الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخبرنى بذلك المولى الأمير علاء الدين على، بن الملك الموحّد- وهو على الأصغر، المقدّم الذكر- وهو يوم ذاك بالقاهرة المعزّيّة.
وكان قد فارق الحصن، لمّا حصل من ابن أخيه هذا: من قتل إخوته أولاد الملك الموحّد. ووصل إلى الديار المصرية، فى أوائل سنة ثلاث وسبعمائة، واستقر بها. وأقطعه السلطان الملك الناصر إقطاعا متميزا، بحلقتها. وأخبرنى أنه لم يبق من أولاد الملك الموحّد- لصلبه- سواه. وأن بقية من ذكرناهم أفناهم الموت والقتل.
وذلك فى سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
وأما الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر شهاب الدين غازى ابن الملك العادل: سيف الدين أبى بكر بن أيوب صاحب ميّافارقين
فإنه لم يزل بها، إلى أن ملك التتار البلاد. فندب هولاكو صرطق نوين، وقطغان نوين «1» لمحاصرته بميّافارقين، بطائفة كثيرة من التتار.
فحاصروه مدة سنتين، حتى قلّت الأقوات عندهم، وأكلوا الكلاب والسّنانير والميتة. ففتحها التتار بعد أن فنى من عنده من الجند من القتال- وذلك فى سنة ثمان وخمسين وستمائة. وأسر الملك الكامل، وتسعة نفر من مماليكه، وأحضروا بين يدى هولاكو، فقتلوا، إلا مملوكا واحدا- كما تقدم فى أخبار هولاكو
وكان الملك الكامل هذا- رحمه الله تعالى- ملكا حازما كريما، كثير الزّهد والوّرع. ولما قتل- رحمه الله حمل التتار رأسه على رمح، وطيف به البلاد. ومرّوا به على حلب وحماه وأتوا به إلى دمشق- فى سابع عشر جمادى الأولى من السنة- وطافوا به دمشق، وأمام الرأس المغانى والطّبول! وعلّق رأسه بباب الفراديس، إلى أن دخل الملك المظفر قطز إلى دمشق- بعد هزيمة التتار- فأنزل الرأس، ودفن بمشهد الحسين داخل باب الفراديس فقال الشيخ شهاب الدين أبو شامه «1» فى ذلك، من أبيات:
ابن غازى غزا وجاهد قوما
…
أثخنوا «2» فى العراق والمشرقين
طاهرا عاليا، ومات شهيدا
…
بعد صبر عليهم عامين
لم يشنه إذ طيف بالرأس منه
…
وله أسوة برأس الحسين
ثم واروا بمشهد الرأس ذاك الرأ
…
س، فاستعجبوا من الحالتين