الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر وفاة الملك المنصور صاحب حمص، وقيام ولده الملك الأشرف
وفى هذه السنة- فى العاشر من صفر- وقيل فى يوم الأحد حادى عشرة- كانت وفاة الملك المنصور إبراهيم، بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه، بن ناصر الدين محمد بن شيركوه بن شادى، ببستان الملك الأشرف بالنّيرب، بظاهر دمشق وكانت مدة ملكه حمص ست سنين، وسبعة أشهر. وكان شجاعا مقداما. وملك بعده ولده الملك الأشرف: مظفر الدين موسى.
وفيها بعث السلطان الملك الصالح نجم الدين الصاحب جمال الدين يحيى بن مطروح إلى دمشق، وزيرا. وأنعم عليه بإقطاع، وعدّة سبعين فارسا، فوصل إلى دمشق وباشر ما رسم له به. ثم كان من أمره وعوده ما نذكره- إن شاء الله تعالى.
ذكر توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى الشام، وما استولى عليه فى هذه السفرة، وما قرره، وعوده
فى هذه السنة، توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب من الديار المصرية إلى الشام.
فوصل إلى دمشق فى تاسع عشر ذى القعدة، وأحسن إلى أهلها وفرح الناس به وزيّنت البلد لمقدمه، وكان يوما مشهودا. وأقام خمسة عشر يوما وتوجه إلى بعلبك وكشفها
ثم رجع، وتوجه نحو صرخد. وسعى الأمير ناصر الدين القيمرى والصاحب جمال الدين بن مطروح، فى الصلح بين السلطان والأمير عز الدين أيبك المعظمى صاحب صرخد. وتوجه السلطان من دمشق إلى بصرى.
ونزل إليه الأمير عز الدين أيبك. وتسلّم صرخد، وصعد إليها- وذلك فى ذى الحجة منها. وقدم عز الدين أيبك إلى دمشق، ونزل بالنّيرب «1» وكتب له منشور بقرقيسيا «2» والمجدل «3» وضياع فى الخابور، فلم يحصل له منها شىء. ثم كان من خبره ما نذكره- إن شاء الله تعالى- فى سنة خمس وأربعين وستمائة.
ولما تسلم الملك الصالح صرخد، عاد إلى الديار المصرية ودخل إلى القدس. وتصدق فيه بألفى دينار عينا. وأمر بعمارة سور القدس فذرع، فكان ستة آلاف ذراع بالهاشمى «4» ، فرسم أن يصرف مغلّ بلاد القدس عليه، وإن احتاج إلى زيادة جهّزت من الديار المصرية. قال أبو المظفّر:
وكنت لما أطلقه الملك الناصر من اعتقاله، وجاء إلى القدس، أخذت يده على ذلك.