الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إبراهيم-، كلاهما عن عبد اللَّه بن سالم (وهو الأشعري الحمصي)، عن الزبيدي -واسمه محمد بن الوليد-، قال: أخبرني الزهري، عن أبي سلمة وسعيد، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي التقي عبد الحميد بن إبراهيم، فإنه حسن الحديث ما لم يتبين خلافه، وقد تابعه عمرو بن الحارث، وهو الحمصي، مقبول إذا توبع.
30 - باب أهل الجنة لا ينامون
• عن جابر قال: قيل: يا رسول اللَّه! هل ينام أهل الجنة؟ قال: "لا، النوم أخو الموت".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (3517) عن الفضل بن يعقوب، حدّثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكره.
ومحمد بن يوسف الفريابي أخطأ في شيء من حديث سفيان، كما قال الحافظ ابن حجر، إلا أنه لم ينفرد به بل توبع عليه.
فقد رواه الطبراني - مجمع البحرين (4876) عن مقدام بن داود، ثنا عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة، ثنا سفيان به.
فالظاهر أن الفريابي لم يخطئ في هذا الحديث، وعبد اللَّه بن محمد بن المغيرة أيضًا ليس بالقوي، ولكن متابعة أحدهما الآخرَ يقوّي الحديث، فيرتقي إلى درجة الحسن.
ورواه الطبراني - مجمع البحرين (4875) من وجه آخر عن جابر نحوه.
وفيه مصعب بن إبراهيم القيسي، وهو ضعيف.
والحديث روي أيضًا مرسلا، ويرى أبو حاتم والدارقطني ترجيحه على الموصول. انظر: علل ابن أبي حاتم (2147)، وعلل الدارقطني
(3215).
31 -
باب ما جاء في صفة نساء أهل الجنة
قال اللَّه تعالى: {وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: 22 - 23]
وقال تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)} [ص: 52]
وقال تعالى: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75)} [الرحمن: 70 - 75]
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء: 57]
• عن محمد بن سيرين قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا: الرجال في الجنة أكثر أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على أضوإ كوكب دري في السماء، لكل امرئ
منهم زوجتان اثنتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب؟ ".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2834) من طرق عن إسماعيل ابن علية، أخبرنا أيوب، عن محمد بن سيرين قال: فذكره.
والحديث بنحوه في الصحيحين من حديث أبي زرعة وهمام بن منبه عن أبي هريرة، وقد مر في الباب السابق.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"للرجل من أهل الجنة زوجتان من حور العين، على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء الثياب".
صحيح: رواه أحمد (8542) عن عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا يونس، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (8996)، وأبو يعلى (4637)، وأبو نعيم في صفة الجنة (371) كلهم من وجه آخر عن أبي هريرة بلفظ:"للمؤمن زوجتان، يرى مخ سوقهما من فوق ثيابهما". وإسناده صحيح أيضًا.
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "غدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها -يعني الخمار- خير من الدنيا وما فيها".
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (6568) عن قتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، فذكره.
وروى مسلم في الإمارة (1880) عن ثابت، عن أنس مقتصرا على قوله:"لغدوة في سبيل اللَّه أو روحة خير من الدنيا وما فيها". وهذا حديث آخر، ولذا أفردت ذكر البخاري عن مسلم.
• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أول زمرة يدخل الجنة من أمتي وجوههم كالقمر ليلة البدر، والزمرة الثانية كأحسن كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ سوقهن من وراء الحلل، كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء".
حسن: رواه البزار (1855)، والطبراني في الكبير (10/ 198/ 199)، وأبو نعيم في صفة الجنة (254) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
وقال البزار: "وهذا الحديث إنما نحفظه من حديث فضيل عن أبي إسحاق".
قلت: إسناده حسن من أجل فضيل بن مرزوق؛ فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (20/ 329): "قال الضياء: هذا عندي على شرط الصحيح".
ورواه الترمذيّ (2533)، وابن حبان (7396)، وأبو نعيم في صفة الجنة (379) كلهم من طريق عبيدة بن حميد، عن عطاء بن السائب، عن عمرو بن ميمون به نحوه.
وعطاء بن السائب كان قد اختلط، ولكن لا بأس به في المتابعات.
وقد روى بعض أصحاب عطاء عنه موقوفا أيضًا، والحكم لمن رفع.
وفي معناه ما روي عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة تدخل الجنة يوم القيامة، صورة وجوههم على مثل صورة القمر ليلة البدر، والزمرة الثانية على لون أحسن من كوكب دري في السماء، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء لحومها ودمها وحللها".
رواه الترمذيّ (2535)، وأحمد (1126)، وأبو نعيم في صفة الجنة (251) كلهم من طريق فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره.
وفي الإسناد عطية وهو ابن سعد العوفي وهو ضعيف.
• عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: بلغ عمر أنه لا يدخر في بيته من الحاجة، فبعث إليه بعشرة آلاف، فأخذها، فجعل يفرقها صررا، فقالت له امرأته: أين تذهب بهذه، قال: أذهب بها إلى من يرجح لنا فيها، فما أبقى منها إلا شيئًا يسيرا، فلما نفذ الذي كان عندهم قالت له امرأته: اذهب إلى بعض أصحابك الذين أعطيتهم يرجحون لك، فخذ من أرباحهم، وجعل يدافعها ويماطلها حتى طال ذلك، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أن حورا أطلعت أصبعا من أصابعها لوجد ريحها كل ذي روح"، فأنا أدعهن، لَكِنْ واللَّه! لأنتن أحق أن أدعكن لهن منهن لكن.
حسن: رواه أبو يعلى كما في المطالب العالية (4608)، والطبراني في الكبير (6/ 71، 72)، واللفظ له، وأبو نعيم في الحلية (1/ 246، 247) كلهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن موسى بن قيس الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل موسى بن قيس؛ فإنه حسن الحديث.
• عن سعيد بن عامر بن حذيم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن امرأة من أهل الجنة أشرفت إلى أهل الأرض لملأت الأرض ريح مسك، ولأذهبت ضوء الشمس والقمر"، وإني واللَّه! ما كنت لأختارك عليهن، ودفع في صدرها -يعني امرأته-.
حسن: رواه البزار -كشف الأستار- (3528)، والطبراني في الكبير (6/ 72) كلاهما من طريق