المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأما الملك المغيث فتح الدين عمر ابن السلطان الملك العادل، بن السلطان الملك الكامل، بن السلطان الملك العادل بن أيوب- صاحب الكرك والشوبك - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ٢٩

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء التاسع والعشرون

- ‌تمهيد

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌[تتمة الباب الثاني عشر من القسم الخامس من الفن الخامس أخبار الديار المصرية]

- ‌[ذكر أخبار الدولة الأيوبية]

- ‌ذكر أخبار السّلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب، وسلطنته

- ‌ذكر الغلاء الكائن بالديّار المصرية فى الدولة العادلية وهو الغلاء المشهور

- ‌ذكر وفاة القاضى الفاضل وشىء من أخباره

- ‌واستهلت سنة سبع وتسعين وخمسمائة

- ‌ذكر اتفاق الملوك الأيّوبيّة وما استقر لكل منهم من الممالك

- ‌ذكر خبر الزلزلة الحادثة بالديار المصرية والبلاد الشامية، وغيرها

- ‌واستهلت سنة ثمان وتسعين وخمسمائة:

- ‌ذكر عمارة المسجد الجامع بقاسيون

- ‌ذكر وفاة الملك المعز صاحب اليمن وقيام أخيه نجم الدين أيوب

- ‌واستهلت سنة تسع وتسعين وخمسمائة:

- ‌واستهلت سنة ستمائة

- ‌واستهلت سنة إحدى وستمائة:

- ‌واستهلت سنة اثنتين وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثلاث وستمائة:

- ‌ذكر قصد العادل بلاد الفرنج

- ‌واستهلت سنة أربع وستمائة:

- ‌ذكر انتقال السلطنة من دار الوزارة بالقاهرة إلى قلعة الجبل

- ‌ذكر ورود رسل الخليفة الناصر لدين الله بالخلع للملك العادل وأولاده ووزيره

- ‌ذكر استيلاء الملك الأوحد بن السلطان الملك العادل على خلاط

- ‌واستهلت سنة خمسة وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ست وستمائة:

- ‌ذكر حصار الملك العادل سنجار ورجوعه عنها وأخذ نصيبين والخابور

- ‌واستهلت سنة سبع وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثمان وستمائة:

- ‌ذكر بناء القبة على ضريح الإمام الشافعى- رحمه الله تعالى- وعمارة السوق

- ‌واستهلت سنة تسع وستمائة:

- ‌ذكر عزل الصاحب صفى الدين عبد الله بن على بن شكر وولاية الصاحب الأعز بن شكر

- ‌ذكر حادثة الأمير عز الدين أسامة واعتقاله والاستيلاء على قلاعه

- ‌ذكر وفاة الملك الأوحد صاحب خلاط واستيلاء أخيه الملك الأشرف عليها

- ‌واستهلت سنة عشر وستمائة:

- ‌ذكر قيام أهل مصر على الملك الكامل، ورجمه

- ‌واستهلت سنة إحدى عشرة وستمائة:

- ‌ذكر استيلاء الملك المسعود بن الملك الكامل على اليمن

- ‌واستهلت سنة ثنتى عشرة وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثلاث عشرة وستمائة:

- ‌ذكر القبض على الصاحب الأعز

- ‌ذكر مصادرة الصاحب صفى الدين بن شكر ونفيه من الديار المصرية

- ‌واستهلت سنة أربع عشرة وستمائة:

- ‌ذكر مسير السلطان إلى الشام

- ‌واستهلت سنة خمس عشرة وستمائة:

- ‌ذكر تخريب حصن الطّور

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر: محمد بن أيوب وشىء من أخباره

- ‌ذكر تسمية أولاد السلطان الملك العادل وما استقر لهم من الممالك والإقطاع

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك [الكامل] » ناصر الدين ابن السلطان الملك العادل سيف الدين، أبى بكر محمد بن أيوب

- ‌ذكر نزول الفرنج على ثغر دمياط

- ‌ذكر حوادث وقعت فى مدة حصار ثغر دمياط

- ‌ذكر وصول الملك المعظم عيسى- صاحب دمشق وإخراج عماد الدين بن المشطوب وما اتفق له بعد خروجه

- ‌ذكر وصول الصاحب صفى الدين بن شكر ووزارته

- ‌واستهلت سنة ست عشرة وستمائة:

- ‌ذكر خراب القدس

- ‌ذكر استيلاء الفرنج على دمياط

- ‌ذكر عود الملك المعظم شرف الدين عيسى إلى الشام وما اعتمده

- ‌ذكر وفاة ست الشام ابنة أيوب وايقافها أملاكها، وتفرقة أموالها، وما فعله الملك المعظم مع قاضى الشام، بسبب ذلك

- ‌واستهلت سنة سبع عشرة وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثمانى عشرة وستمائة:

- ‌ذكر وصول ملوك الشرق إلى السلطان الملك الكامل وانهزام الفرنج واستعادة ثغر دمياط، وتقرير الهدنة

- ‌ذكر رجوع السلطان إلى القاهرة وإخراج الأمراء إلى الشام

- ‌واستهلت سنة تسع عشرة وستمائة:

- ‌ذكر توجه الملك المسعود بن الملك الكامل من اليمن إلى الحجاز، وما اعتمده

- ‌واستهلت سنة عشرين وستمائة:

- ‌ذكر ملك الملك المسعود بن السلطان الملك الكامل مكة- شرفها الله تعالى

- ‌ذكر عصيان الملك الملك المظفّر شهاب الدين غازى على أخيه الملك الأشرف وقتاله، وانتصار الملك الأشرف

- ‌واستهلت سنة إحدى وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر وصول الملك المسعود من اليمن

- ‌واستهلت سنة ثنتين وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر ابتداء المعاملة بالفلوس بالديار المصرية

- ‌واستهلت سنة ثلاث وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر وصول رسول الخليفة إلى الملوك أولاد السلطان الملك العادل، وطلب الصلح بينهم والاتفاق

- ‌واستهلت سنة أربع وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر هدم مدينة تنّيس

- ‌ذكر الوحشة الواقعة بين السلطان الملك الكامل وبين اخيه المعظم

- ‌ذكر وفاة الملك المعظم عيسى وشىء من أخباره وسيرته، وقيام ولده الملك الناصر داود

- ‌واستهلت سنة خمس وعشرين وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ست وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر تسليم البيت المقدس وما جاوره للفرنج

- ‌ذكر توجه السلطان إلى دمشق وحصارها، وأخذها من ابن أخيه: الملك الناصر داود، واستقرار الملك الناصر بالكرك وما معها

- ‌ذكر تسليم دمشق للملك الأشرف

- ‌ذكر أخذ مدنية حماه وتسليمها للملك المظفر

- ‌ذكر وفاة الملك المسعود، صاحب اليمن

- ‌واستهلت سنة سبع وعشرين وستمائة:

- ‌ذكر استيلاء الملك الأشرف على بعلبك

- ‌واستهلت سنة ثمان وعشرين وستمائة:

- ‌واستهلت سنة تسع وعشرين وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر استيلاء السلطان الملك الكامل على آمد وحصن كيفا

- ‌ذكر توجه رسول السلطان الملك الكامل إلى بغداد، وعوده هو ورسول الخليفة بالتقليد

- ‌ونسخة التقليد

- ‌ذكر ركوب الملك العادل بشعار السّلطنة

- ‌واستهلت سنة إحدى وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر مسير السلطان الملك الكامل إلى بلاد الروم

- ‌واستهلت سنة اثنتين وثلاثين وستمائة:

- ‌واستهلت سنة ثلاث وثلاثين وستمائة:

- ‌واستهلّت سنة أربع وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر وقوع الوحشة بين السلطان الملك الكامل وأخيه الملك الأشرف

- ‌ذكر وفاة الملك العزيز صاحب حلب وقيام ولده الملك الناصر

- ‌واستهلّت سنة خمس وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف وشىء من أخباره وقيام أخيه الملك الصالح إسماعيل وإخراجه من الملك

- ‌ذكر ملك الملك الصالح عماد الدين إسماعيل- ابن الملك العادل- دمشق، ووصول الملك الكامل إليها وحصار دمشق وأخذها وتعويض الصالح عنها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر ما اتفق بدمشق بعد وفاة السلطان الملك الكامل فى هذه السنة

- ‌ذكر ما وقع بين الملكين: الناصر والجواد وهرب الناصر إلى الكرك

- ‌ذكر أخبار الملك الصالح نجم الدين أيوب ببلاد الشرق فى هذه السنة

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك العادل

- ‌ذكر ما وقع فى هذه السنة من الحوادث- خلاف ما تقدم

- ‌واستهلّت سنة ست وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر القبض على الصاحب صفى الدين مرزوق ومصادرته واعتقاله

- ‌ذكر خروج دمشق عن الملك العادل وتسليمها لأخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر أخبار الملك الجواد، وما كان من أمره بعد تسليم دمشق

- ‌ذكر مخالفة الأتراك على السلطان الملك العادل، وتوجههم إلى أخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب بدمشق

- ‌ذكر وصول الملك الناصر داود- صاحب الكرك- إلى السلطان الملك العادل

- ‌ذكر عود السلطان الملك العادل من بلبيس إلى قلعة الجبل

- ‌ذكر قتال الفرنج وفتح القدس

- ‌ذكر وفاة الملك المجاهد صاحب حمص

- ‌ذكر وصول رسل الخليفة إلى السلطان الملك العادل بالتّشاريف

- ‌ذكر القبض على السلطان الملك العادل وخلعه

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل- وما كان من أمره بعد وفاة أبيه إلى أن ملك الديار المصرية

- ‌ذكر استيلاء الملك الصالح عماد الدين إسماعيل ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب- على دمشق

- ‌ذكر القبض على الملك الصالح نجم الدين أيوب واعتقاله بقلعة الكرك

- ‌ذكر إطلاق الملك الصالح من الاعتقال بالكرك، وما كان من أمره إلى أن ملك الديار المصرية

- ‌ذكر سلطنة الملك الصالح نجم الدين أيوب بالديار المصرية وهو السلطان الثامن من ملوك الدولة الأيوبية بالديار المصرية

- ‌ذكر عود الملك الناصر داود إلى الكرك

- ‌ذكر عدة حوادث وقعت فى سنة سبع وثلاثين وستمائة- خلاف ما قدّمناه

- ‌واستهلّت سنة ثمان وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر مسير الملك الصالح إسماعيل، صاحب دمشق، منها لقصد الديار المصرية، وقتاله الملك الناصر صاحب الكرك، وعوده إلى دمشق

- ‌ذكر تسليم صفد وغيرها للفرنج وما فعله الشيخ عز الدين بن عبد السلام- بسبب ذلك- وما اتفق له مع الملك الصالح

- ‌واستهلّت سنة تسع وثلاثين وستمائة:

- ‌ذكر صرف قاضى القضاة شرف الدين ابن عين الدولة عن القضاء بمصر والوجه القبلى، وتفويض ذلك لقاضى القضاة بدر الدين السّنجارى

- ‌ذكر وفاة قاضى القضاة شرف الدين ابن عين الدولة، وشىء من أخباره

- ‌واستهلّت سنة أربعين وستمائة:

- ‌ذكر الإتفاق والاختلاف بين الملكين الصالحين: نجم الدين أيوب صاحب مصر، وعماد الدين إسماعيل صاحب دمشق

- ‌واستهلّت سنة اثنتين وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر الواقعة الكائنة بين عسكر مصر- ومن معه من الخوارزمية- وبين عسكر الشام- ومن شايعهم من الفرنج، وانهزام الفرنج وعسكر الشام، على غزّه

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر تقىّ الدين محمود صاحب حماه وملك ولده المنصور

- ‌واستهلّت سنة ثلاث وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر استيلاء الملك الصالح نجم الدين أيوب على دمشق، وأخذها من عمه الملك الصالح إسماعيل. وعود الصالح إسماعيل إلى بعلبك وما معها

- ‌ذكر وفاة الأمير الصاحب معين الدين

- ‌ذكر محاصرة الملك الصالح إسماعيل صاحب بعلبك دمشق، وما حصل بها من الغلاء بسبب الحصار

- ‌واستهلّت سنة أربع وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر وقعة الخوارزمية وقتل مقدمهم واستيلاء الملك الصالح على بعلبك وأعمالها، وصرخد

- ‌ذكر استيلاء جيش السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب على بعلبك، وخروج الملك الصالح إسماعيل عنها

- ‌ذكر وفاة الملك المنصور صاحب حمص، وقيام ولده الملك الأشرف

- ‌ذكر توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب إلى الشام، وما استولى عليه فى هذه السفرة، وما قرره، وعوده

- ‌واستهلّت سنة خمس وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر القبض على الأمير عز الدين أيبك المعظمى، ووفاته

- ‌واستهلّت سنة ست وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر توجه السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب من الديار المصرية إلى دمشق، وما اعتمده

- ‌ذكر وفاة الملك المظفر شهاب الدين غازى وقيام ولده الملك الكامل

- ‌واستهلّت سنة سبع وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر استيلاء الفرنج على ثغر دمياط

- ‌ذكر استيلاء السلطان على قلعة الكرك وبلادها

- ‌ذكر وفاة الملك السلطان الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر خبر الأمير فخر الدين أبى الفضل يوسف ابن الشيخ، وقتله

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك المعظم غياث الدين تورانشاه، بن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب، ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد، بن أيوب، وهو التاسع من ملوك الدولة الأيوبية بالديار المصرية

- ‌ذكر عدة حوادث كانت فى سنة سبع وأربعين وستمائة، غير ما تقدم

- ‌واستهلّت سنة ثمان وأربعين وستمائة:

- ‌ذكر هزيمة الفرنج وأسر ملكهم ريدا فرنس

- ‌ذكر مقتل السلطان الملك المعظم

- ‌ذكر ملك شجر الدر: والدة خليل سرية الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر استعادة ثغر دمياط من الفرنج وإطلاق ريدا فرنس

- ‌ذكر خلع شجر الدّرّ نفسها من الملك وانقراض الدولة الأيوبية من الديار المصرية

- ‌[الأيوبيون فى غير الديار المصرية

- ‌أما السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف، بن الملك العزيز، بن الملك الظاهر، ابن الملك الناصر: صلاح الدين يوسف بن أيوب- فإنه كان بيده ملك حلب وأعمالها

- ‌ذكر استيلاء الملك الناصر على دمشق

- ‌ذكر توجه رسول السلطان الملك الناصر يوسف إلى الديوان العزيز ببغداد، وما جهزه صحبته من الهدايا والتقادم، وما أورده الرسول فى الديوان العزيز من كلامه

- ‌[الحرب بين الملك الناصر والملك المعز]

- ‌ذكر اتصال السلطان الملك الناصر بابنة السلطان علاء الدين كيقباذ

- ‌وفى سنة أربع وخمسين وستمائة:

- ‌وفى سنة ست وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر سياقة أخبار الملك الناصر ومراسلته هولاكو، وغير ذلك من أحواله- إلى أن قتل- رحمه الله

- ‌وأما الملك المغيث فتح الدين عمر ابن السلطان الملك العادل، بن السلطان الملك الكامل، بن السلطان الملك العادل بن أيوب- صاحب الكرك والشّوبك

- ‌وأما الملك الموحّد تقىّ الدين عبد الله ابن الملك المعظم تورانشاه، بن الملك الصالح نجم الدين أيوب، ابن الملك الكامل ناصر الدين محمد، بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن أيوب- صاحب حصن كيفا ونصيبين وأعمالها

- ‌وأما الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب الدين غازى ابن الملك العادل: سيف الدين أبى بكر بن أيوب صاحب ميّافارقين

- ‌وأما الملك المنصور ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر تقى الدين محمود، بن الملك المنصور أبى عبد الله محمد، بن الملك المظفر تقى الدين أبى سعيد عمر، بن شاهنشاه بن أيوب صاحب حماه

- ‌وأما الملك الأشرف مظفر الدين موسى ابن الملك المنصور إبراهيم، بن الملك المجاهد أسد الدين شيركوه ابن الأمير ناصر الدين محمد، بن الملك المنصور أسد الدين شيركوه ابن شادى.. صاحب تلّ باشر والرّحبة

- ‌[إنتهاء الدولة الأيوبية]

- ‌ذكر أخبار الأتراك وابتداء أمرهم وكيف كان سبب الاستيلاء عليهم، واتصالهم بملوك الإسلام. ومن استكثر منهم، وتغالى فى اتباعهم وقدّمهم على العساكر

- ‌فلنذكر ملوك دولة الترك:

- ‌أول من ملك من ملوك هذه الدولة: السلطان الملك المعز عز الدين أيبك التركمانى الصالحى

- ‌ذكر الحرب الكائنة بين الملك المعز والملك الناصر صاحب الشام، وانتصار المعز

- ‌واستهلّت سنة تسع وأربعين وستمائة:

- ‌واستهلّت سنة خمسين وستمائة:

- ‌واستهلّت سنة إحدى وخمسين وستمائة: ذكر الصلح بين الملكين: المعز والناصر

- ‌واستهلّت سنة اثنتين وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر خبر عربان الصعيد، وتوجه الأمير فارس الدين أقطاى إليهم وإبادتهم

- ‌ذكر خبر الأمير فارس الدين أقطاى، وما كان من أمره إلى أن قتل

- ‌ذكر أخبار الأمراء البحرية، وما اتفق لهم بعد مقتل الأمير فارس الدين أقطاى

- ‌واستهلّت سنة ثلاث وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر مخالفة الأمير عز الدين أيبك الأفرم وخروجه عن الطاعة، وتجريد العسكر إليه وإلى من وافقه، وانتقاض أمره

- ‌واستهلّت سنة أربع وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر تفويض قضاء القضاة بالديار المصرية للقاضى: تاج الدين عبد الوهاب بن القاضى الأعز خلف

- ‌ذكر ما حدث بالمدينة النبوية- على صاحبها أفضل الصلاة والسلام- من الزلازل، والنار التى ظهرت بظاهرها

- ‌ذكر خبر احتراق مسجد المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام

- ‌واستهلّت سنة خمس وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر مقتل السلطان الملك المعز وشىء من أخباره، ومقتل شجر الدر الصالحية

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك المنصور نور الدين: على بن السلطان الملك المعز وهو الثانى من ملوك دولة الترك بالديار المصرية

- ‌ذكر أخبار الوزراء، ومن ولى وزارة الملك المنصور إلى أن استقر فى الوزارة قاضى القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز

- ‌واستهلّت سنة ست وخمسين وستمائة:

- ‌واستهلّت سنة سبع وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر القبض على الملك المنصور، وعلى أخيه قاآن، واعتقالهما

- ‌ذكر أخبار السلطان الملك المظفّر سيف الدين قطز المعزّى. وهو الثالث من ملوك دولة الترك بالديار المصرية

- ‌واستهلّت سنة ثمان وخمسين وستمائة:

- ‌ذكر وصول البحرية والشهرزورية إلى خدمة السلطان الملك المظفر

- ‌ذكر مسير السلطان الملك المظفر إلى دمشق ووصوله إليها، وملكه الممالك الشامية، وما قرره من ترتيب الملوك والنواب، وغير ذلك مما اتفق بدمشق

- ‌ذكر مقتل السلطان الملك المظفر سيف الدين قطز، ونبذة من أخباره

- ‌فهرس موضوعات الجزء التاسع والعشرون

الفصل: ‌وأما الملك المغيث فتح الدين عمر ابن السلطان الملك العادل، بن السلطان الملك الكامل، بن السلطان الملك العادل بن أيوب- صاحب الكرك والشوبك

نجم الدين أيوب، فحضر إلى الشام، ثم إلى الديار المصرية، ورتّب له راتب من جهة الملوك- أسوة أولاد الملوك الأيوبية. وهو باق إلى وقتنا هذا، مقيم بالقاهرة المعزّيّة- حماها الله تعالى.

‌وأما الملك المغيث فتح الدين عمر ابن السلطان الملك العادل، بن السلطان الملك الكامل، بن السلطان الملك العادل بن أيوب- صاحب الكرك والشّوبك

فإنه لما قبض الأمراء على والده- كما قدّمنا ذكر ذلك- وملك عمّه الملك الصالح نجم الدين أيوب الديار المصرية، مشى فى خدمته مدة. ثم رأى منه نجابة ونبلا وشهامة، فأمر باعتقاله فى الدار القطبيّة «1» عند عمّة السلطان وعمة والد الملك المغيث- وهى ابنة السلطان الملك العادل، أخت الملك الكامل- رحمهم الله تعالى. فلم يزل عندها، إلى أن مات الملك الصالح وملك ولده الملك المعظم تورانشاه. فأمر بإرساله إلى قلعة الشّوبك، واعتقاله بها. وندب لذلك الأمير عز الدين الحلّى، والأمير سيف الدين بلبان النّجاحى، فتوجها به إلى الشّوبك، واعتقلاه بها، وعادا إلى الديار المصرية.

ص: 392

فما كان بأسرع من أن قتل الملك المعظم تورانشاه- كما ذكرنا- فلما اتصل خير مقتله بابن رسول، وشهاب الدين عمر بن صعلوك- وكانا متولّيى «1» أمر الشّوبك- نهضا وأخرجا الملك المغيث من الاعتقال، وملّكاه وحلفا له، وحلّفا من عندهما- وكانوا نحو عشرة- وحلّفاه بالوفاء لهم.

فأرسل إليهما بدر الدين بدر الصّوابى الخادم- النائب بقلعة الكرك- وأنكر عليهما إقدامهما على هذا الأمر بغير إذنه. فأرسلا إليه يقولان: بك فعلنا ذلك. فأعاد عليهما الجواب: إذا كان كذلك، فانقلاه إلى عندى فحلف للملك المغيث وحلف الملك المغيث له، وتوثّق كلّ منهما من صاحبه بأكيد الأيمان. فانتقل الملك المغيث من الشّوبك إلى الكرك- فى سنة تسع وأربعين وستمائة. وتسلّم ما بها من الخزائن، التى بقيت مما نقل إليها الملك الصالح نجم الدين أيوب- بعد ما أخذه الملك المعظّم منها فوجد بها تسعمائة ألف وتسعين ألف دينار عينا. واستمرّ بالكرك والشّوبك، ورزق بها أولاده.

وراسل الملك الناصر صلاح الدين يوسف- صاحب دمشق وحلب- وأرسل إليه والده الملك العزيز: فخر الدين أبا المظفر عثمان، برسالة.

فأكرمه الملك الناصر وأبرّه وقرّبه، وأجلسه فى مجلسه بالقرب منه ورتّب له فى كل يوم ألف درهم، وأربعمائة جراية وأربعمائة عليقة، وغير ذلك، ونقّله فى مستنزهات دمشق، وأقام عنده نحو ثلاثة شهور. ثم ركّبه الملك الناصر بشعار السّلطنة، وأعاده إلى أبيه. وقد عامله بنهاية البر وغاية الإكرام.

ص: 393

وكان للملك المغيث أخبار، يأتى ذكرها فى أثناء دولة الترك.

وبعث الملك المغيث ولده العزيز الى هولاكو، يلتمس له أمانا. وجهز معه شهاب الدين بن صعلوك والنجيب خزاعة- وهما أعيان أصحابه.

فأخبرنى الملك العزيز أنه اجتمع بهولاكو بتوريز، فأمره بالجلوس، مع صغر سنه فى ذلك الوقت. فنظرت اليه الخاتون- زوجة هولاكو- وسألته بترجمان عن أمّه، وهل هى باقية أم لا؟ فقال: هى باقية عند أبى. فقالت للترجمان: قال له: تحبّ أن أردّك الى أبيك وأمك، أو تقيم عندى؟

قال: فأعدت عليها: أنه لا أمر لى فى هذا، وإنما أبى أرسلنى إلى القان»

يسأله الأمان لنفسه ولمن عنده، وأنا تحت أوامره. فنهضت قائمة وكلّمت هولاكو، وشفعت. فأشار إليها، فقالت: قد أعطاك القان أمانا لأبيك، ودستورا «2» بالعود!.

قال: فضربت له جوكا، ورجعت من عنده. وأرسل معى من التتار من يوصلنى إلى الكرك، ويكون بها شحنه «3» . قال: فلما وصلت إلى دمشق نزلت بدار العقيقى، ونزل التتار بمدرسة العادلية. وكان كتبغا نوين قد توجه للقاء العساكر المصرية. فكانت الكسرة على التتار- على ما نذكره.

قال: فاتصل الخبر بنا، فتحصّنا بدار العقيقى «4» . فلما كان فى نصف الليل رجع التتار هاربين. فقصدوا أخذى معهم، فمانع عنى من

ص: 394

معى، وأعجلهم الهرب عن حصار الدار، فتركونى. قال: ولما جاء الأمير جمال الدين المحمّدى إلى دمشق- قبل وصول الملك المظفر قطز إليها- خرجت إليه وتلقيته، وسلمت عليه. فسأل عنى، فأخبر أننى ابن الملك المغيث، فعوّقنى إلى أن قدم السلطان الملك المظفر قطز. فأمر بإرسالى إلى قلعة الجبل.

فنقل إليها. فكان بها معوّقا فى برج، عند الأمير سيف الدين بلبان النّجاحى. إلى أن أعاده الملك الظاهر بيبرس إلى أبيه الملك المغيث- على ما نذكره إن شاء الله تعالى، فى أخباره.

ولم يزل الملك المغيث بالكرك والشّوبك، إلى أن استولى الملك الظاهر على الشّوبك، لأربع بقين من ذى الحجة، سنة تسع وخمسين، عند ما جرّد إليها الأمير بدر الدين الأيدمرى. وبقى بيد الملك المغيث الكرك وأعمالها.

ثم حصل الاتفاق بين السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس والملك المغيث، وحلف السلطان الملك الظاهر له يمينا مستوفاة، وأشهد عليه بما تضمنه مكتوب الحلف.

وقد شاهدت المكتوب. وهو بخط القاضى فخر الدين: إبراهيم بن لقمان- صاحب ديوان الإنشاء. وما فيه من اسم السلطان بخطّ السلطان، ومثاله:«بيبرس» .

ونسخة هذه اليمين- على ما شاهدته ونقلت منه:

ص: 395

«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» *

أقول وأنا بيبرس. والله والله والله، وتا لله وتالله وتالله، وبالله وبالله وبالله، العظيم الرحمن الرحيم، الطالب الغالب الضار النافع، عالم الغيب والشهادة والسّر والعلانية، القائم على كل نفس بما كسبت، والمجازى لها بما احتسبت. وجلال الله وعظمة الله وكبرياء الله، وسائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا- إننى من وقتى هذا وساعتى هذه، وما مدّ الله فى عمرى، قد أخلصت نيّتى وأصفيت سريرتى، وأجملت طويّتى، فى موافقة المولى: الملك المغيث فتح الدين عمر، بن السلطان الشهيد الملك العادل سيف الدين أبى بكر، بن محمد، بن أبى بكر بن أيوب، ومصافاته ومودّته.

لا أضمر له سوءا ولا غدرا، ولا خديعة ولا مكرا لا فى نفسه ولا فى ماله، ولا فى أولاده، ولا فى مملكته ولا فى قلعته، ولا فى بلاده، ولا فى أمرائه، ولا فى أجناده، ولا فى غلمانه، ولا فى مماليكه، ولا فى ألزامه ولا فى عربانه، ولا فى رعيّته، ولا فيما يتعلّق به وينسب إليه، من قليل وكثير.

ص: 396

وإننى والله لا أعارضه ولا أشاققه، ولا آمر من يعارضه فى بلاده الجارية فى مملكته، وهى: قلعة الكرك المحروسة، وربضها وسائر عملها، والغور المعروف بغور زغر «1» - بكماله، وحدّ ذلك من القبلة الحسا، ومن الشمال حد الموجب نصف القنطرة والمسيل، ومن الشرق الثنيتين، ومن الغرب السبخة المعروفة بأبى ضابط، ومنتهى حد الغور المذكور من القبلة الكثيب الرمل المعروف بالدبة، ومن الشمال الماء النازل من الموجب إلى البحيرة.

وإننى والله لا آمر ولا أشير، ولا أكتب، ولا آذن بصريح ولا بكناية، ولا بقول لأحد، فى التعرض لبلاده المذكورة، ولا السعى فيها بفساد. وإننى والله متى حضر المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور إلى خدمتى، عند حلولى بالشام المحروس، لمنازلة عدوّ يطرق بلادى، أو لعدو يطرق بلاده، لا أتعرض إليه بأذيّة، ولا أقصده بسوء فى نفسه ولا فى ماله ولا فى بلاده، ولا فى أمرائه ولا فى أجناده، ولا فى عربانه ولا فى مماليكه، ولا فى رعيته، ولا فيمن يصل صحبته من أصحابه.

ص: 397

وإننى والله لا أطالبه، ولا أطالب أحدا من أمرائه وأجناده، وأصحابه ومماليكه ولا من غلمانه، ولا من رعيته ولا من عربانه، ولا أحدا من سائر أصحابه، بسبب متقدّم إلى تاريخ هذه اليمين المباركة. ولا أمكّن أحدا من أمراء دولتى، ولا من جندها، ولا من سائر مماليكى، وأصحابى من الجماعة البحريّة وغيرهم، من مطالبته ولا مطالبة أحد من أمرائه وأجناده ومماليكه ورعيته، وسائر أصحابه، أهل الكرك وغيرهم، بسبب متقدّم عن تاريخ هذه اليمين المباركة- صامت كان أو غير صامت- من قماش وأثاث، وغير ذلك.

وإننى والله، لا أستخدم أحدا من أمراء المولى الملك المغيث: فتح الدين عمر المذكور، ولا من أجناده ولا من أجناد أمرائه، ولا من مماليكه ولا من مماليك أمرائه، ولا من عربانه ولا من غلمانه، الا من انفصل عنه بدستور. ومتى تسحّب أحد من أمرائه أو أجناده، أو أجناد أمرائه أو مماليكه، أو مماليك أمرائه أو غلمانه أو عربه، أو غير ذلك من أصحابه وفلاحى بلاده، وحضر إلى بلادى أو الى مملكة من ممالكى، والتمس عوده اليه- تقدّمت باعادته اليه، بجهدى وطاقتى.

وإننى والله متى قصد بلاد المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور عدوّ- مسلما كان أو كافرا- أعنته على دفعه وزجره وردعه، جهدى وطاقتى. وإننى والله، متى تعرض أحد من عرب بلادى الى بلاد المولى الملك المغيث فتح الدين عمر المذكور، أو الى جهة من جهات مملكته، أو الى أحد من رعيته أو أحد من سائر أصحابه، أو سعى بفساد فيما يتعلق بمملكته، واطّلعت عليه- تقدّمت بزجره وردعه عن ذلك. وفعلت فى أمره ما تقتضيه السّياسة.

ص: 398

وإننى والله- أفى للمولى الملك المغيث: فتح الدين عمر، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر، بن الملك الكامل محمد، بن أبى بكر بن أيوب- بهذه اليمين من أولها إلى آخرها، ما دام وافيا لى باليمين التى يحلّفه بها نائبى، لا أنقضها ولا شيئا منها، ولا أستثنى فيها ولا فى شىء منها، ولا أستفتى فيها ولا فى شىء منها، طلبا لنقضها أو نقض شىء منها.

ومتى نقضتها أو نقضتها فيها أو فى شىء منها، طلبا لنقضها أو نقض شىء منها، فكلّ ما أملكه من صامت وناطق- صدقة على الفقراء والمساكين من المسلمين. وكلّ مملوك أو أمة فى ملكى، أو أتملكهما فيما بقى من عمرى، حرّ من أحرار المسلمين. وعلىّ أن أفكّ عشرة آلاف رقبة مؤمنة من أيدى الكفار، إن خالفت هذه اليمين أو شيئا منها.

وهذه اليمين يمينى، وأنا بيبرس. والنّيّة فيها بأسرها نيّة المولى الملك المغيث فتح الدين عمر، بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر، بن الملك الكامل ناصر الدين محمد، بن أبى بكر، بن أيوب، ونيّة مستحلفى له بها- أشهد الله علىّ بذلك، وكفى به شهيدا. فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما.

وشهد على السلطان الملك الظاهر، بهذه اليمين، من نذكرهم وهم:

الأتابك فارس الدين أقطاى، وأقوش النّجيبى، وقلاوون الألفى، وعز الدين أزدمر «1» ، وأيدمر الحلّى، وبيسوى الشّمسى، وبيليك

ص: 399

الطرندار، وأيبك الأفرم، وكاتب اليمين إبراهيم بن لقمان بن أحمد. وهى مؤرّخة فى الثالث والعشرين من المحرم، سنة ستين وستمائة. وشهد على السلطان اثنان ممن حضر من الكرك، وهما: أمجد الكركى- وهو كاتب الملك المغيث- وكان قد أمّره، وآخر لم أحقّق اسمه عند قراءته.

وبآخر رسم خط الشهود خط المستحلف. وصورته:

أحلفت مولانا السلطان الكبير، العالم المجاهد، المرابط المؤيّد المنصور، الملك الظاهر أبا الفتح بيبرس بن عبد الله، الصالحى، أعزّ الله سلطانه- بهذه اليمين المباركة من أولها إلى آخرها، على الوجه المشروح فيها، تاريخ الثالث والعشرين من المحرم، سنة ستين وستمائة- أحسن الله تقضّيها. وكتبه خزاعة بن عبد الرّزّاق بن على- حامدا لله تعالى ومصلّيا.

وجهز السلطان الملك الظاهر للملك المغيث ولده الملك العزيز فخر الدين عثمان- وكان معتقلا بالقلعة من الأيام المظفّريّة، كما قدمنا- فأطلقه السلطان الآن، وأقطعه ذبيان «1» بمنشور، ثم سيّر إليه السلطان بعد ذلك صنجقا وشعار السلطنة. فقبّل الملك المغيث عقب الصّنجق، وركب بشعار السلطنة.

وظن الملك المغيث أن الصلح قد انتظم بمقتضى هذه اليمين، فركن إلى ذلك. ثم جهّز والدته فى سنة إحدى وستين وستمائة إلى الملك الظاهر.

فوجدها السلطان بغزّة، فأنعم عليها إنعاما كبيرا، وعلى من معها. وأجرى معها الحديث فى وصول الملك المغيث إليه، لينتظم الصلح شفاها، وتتأكد

ص: 400

أسبابه. وأعاد عليها العطاء ثانيا، وجهّزها إلى الكرك. وجهز فى خدمتها الأمير شرف الدين الجاكى المهمندار «1» ، لتجهيز الإقامات للملك المغيث.

فاغترّ الملك المغيث بذلك. واستخلف ابنه الملك العزيز فخر الدين بالكرك، واستحلف له من تركه بقلعة الكرك، وترك عنده بقية أولاده- إخوة الملك العزيز- وكان له سبعة أولاد ذكور، أسنّهم الملك العزيز فخر الدين عثمان. وولد له بعد قبضه ابنان. وكان الملك العزيز، يوم ذاك، صغير السن، فإن مولده- كما أخبرنى به- فى الأول من يوم الإثنين ثالث شوال، سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

وفارق الملك المغيث الكرك، وتوجه إلى السلطان الملك الظاهر، وهو بمنزلة الطّور. فلما بلغ السلطان وصول الملك المغيث إلى بيسان، ركب إليه وتلقاه، وساقا جميعا إلى منزلة السلطان. فلما وصل الملك المغيث إلى باب الدّهليز، ترجّل ودخل إلى الخيمة. فأدخل على خركاه «2» ، وقبض عليه وعلى من معه- وذلك فى يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الأولى، سنة إحدى وستين وستمائة. وأظهر السلطان لقبضه سببا، نذكره فى أخبار السلطان الملك الظاهر- إن شاء الله تعالى- تقف عليه بعد هذا.

ص: 401

ولمّا قبض عليه، جهّزه فى تلك الليلة إلى قلعة الجبل- صحبة الأمير شمس الدين آقسنقر الفارقانى. ولما وصل إلى قلعة الجبل، أدخل البرج الذى كان به ولده الملك العزيز فخر الدين عثمان، فقال للأمير سيف الدين بلبان النّجاحى- متولّى قلعة الجبل-: فى هذا البرج كان ولدى عثمان؟

قال: نعم.

ولم يستقّر بذلك البرج، بل نقل منه فى يومه، وأدخل إلى قاعة من قاعات الدور السلطانية، فقتل من يومه. وكان آخر العهد به.

وتولى ذلك الأمير عز الدين أيدمر الحلّى- نائب السلطنة- بالغيبة.

واستدلّ على قتله أن بعض الخدام حكى، فقال: لما أدخل الملك المغيث إلى القاعة، طلب له طعام من الآدر «1» السلطانية- قال الخادم: فتوجهت لإحضار الطعام، فأتيت به على رأس خادم آخر، فوجدت الأمير عز الدين قد خرج من القاعة، وأغلق الباب! فقلت: قد حضر الطعام. فقال: بعد أن أغلقنا الباب لا نفتحه فى هذه الليلة. فرجعت بالطعام. ولم يفتح ذلك الباب، إلى ثلاثة أشهر أو نحوها.

وكان مولد الملك المغيث- رحمه الله تعالى- بمنزلة العبّاسة «2» فى شهر ربيع الأول، سنة أربع وثلاثين وستمائة.

ص: 402