الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء فيى عدم المبالغة في المباحات
1 - باب كراهة المبالغة في المباحات
روي عن عطية السعدي -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يبلغ العبدُ أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا لما به البأس".
رواه الترمذيّ (2451)، وابن ماجه (4215)، والحاكم (4/ 319) كلهم من طريق أبي عقيل عبد اللَّه بن عقيل الثقفي، حدّثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثني ربيعة بن يزيد وعطية بن قيس، عن عطية السعدي، فذكره.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلت: فيه عبد اللَّه بن يزيد الدمشقي ذكره الجوزجاني في أحوال الرجال (290) وقال: "أحاديثه منكرة". ولم أقف من تابعه على ذلك، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ونقل عن أبيه: روى عنه أبو عقيل الثقفي ومحمد بن سعد الأنصاري". ولم يقل فيه شيئًا، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم أقف على توثيق غيره له فهو في أكثر أحواله مجهول الحال. ولكن أطلق عليه الحافظ في "التقريب" أنه ضعيف.
2 - باب كراهية الاسراف والمبالغة في بناء البيت
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: مر بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن نصلح خصا لنا، فقال:"ما هذا؟ " قلنا: خصا لنا وَهَى، فنحن نصلحه، قال: فقال: "أما إن الأمر أعجل من ذلك".
صحيح: رواه أبو داود (5236)، والترمذي (2335)، وابن ماجه (4160)، وأحمد (6502)، وصحّحه ابن حبان (2997) كلهم من طريق أبي معاوية، حدّثنا الأعمش، عن أبي السفر (واسمه: سعيد بن يحمد)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
قوله: "الخص" بيت من شجر أو قصب.
وقوله: "وَهَى" وهى الحائطُ يهي إذا ضعفَ وهمَّ بالسقوط.
وقوله: "الأمرُ" يعني أمر الارتحال عن الدنيا والموت.
• عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج فرأى قبة مشرفة فقال: "ما هذه؟ " قال له أصحابه: هذه لفلان رجل من الأنصار، قال: فسكت وحملها في نفسه، حتى إذا جاء صاحبها رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم في الناس أعرض عنه، صنع ذلك مرارًا، حتى عرف الرجل الغضب فيه، والإعراض عنه، فشكا ذلك إلى أصحابه، فقال: واللَّه إني لأنكر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قالوا: خرج فرأى قبتك، قال: فرجع الرجل إلى قبته فهدمها، حتى سوّاها بالأرض، فخرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلم يرها، قال:"ما فعلت القبة؟ " قالوا شكا إلينا صاحبها إعراضك عنه فأخبرناه فهدمها فقال: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا" يعنى ما لا بد منه.
حسن: رواه أبو داود (5237)، وأبو يعلى (4347)، والطحاوي في شرح المشكل (956) كلهم من طريق زهير بن معاوية، حدّثنا عثمان بن حكيم، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، عن أبي طلحة الأسدي، عن أنس، فذكره.
وأبو طلحة الأسدي روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات، وقد توبع.
رواه ابن ماجه (4161) عن العباس بن عثمان الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم، حدّثنا عيسى ابن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس، فذكره.
وعيسى بن عبد الأعلى قال الذهبي: "لا يكاد يعرف"، وقال ابن حجر:"مجهول". لكن لا بأس في المتابعة، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث على درجة الحسن.
وجوّده أيضًا العراقي في تخريج الإحياء (4/ 236).
قوله: "كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا" يعني ما لا بد منه، فالوعيد لمن أسرف في البناء وتفاخر فيه.
وأما من بنى حسب حاجته وحاجة أهله وعياله فليس عليه شيء، ويدل عليه حديث ابن عمر الآتي:
• عن ابن عمر قال: رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم بنيتُ بيدي بيتا يُكنّني من المطر، ويظلّني من الشمس، ما أعانني عليه أحدٌ من خلق اللَّه.
صحيح: رواه البخاريّ في الاستئذان (6302) عن أبي نعيم، حدّثنا إسحاق (هو ابن سعيد) عن سعيد، عن ابن عمر، فذكره.
وقوله: "مع النبي صلى الله عليه وسلم" أي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى البخاري (6303) من طريق سفيان بن عيينة قال عمرو: قال ابن عمر: واللَّه ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة منذ قبض النبي صلى الله عليه وسلم، قال سفيان: فذكرته لبعض أهله قال: واللَّهِ لقد بنى، قال سفيان: قلت: فلعله قال قبل أن يبني.