الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى هذه السنة، تسلم السلطان- أيضا- حصن الصّبيبة «1» من الملك السعيد: مجد الدين حسن، بن الملك العزيز، بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر، فى سابع عشرين ذى الحجة. وتسلم الصّلت من ابن عمه الملك الناصر داود.
وفيها قبض الملك الناصر داود على عماد الدين، بن الأمير عز الدين بن موسك فى الكرك، واحتاط على موجوده. ثم شفع فيه الأمير فخر الدين بن الشيخ فأفرج عنه. وخرج من الاعتقال، وفى حلقه خرّاج كبير فبطّ، وحشى من الدواء الحارق، فمات بالكرك. ودفن بمشهد جعفر الطّيّار.
وكان- رحمه الله تعالى- من الأجواد.
وفيها توفى الأمير ركن الدين الهيجاوى، فى معتقله بالديار المصرية.
وكان سبب اعتقاله أنه فارق خدمة السلطان الملك الصالح، والتحق بدمشق. وكان قدومه على العساكر، فقبض عليه، واعتقله. فمات فى اعتقاله- رحمه الله تعالى. وكان خيّرا جوادا، عفيفا نزها، كثير الإحسان إلى جيرانه، يبرّ غنيّهم وفقيرهم.
واستهلّت سنة خمس وأربعين وستمائة:
فى هذه السنة، جهز السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب جيشا، وقدم عليه الأمير فخر الدين بن الشيخ، وبعثه إلى بلاد الفرنج.
ففتح عسقلان- فى ثامن عشرين جمادى الآخرة- وأخربها. ورحل عنها إلى طبريّة، ففعل بها كذلك. ثم كتب إليه أن يتوجه إلى دمشق، ويقيم بها بمن معه من العساكر، لأمر بلغه عن الملك الناصر- صاحب حلب.
وفيها تسلم نوّاب السلطان الملك الصالح نجم الدين قلعة شميمس «1» ، من الملك الأشرف صاحب حمص. فأمر السلطان بتحصينها، وبعث إليها الخزائن.
وفيها جهز السلطان تاج الدين بن مهاجر، والمبارز نسيبه، إلى دمشق، ومعهما تذكرة فيها أسماء جماعة من الدماشقة، رسم بانتقالهم إلى الديار المصرية، وهم: القاضى محيى الدين بن الزّكى، وابن الحصيرى، وابن العماد الكاتب، وبنو صصرّى الأربعة، وشرف الدين بن العميد، وابن الخطيب العقربانى، والتاج الإسكندرانى- الملقب بالشّحرور، وأبو الشامات، مملوك الملك الصالح إسماعيل، وغازى- والى بصرى- والحكيمى، وابن الهادى المحتسب.
فتوجهوا إلى الديار المصرية، وأمروا بالمقام بها، ولم يحجر عليهم، وخلع على بعضهم. وأقاموا بالديار المصرية، إلى أن توفى الملك الصالح أيوب، فعادوا إلى دمشق. وكان سبب طلبهم أن السلطان بلغه أنهم خواصّ الملك الصالح إسماعيل.
وفيها فى شهر ربيع، فوّضت الخطابة بدمشق للقاضى عماد الدين بن الحرستانى، ورسم بإخراج العماد خطيب بيت الآبار «2» ، الخطيب بالجامع، إلى بيت الآبار.