الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك الناصر صلاح الدين يوسف. وكانت وفاته بالبيت المقدس، بعد أن وقف داريه بدمشق مدرستين: إحداهما على الطائفة الشافعية، والأخرى على طائفة الحنفية، ووقف عليهما أوقافا: جعل ثلثيها للشافعية وثلثها للحنفية. وذلك فى رابع عشر ذى القعدة.
واستهلت سنة أربع وستمائة:
ذكر انتقال السلطنة من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل
وأول من سكن قلعة الجبل من الملوك الملك الكامل ناصر الدين محمد، بن السلطان الملك العادل. وذلك فى سنة أربع وستمائة- وهو إذ ذاك ينوب عن والده بالديار المصرية.
وأول من بدأ بعمارتها الملك الناصر صلاح الدين يوسف. فعمر بها برجا، وهو المطل على مشهد السيدة نفيسة. ثم كملت فى أيام الملك العادل.
ونقل أولاد العاضد من القصر إلى قلعة الجبل، وبنى لهم بها مكان اعتقلوا فيه. فكانوا فيه إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة. وتوفى الأمير داود فى هذه السنة.
ذكر ورود رسل الخليفة الناصر لدين الله بالخلع للملك العادل وأولاده ووزيره
كان السلطان الملك العادل قد جهز القاضى نجم الدين خليل الحنفى- قاضى عسكر الشام- رسولا إلى الخليفة الناصر لدين الله، فوصل إلى بغداد
فى هذه السنة فجهز الخليفة إلى السلطان رسولين، وهما: الشيخ شهاب الدين السّهروردى «1» ونور الدين سنقر الرّكنى الخليفتى. وأصحبهما الخلع للسلطان، ولولديه: الأشرف والمعظم، ولوزيره صفى الدين بن شكر، ولأستاذ داره شمس الدين إلدكز العادلى.
وكانت خلعة السلطان جبة أطلس وسيعة الكم بطراز ذهب، وعمامة سوداء بطراز ذهب، وطوق ذهب مجوهر، وسيف جميع؟؟؟
ملبس بالذهب، وحصان أشهب بمركب ذهب، وقصبة ذهب عليها علم أسود، مكتوب عليه بالبياض.
فتلقاها السلطان الملك العادل إلى الغسولة «2» بجميع عساكره، وعاد.
ولبسوا الخلع من القصر إلى القلعة بدمشق. وحمل الأمير بدر الدين دلدرم التقليد على رأسه بين يدى السلطان، ودخلوا جميعهم من باب الحديد وقت أذان الظهر. وقرأ الوزير التقليد قائما، بمحضر من القضاة وبياض البلد، بإيوان القلعة، والسلطان وأولاده وسائر من حضر قياما إلى أن تكاملت قراءته.
وتضمن التقليد تفويض البلاد إلى السلطان، وهى ديار مصر والساحل ودمشق، وبلاد الشرق وخلاط. وحضرت رسل الملوك: الظاهر صاحب