الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صور
• عن أبي طلحة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير".
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (5949)، ومسلم في اللباس والزينة (2106) كلاهما من طريق الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، عن أبي طلحة، فذكره.
• عن زيد بن خالد الجهني، عن أبي طلحة الأنصاري، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب، ولا تماثيل"
قال: فأتيت عائشة فقلت: إن هذا يخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل" فهل سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك؟ فقالت: لا، ولكن سأحدثكم ما رأيته فعل، رأيته خرج في غزاته، فأخذت نمطا فسترته على الباب، فلما قدم فرأى النمط، عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه أو قطعه، وقال:"إن اللَّه لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين" قالت: فقطعنا منه وسادتين، وحشوتهما ليفا، فلم يعب ذلك عليَّ.
صحيح: رواه مسلم في اللباس (2106: 87، 2107) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، مولى بني النجار، عن زيد بن خالد الجهني، فذكره.
قولها: "لا" فيه نفي عما حدث به أبو طلحة، فلعلها نسيت رضي الله عنها لأنها تروي مثل حديثه كما في الحديث الذي يليه.
• عن عائشة قالت: واعد رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام في ساعة يأتيه فيها، فجاءت تلك الساعة ولم يأته، وفي يده عصا، فألقاها من يده، وقال:"ما يخلف اللَّه وعده ولا رسله"، ثم التفت، فإذا جِرو كلب تحت سريره، فقال:"يا عائشة، متى دخل هذا الكلب ها هنا؟ " فقالت: واللَّه، ما دريت، فأمر به فأخرج، فجاء جبريل، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"واعدتني فجلست لك فلم تأت؟ "، فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة.
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2104) عن سويد بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، فذكرته.
• عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة صاحب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم-
قال: "إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصورة"
قال بسر: ثم اشتكى زيد، فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة، فقلت لعبيد اللَّه، ربيب ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ فقال عبيد اللَّه: ألم تسمعه حين قال: "إلا رقما في ثوب"
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (5958)، ومسلم في اللباس (2106: 86) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد، فذكره.
قوله: "إلا رقما في ثوب" أي الرقم في الثوب: ما كانت الصورة فيه من غير ذوات الأرواح مثل صورة الجبال والأشجار ونحوها.
• عن ميمونة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أصبح يوما واجما، فقالت ميمونة: يا رسول اللَّه، لقد استنكرت هيئتك منذ اليوم، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن جبريل كان وعدني أن يلقاني الليلة فلم يلقني، أم واللَّه ما أخلفني"، قال: فظل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومه ذلك على ذلك، ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط لنا، فأمر به فأخرج، ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه، فلما أمسى لقيه جبريل، فقال له:"قد كنت وعدتني أن تلقاني البارحة"، قال:"أجل، ولكنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة"، فأصبح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يومئذ فأمر بقتل الكلاب، حتى إنه يأمر بقتل كلب الحائط الصغير، ويترك كلب الحائط الكبير.
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2105) عن حرملة بن يحيى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن السباق، أن عبد اللَّه بن عباس، قال: أخبرتني ميمونة. فذكرته.
قوله: "الحائط" أي الحديقة من النخيل، سمي بذلك للتحويط عليه.
وقوله: "بقتل كلب الحائط الصغير" لأن صاحبه يحميه ويحرسه بخلاف الحائط الكبير.
• عن ابن عمر قال: وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريلُ، فراث عليه، حتى اشتد على النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلقيه، فشكا إليه ما وجد، فقال له: إنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب.
صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (5960) عن يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: حدثني عمر هو ابن محمد، عن سالم، عن أبيه، فذكره.
• عن رافع بن إسحاق مولى الشفاء قال: دخلت أنا وعبد اللَّه بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أبو سعيد: أخبرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو تصاوير"، شك إسحاق، لا يدري أيتهما قال أبو سعيد.
صحيح: رواه مالك في الاستئذان (6) عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، عن رافع بن إسحاق به، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه الترمذيّ (2805)، وأحمد (11858)، وصحّحه ابن حبان (5849) كلهم من طريق مالك به. وقال الترمذيّ:"حديث حسن صحيح".
وقال ابن عبد البر: "هذا أصح حديث في هذا الباب وأحسنه إسنادًا".
التمهيد (1/ 300).
• عن ابن عباس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم. فقال: "أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة، هذا إبراهيم مصور، فما له يستقسم؟ ".
صحيح: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3351) عن يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني عمرو أن بكيرًا حدثه عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس، فذكره.
قوله: "أما لهم فقد سمعوا" أي من تعليمات الأنبياء السابقين، فكيف اجترؤوا على وضع هذه الصور في الكعبة.
والاستقسام: طلب القسم، وكان استقسامهم بها أنهم كانوا إذا أراد أحدهم سفرًا أو تزويجًا أو نحو ذلك، ضرب بالقداح، وكانت قداحا على بعضها مكتوب: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، وعلى الآخر: غفل، فإن خرج:"أمرني ربي" مضى لشأنه، وإن خرج:"نهاني ربي" أمسك، وإن خرج الغفل عاد، فأجالها وضرب بها مرة أخرى، فمعنى الاستقسام: طلب ما قسم له بما لم يقسم. والأزلام: هي القداح والسهام التي كانوا يستقسمون بها.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير".
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2112) عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أتاني جبريل عليه السلام، فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فَمُرْ برأس التمثال الذي في البيت يقطع، فيصير كهيئة الشجرة، ومُرْ بالستر فليقطع، فليجعل منه وسادتين منبوذتين توطآن، ومُرْ بالكلب فليخرج"، ففعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإذا الكلب لحسن أو حسين كان تحت نضد لهم، فأمر به فأخرج.
حسن: رواه أبو داود (4158)، والترمذي (2806)، وأحمد (8045)، وصحّحه ابن حبان (5854) كلهم من حديث يونس بن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق فإنه حسن الحديث إلا أنه زاد فى القصة وجود التماثيل على الباب، وهذا مما لا يتابع عليه.
ورواه النسائي (5365) من حديث أبي إسحاق، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: استأذن جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ادخل" فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟ ، فإما أن تقطع رؤوسها، أو تجعل بساطا يوطأ فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه تصاوير. وإسناده صحيح.
قوله: "نضد" قال أبو داود: "النضد شيء توضع عليه الثياب شبه السرير".
• عن أسامة بن زيد قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعليه الكآبة، فسألته ما له؟ فقال:"لم يأتني جبريل منذ ثلاث". قال: فإذا جرو كلب بين بيوته، فأمر به، فقتل، فبدا له جبريل عليه السلام، فبهش إليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين رآه، فقال:"لم تأتني؟ " فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير.
حسن: رواه أحمد (21772)، والبزار (2590)، والطبراني في الكبير (1/ 125) كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن الحارث، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل الحارث وهو ابن عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب فإنه حسن الحديث.
وكريب هو ابن أبي مسلم الهاشمي مولاهم المدني مولى ابن عباس.
قوله: "فبهش" أي أسرع وأقبل إليه.
• عن علي بن أبي طالب قال: صنعت طعاما، فدعوتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فجاء، فرأى سترًا فيه تصاوير، فخرج، وقال:"إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تصاوير"
صحيح: رواه النسائي (5351) واللفظ له، وابن ماجه (3359) كلاهما من حديث هشام الدستوائي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن علي، فذكره.
وفي معناه ما روي عن أم سلمة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جلجل، ولا جرس، ولا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس"
رواه النسائي (5222) عن يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدّثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني سليمان بن بابيه، مولى آل نوفل، أن أم سلمة قالت: فذكرته.
وسليمان بن بابيه مجهول، لم يرو عنه سوى ابن جريج ولم يوثّقه غير ابن حبان.
وفي معناه ما روي أيضًا عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تصحب الملائكة ركبا معهم