الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكان رحمه الله تعالى- حسن التدبير للملك. وكان وزيره شرف الدين بن عنين، الشاعر الهجّاء المشهور. واستعفى من الوزارة، وكتب إلى الملك المعظم:
أقلنى عثارى، واتّخذها وسيلة
…
تكون برحماها إلى الله راقيا
كفى حزنى أن لست ترضى، ولا أرى
…
فتى راضيا عنى، ولا الله راضيا
أخوض الأفاعى طول دهرى دائبا
…
وكم يتوفّى من يخوض الأفاعيا
فأعفاه. ولابن عنين أخبار نذكرها، إن شاء الله تعالى- عند وفاته.
ولما مات الملك المعظم، ملك بعده دمشق ولده: الملك الناصر صلاح الدين داود. فأساء السّيرة، واشتغل عن مصالح دولته بالشرب واللهو والطرب. فاقتضى ذلك ما نذكره، من إخراجه من دمشق.
واستهلت سنة خمس وعشرين وستمائة:
فى هذه السنة، وصل إلى دمشق الأمير عماد الدين بن الشيخ «1» ، من جهة السلطان الملك الكامل، إلى ابن أخيه الملك الناصر، ومعه جلدك بالخلع والتغيير للملك الناصر. وأقام عماد الدين بدمشق.
وفيها عزم. الملك الكامل على المسير إلى الشام، وبرز بخيامه ظاهر القاهرة. ولما عزم على ذلك سلطن «1» ولده نجم الدين أيوب، ونعته بالملك الصالح، وركب بشعار السّلطنة «2» فى سلخ شعبان، ووالده الملك الكامل مبرّز بظاهر القاهرة.
ورتّب السلطان مع الملك الصالح- فى النيابة- الأمير فخر الدين:
يوسف بن الشيخ «3» . فأساء الملك الصالح السيرة بعد توجه والده، واشترى بستان الخشّاب «4» ، وعمّر فيه مناظر. ففارقه الأمير فخر الدين بن الشيخ، فى العشرين من شوال، ولحق بالسلطان الملك الكامل.
وفيها فى سادس عشر شعبان، أفرج السلطان الملك الكامل عن تاج الدين: يوسف، بن الصاحب صفىّ الدين بن شكر- وكان قد استوزره بعد وفاة والده، ثم اعتقله بعد شهرين- كما تقدم. فأفرج عنه الآن، وأنعم عليه بمائة وخمسين دينارا، واستخدمه موقّعا «5»