الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وملبسه" اهـ.
18 - باب فضل التوكل على اللَّه
قال اللَّه تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
• عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكّلون على اللَّه حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا".
صحيح: رواه الترمذيّ (2344)، وابن ماجه (4164)، وأحمد (205)، وصحّحه ابن حبّان (730)، والحاكم (8/ 314) كلهم من طرقٍ عن عبد اللَّه بن هبيرة، عن أبي تميم الجيشاني (هو: عبد اللَّه بن مالك بن أبي الأسحم)، عن عمر بن الخطاب، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
قوله: "خماصًا": أي ضامرة البطون من الجوع.
وقوله: "بطانًا": أي ممتلئة البطون.
• عن أنس بن مالك قال: كان أخوانِ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يحترف، فشكى المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"لعلك ترزق به".
صحيح: رواه الترمذيّ (2345)، والبزار (6988)، وصحّحه الحاكم (1/ 93) كلهم من طريق أبي داود سليمان بن داود الطيالسي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
• عن عمرو بن أمية الضمري قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أُرسِل ناقتي وأتوكَّل؟ قال: "اعقلها وتوكَّل".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (970)، وصحّحه ابن حبّان (731)، والحاكم (3/ 623) كلهم من طرق عن حاتم بن إسماعيل، حدّثنا يعقوب بن عمرو بن عبد اللَّه بن أمية الضمري، عن جعفر بن أمية، عن أبيه عمرو بن أمية الضمري قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل يعقوب بن عمرو بن عبد اللَّه، ذكره ابن حبّان فى الثقات وروى عنه اثنان، وقال عنه ابن حبّان:"مشهور مأمون".
وقد جوّد إسناده الذهبي في تلخيص المستدرك.
وفي الباب ما روي عن أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول اللَّه أعقلها وأتوكّل، أو أُطلقها وأتوكّل؟ قال:"اعقلها وتوكّل".
رواه الترمذيّ (2517) عن عمرو بن علي، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا المغيرة بن أبي قرّة السدوسي قال: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.
قال عمرو بن علي: قال يحيى: "وهذا عندي حديث منكر".
قال الترمذيّ: "وهذا حديث غريب من حديث أنس لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهو كما قال، فإن المغيرة بن أبي قرة السدوسي مستور كما قال الحافظ.
والمراد من قول يحيى القطان: "حديث منكر". يعني تفرّد به المستور.
• عن أمّ سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال: "بسم اللَّه توكّلت على اللَّه، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزِلّ أو نضِلّ أو نَظلِم أو نُظلَم أو نَجهل أو يُجهل علينا".
صحيح: رواه أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، والنسائي (5486)، وابن ماجه (3884)، وأحمد (26616، 26704)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (177)، والحاكم (1/ 519) كلهم من طرق عن منصور، عن الشعبي، عن أمّ سلمة، فذكرته. والسياق للترمذي.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وربما توهّم متوهّم أن الشعبي لم يسمع من أمّ سلمة وليس كذلك، فإنه دخل على عائشة وأم سلمة جميعا، ثم أكثر الرواية عنهما جميعا". اهـ
والكلام عليه مبسوط في الأذكار.
معنى التوكّل: ليس التوكل القعود عن الكسب، بل التوكل: هو السعي والجهد في طلب الرزق من الطرق المشروعة ثم التفويض إلى اللَّه ما قدّره له.
روي عن عمر بن الخطاب أنه لقي أناسًا من أهل اليمن، فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكّلون. قال: بل أنتم المتّكلون، إنما المتوكل الذي يُلقي حبّه في الأرض، ويتوكل على اللَّه عز وجل.
رواه ابن أبي الدنيا في التوكل (10) بإسناده عن معاوية بن قرة أن عمر بن الخطاب لقي ناسًا، فذكره.
ومعاوية بن قرة لم يدرك عمر بن الخطاب لأنه ولد سنة 37 هـ.
وقال عبد اللَّه بن مسعود: إن أشد آية في القرآن تفويضًا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3].
وفي رواية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2].
ذكره ابن أبي الدنيا في التوكل (50)، وعبد الرزاق (3/ 370 - 371) وغيرهما.
قال بعض الحكماء: التوكل على ثلاث درجات: -
أولها: ترك الشكاية. والثانية: الرضى. والثالثة: المحبة. فترك الشكاية درجة الصبر، والرضى