الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسألها، فمن أراد منكم بُحْبُوحة الجنة فليلزمْ الجماعة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ولا يَخْلُوَنَّ أحدكم بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنتُه وساءته سيئتُه فهو مؤمن".
صحيح: رواه أحمد (114)، وابن حبان (7254)، والحاكم (1/ 113) كلهم من طريق عبد اللَّه بن المبارك، أنا محمد بن سوقة، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه الترمذيّ (2165) عن أحمد بن منيع، ثنا النضر بن إسماعيل، عن محمد بن سوقة به.
وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أي موصولا" اهـ.
ولكن رجّح أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني المرسل، والحكم لمن وصل.
• عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجمع اللَّه أمتي -أو قال: - "هذه الأمة على الضلالة أبدًا، ويد اللَّه على الجماعة".
حسن: رواه الحاكم (1/ 115)، من وجهين: عن سلمة بن شعيب والعباس بن عبد العظيم - كلاهما عن عبد الرزاق، أبنأ إبراهيم بن ميمون، أخبرني عبد اللَّه بن طاوس، أنّه سمع أباه يحدث، أنه سمع ابن عباس يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
ورواه أيضًا الترمذيّ (2166) عن يحيى بن موسى، قال: حدّثنا عبد الرزاق، فذكره بإسناده. ولفظه:"يد اللَّه مع الجماعة".
وقال: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال؛ فإنّ إبراهيم بن ميمون الصنعاني -ويقال: الزبيدي- حسن الحديث. ووثّقه ابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات.
والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة النساء
(115).
10 -
باب النهي عن السعي في الفتنة
• عن أبي هريرة قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ستكون فِتَنٌ، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يُشْرف لها تَسْتَشْرِفْه، ومن وجد ملجأً أو معاذًا فَلْيَعُذْ به".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (3601)، ومسلم في الفتن (2886) كلاهما من حديث صالح ابن كيسان، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: فذكره.
ورواه مسلم أيضًا من وجه آخر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة بلفظ: "تكون فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأً أو
معاذًا فليستعذ".
• عن نوفل بن معاوية أنه ذكر الحديث مثل حديث أبي هريرة هذا، إلا أن أبا بكر زاد فيه:"من الصلاة صلاةٌ، من فاتَتْه فكأنما وُتِرَ أهلَه وماله".
متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (3602)، ومسلم في الفتن (2886) كلاهما عن صالح ابن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن عبد الرحمن ابن مطيع بن الأسود، عن نوفل بن معاوية، ولم يسوقا لفظ الحديث، وإنما ذكرا فقط ما زاده أبو بكر من ذكر الصلاة.
ومعاوية بن نوفل من مسلمة الفتح ليس له في البخاري غير هذا الحديث، مات بالمدينة، وعمره مائة وعشرون سنة، وهو ممن عاش في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة.
وسبق ذكر هذا الحديث في كتاب الصلاة، باب إثم من فاتتْه صلاة العصر.
• عن عثمان الشحام قال: انطلقت أنا وفرقد السَّبَخِي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه، فدخلنا عليه، فقلنا: هل سمعتَ أباك يحدث في الفتن حديثا؟ قال: نعم، سمعت أبا بكرة يُحدّثُ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد فيها خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من الساعي إليها، ألا فإذا نزلتْ أو وقعتْ فمن كان له إبل فَلْيَلْحَقْ بإبله، ومن كانت له غنم فَلْيَلْحَقْ بغنمه، ومن كانت له أرض فَلْيَلْحَقْ بأرضه" قال: فقال رجل: يا رسول اللَّه، أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال:"يعمد إلى سيفه، فيدقُّ على حَدِّه بحجر، ثم لينجُ إن استطاع النجاء، اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ " قال: فقال رجل: يا رسول اللَّه، أرأيت إن أُكْرِهْتُ حتى يُنْطلق بي إلى أحد الصفين أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال:"يبوءُ بإثمِه وإثمِك، ويكون من أصحاب النار".
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2887) عن أبي كامل الجحدري فضيل بن حسين، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا عثمان الشحام، فذكره.
• عن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان بن عفان: أشهد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي، قال: أفرأيت إن دخل علي بيتي وبسط يده إلي ليقتلني قال: "كن كابن آدم".
حسن: رواه الترمذيّ (2194)، وأحمد (1609) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا الليث بن
سعد، عن عياش بن عباس، عن بكير بن عبد اللَّه بن الأشج، عن بسر بن سعيد، أن سعد بن أبي وقاص قال: فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن".
قلت: وهو كذلك، والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة المائدة.
• عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسروا قِسِيّكم، وقَطِّعوا أوتارَكم، واضربوا سيوفَكم بالحجارة، فإن دخل -يعني على أحد منكم- فليكن كخير ابني آدم".
حسن: رواه أبو داود (4259)، والترمذي (2204)، وابن ماجه (3961)، وأحمد (19730)، وصحّحه ابن حبان (5962) كلهم من طريق محمد بن جحادة، عن عبد الرحمن بن ثروان، عن هزيل بن شرحبيل، عن أبي موسى، فذكره.
وذكره الترمذيّ مختصرًا وقال: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: وهو كما قال؛ فإن عبد الرحمن بن ثروان حسن الحديث.
ورواه أبو داود (4262)، وأحمد (19662)، والحاكم (4/ 440) كلهم من طريق عبد الواحد ابن زياد، حدّثنا عاصم الأحول، عن أبي كبشة قال: سمعت أبا موسى يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنا ويُصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: "كونوا أحلاس بيوتكم".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: أبو كبشة هو السدوسي لا يعرف له راو غير عاصم الأحول، ولم يوثقه أحد، ولذا قال الذهبي في الميزان:"لا يعرف" إلا أنه توبع في الإسناد الأول.
وقوله: "كونوا أحلاس بيوتكم"، والأحلاس جمع حِلْس، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب، شبّهها للزومها ودوامها، فقوله: كونوا أحلاس البيت أي الزموها ملازمة الفراش.
• عن عُديسة ابنة وُهْبان بن صيفي أنها كانت مع أبيها في منزله فمرض، فأفاق من مرضه ذلك، فقام علي بن أبي طالب بالبصرة، فأتاه في منزله حتى قام على باب حجرته، فسلّم ورد عليه الشيخُ السلام، فقال له عليٌّ: كيف أنت يا أبا مسلم؟ قال: بخير، فقال عليٌّ: ألا تخرج معي إلى هؤلاء القوم فتُعينَني؟ قال: بلى إن رضيتَ بما
أُعطيك، قال عليٌّ: وما هو؟ فقال الشيخ: يا جارية هاتِ سيفي، فأخرجتْ إليه غِمدًا فوضعتْه في حجره، فاستلَّ منه طائفةً، ثم رفع رأسه إلى عليٍّ، فقال: إن خليلي عليه السلام وابن عمك عهد إلي: إذا كانت فتنةٌ بين المسلمين أن أَتّخِذَ سيفا من خشبٍ، فهذا سيفي، فإن شئتَ خرجتُ به معك، فقال عليٌّ: لا حاجة لنا فيك ولا فى سيفك، فرجع من باب الحجرة ولم يدخل.
حسن: رواه الترمذيّ (2203)، وابن ماجه (3960)، وأحمد (20670) كلهم من طريق عبد اللَّه بن عبيد مؤذن مسجد جردان، عن عُديسة بنت وُهبان، فذكرته. والسياق لأحمد.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد اللَّه بن عبيد".
قلت: عبد اللَّه هذا ثقة، وقد توبع، فقد رواه أحمد (27199) من طريق عبد الكبير بن الحكم الغفاري وعبد اللَّه بن عبيد، عن عُديسة نحوه.
ومدار الإسناد على عُديسة بنت وُهبان الغفارية، وهي تابعية، وابنة صحابي، روى عنها جمع، ولم يتكلم فيها أحد بجرح أو تعديل، فحديثها حسن، وقد توبع.
رواه الطبراني في الكبير (1/ 273) من طريق يحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري، عن أبيه، عن أهبان بن صيفي نحوه.
ويحيى بن زهدم بن الحارث الغفاري ضعيف لكنه لم يتهم إلا في روايته عن أبيه، عن العرس ابن عميرة، وزهدم بن الحارث متكلم فيه أيضًا، وهما مترجمان في اللسان.
وُهبان بن صيفي، ويقال أيضًا: أهبان بن صيفي الغفاري، وبه ترجم الحافظ في التقريب.
• عن أبي بردة قال: مررت بالربذة، فإذا فسطاط، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لمحمد بن مسلمة، فاستأذنت عليه، فدخلت عليه، فقلت: رحمك اللَّه، إنك من هذا الأمر بمكان، فلو خرجت إلى الناس، فأمرت ونهيت فقال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ستكون فتنة وفرقة واختلاف، فإذا كان ذلك، فأت بسيفك أحُدًا، فاضرب به عُرْضَه، واكسِرْ نَبْلَك، واقْطع وَتَرَك، واجلس في بيتك"، فقد كان ذلك.
وقال يزيد مرة: "فاضرب به حتى تقطعه، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يدٌ خاطئة، أو يُعافيك اللَّه عز وجل"، فقد كان ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وفعلتُ ما أمرني به، ثم استنزل سيفًا كان معلقًا بعمود الفُسطاط فاخْترطَه، فإذا سيف من خشب فقال: قد فعلتُ ما أمرني به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، واتخذت هذا، أرهب به الناس.
حسن: رواه أحمد (16029) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي بردة، فذكره.
ورواه ابن ماجه (16029) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن ثابت أو علي بن زيد بن جدعان -شك أبو بكر- عن أبي بردة، فذكره مختصرًا.
قلت: الحديث حديث علي بن زيد بن جدعان، وذكر ثابت في هذا الإسناد خطأ، فقد رواه أحمد عن يزيد بن هارون به، وسماه: علي بن زيد بدون شك.
وكذلك رواه عفان بن مسلم ومؤمل بن إسماعيل كلاهما عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد به دون شك.
وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف.
ولكن روي هذا الحديث بإسناد آخر وهو ما رواه أحمد (17979) عن زيد بن الحباب قال: أخبرني سهل بن أبي الصلت قال: سمعت الحسن يقول: إن عليا بعث إلى محمد بن مسلمة فجيء به، فقال: ما خَلَّفك عن هذا الأمر، قال: دفع إلي ابن عمك يعني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا، فقال:"قاتل به ما قوتل العدو، فإذا رأيت الناس يقتل بعضهم بعضا، فاعمد به إلى صخرة، فاضربه بها، ثم الزم بيتك حتى تأتيك منية قاضية أو يدٌ خاطئة. قال: خلوا عنه".
ورجال إسناده لا بأس به، والحسن لم يسمع من عليٍّ ولا من محمد بن مسلمة إلا أنه يقوّي ما قبله.
• عن عبد اللَّه بن أبي أوفى قال: أوصاني أبو القاسم، "إن أنا أدركت شيئًا من هذه (يعني الفتن) أن أعمد إلى أُحُدٍ، فأكْسِرَ سيفي، وأقعدَ في بيتي، فإن دُخل علي في بيتي، قال: اقعُدْ في مخدعك، فإن دُخل عليك فاجثو على ركبتيك، وتقول: بؤ بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين"، فقد كسرتُ سيفي، فإذا دخل علي بيتي دخلتُ مخدعي، فإذا دخل عليَّ مخدعي جثوتُ على ركبتي، وقلت ما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أقول.
حسن: رواه البزار (3377) عن إبراهيم بن عبد اللَّه، قال: أخبرنا بشر بن محمد بن أبان، قال: أخبرنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر الصفار، قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني، يقول: بعثني يزيد ابن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى فقدمت ومعي ناس من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما تأمرون به الناس؟ فقال: أوصاني أبو القاسم، فذكره.
وبشر بن محمد بن أبان فيه كلام يسير، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقد توبع في الجملة، فرواه أحمد (171982) عن عبد الصمد، حدّثنا زياد بن مسلم أبو عمر، حدّثنا أبو الأشعث الصنعاني قال: بعثنا يزيد بن معاوية إلى ابن الزبير، فلما قدمت المدينة دخلت على فلان -نسي زياد اسمه- فقال: إن الناس قد صنعوا ما صنعوا، فما ترى؟ فقال: أوصاني خليلي أبو القاسم، فذكر نحوه.
وإسناده حسن من أجل زياد بن أبي مسلم الصفار فإنه حسن الحديث ما لم يأت بما ينكر عليه.
والصحابي الذي نسي اسمه هو عبد اللَّه بن أبي أوفى كما في حديث البزار.
وقوله: "بعثني يزيد بن معاوية إلى عبد اللَّه بن أبي أوفى"، الصحيح أن بعثه كان إلى ابن الزبير في مكة، وكان ذاهبا إلى مكة فمرَّ بالمدينة، ولقي عبد اللَّه بن أبي أوفى وسمع منه هذا الحديث.
• عن جندب بن سفيان -رجل من بَجيلة- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ستكون بعدي فتنٌ كقطع الليل المظلم، تصدم الرجل كصدم جباه فحول الثيران، يُصبح الرجل فيها مسلمًا ويُمسي كافرًا، ويُمسي مسلمًا ويُصبح كافرًا"، فقال رجل من المسلمين، يا رسول اللَّه! فكيف نصنع عند ذلك؟ قال:"ادخلوا بيوتَكم واخْمِلوا ذكركم"، قال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دُخل على أحدنا بيته؟ قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فليمسك بيديه، وليكن عبد اللَّه المقتول، ولا يكن عبد اللَّه القاتل، فإن الرجل يكون في قبة الإسلام فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه، ويكفر بخالقه، فتجب له جهنم".
حسن: رواه ابن أبي شيبة (38585)، وأبو يعلى (1523)، والطبراني في الكبير (1724) كلهم من طريق عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب قال: حدثني جندب بن سفيان، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شهر بن حوشب فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث ما لم يتبين خلافه.
وعبد الحميد بن بهرام أيضًا صدوق وهو من أخص أصحاب شهر بن حوشب، وقد حسّنه أيضًا ابن حجر في المطالب العالية (4341).
وجندب بن سفيان هو: جندب بن عبد اللَّه بن سفيان، وقد ينسب على جده وهو البجلي. انظر ترجمته في الإصابة (1231).
• عن أبي جمرة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى محمد بن مسلمة سيفا، فقال:"قاتل المشركين ما قوتلوا، فإذا رأيت سيفين اختلفا بين المسلمين فاضرب حتى ينثلم، واقعد في بيتك حتى تأتيك منية قاضية، أو يد خاطئة".
قال أبو جمرة: ثم أتيت ابن عمر فحذا لي على مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حسن: رواه الطبراني في الكبير (12/ 230) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا ثواب بن عتبة، عن أبي جمرة، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ثواب بن عتبة فإنه حسن الحديث ما لم يأت بما ينكر عليه، والعباس بن الفضل صدوق حسن الحديث أيضًا.
• عن محمد بن مسلمة قال: قال رسول اللَّه: "يا محمد، إذا رأيت الناس يقتتلون على الدنيا، فاعمدْ بسيفك إلى أعظم صخرة في الحرة، فاضربْ بها حتى ينكسر، ثم اجلس في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة، أو منية قاضية"، ففعلت ما أمرني به النبي صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه الطبراني في الأوسط (1311)، وفي الصغير (1/ 144) كلاهما من طريق محمد ابن مسلمة المخزومي قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن دينار، قال: حدثني عبيد اللَّه بن عمر، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن محمد بن مسلمة، فذكره.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبيد اللَّه إلا محمد تفرد به محمد بن مسلمة".
قلت: رجاله كلهم ثقات، والإسناد صحيح. قال الهيثمي في المجمع (7/ 300 - 301):"رجاله ثقات". وللحديث طرق أخرى (19979) إلا أن فيه انقطاعًا.
وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة قال: كنت آخذًا بيد ابن عمر في طريق من طرق المدينة، إذ أتى على رأس منصوب قال: شقي قاتلُ هذا، فلما مضى قال: وما أرى هذا إلا قد شقي، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"من مشى إلى رجل من أمتي ليقتله فليقل هكذا -يعني فليمد عنقه- فالقاتل في النار، والمقتول في الجنة".
رواه أبو داود (4260)، وأحمد (5708) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن عون بن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن سمرة قال: فذكره.
وعبد الرحمن بن سمرة اختلف في اسم أبيه فقيل: سمرة، وقيل: سمير، وقيل: سميرة، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب:"مقبول" أي عند المتابعه ولم أجد له متابعا.
• عن عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه قال: إني لبالكوفة في داري إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم أألج؟ قلت: وعليك السلام، فَلِجْ، فلما دخل إذا هو عبد اللَّه بن مسعود، قال: فقلت: يا أبا عبد الرحمن أية ساعه زيارة هذه -وذلك في نحر الظهيرة- قال: طال علي النهار، فتذكرت من أتحدث إليه قال: فجعل يحدث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأحدثه قال: ثم أنشأ يحدثني فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تكون فتنة، النائم فيها خير من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الراكب، والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار، قال: قلت: يا رسول اللَّه ومتى ذلك؟ قال: "ذلك أيام الهرج"، قلت: ومتى أيام الهرج؟ قال: "حين لا يأمن الرجل جليسه"، قال: فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان، قال: "اكفُفْ نفسك ويدك وادخلْ دارَك"، قال: قلت: يا رسول اللَّه أرأيت إن دخل رجل عليَّ داري قال: "فادخل بيتك"، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أرأيت إن دخل عليَّ بيتي، قال: "فادخل مسجدك واصنع هكذا وقبض بيمينه على الكوع، وقل: ربي اللَّه، حتى تموت على ذلك".
حسن: رواه عبد الرزاق (20727) -ومن طريقه الحاكم (4/ 426 - 427) - عن معمر بن راشد،
عن إسحاق بن راشد، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه، فذكره.
ورواه أحمد (4287)، ونعيم بن حماد في الفتن (339) كلاهما من طريق ابن المبارك، عن معمر به. وإسناده حسن من أجل عمرو بن وابصة فإنه حسن الحديث.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
ولا يُعلّ هذا ما رواه أحمد (4286) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن رجل، عن عمرو بن وابصة، عن أبيه فذكره. إلا أنه في خارج المصنف فإني لم أجد هذه الرواية في مصنف عبد الرزاق.
والرجل المبهم هو إسحاق بن راشد الجزري كما جزم به الدارقطني في العلل (5/ 281)، وتبعه ابن حجر في التعجيل (2/ 632).
ورواه أبو داود (4258) من طريق القاسم بن غزوان، عن إسحاق بن راشد الجزري، عن سالم، قال: حدثني عمرو بن وابصة الأسدي، عن أبيه وابصة، عن ابن مسعود نحوه.
وزاد فيه: فلما قتل عثمان طار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك الأسدي، فحدثته، فحلف باللَّه الذي لا إله إلا هو لسمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كما حدثنيه ابن مسعود.
والقاسم بن غزوان فيه جهالة، وقد خالفه معمر الثقة، فلم يذكر فيه سالما، فالقول قول معمر، وذكر سالم من باب المزيد.
وسالم المذكور في هذا الإسناد اختلف في تعيينه، أو هو ابن أبي الجعد، أو ابن أبي المهاجر، أو ابن عجلان الأفطس، وكلهم ثقات.
• عن أبي ذر قال: ركب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حمارًا وأردفني خلفه، وقال:"يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناسَ جوعٌ شديدٌ لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"تعفَّفْ".
قال: "يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس موت شديد، يكون البيت فيه بالعبد -يعني القبر- كيف تصنع؟ " قلت: اللَّه ورسوله أعلم، قال:"اصبر".
قال: "يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا -يعني- حتى تغرق حجارةُ الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ " قال: اللَّه ورسوله أعلم. قال: "اقعد في بيتك، وأغلقْ عليك بابك"، قال: فإن لم أترك، قال:"فأت من أنت منهم، فكن فيهم"، قال: فآخذُ سلاحي؟ قال: "إذن تُشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيتَ أن يروعك شعاعُ السيف فألقِ طرفَ ردائِك على وجهك حتى يبُوْءَ بإثمِه وإثمِك".
صحيح: رواه أحمد (21325، 21445)، وصحّحه ابن حبان (5960، 6685)، والحاكم (4/ 423 - 424)، والبيهقي (8/ 191) كلهم من طرق عن أبي عمران الجوني، عن عبد اللَّه بن