المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌2 - باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته - الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل المرتب على أبواب الفقه - جـ ١٢

[محمد ضياء الرحمن الأعظمي]

فهرس الكتاب

- ‌62 - كتاب اللباس والزينة

- ‌جموع ما جاء في أنواع اللباس وألوانه

- ‌1 - باب اختيار اللباس الحسن

- ‌2 - باب الأمر أن يُرى أثر النعمة في اللباس خاصة

- ‌3 - باب التواضع في اللباس

- ‌4 - باب كراهية لبس الثوب الخلق والوسخ لمن عنده أحسن منه

- ‌5 - باب النهي عن الإسراف في الملابس

- ‌6 - باب ما جاء في لباس الشهرة

- ‌7 - باب لبس الجبة الشامية

- ‌8 - باب ما جاء في لبس القميص

- ‌9 - باب ما جاء في لبس الثوب الأبيض

- ‌10 - باب ما جاء في لبس الحلّة الحمراء

- ‌11 - باب كراهة لبس الثوب المعصفر والمزعفر للرجال

- ‌12 - باب ما جاء في لبس الثوب الأخضر

- ‌13 - باب اللباس الأسود

- ‌14 - باب ما جاء في البرود

- ‌15 - باب كراهية القميص المعلم

- ‌16 - باب الرخصة في لباس القميص المعلم وخيط الحرير

- ‌17 - باب ما جاء في لبس الحبرة

- ‌18 - باب ما جاء في الأكسية والخمائص

- ‌19 - باب ما جاء في لبس النعال وصفتها

- ‌20 - باب ما جاء في لبس العمامة

- ‌21 - باب ما جاء في لبس البُرنُس

- ‌22 - باب في لبس القباء المزرّر بالذهب

- ‌23 - باب ما جاء في لبس السراويل

- ‌24 - باب الإزار والكساء الملبّد

- ‌25 - باب في التقنّع

- ‌26 - باب لباس الشعر والصوف

- ‌27 - باب حلّ الأزرار

- ‌28 - باب النهي عن اشتمال الصماء والاحتباء في ثوبٍ واحدٍ

- ‌29 - باب النهي عن إسبال الإزار أسفل من الكعبين

- ‌30 - باب موضع إزار النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌31 - باب كشف الفخذ

- ‌32 - باب النهي عن افتخار في اللباس وجره خيلاء

- ‌33 - باب كراهية التشبه بالكفار

- ‌34 - باب في الفراش

- ‌35 - باب المأمورات والمنهيات من الملابس والذهب والفضة

- ‌جموع ما جاء في تزيين الشَّعر، واتخاذ الطِّيب

- ‌1 - باب خصال الفطرة

- ‌2 - باب إعفاء اللحية، وقص الشارب

- ‌3 - باب التوقيت في قص الشارب، وسائر خصال الفطرة

- ‌4 - باب النهي عن عقد اللحية

- ‌5 - باب كراهة نتف الشيب

- ‌6 - باب ما جاء في الخضاب، وتغيير الشيب

- ‌7 - باب التلبيد

- ‌8 - باب ما جاء في فرق شعر الرأس

- ‌9 - باب في اتخاذ ذؤابة من شعر الرأس

- ‌10 - باب كراهية تطويل الشعر بدون تهذيب

- ‌11 - باب حلق الشعر كله، والنهي عن القزع

- ‌12 - باب ما جاء في الطيب

- ‌13 - باب كراهية ردّ الطيب

- ‌14 - باب الفصل بين طيب الرجال وطيب النساء

- ‌15 - باب النهي عن الخلوق للرجال

- ‌جموع ما جاء في لباس المرأة وزينتها

- ‌1 - باب تحريم الحرير على الرجال دون النساء

- ‌2 - باب القدر الذي يجوز فيه استعمال الحرير للرجال

- ‌3 - باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال

- ‌4 - باب الرخصة في لبس الحرير عند الضرورة للرجال

- ‌5 - باب تحريم استعمال الذهب

- ‌6 - باب بقي الحظر على الرجال دون النساء

- ‌7 - باب جواز ربط الأنف والأسنان بالذهب

- ‌8 - باب ذم المتشبّهين بالنساء والمتشبّهات بالرجال

- ‌9 - باب النهي عن الوصل والوشم وغيرها

- ‌10 - باب النهي عن التبرج

- ‌11 - باب الاختمار

- ‌12 - باب ما جاء في حجاب المرأة المسلمة

- ‌13 - باب قوله تعالى: {أَوْ نِسَائِهِنَّ}

- ‌14 - باب عورة الأمة

- ‌15 - باب جواز النظر إلى شعر المرأة للغلام الذي لم يحتلم

- ‌16 - باب يجوز للعبد النظرُ إلى شعر مولاته

- ‌17 - باب ما جاء في النهي عن إسبال المرأة ثوبها أكثر من ذراع

- ‌18 - باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والمتشبع بما لم يعط

- ‌19 - باب ما يحرم من الثياب على النساء

- ‌20 - باب التحذير من خروج المرأة متطيّبةً

- ‌21 - باب جواز جزّ المرأة شعرها والنهي عن حلقه

- ‌22 - باب خضاب النساء

- ‌جموع ما جاء في الخاتم

- ‌1 - باب اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من فضة لختم الرسائل إلى الملوك

- ‌2 - باب اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ورق نقشه: "محمد رسول اللَّه

- ‌3 - باب النهي عن نقش الخاتم على نقش خاتم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب ما جاء في فص خاتم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب لبس الخاتم في اليد اليمنى

- ‌6 - باب جواز لبس الخاتم في اليد اليسرى

- ‌7 - باب التختم في الخنصر من اليد اليسرى

- ‌8 - باب النهي عن التختم في الوسطى والتي تليها للرجال دون النساء

- ‌9 - باب ما جاء في اتخاذ الخاتم من حديد

- ‌10 - باب اتخاذ الخاتم من فضة وكراهية اتخاذه من حديد

- ‌11 - باب جعل فص الخاتم في باطن الكف

- ‌جموع ما جاء في الصور والمصوّرين

- ‌1 - باب ما جاء من الوعيد للمصورين

- ‌2 - باب أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور

- ‌3 - باب جواز التصاوير التي ليس فيها روح

- ‌4 - باب جواز التصاوير إذا كانت رقما في ثوب

- ‌5 - باب نقض صورة الصليب وطمسها

- ‌6 - باب الزجر عن اتخاذ الصور على الأرض والجدر

- ‌7 - باب كراهية اتخاذ الستور المزخرفة

- ‌8 - باب جواز اللعبة بالمجسمات والصور

- ‌9 - باب إزالة الأصنام من الكعبة ومِنْ حولها

- ‌63 - كتاب الزهد والرقاق

- ‌جموع ما جاء في فضل الزهد والرقاق

- ‌1 - باب فضل العزلة

- ‌2 - باب كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل

- ‌3 - باب الغنى غنى النفس

- ‌4 - باب من أحبَّ لقاءَ اللَّه أحبَّ اللَّهُ لقاءَه

- ‌5 - باب إذا همَّ العبدُ بحسنةٍ كُتِبَتْ، وإذا همَّ بسيئةٍ لم تُكْتَبْ

- ‌6 - باب المكثرون في الدنيا هم المقلون في الآخرة إلا من عمل فيها خيرًا

- ‌7 - باب ما قدّم الإنسان من ماله فهو له، وما أخره فهو لورثته

- ‌8 - باب ما جاء في الترغيب عن الدنيا

- ‌9 - باب ما جاء في حقارة الدنيا

- ‌10 - باب فضل العبد التقي الغني الخفي

- ‌11 - باب فضل البكاء من خشية اللَّه

- ‌12 - باب احتقار العبد عملَه يوم القيامة

- ‌13 - باب ما جاء في ذكر الموت

- ‌14 - باب ما جاء في خصال الخير

- ‌15 - باب حديث أبي اليسر وجابر بن عبد اللَّه في الزهد والرقاق

- ‌16 - باب فضل الضعفاء والمساكين

- ‌17 - باب التزود في الدنيا بالأعمال الصالحة لتنفع في الآخرة

- ‌18 - باب فضل التوكل على اللَّه

- ‌19 - باب من طال عمره وحسن عمله

- ‌20 - باب ما جاء في أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب انقطاع العذر بعد ستين سنة

- ‌22 - باب على المسلم أن ينظر في الدين إلى من فوقه، وفي الدنيا إلى من أسفل منه

- ‌23 - باب التحذير من الاغترار بالعمل الصالح

- ‌24 - باب لن ينجو أحدٌ بعمله ولا يدخل الجنة

- ‌25 - باب التحذير من محقرات الذنوب

- ‌26 - باب اغتنام الصحة والفراغ قبل فوات الأوان

- ‌27 - باب أن الإسلام يهدم ما كان قبله إلا من أساء

- ‌28 - باب الشكر على نعمة اللَّه

- ‌29 - باب فيمن صبر على العيش الشديد

- ‌30 - باب أن أمر المؤمن كله خير

- ‌جموع ما جاء في عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

- ‌1 - باب أن لا عيش إلا عيش الآخرة

- ‌2 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - باب حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قسمة ما عنده من مال إلا شيئًا يرصده لدينه

- ‌4 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرًا

- ‌5 - باب عيش الصحابة

- ‌جموع ما جاء في الترهيب من فتنة النساء وحُبّ المال

- ‌1 - باب التحذير من فتنة النساء

- ‌2 - باب الترهيب من فتنة المال

- ‌3 - باب أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

- ‌4 - باب ما جاء في طول أمل الإنسان

- ‌5 - باب ما رفع اللَّه شيئًا إلا وضعه

- ‌6 - باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها

- ‌7 - باب أن متاع الدنيا خضرة حلوة

- ‌8 - باب من كانت الدنيا همّه فرّق اللَّه عليه أمره

- ‌9 - باب لا يبقى مع الإنسان بعد الموت إلا عمله

- ‌10 - باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب اللَّه على من تاب

- ‌11 - باب في ذم من كان عبدًا للدنيا

- ‌12 - باب ما جاء في حب المال والشرف

- ‌13 - باب مثل الدنيا لأربعة نفر

- ‌14 - باب الترهيب من اختيار الرهبانية وترك الدنيا

- ‌جموع ما جاء فيى عدم المبالغة في المباحات

- ‌1 - باب كراهة المبالغة في المباحات

- ‌2 - باب كراهية الاسراف والمبالغة في بناء البيت

- ‌3 - باب من كان له امرأة ومسكن فهو من الأغنياء

- ‌4 - باب الترغيب في الرضا بالكفاف

- ‌5 - باب كراهية التنعم في المباحات

- ‌6 - باب الاقتصاد في العبادة والأمور كلها

- ‌64 - كتاب الاعتصام بالقرآن والسنة

- ‌1 - باب وجوب التمسك بالكتاب والسنة

- ‌2 - باب الحث على لزوم الصراط المستقيم

- ‌3 - باب وجوب امتثال ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم شرعا دون ما ذكره من أمور الدنيا على سبيل الرأي

- ‌4 - باب أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك أمته على المحجة البيضاء

- ‌5 - باب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بجوامع الكلم

- ‌6 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق

- ‌7 - باب إقرارِ النبي صلى الله عليه وسلم حُجّةٌ

- ‌8 - باب بيان حرص الصحابة على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وامتثال أوامره واجتناب نواهيه

- ‌9 - باب تفاوت الأجر بتفاوت تطبيق السنة

- ‌10 - باب قد تخفى بعض السنن على بعض الصحابة

- ‌11 - باب التغليظ على من عارض حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب التحذير من الرغبة عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب التحذير من الرأي في الدين

- ‌14 - باب تحريم الإحداث في الدين

- ‌15 - باب التحذير من ابتغاء سنة الجاهلية في الإسلام

- ‌16 - باب إثم من دعا إلى ضلالة أو سنّ سنة سيئة

- ‌65 - كتاب الفتن، وأشراط الساعة

- ‌جموع ما جاء في الفتن

- ‌1 - باب المبادرة بالأعمال قبل ظهور الفتن

- ‌2 - باب أن السعيد من جُنبَ الفتن

- ‌3 - باب التعوذ من الفتن

- ‌4 - باب الابتعاد عن مواقع الفتن

- ‌5 - باب الصبر عند الفتن

- ‌6 - باب أسباب النجاة من الفتن

- ‌7 - من تمسك في الفتنة بالعشر ما يعلم فقد نجا

- ‌8 - باب التثبت في الأخبار من أسباب النجاة من الفتن

- ‌9 - باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال

- ‌(115).10 -باب النهي عن السعي في الفتنة

- ‌11 - باب التحذير من أن يتكلم الإنسان بكلمة تكون سببا في فرقة المسلمين وسفك دمائهم

- ‌12 - باب المتمسك بدينه أيام الفتن كالقابض على الجمر

- ‌13 - باب فضل العبادة في الهرج

- ‌14 - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة

- ‌15 - باب حديث حذيفة في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وبيانه وما يكون إلى قيام الساعة

- ‌16 - باب أن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

- ‌17 - باب ظهور الفتن

- ‌18 - باب نزول الفتن كمواقع القطر

- ‌19 - باب تعرض الفتن على القلوب

- ‌20 - باب تجيء الفتن يرقق بعضها بعضا

- ‌21 - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه

- ‌22 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض

- ‌23 - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهما في النار

- ‌24 - باب إذا وضع السيف في هذه الأمة لم يرفع عنها إلى يوم القيامة

- ‌25 - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بقتل أصحابه

- ‌26 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ويل للعرب من شر قد اقترب

- ‌27 - باب فتنة القتال من أجل الدنيا

- ‌28 - باب ظهور الفتن إذا كُسِرَ الباب المغلق

- ‌29 - باب فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه

- ‌30 - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارًا تقتله الفئة الباغية

- ‌31 - باب من أخبار وقعة الجمل

- ‌32 - باب ذكر فتنة الخوارج

- ‌33 - باب ما جاء في صفة المخدج من الخوارج

- ‌34 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: الفتنة من قبل المشرق

- ‌35 - باب أن أهل العراق والشام ومصر يمنعون زكاة أموالهم

- ‌36 - باب ما روي في البصرة

- ‌37 - باب النهي عن تهييج الحبشة

- ‌38 - باب بيان خطر الأئمة المضلين على الأمة

- ‌39 - باب يكون في هذه الأمة رجال معهم سياط يغدون ويروحون في سخط اللَّه

- ‌40 - باب أن هذه الأمة يهلك بعضهم بعضا، ويَسبي بعضهم بعضا

- ‌41 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: هلكة أمتي على يدي غِلْمة من قريش

- ‌42 - باب أسرع قبائل العرب فناءً قريش

- ‌43 - باب أن هذه الأمة تتبع سنن اليهود والنصارى

- ‌44 - باب أن هذه الأمة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة

- ‌45 - باب ما جاء في غلبة العجم

- ‌46 - باب في تداعي الأمم على الإسلام

- ‌47 - باب يُوشك أن يحاصر المسلمون على المدينة

- ‌48 - باب إذا وقعت الملاحم بعث اللَّه بعثا من الموالي يؤيد بهم هذا الدين

- ‌49 - باب إذا أنزل اللَّه بقوم عذابا يعمُّهم جميعا

- ‌50 - باب نصيحة السلطان بالكلمة الطيبة والحكمة وإنْ كان جائرًا

- ‌51 - باب لا ينبغي للمؤمن أن يُعرض نفسه لما لا يطيقه من البلاء

- ‌52 - باب لا تجتمع أمتي على ضلالة

- ‌53 - باب ما جاء في المجدّدين والأبدال

- ‌جموع ما جاء في أشراط الساعة الصغرى

- ‌1 - باب متى تقوم الساعة

- ‌2 - باب المبادرة بالأعمال قبل ظهور أشراط الساعة

- ‌3 - باب في ذكر عدد من أشراط الساعة

- ‌4 - باب من أمارات قرب الساعة بعثُ النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب من أمارات قرب الساعة موت النبي صلى الله عليه وسلم وفتح بيت المقدس وكثرة الموت

- ‌6 - باب أن بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم

- ‌7 - باب إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة

- ‌8 - باب بين يدي الساعة يتقارب الزمان، ويرفع العلم، ويظهر الجهل، والفتن والكذب، والشح، والزنا، والربا، وشرب الخمر، ويكثر القتل ويتقارب الأسواق

- ‌9 - باب بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة والقلم، وقطع الأرحام، وظهور الشهادة بالزور، وكتمان شهادة الحق

- ‌10 - باب من أشراط الساعة: الفحش والتفحش، وقطيعة الأرحام، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب

- ‌1).11 -باب من أشراط الساعة كثرة النساء وقلة الرجال

- ‌12 - باب من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد

- ‌13 - باب من أشراط الساعة نقش البنيان

- ‌14 - باب من أشراط الساعة التماس العلم عند الأصاغر

- ‌15 - باب لا تقوم الساعة حتى يظهر الشرك في بعض فئات هذه الأمة

- ‌16 - باب لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون كلهم يزعم أنه رسول اللَّه

- ‌17 - باب من أشراط الساعة أن تلد الأمة ربتها، وأن تكون الحفاة العراة رؤوس الناس، وأن يتطاول رعاء البهم في البنيان

- ‌18 - باب لا تذهب الدنيا حتى يكون أسعد الناس بها لكع بن لكع

- ‌19 - باب لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فلا يوجد من يقبل الصدقة

- ‌20 - باب لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارًا

- ‌21 - باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب

- ‌22 - باب لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس

- ‌23 - باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز

- ‌24 - باب لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها

- ‌25 - باب بلوغ بناء المدينة إلى سلع

- ‌26 - باب أن المدينة يتسع عمرانها، ثم تخرب في آخر الزمان

- ‌27 - باب لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان

- ‌28 - باب لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك

- ‌29 - باب لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه

- ‌30 - باب لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه

- ‌31 - باب ما يكون من فتوحات المسلمين لجزيرة العرب ثم فارس ثم الروم ثم الدجال

- ‌32 - باب من علامات الساعة أن المسلمين يقاتلون الروم، فيفتحها اللَّه، وذلك في آخر الزمان

- ‌33 - باب لا تقوم الساعة حتى تفتح القسطنطنية وذلك بعد قتال الروم وقبل خروج الدجال

- ‌34 - باب لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمونَ اليهودَ فيقتلهم المسلمون

- ‌35 - باب لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا عاما ولا تنبت الأرض شيئًا

- ‌36 - باب كثرة الصواعق عند اقتراب الساعة

- ‌37 - باب لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل

- ‌38 - باب يكون في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ قبل قيام الساعة

- ‌39 - باب الخسف بالجيش الذي يؤم البيت

- ‌40 - باب لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وذلك في آخر الزمان بعد زمان عيسى عليه السلام

- ‌41 - باب ما جاء في هدم الكعبة في آخر الزمان

- ‌42 - باب ما يتمناه المرء من شدة البلاء في آخر الزمان

- ‌43 - باب أن اللَّه يبعث في آخر الزمان ريحا تقبض روح كل مسلم، فيبقى شرار الناس وعليهم تقوم الساعة

- ‌جموع ما جاء في أشراط الساعة الكبرى

- ‌1 - باب الآية الأولى: وهي الدخان

- ‌2 - باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

- ‌3 - باب يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا

- ‌4 - باب أن الدجال لا يدخل مكة والمدينة

- ‌5 - باب ما يُعْصَمُ به من الدجّال

- ‌6 - باب قصة الجسّاسة

- ‌7 - باب ما جاء في ابن صياد

- ‌8 - باب الآية الثالثة: خروج الدابة

- ‌9 - باب الآية الرابعة: طلوع الشمس من المغرب

- ‌10 - باب الآية الخامسة: نزول عيسى ابن مريم

- ‌11 - باب في ظهور المهدي وهو خليفة آخر الزمان

- ‌12 - باب الآية السادسة: خروج يأجوج ومأجوج

- ‌13 - باب الآيات السابعة والثامنة والتاسعة: الخسوفات الثلاثة

- ‌14 - باب الآية العاشرة: خروج النار التي تحشر الناس

- ‌66 - كتاب صفة القيامة، وأهوالها

- ‌1 - باب في ذكر أسماء يوم القيامة

- ‌2 - باب لا تقوم الساعة إلا بغتة

- ‌3 - باب لا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة

- ‌4 - باب ليس أول الخلق بأهون على اللَّه من إعادته وبعثه للحساب يوم القيامة

- ‌5 - باب ما جاء في النفخ في الصور

- ‌6 - باب أن اللَّه ينزل مطرًا بعد نفخة الصعق فينبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ أخرى فإذا هم قيام ينظرون

- ‌7 - باب مدة ما بين النفختين

- ‌8 - باب أول من يبعث يوم القيامة

- ‌9 - باب كل إنسان يبعث على ما مات عليه

- ‌10 - باب من مات في إحرامه يبعث يوم القيامة ملبيا

- ‌11 - باب يُبعث الشهيد يوم القيامة وجرحه يثعب دما

- ‌12 - باب يحشرُ الناسُ يومَ القيامة مُشاةً حُفاةً عُراةً غُرْلًا بُهْمًا

- ‌13 - باب أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ثم نبينا صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - باب يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر

- ‌15 - باب صفة أرض المحشر

- ‌16 - باب دنو الشمس يوم القيامة وزيادة حرارتها

- ‌17 - باب الذين يُظِلُّهم اللَّه يوم القيامة

- ‌18 - باب في ذكر بعض أهوال يوم القيامة

- ‌19 - باب يمسك اللَّه السماوات والأرض يوم القيامة بيديه

- ‌20 - باب تكوير الشمس والقمر يوم القيامة

- ‌21 - باب انتظار الناس أربعين سنة لفصل القضاء يوم القيامة

- ‌22 - باب أن اللَّه عز وجل يهون طول يوم القيامة على المؤمنين بفضله

- ‌23 - باب ما جاء في الشّفاعة

- ‌1 - شفاعته صلى الله عليه وسلم العامة في أهل الموقف ليريحهم من مقامهم:

- ‌2 - شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول من لا حساب عليهم الجنةَ:

- ‌3 - شفاعته صلى الله عليه وسلم في فتح باب الجنة لأهلها:

- ‌4 - شفاعته صلى الله عليه وسلم في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار:

- ‌5 - شفاعته صلى الله عليه وسلم في إخراج أرباب الكبائر من أهل التوحيد من النار:

- ‌24 - باب أن اللَّه يكلم الناس يوم القيامة ليس بينه وبينهم ترجمان

- ‌25 - باب أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم أول الناس حسابا يوم القيامة مع أنهم آخر الأمم

- ‌26 - باب من نوقش الحساب عُذِّب

- ‌27 - باب مناقشة المرائين من الشهداء والقراء والأثرياء

- ‌28 - باب أول ما يُحاسب به العبد من حقوق اللَّه يوم القيامة الصلاة

- ‌29 - باب أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة من حقوقهم في الدماء

- ‌30 - باب أول خصمين يوم القيامة

- ‌31 - باب ما جاء في السؤال عن النعيم

- ‌32 - باب يسأل العبد يوم القيامة عن أربع: عن عمره، وعلمه، وماله، جسمه

- ‌33 - باب شهادة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته على الأمم

- ‌34 - باب شهادة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته لمن صبر على لأواء المدينة

- ‌35 - باب ما يشهد يوم القيامة من أعضاء الإنسان

- ‌36 - باب شهادة الإنس والجن وكل رطب ويابس للمؤذن

- ‌37 - باب شهادة الحجر الأسود لمن استلمه بحق

- ‌38 - باب أن العباد يؤتون صحائف أعمالهم

- ‌39 - باب يقرر اللَّه المؤمن بذنوبه يوم القيامة ثم يغفرها له

- ‌40 - باب جزاء المؤمن بحسناته في الدنيا والآخرة، وتعجيل حسنات الكافر في الدنيا

- ‌41 - باب مصير من نسي لقاء ربه يوم القيامة

- ‌42 - باب مصير من ينتهك محارم اللَّه في الخلوة يوم القيامة

- ‌43 - باب اقتصاص المظالم بين الخلق يوم القيامة

- ‌44 - باب ما جاء في الميزان

- ‌45 - باب لا يقيم اللَّه للكافر وزنًا يوم القيامة

- ‌46 - باب في الحوض

- ‌47 - باب رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة

- ‌48 - باب يحشر الكافر إلى النار على وجهه

- ‌49 - باب المرور على الصراط يوم القيامة

- ‌50 - باب جامع في ذكر عدد من مشاهد يوم القيامة

- ‌67 - كتاب صفة الجنة والنار، وأهلها

- ‌جموع ما جاء في صفة الجنة

- ‌1 - باب أن الجنة سلعة اللَّه الغالية

- ‌2 - باب ما جاء في سعة الجنة

- ‌3 - باب ما جاء في عدد أبواب الجنة

- ‌4 - باب ما جاء في أسماء أبواب الجنة

- ‌5 - باب فتح أبواب الجنة في يومي الاثنين والخميس

- ‌6 - باب ما جاء في عرض أبواب الجنة

- ‌7 - باب ما جاء في خزنة الجنة

- ‌8 - باب ما جاء في غرف الجنة

- ‌9 - باب ما جاء في خيمة الجنة وأوانيها

- ‌10 - باب ما جاء في وصف تربة الجنة

- ‌11 - باب ما جاء في ريح الجنة

- ‌ 12/ 260).12 -باب ما جاء في لَبنة الجنة

- ‌13 - باب ما جاء في قصور الجنة

- ‌14 - باب ما جاء في سعة شجر الجنة

- ‌15 - باب أن الجنة درجات

- ‌16 - باب موضع قدم أو سوط من الجنة خير من الدنيا وما فيها

- ‌17 - باب ما جاء في مناديل الجنة

- ‌18 - باب ما جاء في ثمار الجنة

- ‌19 - باب ذكر أول طعام يأكله أهل الجنة

- ‌20 - باب ما جاء في طير الجنة

- ‌21 - باب ما جاء في أنهار الجنة

- ‌22 - باب ما في الدنيا من أنهار الجنة

- ‌23 - باب سماع الصوت الحسن في الجنة

- ‌24 - باب سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال

- ‌25 - باب ما جاء في حلية أهل الجنة

- ‌26 - باب في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر

- ‌جموع ما جاء في صفة أهل الجنة

- ‌1 - باب لا يدخل الجنة أحد إلا بفضل من اللَّه ورحمته سبحانه

- ‌2 - باب النبي صلى الله عليه وسلم أول من يقرع باب الجنة

- ‌3 - باب أن الأمة المحمدية أول من يدخل الجنة

- ‌4 - باب الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة

- ‌5 - باب أن اللَّه حرم الجنة على الكافرين

- ‌6 - باب من أحبّ اللَّه ورسوله يكون معه في الجنة

- ‌7 - باب من شهد بالتوحيد ومات عليه دخل الجنة

- ‌8 - باب من استجاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأطاعه دخل الجنة

- ‌9 - باب من ضمن ما بين لحييه ورجليه فله الجنة

- ‌10 - باب من أنفق زوجين ابتدرته حجبة الجنة

- ‌11 - باب من قبض اللَّه صفيه فاحتسب فله الجنة

- ‌12 - باب يدخل الجنة قوم في السلاسل

- ‌13 - باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير

- ‌14 - باب يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء

- ‌15 - باب انتزاع الغل من صدور أهل الجنة قبل الدخول فيها

- ‌16 - باب سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب

- ‌17 - باب يدخل من أمة محمد سبعون ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا

- ‌18 - باب في عدد أهل الجنة من هذه الأمة

- ‌19 - باب أقل ساكني الجنة النساء

- ‌20 - باب أهل الجنة الذين يقال لهم: الجهنميون

- ‌21 - باب ما جاء أن أرواح المؤمنين من الشهداء وغيرهم كالطير تعلق في شجر الجنة

- ‌22 - باب أهل الجنة أهدى بمنازلهم في الجنة من منازلهم كانت لهم في الدنيا

- ‌23 - باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها

- ‌24 - باب ما جاء في قهرمان أهل الجنة

- ‌25 - باب دخول أهل الجنةِ الجنةَ على صورة آدم عليه السلام، وطولُه ستون ذراعًا

- ‌26 - باب أن أهل الجنة جرد مرد كحل

- ‌27 - باب أطفال المؤمنين يكمل خلقهم عند دخولهم الجنة أبناء ثلاث وثلاثين سنة على خلق آدم ستون ذراعا

- ‌28 - باب أهل الجنة لا يمرضون ولا يهرمون ولا يموتون

- ‌29 - باب أهل الجنة يأكلون ويشربون، ولكن لا يبولون ولا يتغوطون

- ‌30 - باب أهل الجنة لا ينامون

- ‌(3215).31 -باب ما جاء في صفة نساء أهل الجنة

- ‌32 - باب ما جاء في جماع أهل الجنة

- ‌33 - باب ما جاء في الحمل والولادة في الجنة

- ‌34 - باب من أهل الجنة من يرغب في الزراعة

- ‌35 - باب أهل الجنة يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس

- ‌36 - باب لا يسخط اللَّه على أهل الجنة أبدا

- ‌جموع ما جاء في صفة النار

- ‌1 - باب الوقاية من النار

- ‌2 - باب أن جهنم لها سبعون ألف زمام

- ‌3 - باب ما جاء في سعة جهنم

- ‌4 - باب خازن النار يوقد النار

- ‌5 - باب ما جاء في بعد قعر جهنم

- ‌6 - باب تخرج عنق من النار يوم القيامة تتكلم

- ‌7 - باب ما جاء في شدة نار جهنم

- ‌8 - باب أن الداخلين في جهنم تصيبهم النار حسب ذنوبهم

- ‌9 - باب ما جاء في شكوى النار إلى ربها من شدة حرّها وبردها

- ‌10 - باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم

- ‌جموع ما جاء في صفة أهل النار

- ‌1 - باب تحريم اللَّه النار على من قال: لا إله إلا اللَّه يبتغي به وجه اللَّه

- ‌2 - باب يخرج من النار من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان

- ‌3 - باب من يخرَج من النار يحسن الظن باللَّه أن لا يعيده فيها

- ‌4 - باب أهون أهل النار عذابا

- ‌5 - باب تخفيف العذاب لأبي طالب بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب تمني أهل النار الفداء بكل ما في الأرض والخروج من النار

- ‌7 - باب تنوع العذاب في النار حسب الجرائم

- ‌8 - باب ما جاء في عظم أهل النار وغلظ أجسامهم حسب أعمالهم وجرائمهم في الدنيا

- ‌9 - باب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن عامر الخزاعي في النار وهو أول من سيّب السوائب

- ‌10 - باب إن المنافقين في النار

- ‌11 - باب ذهاب المرتدين إلى النار

- ‌12 - باب أن امرأة دخلت النار في هرة

- ‌13 - باب أكثر أهل النار النساء

- ‌14 - باب ما جاء في فكاك المسلم من الكفار

- ‌جموع ما جاء في صفة الجنة والنار معًا

- ‌1 - باب ما جاء في شدة عقوبة اللَّه وسعة رحمته

- ‌2 - باب حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات

- ‌3 - باب تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار في شهر رمضان

- ‌4 - باب أهل الجنة يرون مقاعدهم من النار لو أساؤوا، وأهل النار يرون مقاعدهم من الجنة لو أحسنوا

- ‌5 - باب صبغ أنعم أهل الدنيا من أهل النار في النار، وصبغ أشد الناس بؤسا من أهل الجنة في الجنة

- ‌6 - باب قرب الجنة والنار من العبد

- ‌7 - باب عرض الجنة والنار على النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيته ما فيها من الخير والشر

- ‌8 - باب ما جاء في سعة الجنة والنار

- ‌9 - باب خلود الجنة والنار

- ‌جموع ما جاء في صفة أهل الجنة وأهل النار معًا

- ‌1 - باب من مات لا يشرك باللَّه شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك باللَّه شيئًا دخل النار

- ‌2 - باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء

- ‌3 - باب يدخل الضعفاء الجنة والجبارون النار

- ‌4 - باب في صفة العدل للَّه تعالى يوم القيامة

الفصل: ‌2 - باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

وقد روي نحوه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عند أحمد (7040)، وفي إسناده ضعف، ورُويَ أيضًا من حديث أبي هريرة عند ابن حبان (6833)، وفي إسناده من لا يعرف حاله، وأعلّه الدارقطني.

وأسوق تفصيل هذه الآيات العشر الكبرى على الترتيب الذي جاء في حديث حذيفة بن أسيد الغفاري لأنه وقع خلاف بين أهل العلم في ترتيب وقوع بعضها، والترجيحُ بين هذه الأقوال عسِرٌ إلا أنه لا خلاف أن طلوع الشمس من مغربها يكون آخرها.

‌1 - باب الآية الأولى: وهي الدخان

• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بادروا بالأعمال سِتًّا: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم".

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2947: 129) من طريق قتادة، عن الحسن، عن زياد بن رياح، عن أبي هريرة، فذكره.

‌2 - باب الآية الثانية: وهي خروج الدجال وما جاء في صفته وفتنته

• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "ما من نبي إلا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور ومكتوب بين عينيه: ك ف ر".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (7131)، ومسلم في الفتن (2933) كلاهما من طريق شعبة، عن قتادة، قال: سمعت أنس بن مالك قال: فذكره.

• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر، ثم تهجاها ك ف ر، يقرؤه كل مسلم".

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشرأط الساعة (2933: 103) عن زهير بن حرب، حدّثنا عفان، حدّثنا عبد الوارث، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك قال: فذكره.

• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبيٌّ قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول: إنها الجنة، هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأنبياء (3338)، ومسلم في الفتن (2936) كلاهما من طريق شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: سمعت أبا هريرة، فذكره.

• عن حميد بن هلال، عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا: كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما

ص: 386

كانوا بأحضر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مني، ولا أعلم بحديثه مني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال".

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2946) عن زهير بن حرب، حدّثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي، حدّثنا عبد العزيز (يعني ابن المختار)، حدّثنا أيوب، عن حميد بن هلال، فذكره.

قوله: "خلق أكبر من الدجال" أي أكبر فتنة، وأعظم شوكة.

• عن أم شريك: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليفرن الناس من الدجال في الجبال" قالت أم شريك: يا رسول اللَّه! فأين العرب يومئذ؟ قال: "هم قليل".

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2945) عن هارون بن عبد اللَّه، حدّثنا حجاج ابن محمد، قال: قال ابن جريج: حدثني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: أخبرتني أم شريك، فذكرته.

• عن عقبة بن عمرو أبىِ مسعود الأنصاري قال: قلت لحذيفة بن اليمان: حدِّثْني ما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الدجال قال: "إن الدجال يخرج، وإن معه ماءًا ونارًا، فأما الذي يراه الناسُ ماءًا، فنارٌ تحرق، وأما الذي يراه الناس نارًا، فماءٌ باردٌ عذبٌ، فمن أدرك ذلك منكم فليقعْ في الذي يراه نارًا، فإنه ماءٌ عذبٌ طيّبٌ". فقال عقبة: وأنا قد سمعته تصديقا لحذيفة.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأنبياء (3450)، ومسلم في الفتن (2934 - 2935) كلاهما من طريق عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حِراش، فذكره.

وعقبة بن عمرو الأنصاري هو المعروف بأبي مسعود البدري.

• عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان: أحدهما رأى العين، ماء أبيض، والآخر رأى العين، نار تأجّج، فإما أدركَنَّ أحد، فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض، ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه، فإنه ماء بارد، وإن الدجال ممسوح العين، عليها ظفرة غليظة، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب".

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2934: 105) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: فذكره.

• عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدجال أعور العين اليسرى، جُفال الشعر، معه جنةٌ ونارٌ، فنارُه جنةٌ، وجنته نارٌ".

ص: 387

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2934) من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة قال: فذكره.

قوله: "جفال الشعر" أي كثير الشعر.

• عن حذيفة قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الدجال، فقال:"لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال، إنها ليستْ من فتنة صغيرة، ولا كبيرة إلا تضع لفتنة الدجال، فمن نجا من فتنة ما قبلها، نجا منها، وإنه لا يضر مسلما، مكتوب بين عينيه: كافر مهجاة: ك ف ر".

حسن: رواه البزار (2807)، وصحّحه ابن حبان (6807) واللفظ له، كلاهما عن أبي كريب قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق ابن شهاب، عن حذيفة، فذكره.

وإسناده حسن من أجل أبي بكر بن عياش فإنه حسن الحديث، وتابعه حفص بن غياث إلا أن روايته مختصرة، فقد روى الطبراني في الكبير (3/ 185) عن عمر بن حفص بن غياث، حدثني أبي، حدّثنا الأعمش به. ولفظه:"وذكر الدجال مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مسلم". وإسناده صحيح.

• عن عبد اللَّه بن عمر قال: قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال:"إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلّموا أنه أعور، وأن اللَّه تبارك وتعالى ليس بأعور".

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (3057)، ومسلم في الفتن (2931: 169) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره في سياق قصة ابن صياد الطويلة، وهي مذكورة في بابها.

• عن عبد اللَّه بن عمر، ذكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومًا بين ظهراني الناس المسيحَ الدجّال، فقال:"إن اللَّه تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا إن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية"، قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أراني الليلة في المنام عند الكعبة، فإذا رجل آدم كأحسن ما ترى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر، يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين، وهو بينهما يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح ابن مريم، ورأيت وراءه رجلا جعدًا قططًا أعور عين اليمنى كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت من هذا؟ قالوا: هذا المسيح الدجال".

ص: 388

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3439، 3440)، ومسلم في الإيمان (169: 274) كلاهما من حديث أنس بن عياض أبي ضمرة، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري قريب منه.

قوله: "أعور عين اليمنى" هكذا جاء في حديث ابن عمر في الصحيحين وهو الأرجح من الأحاديث التي ذُكِرَ فيها أنه: "أعور عين اليسرى".

وذهب القاضي عياض أن كِلْتَيْ عيني الدجال مَعِيبةٌ عوراءُ، إحداهما بذهابها، والأخرى بعيبها، واستحسنه النووي، ويؤيّد هذا المعنى ما جاء في حديث سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند الإمام أحمد.

• عن عبد اللَّه بن عمر قال: لا، واللَّه، ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر، ولكن قال:"بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماءًا -أو يهراق رأسه ماءًا- فقلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأن عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا الدجال، وأقرب الناس به شبها ابن قطن".

قال الزهري: رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3441)، ومسلم في الإيمان (171) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، عن أبيه، فذكره. واللفظ للبخاري.

قول الزهري: "رجل من خزاعة" قال الحافظ: هو عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائد بن مالك بن المصطلق، وأمه هالة بنت خويلد، أفاده الدمياطي.

إنكار ابن عمر لوصف عيسى بأنه أحمر كما في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم والإسراء وفي أخبار الأنبياء من حديث أبي هريرة، مبني على أن هذا الوصف وُصِف به الدجال، وإن بعض الرواة أخطأوا في وصف عيسى بأنه أحمر، ولكن الجمع بين الروايتين الصحيحتين بأنه وُصِفَ عيسى بـ "آدم" وهو من الأدمة، وهو لون فوق السمرة دون السحمة أي السواد، وكان الأدمة يسيرُ سوادٍ يضرب إلى الحمرة، وهو غالب ألوان العرب، وبهذا يجتمع ما في الروايتين. أفاده القرطبي.

قلت: "آدم" هو لون البر، وهو يميل إلى الحمرة أكثر من ميله إلى السواد، وهو لون أهل فلسطين، فوصفه بالأحمر لا يناقض وصف الدجال به؛ لأنه يكون أحمر أيضًا، ولكن له علامات أخرى تجعله تختلف عن عيسى ابن مريم وغيره من الأنبياء.

وقوله: "يطوف بالبيت" لا يمنع دخوله في مكة في الزمن الماضي، وإنما الذي يمنع من دخوله مكة والمدينة عند خروجه قبل قيام الساعة، كما أن نزول عيسى ابن مريم لا يكون إلا قبل قيام الساعة، ومع ذلك أراه اللَّه سبحانه وتعالى، وذلك ليكون ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء الآخرون حق

ص: 389

اليقين ولا يرتابون فيه.

وفي الباب عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ينزل الدجال في هذه السبخة بمرِّ قناة، فيكون أكثر من يخرج إليه النساء، حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه، وإلى أمه، وابنته، وأخته، وعمته، فيوثّقها رباطا مخافة أن تخرج إليه، ثم يسلط اللَّه المسلمين عليه، فيقتلونه، ويقتلون شيعته، حتى إن اليهودي ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجرة للمسلم: هذا يهودي تحتي فاقتله".

رواه أحمد (5353)، والطبراني في الكبير (12/ 307) كلاهما من طريق محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.

وفيه محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن. وفي بعض ألفاظه غرابة.

• عن الفلتان بن عاصم، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأريت مسيح الضلالة، فرأيت رجلين يتلاحيان فحجزت بينهما، فأنسيتها فاطلبوها في العشر الأواخر وترًا، فأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر كأنه عبد العزى بن قطن".

حسن: رواه البزار (3698) واللفظ له، وابن أبي شيبة في المصنف (8776، 38613)، والطبراني في الكبير (18/ 334 - 335) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله الفلتان بن عاصم، فذكره.

وإسناده حسن من أجل عاصم بن كليب وأبيه فإنهما حسنا الحديث.

وعبد العزى بن قطن رجل من خزاعة هلك في الجاهلية.

• عن المغيرة بن شعبة قال: ما سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحد عن الدجال أكثر مما سألته عنه فقال لي: "أي بني وما ينصبك منه؟ إنه لن يضرك" قال: قلت: إنهم يزعمون أن معه أنهار الماء وجبال الخبز قال: "هو أهون على اللَّه من ذلك"

متفق عليه. رواه البخاريّ في الفتن (7122)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2939) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، حدثني قيس بن أبي حازم قال: قال لي المغيرة بن شعبة، فذكره.

وفي رواية أخرى عند مسلم من وجه آخر: "ومعه جبال من خبز ولحم. . . ".

• عن ابن شهاب قال: أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال يوم حذر الناس الدجالَ: "إنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عمله، أو يقرؤه كل مؤمن". وقال: "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت".

ص: 390

صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2930) عن حرملة بن يحيى، أخبرني ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب بإسناده في آخر حديث طويل في قصة ابن صيّاد.

• عن عبادة بن الصامت أنه حدثهم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنى قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا: إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين، ليس بناتئة ولا جحراء، فإن ألبس عليكم، فاعلموا أن ربكم ليس بأعور".

حسن: رواه أبو داود (4320) عن حيوة بن شريح، حدّثنا بقية، حدثنى بحير، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبي أمية، عن عبادة بن الصامت، فذكره.

وبقية مدلس وقد صرّح بالتحديث، ومن طريقه رواه أحمد (22864)، وابنه عبد اللَّه عن أبيه في السنة (1007)، وسعيد الدارمي في الرد على الجهمية (182)، والبزار (2681)، وزادوا في الحديث:"وأنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا".

انظر: باب رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.

• عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنه لم يكن نبي إلا وصف الدجال لأمته، ولأصفنّه صفة لم يصفْها أحدٌ كان قبلي، إنه أعور، وإن اللَّه عز وجل ليس بأعور".

حسن: رواه أحمد (1526)، والبزار (1180)، وأبو يعلى (725) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه، عن جده، فذكره. إلا أن البزار زاد بين محمد بن إسحاق وداود بن عامر "يزيد بن أبي حبيب" كما زاد في المتن "العين اليمنى".

وفي الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلس، وقد عنعن، وبه أعله الهيثمي في المجمع (7/ 337).

قلت: الأصل فيه أنه لا يقبل حتى يصرح، ولكن لا بأس من قبول عنعنته هذه لكثرة شواهده.

• عن النَّوّاس بن سَمْعَان، قال: ذكر رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم الدّجال ذات غداة فخفّض فيه ورفع حتّى ظننّاه في طائفة النّخل، فلمّا رُحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال:"ما شأنُكم؟ ". قلنا: يا رسول اللَّه، ذكرتَ الدّجال غداة فخفضتَ فيه ورفعت حتى ظنّناه في طائفة النّخل، فقال: "غير الدّجال أَخْوفُني عليكم إنْ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإنْ يخرج ولستُ فيكم فامرؤ حجيج نفسِه، واللَّهُ خليفتي على كلِّ مسلم؛ إنّه شابٌ قَطَطٌ، عينُه طافِئة كأنّي أشبهُهُ بعبد العُزّى بن قَطَن، فمن أدركه منكم فليقرأْ عليه فواتِحَ سُورةِ الكَهْفِ، إنّه خارج خلّة بين الشّام والعراق فعاث يمينًا وعاث شمالًا، يا

ص: 391

عباد اللَّه فاثْبُتُوا". قلنا: يا رسول اللَّه وما لَبْثُه في الأرض؟ قال: "أربعون يومًا يوم كسنة، ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم". قلنا: يا رسولَ اللَّه فذلك اليوم الذي كسنة أتكفِينا فيه صلاةُ يومٍ؟ قال: "لا اقدُرُوا له قدْرَه". قلنا: يا رسول اللَّه وما إسراعه في الأرض؟ قال: "كالغيث استدبرته الرّيح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السّماءَ فتمطر والأرض فتنبت، فتروحُ عليهم سارحَتُهُمْ أطولَ ما كانتْ ذُرًا، وأَسْبغَهُ ضُرُوعًا، وأمدّهُ خَوَاصِرَ. ثم يأتي القومَ، فيدعوهم فيردّون عليه قولَه، فينصرف عنهم فيصبحون مُمْحِلِين ليس بأيديهم شيءٌ من أموالهم. ويَمرُّ بالخَرِبَة فيقول لها: أخْرجِي كنوزَك فتتبعه كنوزُها كيعاسيب النّحلِ، ثم يدْعُو رَجُلًا ممتلئا شبابًا فيضربه بالسّيف فيفطعه جزلَتَيْن رَمْيةَ الغَرَضِ. ثم يدعوه فيقبلُ ويتهلّلُ وجهُه يَضحَكُ، فبينما هو كذلك إذ بعث اللَّهُ المسيحَ ابنَ مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مَهْرُودَتَيْن واضعًا كَفَّيْه على أَجنحةِ مَلَكَيْن إذا طأطأَ رأْسَهُ قَطَر، وإذا رفعه تحدر منه جُمانٌ كاللُّؤْلُؤِ، فلا يَحل لكافرِ يجدُ ريحَ نفسه إلّا مات، ونَفَسُه ينتهي حيث ينتهي طرْفُه، فيطلُبُه حتى يُدْركَه بباب لُدٍّ، فَيَقْتُلَه. ثم يأتي عيسى ابنَ مريم قومٌ قد عصمهم اللَّه منه فَيَمْسحُ عن وُجُوههم ويُحدِّثهم بدرجَاتِهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى اللَّه إلى عيسى: إنّي قد أخرجتُ عبادًا لي، لا يَدَانِ لأحدٍ بقتالهم فحَرِّزْ عِبادي إلى الطُّور، ويبعثُ اللَّهُ يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمرُّ أَوائِلُهم على بُحيرةِ طَبَريَّةَ فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرُهم فيقولون: لقد كان بهذه مرّةً ماءٍ. ويُحصرُ نَبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه، حتى يكونَ رأسُ الثّور لأحدهم خيرًا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه فيرسل اللَّه عليهمُ النَّغَفَ في رقابِهم فيصبحون فَرْسَى كموت نفسٍ واحدةٍ، ثم يهبط نبي اللَّه عيسى وأصحابُه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلّا ملأه زَهَمُهُم ونَتْنُهم فيرغبُ نبيُّ اللَّه عيسى وأصحابُه إلى اللَّه، فيرسل اللَّه طيرًا كأعناقِ البُخْت فتحملهم فتطرحهم حيثُ شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يُكِنّ منه بيتُ مَدر ولا وَبر فيغسلُ الأرض حتى يترُكَها كالزّلَفَةِ ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتَك وردّي بركتَك، فيومئذ تَأْكُلُ العصابة من الرُّمانة، ويستظلون بقِحْفِها، ويبارك في الرّسْل حتى إنّ اللَّقْحَةَ من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث اللَّهُ ريحًا طيّبة فتأخذهم تحت

ص: 392

آباطهم فتقبض روح كلِّ مؤمن وكلِّ مسلم، ويبقى شرارُ الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم السّاعة".

صحيح: رواه مسلم في كتاب الفتن وأشراط السّاعة (2937) من طرق، منها: عن محمد بن مهران الرازي -واللفظ له- عن الوليد بن مسلم، حدّثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدّثني يحيى بن جابر الطّائيّ قاضي حمص، حدّثني عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نُفير الحضرمي، أنّه سمع النّواس بن سمعان الكلابي، فذكر الحديث.

ورواه عن علي بن حُجر السّعديّ، حدّثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم، قال ابن حُجر: دخل حديثُ أحدهما في حديث الآخر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، بهذا الإسناد نحو ما ذكرنا، وزاد بعد قوله:"لقد كان بهذه مرّة ماء": "ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هلمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنُشَّابهم إلى السّماء، فيردُّ اللَّه عليهم نُشَّابَهم مخضوبة دمًا".

والنواس بن سمعان من ربيعة الكلابي، إن أباه سمعان بن خالد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وزوّجه أخته، فلما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تعوّذتْ منه فتركها وهي الكلابية.

قوله: "قطط" بفتحتين: شديد جعودة الشّعر، بعيد عن الجعودة المحبوبة.

و"طافئة" بالهمزة لا ضوء فيها، ورويتْ بغير الهمزة ومعناها: بارزة - أي مرتفعة عن محلّها.

و"خلة" أي يخرج من خلّة بين الشّام والعراق.

و"عاث" من العيث، وهو الفساد، أو الإسراع فيه.

و"يا عباد اللَّه اثبتوا" أي على الإسلام، هذا من كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم يحذّرهم من الفتنة، ويأمرهم بالثّبات على الإسلام.

و"سارحتُهم" ماشيتُهم.

و"ذُرًا" بضم الذّال، جمع ذروة، وهي أعلى سنام البعير، وهو كناية عن السّمن.

و"وأمدّه خواصر" جمع خاصرة، وهو كناية عن الشِّبع.

و"جزلتين" أي قطعتين.

و"رمية الغرض" بالفتحتين - وهو الهدف، أي أن بُعد ما بين القطعتين يكون بقدر رمية السّهم إلى الهدف.

و"بين مهرودتين" أي بين ثوبين شبيهين بالمصبوغ بالهرد، والهرد عرق معروف، وقيل: هو الثوب المصبوغ بالورس والزعفران، والمراد منه إظهار جماله في الملبس، فقوله:"إذا خفض رأسه قطر منه الماء. . . ". كله كناية عن حسن سيّدنا عيسى عليه السلام، فهو جميل في خلقته، وجميل في ملبسه، لا كما يصوّره النّصارى الدروشة رديء الثياب، وأحيانًا مغطيًا السّوأتين فقط! .

ص: 393

و"عند باب لُدٍّ" بضم اللّام، وتشديد الدال، اسم جبل أو قرية بفلسطين، والآن مدينة قريبة من بيت المقدس.

و"لا يدان" أي لا قوّة ولا قدرة.

و"نَغَفًا" بالفتحتين - دود يكون في أنوف الإبل والغنم.

و"لا يكنّ" أي لا يمنع من نزول الماء بيت المدر، والمدر هو: الطين الصلب.

و"الزّلَفَة" هي مصانع الماء، وقيل: المرآة، وروي بالقاف كناية عن النّظافة.

و"الرِّسْل" بكسر الرّاء وسكون اللام - اللَّبن.

و"اللّقحة" بفتح اللام وكسرها - النّاقة القريبة العهد بالولادة.

و"الفئام" بالهمزة ككتاب: الجماعة الكثيرة.

و"الفخذ" هو دون البطن، والبطن دون القبيلة.

و"يتهارجون" أي يجامع الرجال النساء بحضرة الناس كما يفعل الحمير، والهرْج -بإسكان الراء-: الجماع، وفيه إشارة إلى شيوع الفساد والفواحش، وقد ثبت في الصحيح:"لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".

وقوله: "عند المنارة البيضاء شرقي دمشق". وفي رواية: "ينزل عيسى ببيت المقدس". وفي رواية: "بالأردن". والأول أصحّ.

وقوله: "يكون رأس الثور لأحدهم. . . " إشارة إلى فقرهم، وفاقتهم لنفاد مؤنهم، وهم محاصرون بيأجوج ومأجوج.

وأما ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا، لا تكن منه بيوت المدر، ولا تكن منه إلا بيوت الشعر" ففي متنه نكارة.

رواه أحمد (7564)، وصحّحه ابن حبان (6770) كلاهما من طرق عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.

وظاهر إسناده الصحة، ولكنه مخالف لحديث النواس بن سمعان في قصة يأجوج ومأجوج:"ثم يرسل اللَّه عليهم مطرًا، لا يكنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة".

• عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال في خفقةٍ من الدين، وإدبارٍ من العلم، فله أربعون ليلة يسيحها في الأرض اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه، وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربكم وهو أعور، وإن ربكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر -ك ف ر مهجاة- يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير

ص: 394

كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة، حرمهما اللَّه عليه، وقامت الملائكة بأبوابها، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من تبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه: نهر يقول الجنة، ونهر يقول النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهو النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهو الجنة، قال: ويبعث اللَّه معه شياطين، تكلم الناس، ومعه فتنة عظيمة، يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، لا يسلط على غيرها من الناس، ويقول: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب عز وجل".

قال: "فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام، فيأتيهم، فيحاصرهم فيشتد حصارهم، ويجهدهم جهدًا شديدًا، ثم ينزل عيسى ابن مريم فينادي من السحر، فيقول: يا أيها الناس ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجل جني فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدَّمْ يا روح اللَّه، فيقول: ليتقدَّمْ إمامكم، فليصلِّ بكم، فإذا صلى صلاة الصبح، خرجوا إليه، قال: فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله، حتى إن الشجرة والحجر ينادي: يا روح اللَّه، هذا يهودي، فلا يترك -ممن كان يتبعه- أحدا إلا قتله".

حسن: رواه أحمد (14954) عن محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

وصحّحه ابن خزيمة وأخرجه في كتاب التوحيد (55)، والحاكم (4/ 530) كلاهما من طريق إبراهيم بن طهمان، بإسناده قطعة من الحديث.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد". وإسناده حسن من أجل أبي الزبير.

• عن جابر بن عبد اللَّه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدجال أعور وهو أشد الكذابين".

حسن: رواه أحمد (14569) عن روح، حدّثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: فذكره.

وإسناده حسن من أجل أبي الزبير -وهو محمد بن مسلم- فإنه حسن الحديث.

• عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر خطبته حديثا عن الدجال، وحذرناه، فكان من قوله أن قال: "إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ اللَّه ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن اللَّه لم يبعث نبيًّا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر

ص: 395

الأنبياء، وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، وإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل امريء حجيج نفسه، واللَّه خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق، فيعيث شمالا، يا عباد اللَّه فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي، إنه يبدؤ فيقول أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة ونارًا، فناره جنة، وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث باللَّه وليقرأ فواتح الكهف، فتكون عليه بردًا وسلامًا، كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أدن يقول الأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك، وأتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه، فيقولان: يا بني اتبعه، فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلّط على نفس واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار حتى يلقى شقتين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه الآن، ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه اللَّه، ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي اللَّه وأنت عدو اللَّه، أنت الدجال، واللَّه ما كنت بعد أشد بصيرة بك مني اليوم".

قال: "وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه، وأمده خواصر وأدره ضروعا، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه، إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتةً، حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص"

فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول اللَّه فأين العرب يومئذ؟ قال: "هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح، فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح، فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسى يصلى بالناس، فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له تقدم فصلِّ، فإنها لك أقيمت، فيصلّي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب،

ص: 396

فيفتح ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربًا، ويقول عيسى عليه السلام إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، فيهزم اللَّه اليهود، فلا يبقى شيء مما خلق اللَّه يتوارى به يهودي إلا أنطق اللَّه ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة (إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق) إلا قال يا عبد اللَّه المسلم هذا يهودي، فتعال اقتله".

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة، فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي" فقيل له: يا رسول اللَّه كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: "تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في الأيام الطوال ثم صلوا" قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فيكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكما عدلا وإمامًا مقسطا، يدق الصليب الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد فلا تضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا اللَّه، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها. وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فيشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، وتكون الفرس بالدريهمان" قالوا: يا رسول اللَّه وما يرخص الفرس؟ قال: "لا يركب لحرب أبدًا" قيل له: فما يغلي الثور؟ قال: "تحرث الأرض كلها. وأن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر اللَّه السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر اللَّه السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء"، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: "التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام"

حسن: رواه ابن ماجه (4077) عن علي بن محمد، قال: حدّثنا عبد الرحمن المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافع، عن أبي زرعة السيبانيّ يحيى بن أبي عمرو، عن أبي أمامة الباهليّ، فذكر

ص: 397

الحديث بطوله.

هكذا في نسخة ابن ماجه: "يحيى بن أبي عمرو، عن أبي أمامة". وقد سقط بينهما "عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ" كما بيّن ذلك المزّي وغيره.

وكذلك رواه نعيم بن حماد في كتاب "الفتن"(1330) إلّا أنه اختصره.

وفيه إسماعيل بن رافع الأنصاريّ المدنيّ، أبو رافع أهل العلم متفقون على تضعيفه حتى قال ابن حبان:"كان رجلًا صالحًا إلّا أنّه يقلّب الأخبار حتّى صار الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمّد لها". "المجروحين"(42).

ولكن تابعه ضمرة بن ربيعة، عن السّيبانيّ، ومن طريقه رواه تمام في فوائده (1731)، والروياني في مسنده (1239)، وأبو داود (4322) ولم يسق لفظ الحديث، وإنّما أحال على حديث النّواس بن سمعان.

وكما تابعه أيضًا عطاء الخراسانيّ عن السيبانيّ.

ومن طريقه رواه الحاكم (4/ 536 - 537) وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه السياقة".

قلت: وهو ليس على شرط مسلم، فإنّ عمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ الحمصي لم يخرِّج له مسلمٌ شيئًا، وإنّما أخرج له أبو داود، وابن ماجه فقط.

وعمرو بن عبد اللَّه الحضرميّ هذا وثّقه العجليّ، فقال:"شاميٌّ تابعيٌّ ثقة". وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 179) وقال في مشاهير علماء الأمصار: "كان متقنا"، وقال يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/ 437):"شاميٌّ ثقة".

قوله: "إن أيامه أربعون سنة" السنة نصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، هذا خطأ، والصواب أنه يمكث أربعين يوما يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهر، ويوم كجمعةٍ، وسائر أيامه كأيامكم كما ثبت في الصحيح.

• عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بيتي فذكر الدجال، فقال: "إن بين يديه ثلاث سنين، سنة تمسك السماء ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها، والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها، والأرض ثلثي نباتها، والثالثة تمسك السماء قطرها كله، والأرض نباتها كله، فلا تبقى ذات ظلف، ولا ذات ضرس من البهائم إلا هلكت، وإن من أشدّ الناس فتنة أنه يأتي الأعرابي فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلا ألست تعلم أنني ربك؟ قال فيقول: بلى، فيتمثل له الشيطان نحو إبله كأحسن ما تكون ضروعا وأعظمه أسنمة قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأحييت لك أخاك أليس تعلم أني ربك؟ فيقول:

ص: 398

بلى فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو أخيه قالت: ثم خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لحاجة له ثم رجع قالت: والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم به قالت فأخذ بلحمتي الباب، وقال مهيم أسماء قالت: قلت: يا رسول اللَّه لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال: "إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه، وإلا فإن ربي خليفتي من بعدي على كل مؤمن" قالت أسماء فقلت: يا رسول اللَّه، واللَّه إنا لنعجن عجينتنا فما نخبزها حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال:"يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس".

وزاد في رواية: "فمن حضر مجلسي وسمع قولي: فليبلغ الشاهد منكم الغائب، واعلموا أن اللَّه عز وجل صحيح ليس بأعور، وأن الدجال أعور ممسوح العين، بين عينيه مكتوب كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتبٍ وغير كاتبٍ".

حسن: رواه عبد الرزاق (20821) -وعنه أحمد (27579) - عن معمر، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: فذكرته.

والزيادة المذكورة رواها أحمد (27580) من طريق عبد الحميد (هو ابن بهرام)، عن شهر به.

وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يأت بما ينكر عليه.

قوله: "فإن ربي خليفتي من بعدي" أي ربي محافظٌ لكم من الدجال وشرّه، والخليفة هنا بمعنى المحافظ، وكذا في دعاء السفر "والخليفة في الأهل". أي أن اللَّه هو المحافظ في الأهل.

• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الدجال:"أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة، أشبه الناس بعبد العزى بن قطن، فإما هَلَكَ الهُلّكُ، فإنّ ربّكم تعالى ليس بأعور".

صحيح: رواه أحمد (2148)، وابن خزيمة في التوحيد (54)، وابن حبان (6796) كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.

قال شعبة: فحدّثتُ به قتادة فحدثني بنحو من هذا، ولم يذكر ابن حبان قول شعبة المذكور.

وإسناده صحيح، وسماك بن حرب وإنْ كان في روايته عن عكرمة اضطراب لكن رواية شعبة عنه مستقيمة، وقد تابع سماكا عليه قتادة كما ذكر شعبة.

قوله: "هجان أزهر" أي أبيض مستنير.

وقوله: "أصلَة" -بفتحات- الأفعى، والعرب تشبه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية.

• عن أبي بكرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الدجال أعور بعين الشمال، بين عينيه مكتوب: كافر يقرؤه الأمي والكاتب".

ص: 399

حسن: رواه أحمد (20401) عن يحيى بن سعيد، عن عيينة، قال: حدّثني أبي، عن أبي بكرة، فذكره.

وإسناده حسن من أجل عيينة -وهو ابن عبد الرحمن بن جوشن- فإنه حسن الحديث.

• عن سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: خطبنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلّا قد حذَّر الدّجال أمَّتَه، وهو أعوَرُ عينه اليسرى، بعينه اليُمْنى ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، مكتوبٌ بين عينيه كافرٌ، يخرج معه واديان: أحدهما جَنّة، والآخرُ نارٌ، فناره جَنّة وجنَّتُه نار، معه ملكان من الملائكة يُشبهان نبيّين من الأنبياء، لو شئتُ سمّيتُهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحدٌ منهما عن يمينه، والآخر عن شماله وذلك فتنةٌ، فيقول الدّجالُ: ألستُ بربِّكم؟ ألستُ أحيي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبتَ، ما يسمعه أحدٌ من الناس إلّا صاحبُه فيقول له: صدقتَ فيسمعه الناس فيظنّون إنما يصدِّق الدجال وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول: هذه قريةُ ذلك الرجل، ثم يسير حتى يأتي الشّام فيهلكه اللَّه عز وجل عند عَقَبة أَفِيقٍ".

حسن: رواه أحمد (21929)، والطبرانيّ في الكبير (7/ 98)، كما رواه أيضًا كلٌّ من ابن أبي شيبة (15/ 137 - 138)، وأبو داود الطّيالسيّ في "مسنده"(1202)، وابن عدي في "الكامل"(2/ 846) كلّهم من حديث حشرج بن نُباتة، عن سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره.

وإسناده حسن من أجل الكلام في حشرج بن نباتة غير أنه حسن الحديث.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 340): "رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، وفي بعضهم كلام لا يضر.

انظر للمزيد من التخريج في نزول عيسى ابن مريم عليه السلام.

• عن عائشة، قالت: دخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال لي: "ما يبكيك؟ "، قلت: يا رسول اللَّه، ذكرت الدّجال فبكيت، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن يخرج الدّجال، وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي، فإنّ ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشّام مدينة بفلسطين بباب لُدّ".

وقال أبو داود مرّةً: "حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا".

حسن: رواه أحمد (24467) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ ابن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.

ص: 400

وصحّحه ابن حبان (6822) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى بن أبي كثير به نحوه، وفيه:"أربعين سنة أو قريبًا من أربعين سنة".

وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فإنه حسن الحديث.

وقوله: "قال أبو داود": أبو داود هو سليمان بن داود بن الجارود الطيالسيّ

والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

• عن أبي بكر الصديق قال: حدّثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان يتبعه أقوام كأنّ وجوههم المجان المطرقة".

حسن: رواه الترمذيّ (2237)، وابن ماجه (4072)، وأحمد (12)، والحاكم (4/ 527) كلهم من حديث روح بن عبادة، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي التياح، عن المغيرة بن سبيع، عن عمرو بن حريث، عن أبي بكر الصديق، فذكره.

وقال الترمذيّ: "وهذا حديث حسن غريب، وقد رواه عبد اللَّه بن شوذب عن أبي التياح، ولا نعرفه إلا من حديث أبي التياح".

وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".

قلت: إسناده حسن من أجل المغيرة بن سبيع، وثقه العجلي وابن حبان، ونقل البرقاني عن الدارقطني أنه قال: كوفي يحتج به، وسعيد بن أبي عروبة مختلط لكن رواية روح بن عباد كانت قبل الاختلاط وقد توبع كما قال الترمذيّ.

قوله: "يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خراسان" أي جهة المشرق من الجزيرة العربية، وقد جاء في حديث النواس بن سمعان عند مسلم (2937):"إنه خارج خلة بين الشام والعراق" وقوله: "خلّة" أي طريقا.

ولا منافاة بينهما فإنه يخرج من خراسان، ويدخل الحجاز عابرا بالعراق والشام لوجود كثرة الفتن فيها.

• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج الدجال من هاهنا، وأشار نحو المشرق".

حسن: رواه ابن حبان (6792) واللفظ له، والحاكم (4/ 528) كلاهما من طريق محمد بن سعيد بن سابق، حدّثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف (هو ابن طريف)، عن الشعبي، عن بلال بن أبي هريرة، عن أبيه قال: فذكره.

وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

قلت: في إسناده عمرو بن أبي قيس، وهو الرازي الأزرق حسن الحديث، وبلال بن أبي هريرة ترجم له ابن عساكر في تاريخه، وذكر أنه روى عنه غير واحد منهم الشعبي، وقد قال ابن معين:"إذا حدّث الشعبي عن رجل فسماه، فهو ثقة يحتج بحديثه"، وذكره ابن حبان في ثقاته.

ص: 401

• عن أبي قلابة قال: رأيت رجلا بالمدينة وقد أطاف الناس به، وهو يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فإذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فسمعته وهو يقول: إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ -ثلاث مرات- وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: لستَ ربنا، لكن ربنا اللَّه، عليه توكلنا، وإليه أنبنا، نعوذ باللَّه من شرِّكَ، لم يكن له عليه سلطان.

صحيح: رواه أحمد (23159، 23487) من طرق عن أيوب (هو السختياني)، عن أبي قلابة، فذكره. وإسناده صحيح.

وقوله: "حبك" أي شعر رأسه متكسر من الجعودة. قاله ابن الأثير.

• عن أبي بن كعب أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال، فقال:"إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء، وتعوذوا باللَّه تبارك وتعالى من عذاب القبر".

صحيح: رواه أحمد (21145 - 21147) واللفظ له، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 78 - 79)، وصحّحه ابن حبان (6795) كلهم من طرق عن شعبة، عن حبيب بن الزبير قال: سمعت عبد اللَّه بن أبي الهذيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد اللَّه بن خباب، عن أبي بن كعب، فذكره.

وإسناده صحيح، وعبد اللَّه بن خباب هو: ابن الأرت المدني.

• عن أبي الطفيل قال: كنت بالكوفة فقيل: خرج الدجال قال: فأتينا على حذيفة ابن أسيد وهو يحدث فقلت: هذا الدجال قد خرج فقال: اجلس فجلست فأتى علي العريف فقال: هذا الدجال قد خرج وأهل الكوفة يطاعنونه قال: اجلس. . فجلست فنودي أنها كذبة صباغ، قال: فقلنا: يا أبا سريحة ما أجلستنا إلا لأمر فحدثنا، قال: إن الدجال لو خرج في زمانكم لرمته الصبيان بالخذف، ولكن الدجال يخرج في بغض من الناس، وخفة من الدين، وسوء ذات بين، فيرد كل منهل، فتطوى له الأرض طي فروة الكبش، حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها، ثم جبل إيلياء فيحاصر عصابة من المسلمين فيقول لهم الذين عليهم: ما تنظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا باللَّه أو يفتح لكم، فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون، ومعهم عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال، ويهزم أصحابه حتى إن الشجر والحجر والمدر يقول: يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله، قال: وفيه ثلاث علامات: هو أعور وربكم ليس بأعور، ومكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن أمي وكاتب، ولا يسخر له من المطايا إلا الحمار فهو رجس على رجس، ثم قال: إنا

ص: 402

لغير الدجال أخوف علي وعليكم، قال: فقلنا: ما هو يا أبا سريحة؟ قال: فتن كأنها قطع الليل المظلم قال: فقلنا: أي الناس فيها شر؟ قال: كل خطيب مصقع وكل راكب موضع قال فقلنا: أي الناس فيها خير؟ قال: كل غني خفي قال: فقلت: ما أنا بالغني ولا بالخفي قال: فكن كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب.

صحيح: رواه الحاكم (4/ 529 - 530) من طريق مسدد قال: حدّثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي، عن قتادة، عن أبي الطفيل قال: فذكره.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".

وهو كما قال، وجعله الذهبي على شرط الشيخين.

• عن سمرة بن جندب، أنّ نبيَّ اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول:"إنّ الدّجال خارج وهو أعور عين الشمال، عليها ظفرة غليظة، وإنه يبرئُ الأكْمه والأبْرص، ويحيى الموتى، ويقول للناس: أنا ربّكم، فمن قال: أنت ربي فقد فُتن، ومن قال: ربّي اللَّه حتى يموت فقد عُصم من فتنته، ولا فتنة بعده عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء اللَّه، ثم يجيء عيسى ابن مريم من قبل المغرب مصدّقًا بمحمّد وعلى ملّته، فيقتل الدّجال، ثم إنما هو قيام الساعة".

حسن: رواه أحمد (20151)، والطبراني في الكبير (6918، 6918) كلاهما من حديث روح ابن عبادة، ثنا سعيد بن أبي عرث بة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب، فذكره.

وإسناده حسن من أجل الكلام في الحسن -وهو الإمام البصري المعروف- وكان مدلسا، وقد اختلف في سماعه عن سمرة، والصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم أنه سمع منه مطلقا.

والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

وفي الباب عن ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة قال: شهدت يوما خطبة لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثا عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر اسودت حتى آضت كأنها تنومة، قال: فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فواللَّه ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في أمته حدثا.

قال: فدفعنا إلى المسجد، فإذا هو بارز قال: ووافقنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس، فاستقدم، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتا، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتا، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال زهير: حسبته، قال: فسلم، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، وشهد أنه عبد اللَّه

ص: 403

ورسوله، ثم قال: "أيها الناس أنشدكم باللَّه، إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي عز وجل لما أخبرتموني ذاك فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ذاك، قال: فقام رجال فقالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك، ثم سكتوا.

ثم قال: "أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وإنهم قد كذبوا، ولكنها آيات من آيات اللَّه تبارك وتعالى يعتبر بها عباده، فينظر من يحدث له منهم توبة. وايم اللَّه لقد رأيت منذ قصت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم، وإنه واللَّه لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة، وإنها متى يخرج -أو قال: متى ما يخرج- فإنه سوف يزعم أنه اللَّه فمن آمن به، وصدقه، واتبعه، لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله، وقال حسن الأشيب بسيئ من عمله سلف وإنه سيظهر أو قال: سوف يظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدًا، ثم يهلكه اللَّه تبارك وتعالى وجنوده حتى إن جذم الحائط أو قال أصل الحائط -وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة- لينادي أو قال يقول: يا مؤمن أو قال: يا مسلم، هذا يهودي أو قال: هذا كافر، تعال فاقتله قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرًا وحتى تزول جبال على مراتبها ثم على أثر ذلك القبض".

قال: ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث فما قدم كلمة ولا أخرها عن موضعها.

رواه أحمد (20178) واللفظ له، ورواه كل من أبي داود (1184)، والترمذي (562)، والنسائي (1484)، وابن ماجه (1264) مطولًا ومختصرًا، وصحّحه ابن خزيمة (1397)، وابن حبان (2852)، والحاكم (1/ 329 - 331) كلهم من حديث الأسود بن قيس، قال: حدّثني ثعلبة ابن عباد العبدي، فذكره.

قال الترمذيّ: "حسن صحيح". وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".

قلت: هذا من وهمه فإنه ليس على شرط أحدهما لأن ثعلبة بن عبّاد من رجال السنن فقط، ثم هو لم يوثّقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في ثقاته (4/ 98)، ولم يذكر من روى عنه سوى الأسود بن قيس فهو "مجهول".

وأما الحافظ فقال: "مقبول" لِذِكْرِ ابنِ حبان له في الثقات، أي إذا توبع وإلا فلين الحديث.

وفي الباب عن أبي الوداك قال: قال لي أبو سعيد: هل يقر الخوارج بالدجال فقلت: لا، فقال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إني خاتم ألف نبي، وأكثر ما بعث نبي يتبع إلا قد حذر أمته الدجال،

ص: 404