الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أخبار السلطان الملك المظفّر سيف الدين قطز المعزّى. وهو الثالث من ملوك دولة الترك بالديار المصرية
ملك الديار المصرية فى يوم السبت، لليلتين بقيتا من ذى القعدة، سنة سبع وخمسين وستمائة- بعد أن قبض على الملك المنصور، بن مولاه الملك المعزّ.
قال: ولما ملك، حضر خوشداشيّته من الصيد، وتنكروا له، وامتعضوا من ملكه. فقبض عليهم واعتقلهم، وأعجلهم عن التدبير.
وهم: الأمير علم الدين سنجر الغتمى، والأمير شرف الدين قيزان «1» المعزّى، وعز الدين أيبك النّجيبى الصغير، وشمس الدين قرا سنقر المعزّى. واعتقل أيضا شمس الدين الدود: خال الملك المنصور بن المعزّ، والطّواشى حسام الدين بلال المغيثى اللّالا.
واستحلف الأمراء والعساكر، وأظهر الحزم. واستوزر الصاحب زين الدين بن الزبير. وعزل الأمير حسام الدين بن باذ عن وظيفة شاد الدواوين.
وولى الأمير نور الدين بن السديد. واستمرّ بالأمير فارس الدين أقطاى المستعرب على الأتابكة، وفوض إليه أمر العساكر.
واحتفل بامر الجند، واستعد للجهاد، وأرسل إلى الملك الناصر صاحب الشام، وطلب منه الاتفاق واجتماع الكلمة. والمظافرة على العدو، وأن يكونا يدا واحدة على حرب التتار. فحلف له على ذلك. ثم كان من أمر الملك الناصر، واضطراب أمره، وزوال ملكه، واستيلاء التتار على حلب ودمشق وغيرها- ما قدمناه.
وملك التتار الشام بأسره. وجرّد هولاكو كتبغا نوين فى جيش كثيف، اختاره من المغل، وبعثه إلى الشام. وكان من أمره، وأمر جيوش الشام، وتحلّلهم بلاد الشام، ووصولهم إلى نابلس، وقتل من قدمنا ذكره بها- ما شرحنا ذلك فى أخبار الملك الناصر. فلا فائدة فى إعادته.
وفى سنة سبع وخمسين وستمائة.
توفى الأمير منيف بن شيحة، صاحب المدينة النبوية. وقام بعده بالمدينة أخوه: جمّاز بن شيحه.
وفيها، توفى الشيخ الفاضل الصّدر الكبير فتح الدين أبو العباس:
أحمد بن الشيخ جمال الدين أبى عمرو عثمان، بن أبى الحوافر- رئيس الأطباء بالديار المصرية.
وكانت وفاته فى ليلة الخميس، رابع عشر رمضان، ودفن بالقرافة.
وولى رياسة الأطباء بعده ابن أخيه: الصّدر شهاب الدين أحمد، بن محيى الدين رشيد بن جمال الدين عثمان، بن أبى الحوافر.