
…
يوم الندى وتجيب من لا يسأل
قد جاد حتى قال كل مكابر
…
أكذا الكريم بنفسه لا يبخل
وبقيت للأجيال مجداً خالداً
…
تتزلزل الدنيا ولا يتزلزل
أيظل طلاب الروا في ظمأة
…
ولديك منه ما يعل وينهل
لله قوما أكرمين تداولت
…
سحب عليهم بالمصائب تهطل
قوم إذا نسبوا فقحطان لهم
…
جد به مجد الجدود مؤثل
يا أيها العرب الكرام ذروا الونى
…
وخذوا بأسباب العلى واستعجلوا
إن العدوا ببابكم متربص
…
إن تتركوه فأمره مستفحل
إني أخاف إذا ونيتم فاتكم
…
يوم تملك أمره من يعجل
لموا شتاتكم وكونوا كتلة
…
إن تهمل الكتلات ليست تهمل
عودوا إلى ماضيكم فتبينوا
…
ما في سجل الأكرمين يسجل
وسلوا شعوب الأرض في تفضيلها
…
من ذا عليكم في الشعوب تفضل
هل نعمة أو عزة أو حكمة
…
إلا وعنكم في الورى تتنزل
العلم شارقة عليكم شمسهُ
…
والفضل ينقل عنكم وينقل
السمر أنتم في الكفاح نصولها
…
والبيض أنتم حدها والصيقل
والخيل تكرم باليدين وتلتظى
…
شوقاً إلى شن المغار وتصهل
فإذا تخضبت الظبا بدم العدى
…
فخضابها حمراء لا تتنصل
عجبا يضل الحائرون سبيلهم
…
وأمامهم فيه الإمام الأمثل
هذا لواء المجد رفرف فانضوا
…
بلغ الأماني من به يتظلل
قد جاء يحمله الإمام هداية
…
وفخار يوم النصر فيما يحمل
ألفوك حمال العظائم دونهم
…
يوم الجلاد فعظموك وبجلوا
يا ناجلا والدهر في وثباته
…
نجلاك حرز للبلاد ومعقل
أنجلت فينا صارمين كلاهما
…
يستأصل الجلى بما يستأصل
شبلاك ليس بمنجب شرواهما
…
ملك يصول ولا ضبارم مشبل
قمران قد بهر العيون سناهما
…
وسناك بينهما أتم وأكمل
عضداك بل عضدا المواطن كلها
…
فسعود ساعدها وفيصل فيصل
طلع النهار فلا ظلام حاجب
…
وسرى الضياءُ فلا حجاب يسدل
أحسنت بالخير الجزيل وأحسنا
…
والله يجزي المحسنين ويجزل
أحببت تفصيل الأمور وربما
…
أغنى عن التفصيل هذا المجمل
ولبعض شعراء اليمن في مدح الملك عبد العزيز أعزه الله أنشدها إِياه سنة 1348هـ بمكة المشرفة:
عليك من المجد الرفيع سرادق
…
ورايات عز بالسعود خوافق
سمت بك يا ذا المجد والعز همة
…
تصافح أقمار الدجى وتعانق
فعزمك أمضى في الأمور من القضا
…
يلوح سريعاً مثلما لاح بارق
وأنت وحيد العصر جوداً ونجدة
…
سبقت فلم يلحق غبارك لا حق
وحلمك مثل الشمس لا ستر دونه
…
وذكرك مسك كلنا فيه ناشق
وأنت حليف النصر في كل موطن
…
وسعدك ماض لم تعقه العوائق
وقد خصك الله العزيز بهمة
…
تذل لها الشم الطوال الشواهق
ستكاد تميد الأرض منك مهابة
…
ويرجف منها غربها والمشارق
لقد قمت في نصر المعالي مشمراً
…
وسيفك مسلول ونعم المرافق
فطهرت وجه الأرض من كل مفسد
…
ولولاك لم يرجع عن الفسق فاسق
وسرت كما سار الغمام مطبقاً
…
وفيه غيوث للورى وصواعق
فمنهم سعيد فاز منك بسؤله
…
ومنهم شقي روحه منك طالق
كذا فليكن من رام أن يدرك العلى
…
ومن هو في دعوى الرياسة صادق
أطاعت لك الشم الرواسي وأقبلت
…
سراعاً فمسبوق إليك وسابق
أتتك على بعد الديار مطيعة
…
كما استنت الخيل العرب السوابق
تيقن بأن الله أعطاك نصره
…
وأن الذي يعصيك كالعبد آبق
فيا لك من فتح سيأتيك بعده
…
فتوح لها هادٍ إليك وسابق
حصون منيفات الذرى ومدائن
…
قد انفتحت أبوابها والمغالق
فأمض سيوف العزم غير معقِّب
…
فأَنت بنصر الله لاشك واثق
فما تفتق الأيام ما أنت راتق
…
ولا ترتق الأَيام ما أنت فاتق
لقد خفقت رعباً قلوب معاشر
…
وفارقها السلوان فيمن يفارق
فيا ملكاً للعُرب دمت موفقاً
…
تنير بك الدنيا وتحمى الحقائق
عليك سلام الله ما لاح بارق
…
وما صاح قمري وما ذر شارق
ولأحمد ابراهيم الغزاوي أنشدها بين يدي الأمير المبجل سعود بن الملك عبد العزيز بمكة المشرفة سنة 1348هـ يهنئه بقومه إلى الحجاز: وافى السعود فبطن مكة معشب=والمروتان تألقت والأخشب
وشدى الهزار على الأراك بسجعه
…
لما استهل على الحجاز الموكب
فإذا المسامع والمرابع والربى
…
تصغي وتندى والحيا يتحلب
والطير تصدح والقلوب استعذبت
…
صفو الإياب وساغ فيها المشرب
ظلت تعاني حجتين صدوده
…
وتضيق ذرعاً بالنوى وتلهب
تتنسم الأنباء عن خلجانه
…
وتود لو منح الضياء الكوكب
حتى شأَى البرق البريد وشاقنا
…
نبأ تبدد من سناه الغيهب
وسخا المليك لنا بأكرم وافد
…
هو في الجزيرة قلبها المتوثب
قاد الفيالق والبيارق يافعاً
…
وحمى المفارق والبوارق خضب
وجنى ثمار النصر في وثباته
…
ووقى العروبة واصطفاه المنصب
عزت به نجد وأعلى ذكرها
…
شبل الأئمة والأمير الأَغلب
منذ استقل جواده ما همه
…
إلا العلى تعنو لديه وتجنب
فدنت إليه وسلمتهُ قيادها
…
إن الكرائم بالكفاة لتخلب
وتراه ردماً في الحروب وملجأً
…
لذوي الكروب إذا غدت تتقطب
يلقي العظائم لا تلين قناته
…
ويثوب من طعناته المتنسب
إن شاء زحفاً أسعفته كماته
…
وظباته فوق الجماجم تخطب
أو رام عرفاً فالنضار نثاره
…
والفضل ودق والمكارم هيدب
يا من تأَرجت الديار بقربه
…
وبذكره تزهو النفوس وتطرب
قد خلد التاريخ في صفحاته
…
مجداً يضاف إلى أبيك وينسب
عصر مجيد بالشريعة شاده
…
ملك عظيم بالجلال ملقب
فيه المعارف والعوارف والهدى
…
والحزم والرأي السديد المعجب
والعدل والإنصاف يسطع نوره
…
والأمن يطفو والمخاوف ترسب
ما بين جدة والعقير تعبدت
…
سبل القوافل واطمأن الربرب
من كان يحسب أن تقوم بنزهة
…
للنفس ثم بها التجارة تخصب
فتشق وعثاء النفود إلى الحسا
…
بين المساء وفي الصباح تأوب
هذا لعمر الله صدق عزيمة
…
وبشير خير بالرخاء معقب
ولقد بعثت بسيبك الأدب الذي
…
قد ضمه لحد العفاء المرعب
فسرى النسيم معطراً بأريجه
…
وزهت بنهضته الحديثة يعرب
ونمت جذور للبيان ونافست
…
أم القرى فيها الرياض ويثرب
فانعم بما آتاك ربك وارتشف
…
كأس الهناء فشربك المستعذب
واحلل بسوداء القلوب فإنها
…
كنف الذين بحبهم تتقرب
واعلم بأنا لا نقول تجملا
…
هذا الذي نبدي هو المتحجب
لا زلت بدراً طالعاً في أُفقنا
…
يمشي إليك الشعب وهو مرحب
ولأحمد إبراهيم الغزاوي أيضاً يمدح الملك عبد العزيز ويهنئه بعيد النحر وذلك سنة1349هـ:
أرأيت كيف مظاهر العبّاد
…
وأخوة الإِسلام في الآماد
وشهدت أرهاط الحجيج كأنها
…
حول الحطيم مواكب الأعياد
من كل ميمون النقيبة مخبت
…
لله في صَدَر وفي إيراد
متوشح بازاره وشعاره
…
تقوى القلوب وعفة الزهاد
همت به نحو الفريضة عزمة
…
لم يثنها موج الخضم الهادي
لبى الدعاء مفارقاً أوطانه يرجو النجاة إذا مضى لمعاد
من كل فج في الدنا تجري بهم
…
قمم البحار وضمر الأجياد
يا أمة التوحيد حسبك ضجعة
…
أبكت عيون المجد والأجداد
فالدين بالدنيا وليس بباسط
…
أَفياءه من غير قدح زناد
كم ذا تمر الحادثات وتنطوي
…
والمسلمون على هوى وبعاد
الناس قد غاضوا البحار وخططوا
…
جو السماء وحلقوا بجماد
وتبادلوا الخطب الطوال بلحظة
…
من دون واسطة بكل بلاد
فعلام فرقتكم وفيم شقاقكم
…
وإلام يشرق بالزلال الصادي
ما في شريعتكم وهدي نبيكم
…
إلا السمو وذلة الأَضداد
خلوا التنابذ واسلكوا سبل العلى
…
وتنافسوا في الخير والأعداد
واستعصموا بكتابكم وتناصروا
…
والله للهمزات بالمرصاد
ولقد أنست بسنة منسوبة
…
في قصر خير مملك مرتاد
عادت كمؤتلق الصباح ضياؤها
…
وحباؤها كالغيث في الإنجاد
يتمثل الإِسلام فيها شاخصاً
…
صعب القياد ميسر الأعضاد
يرنو إلى عبد العزيز تحية
…
ويذود عنه غوائل الحساد
يتلو عليه من الثناء صحائفاً
…
بيضاء خطتها يد الأشهاد
ويصيخ للحكم الذي هو ناسج
…
أبرادها للجمع والإِفراد
ما بين وعظ بالغ ونصيحة
…
تحيي النفوس ودعوة ووداد
هي غاية في الحج منذ وجوبه
…
للمسلمين وأصل كل سداد
أو هل مضى مثل الذي أنا ناظر
…
كلا ورب البيت ذي الميعاد
لم تكحل الدنيا بسفح المنحنى
…
بشبيه هذا العصر في الآباد
لا في البناء ولا الولاء وقد بدا
…
كالقصر ذي الشرفات من سنداد
قد شيدته على التقى وعلت به
…
نحو النجوم مواهب وأيادي
يضفي على الأضياف برد سخاءه
…
مما حوته خزائن الإمداد
حاطته أقدار المهيمن واحتوى
…
زمر الوفود وشوكة الأحفاد
تسمو إلى تاج ترصع دره
…
من وحدة جمعت شتات الضاد
هذا الفخار لمن أراد تأسياً
…
والسر في الأرواح لا الأجساد
جل الذي أولاك عزاً راسخاً
…
وحباك ملكا شامخ الأطواد
بالله ثم بما استقمت تأمنت
…
فيه السبيل لرائح أو غادي
ما إن تحدث ذا الجريمة نفسه
…
بالغي إلا بات رهن صفاد
حتى خطت فيه على اطمئنانها
…
شاة الرعاة مرابض الآساد
وأفضتَ في فلواته العذب الذي
…
يروي الغليل لعاكف أو باد
وجلوت أقمار العلوم بأفقه
…
وشرعت فيه وسائل الإِسعاد
وأَثرتها حربا عوانا في الأُلى
…
جمعت بهم أحلامهم لفساد
وهدمت صرح الجهل من آساسه
…
وقصمت ظهر الشرك والإِلحاد
وأقمت بالشرع العدالة بيننا
…
حصنا وبالشورى وبالإرشاد
فاسعد وقل وافعل فأنت موثق
…
ودع الغواة على لظى الأحقاد
الله قدر أَن تعيش مظفراً
…
من ذا يرد مشيئة الجواد
واهنأ بعيد للأَضاحي مشرق
…
ما غنت الورقا على الأعواد
ولأحمد الكناني المصري يمدح الملك عبد العزيز أعزه الله سنة1349هـ:
بالعزم أدرك أهل العزم ما طلبوا
…
ولم يفتهم على أجمالهم طلب
دانوا بمحض الوفا والنصح إذ ملكوا
…
أمر العباد وفي إصلاحهم دابوا
وأسهروا منهم الأجفان لا لهوى
…
ولا استخفهم لهو ولا طرب
لكنما مدت العليا لهم يدها
…
فبايعوها وقاموا بالذي يجب
ولم تمل بهم الأَهواء عن سنن
…
به لدى خطبة العلياء قد خطبوا
لم يعرفوا الطيب إلا من شمائلهم
…
ولا المكارم إلا ماله اصطحبوا
ولا المحاسن إلا ماله اجتذبوا
…
ولا المساوي إلا ماله اجتنبوا
لهم قلوب لأمر الناس قد فرغت
…
كادت مع الناس تأوي حيث تنقلب
آلت إليهم شؤون في إيالتها
…
أقدامهم نصبوا حتى لقد نصبوا
قد أصبحت بهم الأوطان باسمة
…
تفتر عن رغد العيش الذي جلبوا
في كل قطر ترى منهم أخا ثقة
…
لدى الشدائد والأهوال ينتدب
وللحجاز مليك منَّ خالقنا
…
به ابن السعود الفيصل الدرب
الصائب الرأي والأقوام طائشة
…
آراؤهم وصواب الرأي محتجب
والثابت الجأش في ليل الخطوب وفي
…
فصل الخطاب إذا ما عي من خطبوا
عبد العزيز نشرت الأمن في بلد
…
كانت نفوس البرايا فيه تنتهب
وقد أقمت حدود الله معتمداً
…
على العدالة فارتاعت لها العصب
إذ ما رعوا حرمة البيت الحرام ولا
…
خافوا الإِله ولم تردعهم النوب
فكان خير دواء أن ضربت على
…
أيديهم واستتب الأمن واحتجبوا
فأنت أنت الذي لولاك ما أمن ال
…
حجاج بل أنت في ذي الراحة السبب
بيوتنا في غنى عما يحصنها
…
مادمت قينا فما الأبواب والحجب
صنت البلاد بعين منك فاعتصمت
…
ممن يظنونها نهبا لهم نهبوا
ولو أبيت عليها أن تقوم بها
…
لأَقسم الدهر لا يقوى لها سبب
فكم بكت وشكت للناس نكبتها
…
كأنما يسمع الشكوى لها رجب
أضحى رقيباً لأمر كان يرقبه
…
من لا يضيع سرى الأمر الذي رقبوا
بفطنة قد جلت غيب الأمور له
…
وهمة قد علت تجلى بها الكرب
وفكرة ضبطت من كل آبدة
…
ما ليس تضبطه الأقلام والكتب
قل للذين قصارى الأمر أنهم
…
لا يذهبون لخير أينما ذهبوا
لقد بليتم بملك قلبه ذهبت
…
به رعاية أمر الناس لا الذهب
ولم يشب نصحه للناس شائبة
…
ولم تحوله عن مرضاته النوب
يا من به لإِله الخلق قد عظمت
…
يد علينا وكم يعطي وكم يهب
لست الذي بجلال الملك نال علا
…
إذ من علاك جلال الملك يكتسب
فلا تزال بك الدنيا ممتعة
…
فما لها بعد أن تبقى لها أرب
ولمحمد الرضا آل السيد هاشم الخطيب العراقي في مدح الملك عبد العزيز سنة1353هـ أعزه الله:
لو كان يقنع عاذلي أو يقلع
…
كان استراح لأنني لا اسمع
ولع بتعنيفي ويعلم أنني
…
لا أَرعوي فملامه لا ينفع
هذا يؤنبني ولي قلب غدا
…
قبلي يهرول للحبيب ويهرع
شاء الغرام لكل صب أن يرى
…
خلاً يصد ومهجة تتصدع
مهلا أما يكفي العذول بأن لي
…
قلباً يذوب ومقلة لا تهجع
هبني أطعتك أو أجبتك ظاهراً
…
كيف السبيل لما حوته الأَضلع
أنا هكذا يا لائمي بحبه
…
لا أنثني أبداً فلوموا أو دعوا
أسلوه وهو لعين قلبي قرة
…
وهو السلو لخاطري والمفزع
إن كان أوجع مهجتي بصدوده
…
فتحولي عنه لقلبي أوجع
قالوا تعوذ من سقامك بالرقى
…
فالحب آخره خبال مفجع
فأجبتهم عز السلو وليس لي
…
مما أكابد مفزع أو منزع
الا شميم عرار نجد إنه
…
نحو الشفاء هو الطريق المهيع
وهوى الرياض فإن فيه لعلتي
…
برء وغلة كل صاد تنقع
إن الذي ورد الرياض مجاوراً
…
آل السعود هو السعيد الأرفع
من مبلغ عبد العزيز بأن لي
…
قلباً تصارعه الهموم فيصرع
شوقاً إليه فقد يحن تعشقاً
…
قبل العيان كما يغال المسمع
كيف الوصول إلى حماك وإِنني
…
فيه أعلل مهجتي لو تقنع
أصبحت بين إرادتين تناقضا
…
عملا فحار الفكر فيما يصنع
قلب يحث على لقاك معجلا
…
شغفاً وقلة ذات كف تمنع
أمجمعا من دين أحمد شمله
…
ومفرقاً للكفر ما يتجمع
ما ألقت العليا إليك زمامها
…
إلا لأنك للزعامة موضع
والعرب إن لم تأت بابك خضعاً
…
فلأي باب غير بابك تخضع
لك راحتان فراحة تحيي الورى
…
سيباً وبالأخرى الذعاف المنقع
تبا لمن حال عنك فإنه
…
لا شك سن النادمين سيقرع
إن الذين بغوك كل منهم
…
قد كان في جدوى يمينك يرتع
فأحاط بغيهم بهم فكأنهم
…
خبر مضى والأرض منهم بلقع
عن حائل ما حال دونك حائل
…
كلا ولا أغنى العدو المدفع
حتى ظفرت وكنت أكرم ظافر
…
والغيظ عندك خير ما يتجرع
ولقد عفوت عن المسيء تكرما
…
ورأيت أن العفو فيهم أنجع
سلطان قد شالت نعامته وفي
…
وكد الدويش أناخ يوم أَفظع
واسأل بجدة كيف حل وقبلها
…
للمعتدين بيوم تربة مصرع
وبيوم خان الرفد بابن رفادة
…
وبه لدى شرك المنية أوقعوا
خذلوه وقت الاحتياج إليهم
…
والغدر حاق به فماذا يصنع
فأخذته أَخذ المهيمن بغتة
…
من حيث لا يدري ولا يتوقع
قد ظن خصمك منك أن ينجو وأن
…
تحميه منك سيوفه والأدرع
فيخال جيش الفيل حل ومنكم
…
طير أبابيل عليه وقع
مهلا أبيت اللعن ما ابن رفادة
…
ليحل عهدك وهو كلب أبقع
يا منقذ العرب الذي أحيى لها
…
ما قد أمات المستبد المبدع
يا منعش العدل الذي فتكت به
…
من قبل أيدي الظلم فهو مضيع
يا ناشر الأمن الذي عاثت به ال
…
أطماع فهو مشتت ومروع
الناس تخضع وصرفه
…
ونرى الزمان وصرفه لك يخضع
لو لم تكن عند الإِله معززاً ويرى الأمانة ما لديك تضيع
ما كان ربك أمدك نصره
…
يوما وكنت لبيته تستودع
قد كان ربع الوحي قبلك خائفاً
…
واليوم فيك بأمنه يتمتع
ولقومك الهُجر التي شيدتها
…
للعلم نزر في رباها يسطع
إني لأنظر والأمور تكهناً
…
ولربما سيكون ما أَتوقع
لا بد يوماً للجزيرة كلها
…
علم السعود على رباها يرفع
أمعزز العرب استمع لي نفثة
…
فلأنت أكرم من يعي إذ يسمع
شكوى يضيق لها الفضاء برحبه
…
لكن خلقك من شكاتي أوسع
أنا في الصميم من العراق وأهله
…
لكن لغيري شاته والمرتع
يا أيها الملك التقي ومن له
…
عن كل شائنة نهى وتورع
خالفت قومي في هواك مودة
…
رغما لكوني أَنني أَتشيع
وقرعت بابك بالمديح محققا
…
في أن بابك خير باب يقرع
أفهل أراك وهل تحوز نواظري
…
ما كنت عنك من المحاسن أسمع
وله معارضا بعض الشعراء في قوله:
إني أحن إلى العراق وإنني
…
لا من رصافته ولا من كرخه
فقال:
إِني إلى نجد أحن وإنني
…
لا من دواسره ولا من وشمه
لكن قيصوم القصيم وشيحة
…
أشهى إلى من العبير وشمه
للعرب في نجد أب من أمه
…
يلقاه أحنى من أبيه وأمه
لذ فيه من جور الزمان فإنه
…
ملك يجير على الزمان برغمه
سلم الفضيلة حرب كل رذيلة
…
أَكرم به وبحربه وبسلمه
ملك تحكم في الزمان فقاده
…
حتى تصرف كيف شاء لحكمه
كم من أخي تيه يرى كل الورى
…
فوق الثرى طراً تسبح باسمه
ويظن من فرط الغرور بأنها
…
تهوي الرواسي إن أشار بكمه
وافاك من حسد بمعول غيظه
…
لبناءك الراسي يهم بهدمه
عرش بناه لك الإِله وشاده
…
أنى يضعضعه القوي بزعمه
فغدا يعض بكفه متندما
…
دعه يموت بغيظه وبسقمه
قال الشيخ سليمان بن سحمان: مادحاً الإمام عبد العزيز أعزه الله وذلك سنة 1331 لما أراد عبد العزيز الرشيد المسير إلى العراق يستنهض الأتراك على المسير إلى نجد أرسل حسين بن جراد في سرية من شمر وحرب ونزل الفيضة من السر فنهض إليه الإمام عبد العزيز بمن معه من المسلمين فصحبهم وأخذهم الله وولوا منهزمين وقتلوا عن آخرهم إلا نفراً قليلاً عفا عنهم الملك عبد العزيز أعزه الله فقال:
معالي الأمور الساميات المعالم
…
لأهل التقى والجواد أهل المكارم
وبالحزم للأعدا وبالعزم في الوغى
…
منال العلى بالمرهفات الصوارم
وكل معالي الخلتين أخذتها
…
ونلت ذراها في الخطوب العظائم
وقد فقت أبناء الملوك جميعهم
…
بجد وإقدام وصدق العزائم
يلاحظك الإسعاد أين تيممت
…
بنودك لا تثنيك لومة لائم
وما قصرت أعداك في الحزم والدها
…
وتقبيلهم أفكارهم للمصارم
وقد جمعوا جيشاً لهاما عرمرما
…
وصالوا به واستنجدوا كل ظالم
ولكن دهاهم من دهائك فتكة
…
بفتيان صدق كالأسود الضراغم
وحسن رجاء الله فيما ترومه
…
بحزم وعزم والوفاء الملازم
وصدق وتدبير وحسن طوية
…
حللت بها فوق السهى والنعائم
ولاحظك الإقبال والعز فاستمى
…
لك النصر الإسفاف بين العوالم
وحل بهم ما حل بالناس قبلهم
…
قديما من الإدبار عند الملاحم
لأمر قضاه الله جل جلاله
…
وليس لأمر حمه من مصادم
فسرت إليهم بالجيوش تقودها
…
لها زجل كالعارض المتراكم
لعمري لقد كانوا ليوثا لدى الوغى
…
وليس لهم عند اللقا من مقاوم
أبدت بها خضراءهم فتمزقوا
…
أَيادي سبا واستأصلت كل غاشم
وولت على الأعتاب حرب وما ارعوت
…
ولكنهم باؤوا بشر الهزائم
وقد غودروا في فيضة السر حيثما
…
طعام السباع والنسور الحوائم
ووالله ما من وقعة قبلها أتت
…
عليهم فقد باؤوا بإحدى القواصم
وأخرى ستدهاهم بها في بلادهم
…
وتفجأهم فيها بأسد ضياغم
يسومون في الهيجا نفوسا عزيزة
…
وترخص منهم في حضور المواسم
وتستأصل الاعدا بها وتسومهم
…
بها الخسف والإذلال سوم البهائم
بحول الذي فوق السماوات عرشه
…
ويسعدك الإسعاف في كل ظالم
فيا من سما مجداً وجوداً وسؤددا
…
ونال العلى بالمرهفات الصوارم
ليهنك يا شمس البلاد وبدرها
…
بلوغ المنى من كل باغ وغاشم
هنيئاً لك العز المؤثل والعلى
…
هنيئا هنيئا فخرها في العوالم
فهذا هو الفتح الذي جل ذكره
…
وهذا هو العز الرفيع الدعائم
فلله من يوم عظيم عصبصب
…
يشيب النواصي هوله في الملاحم
فشكراً لمن أَولاك عزاً ورفعة
…
ونصراً وإسعافا على كل ظالم
فذي وقعة ما مثلها شاع ذكرها
…
ولا مثلها فيهم أتت بالعظائم
ولا قبلها كانت عليهم فجائع
…
ولا سامهم من قبلها ذل سائم
فلا زلت في عز أطيد مؤثل
…
وأعداك في خفض وذل ملازم
ولا زلت وطاء على هامة العدى
…
لك النقض والإبرام بين العوالم
ولا زلت كهفاً للعفاة ومعقلا
…
منيعا منيعا في الخطوب العظائم
وصل على خير الأنام محمد
…
وأصحابه والآل أهل المكارم
وأتباعه والتابعين لنهجهم
…
على سنة المعصوم صفوة آدم
ولنميم بن عبد الرحمن آل فهيد في مدح الإمام عبد العزيز اعزه الله تعالى وذكر فيها وقعة السبلة وما أجرى الله في ذلك سنة 1348هـ:
أَمن دنو ديار الحي في تخب
…
بعد التفرق والهجران والصقب
أصبحت في حلل الأفراح مبتهجا
…
بها ترنح من تيه ومن طرب
لكنه الفتح الآفاق ساطعة
…
أنوار بهجته أو أنسه الهذب
فالحمد لله حمداً لا انتهاء له
…
حمداً كثيراً بلا حصر ولا حسب
أف لقوم سكارى في جهالتهم
…
لا يألفون سوى العدوان والشغب
سائلهم ما جنوا من سوء فعلهم
…
إذ بدلوا بعد ذاك العز بالأدب
ساق الإله عليهم بالردى سحبا
…
في إثرها سحب تنزج عن سحب
فأصبحوا عبرة لكل معتبر
…
وهذه حالة الباغي وذي الكهب
ما بين منصرع بالأرض منجدل
…
ومن بأسر رهين الهم والكرب
ويل لأُم رعاء الشاء إن لهم
…
في أثر ما عزهم شغل لمكتسب
فللعرين حماة في زماجرها
…
ردى الأعادي من قاص ومقترب
لئن حوت عثر أسداً ضراغمة
…
ففي اليمامة أسد الغاب لم تغب
كم راغب رامها جهلاً بصولته
…
قد جرعته كؤوس السم والحرب
هم العوابس يوم البأس ليس لهم
…
إلا اكتساب العلى بالسيف من أرب
لا ينكر الناس أفعالا لهم سمقت
…
ذباً عن الدين والأوطان والحسب
مهلاً رويداً فقد كانوا الذي علمت
…
كل الخلائق فليحذر من العطب
نجدية في سراة العرب محتدها
…
بطيب الذكر قد فازت وبالنسب
يقودها للعلى عبد العزيز إلى
…
أن حل غرتها بالبيض واليلب
وأحرزت قصباً للسبق حاوله
…
من لم ينله ولو قد جد في الطلب
لا تنثني عن بلوغ القصد عزمته
…
ولا له دون نيل المجد من أرب
يبيت مجتهداً في رفع أمته
…
والغير وجل باتوا وفي نصب
كم ذا أُعدد من حسنى ومفخرة
…
بهن تفخر ما دامت بنو العرب
بالله ثم به أضحت مؤمنة
…
كل البلاد فلا ملجا لمنتهب
تمشي السوائم الموماة راتعة
…
سيان مرسلة أو كان عن هرب
من تأته قام بالأحجار يرجمها
…
حتى كأن بها شيئاً من الجرب
لله أفعاله الغر التي سمقت
…
فوق الثريا وحلت دارة الشهب
بنى العلى بالقنا عبد العزيز لكم
…
حتى امتطيتم ونلتم شامخ الرتب
أحيى الذي كان من مجد لسالفكم
…
قضت عليه صروف الدهر والنوب
وقام بالسيف في كفيه يرفعه
…
إلى المعالي كوثب الضيغم الهدب
حاط الحنيفة البيضا بنصرته
…
من كل منتحل للشرك مرتكب
وأصبحت بعلوم الدين زاهية
…
مدارس شادها باللغو لم تشب
تلك المناقب لا زالت ممتعة
…
بها الجزيرة من نجد ومن صبب
حتى اصطفى في بلاد الله منتخباً فتى العلى فيصلا أكرم بمنتخب
الأَروع الماجد المحبوب سيرته
…
بين الخلائق وابن السادة النجب
رحب الذراع طليق الوجه منبسط
…
ليث عبوس إذا ما كان من غضب
شهم الجنان أبيّ حاذق فطن
…
مهذب فاضل غيث لمتهب
يهتز جوداً إذ العافي ألم به
…
كهيدب سائر بالغيث منسكب
إذا تراه ترى البشرى بغرته
…
كأنها البدر إذ يبدو من الحجب
حباه مولاه ما فاق الكرام به
…
وأكبروه من التدبير والأدب
يبيت ساهرة عيناه مجتهداً
…
كي لا ينال وفود الله من تعب
فقل هلموا لحج البيت واغتنموا
…
وقت الأَمان فإن الوقت من ذهب
ترى الحجاز ولو شطت جوانبها
…
عميمة الأمن في سهل وفي طرب
ما زال فيصل فيها فهي آمنة
…
سيان شاسعها والبيت ذو الحجب
يا ابن المليك الذي أضحت مآثره
…
فخراً لأَندية الإنشاد والخطب
سقيت أفئدة حللت أوسطها
…
من فعل كفك كأس الود لم يشب
أحييتم العدل وأنهدت بصولتكم
…
حصون بغي بغت في ربعها الخرب
أرديتم فئة بالبغي سائرة
…
بالأعوجيات والهندية القضب
خالوا العراق وإلا غيره لهم
…
ملجا منيعاً فعاد الظن لم يصب
وأينما أحد أخطى طريقته
…
لو كان مبتعداً ترميه عن قرب
أبقاكم الله للإسلام موئله
…
آل السعود حماة الدين والعرب
ثم الصلاة على الهادي وشيعته
…
وصحبه ما أضا برق من السحب
وما مشى نحو بيت الله من قدم
…
وغرد الصدح من طير على قضب
وفي سنة أَربع وخمسين وثلاثمائة وألف في يوم النحر قسم الله أن نفراً من الزيدية أهل صنعاء اليمن وثبوا على الملك وابنه ولي العهد سعود وهما يطوفان بالبيت ومعهم نفر من خدامهم ففطنوا لهم قبل وصولهم إلى الملك فالتزم سعود أحدهم وجرحه الزيدي جرحاً يسيراً فأخذوهم وليس معهم إلا خناجر فكفى الله شرهم وقتلوا في ساعتهم والحمد لله ولم ينالوا إلا القتل والعار والبوار فقال الشاعر الكبير الأستاذ الزركلي يصف ذلك ويشكر الله تعالى على سلامة هذا الملك من هؤلاء البغاة المارقين:
ضل الجناة سبيل النيل منة ملك
…
لولاه ما صين بيت الله الحرام
عبد العزيز الإمام الحق تكلؤه
…
عين من الله لا جند ولا حشم
لبى وطاف ثلاثاً غير منصرف
…
إلا إلى الله حيزوم له فم
العين إنسانها بالغيب متصل
…
والقلب من غير ذكر الله منفصم
يحوطه من جلال الغيب ناصره
…
وترتمي دونه الدنيا وما تصم
يستقبل الركن بالتكبير منتحياً
…
قواعد البيت تطوافاً ويستلم
من كان في أمنه للخلق متسع
…
ضاقت براصده الدارات والأطم
البغي والكيد مدا حوله شركاً
…
فكان في الشرك الجانبين حتفهم
سللت يد الغدر نصلاً دون طلعته
…
جبريل يرقى وميكائيل يحتدم
الجهل غرر بالعادي وشيعته
…
فانساق من أكلته النار تلتهم
أبو قبيس له ارزام دمدمة
…
يكاد من غضب يهوي فينهدم
لله موقف ليث الغاب حف به
…
شبل يفديه والابصار تقتحم
تماسكاً بيدين الله فوقهما
…
بر البنين رضي الله مغتنم
حمائم الحرم المحمي هائجه
…
ريع الحمى أقتال في الحمى ودم؟
ما للجناة تنادوا من مكانهم
…
أباليس ولدتهم للأذى الحمم
يبغون صدر مجير المستجير ومن
…
عجائب الدهر أن تسعى بهم قدم
زيدية من حشا صنعاء منبتهم
…
عمي القلوب على اكبادهم لجم
بالأمس قد رجم الرامون شرذمة
…
ثلاثة أأفاقوا بعدما رجموا
وقى سعود فتى الفتيان خير أب
…
فردها طعنة نجلاء تخترم
وقال بابنك إن كان الفداء فدى
…
هذي يدي وزناد العزم لا الضرم
تناول الفاتك الجياش يدفعه
…
كالصخر بالزند الهدار يصطدم
وانصبت النار ترجيها يد كرمت
…
لم تنحج من جمرها المستهتر العرم
طاح الثلاثة في اعناقهم دمهم
…
صرعى تغاديهم العقبان والرخم
فقل لموقد نار الشر معتديا
…
من هؤلاء وماذا أنت معتزم
عقبى الحفيظة إغراء بصاحبها
…
عقبى الرضى سلم عقبى الهوى ندم
أضرب على يد شرير منيت به
…
لا تعلقن بك القالات والتهم