الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشاهد حربه الأولى عواناً
…
وتلقى جودة المأثور بكرا
بعزم أفعم الغبراء فخراً
…
وعدل أثقل الخضراء خضرا
تركت بحبك الأحشاء بحراً
…
وقلت بمدحك الألفاظ درا
أطعت الحب فيك وكنت مرءاً
…
أبياً لم يطع للحب أمرا
فدم وأقصر هواك على المعالي
…
وطل بدوامها باعاً وعمرا
شعر
أحمد الحسني المغربي ومن رجال (السلافة) السيد أحمد الحسيني المغربي، قال في حقه: هذا السيد ورد إلى مكة المعظمة، متحلياً بعقود الأدب المنظمة، فمدح السيد زهير بن علي أحد شرفائها بقصيدة طائية، غبري في وجوه القصائد البحترية الطائية وذكر فيها أنه من سلالة الحسن السبط، وأنه فاطمي ما شان نسبه روم ولا قبط، وأن جده سلطان المغرب في عصره، وخليفة رب العالمين بأرضه ومصره، كما ستقف عليه فيها، وتراه في أثناء قوافيها، فاشتهرت هذه القصيدة كل الاشتهار.
وظهرت ظهور الشمس في رائعة النهار وهي هذه:
سقى طللاً حيث الأَجارع والسقط
…
وحيث الظباء العفر من بينها تعطو
هزيم همول الودق منبجس له
…
بأفنائها في كل ناحية سقط
ولو أن لي دمعاً يروي رحابه
…
لما كنت أرضى عارضاً جوده نقط
ولكن دمعي صار أكثره دماً
…
فأني يرجى أن يروي به قحط
ولما رماني البين سهماً مسدداً
…
فأقصدني والحي ألوى به شحط
نحوت بأصحابي وركبي أجارعا
…
فلا نفل ينفي لديها ولا خمط
وجبت قفار لو تصدت لقطعها
…
روامس أرباء لأعيب فلم تخط
مفاوز لا يجتاب شخص فجابها
…
ولو أنه المطرود أو حارب ملط
يسوف بها الهادي التراب ضلالة
…
ويغدو كعشواء لها في السرى خبط
سريت وصحبي قد أديرت عليهم
…
سلاف كرىً والعيس في سيرها تنطو
وقد مالت الأكوار وانتحل العرى
…
لطول السرى حتى ذوى الأنعس المنط
كأنا ببحر الآل والركب منجدٌ
…
ونحن ببحر الغور نعلو وننحط
كمثل غريق ليس يدري سباحة
…
وقد طار وسط الماء يطفو وينغط
وقفنا برسم الربع والدمع خاشع
…
نسائله عن ساكنيه متى شطوا
فلو أن رسما قبله كان مخبراً
…
لقال لنا ساروا وفي القلب قد حطوا
كأن فناء الدار طرس وركبنا
…
صفوف به سطر ورسم به كشط
رعى الله طيفاً زار من نحو غادة
…
وحيا وفود الليل ما شابه وخط
فحييت طيفاً زار من نحو أرضها
…
ومن دوننا والدار شاسعة سقط
فيا طيف هل ذات الوشاحين واللما
…
على العهد أم ألوى بها بعدنا الشحط؟
وهل غصن ذاك الفد يحكي قوامه
…
إذا خطرت في الروض ما ينبت الخط؟
وهل ذاك الشع المرجل لم يزل
…
يمج فتيت المسك من بينه المشط؟
وهل عقرب الصدغين في روض خدها
…
بشوكتها تحمي وروداً به تطغو؟
وهل خصرها باق على جور ردفها
…
فعهدي بذاك الردف في الجور يشتط؟
وهل حلجها غصان من ماء ساقيها
…
وهل جيدها باق به العقد والقراط؟
وهل ريقها يا صاح كالخمر مسكر
…
فعهدب به قدماً وما ذقته اسفنط؟
وهل ردنها والذيل مهما تفاوضا
…
يضوعان عطراً دونه المسك والقسط؟
وهل سراها ما ساء عشاق مثلها
…
وقد نزفوا اللبين دمعاً وما أطوا؟
وهل نسيت علوى وقد دار بيننا
…
حديث كمثل الدر سمعي له سفط؟
وهل علمت أني نظمت قلائداً
…
فدر المعاني في المباني هو السمط؟
مديح زهير الفضل من قلد الورى
…
عوارف مثل البحر ليس لها شط
أبو زاهر أزكى الأنام أورمة
…
وأكرم من ضمته في مهده القمط
ومن لم يزل يقظان في المجد والعلى
…
وقد نعس الأقوام في المجد أو غطوا
همام لدى الهيجاء تعنو لبأسه
…
أسود الثرى يوم الهياج إذا يسطو
خبير بكر الخيل في حومة الوغى
…
إذا راع نكس القوم من صوتها عط
إذا طال قرن أو تعرض مارق
…
فهذا له قدٌ وهذه له قط
إذا ما نحى الدرع الدلاص برمحه
…
فما هي إلا أن تشك فتنعط
كأن انسياب الرمح في الدرع سابح
…
من الرقش في وسط الغدير له غط
يجازي على المعروف عبداً وسيداً
…
وليس عليه يوم يعطي الندى شرط
وما شاب ما يوليه منٌ ولا أذى
…
ولا شان ما يولاه كفر ولا غمط
إليه الندى أقلى مقاليد أمره
…
وقال إليك القبض والبذل والبسط
فما قال لا يوماً لراجي نواله
…
ولا قصر الجدوى بنان له بسط
ولا عيب فيه ما عدا أنه الذي
…
له خلق كالروض ما شأنه سخط
يجود وما سام العفاة نواله
…
وكم شان ذا جدوى وقد أخلط اللط
ينادي منادي الجود من شط أو دنا
…
إلى بذله سيروا سراعاً ولا تبطوا
إذا ما بدا وهط الحجاز وحبذا
…
منازل من يعلو بساكنه الوهط
بلاد زهير إن حللتم بداره
…
وشاهدتم النادي ففي سوحه حطوا
إليك أثيل المجد وجهتُ مطلبي
…
وما خاب من رجى غياث الورى قط
عسى نظرة من عين رحماك سيدي
…
يكون لمثلي من كارمها قسط
وإني غريب الدار أحمد من له
…
غرائب لا تحصى ولا يمكن الضبط
وما أنا البحر والدر معدن
…
وكل بصير بالآلي له لقط
وحسبي فخراً أن جدي حيدر
…
وأن أبي خير الورى الحسن البسط
وجدي إمام الغرب سلطان عصره
…
بطاعته قد طاعت الجند والرهط
خليفة رب العالمين بأرضه
…
إلى علمه في حكمه الحل والربط
وما أنا إلا فاطمي مهذب
…
وما شان أصلي قط روم ولا قبط
وما ذمني إلا غبي وحاسد
…
وما كان مثلي جاءه الذم والغبط
وشعري كما زهر الربيع محاسناً
…
وغيري به شعر ولكنه خمط
لعمري هي الأقدار والحظ سائر
…
وكم من له حظ وليس له أخطو
ودم في أمان الله ما قال شاعر
…
عليَّ يمين عن ديارك لا أخطو
قال مؤلف (السلافة) عفى الله عنه: لما وقفت على هذه القصيدة أحببت أن أنظم عليها فقلت متعزلاً:
سرت موهناً والنجم أذنها قرط
…
وعقد الثريا في مقلدها سمط
ألمت بنا والليل مرخ سدوله
…
فضاء بصبح ميط عن نوره المرط
وأرج أرجاء الحمى بشر طيبها
…
فلم يدر مسك ما تضوع أم قسط
وقد أقبلت ترنو بمقلة مغزل
…
أظلت بجرعاء الحمى شادياً يعطو
تميل كما مال النزيف كأنا
…
يرنحها من راح صرخد اسفنط
وتخطر تيهاً حين تخطو تأوداً
…
بأسمر مما أنبت الله لا الخط
تجل عن التشبيه في الحسنغادة
…
إذا قيس في أوج بها البدر ينحط
وإن قيل إن الريم يحكي لحاظها
…
فأين القوام الدان والشعر السبط
على أن مرعاها وما صوح الكلى
…
حشاشة نفسي لا الإدراك ولا الخمط
وتسطو أسود الغاب بالريم جهرة
…
وهذي بآساد الثرى أبداً تسطو
بنفسي فتاة تغبط الشمس حسنها
…
وفي مثل هذا الحسن يستحسن الغبط
لها طرة تصفو على صبح غرة
…
ياقط مسكاً من غدائرها المشط
شفعت بها ليلاً تقاصر وهنةُ
…
فطال وللآمال في طوله بسط
وبتنا على رغم الحسود وبيننا
…
حديث رضى بالوصل ما شايه سخط
تعللني من دلها ورضابها
…
بخمرين لم أسكر بمثلها قط
وعاطيتها صرفاً حكت دم عاشق
…
مراقاً عليه من مدتمعه نقط
فمالت ولم تسطع حراكاً كأنما
…
أتيح لها من عقد أحبولة نشط
فلم تصح إلا والنجوم خوافق
…
وفرع الدجى جعد ذوائبه شمط
وقد ضاء مسود الظلام بشمعة
…
من الصبح لم يفرز ذبالتها قط
فقامت لتوديعي بوجد ولوعة
…
وللوجد في جنبي من لوعة فرط
وأذرت دموعاً من لحاظ سقيمة
…
هي الدر لكن ما لمنثوره لقط
وسارت على اسم الله تنقل أخمصاً
…
إذا ما استقلت لا تكاد بها تخطو
وشطت بقلبي في هواها ولم يزل
…
ببحر غرام لا يرام له شط
وقد قدح التفريق بين جوانحي
…
زناد هموم لا يبوح لها سقط
نعم قد حلت تلك الليالي وقد خلت
…
وأي دنو لا يقارنه شحط؟
لعمري لقد ألوت بأيام وصلنا
…
حوادث أيام أساودها رقط
وبذلت من قرب الوصال بخطة
…
من الهجر لا يمحى بدمعي لها خط
تؤرقني الذكرى إذا عنّ بارق
…
يلوح بفود الليل من لمعة وخط