الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تتمة الفن الخامس في التاريخ]
[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]
[تتمة الباب الثاني عشر من القسم الخامس من الفن الخامس أخبار الديار المصرية]
[ذكر أخبار الدولة الأيوبية]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
ذكر أخبار السّلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب، وسلطنته
كان دخول السلطان الملك العادل إلى القاهرة فى يوم السبت، لاثنتى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر، سنة ستّ وتسعين وخمسمائة- فى يوم خروج الملك الأفضل «1» منها.
فاستبقى رضاء الأمراء النّاصريّة «2» ، بإبقاء الخطبة للملك المنصور بن
الملك العزيز. وأعاد قاضى القضاة: صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس «1» ، إلى القضاء- وكان الأفضل قد عزله واستقضى زين الدّين علىّ بن يوسف «2» .
واستدعى الملك العادل ابنه الملك الكامل من حرّان «3» إلى الديار المصرية، ليستنيبه بها. فسلّم تلك الولاية لأخيه الملك الفائز، ووصل إلى دمشق، فى سادس عشر شعبان من السنة- ومعه شمس الدين، المعروف بقاضى دارا، وهو وزيره. وخرج من دمشق فى الثالث والعشرين من الشهر، ووصل إلى القاهرة لثمان بقين من شهر رمضان. فالتقاه والده وأنزله بالقصر. ثم ركب إليه بعد يومين، واستصحبه معه إلى الدار- وكان قد زوّجه بابنة عمه الملك الناصر، فدخل بها.
قال: وركب الملك العادل- فى يوم الاثنين- بالصّنجق «1» السّلطانى. وأمر الخطباء بالخطبة له ولولده: الملك الكامل بولاية العهد من بعده- بعد الخليفة «2» - فخطب لهما فى الحادى والعشرين من شوال، سنة ست وتسعين وخمسمائة. وانقطعت خطبة المنصور بن الملك العزيز، وأولاد الملك الناصر صلاح الدين يوسف، فلم تعد إلى الآن. وانتقل ملك الديار المصرية إلى البيت العادلى، فكان فيهم إلى أن انقرضت الدولة الأيّوبيّة.
قال المؤرّخ: ولم يقطع الملك العادل خطبة الملك المنصور إلا بعد أن أحضر الفقهاء والقضاة، واستفتاهم: هل تجوز ولاية الصغير والنيابة عنه؟
فقالوا: إن الولاية غير صحيحة، ولا تصح النيابة- لا سيما فى السلطنة- فإنه لا حقّ فيها للصغير. فأحضر الأمراء وخاطبهم فى اليمين له، فأجابوه إلى ذلك، وحلفوا له. قال: وركب الملك الكامل فى يوم السبت بالصّنجق السلطانى- على عادة الملوك.
قال: ولما وصل الملك العادل، كان الصاحب: صفى الدين عبد الله ابن على بن شكر «3» فى صحبته، فاستوزه. وكان- على ما حكى- قد استحلف الملك العادل بالبيت المقدس، أنه متى حصل له ملك الديار