الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 - باب النهي عن الخلوق للرجال
• عن أنس بن مالك قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجلُ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (5846)، ومسلم في اللباس (2101) كلاهما من حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، فذكره.
قوله: "الخلوق" هو طيب مركب من الزعفران وغيره، يغلب عليه الحمرة والصفرة، وهو من طيب النساء دون الرجال، تختضب به النساء في اليد والرجل، وحُرّم ذلك على الرجال لما فيه من تشبه بالنساء.
• عن أبي حبيبة عن ذلك الرجل قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ولي حاجة، فرأى علي خلوقا فقال:"اذهب، فاغسله"، فغسلته، ثم عدت إليه فقال:"اذهب، فاغسله"، فذهبت، فوقعت في بئر، فأخذت مستقة، فجعلت أتتبعه، ثم عدت إليه فقال:"حاجتك".
حسن: رواه أحمد (17013) عن محمد هو ابن جعفر، حدّثنا شعبة، عن إسحاق هو ابن سويد، عن أبي حبيبة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي حبيبة وهو مولى الزبير بن العوام، وثّقه ابن حبان والعجلي، وروى عنه إسحاق بن سويد كما روى عنه أيضًا موسى بن عقبة وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن كما في التعجيل (1248). وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى:"حديثه في أهل المدينة، ولم يذكر له اسما".
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا تقربهم الملائكة: الجنب، والسكران، والمتضمخ بالخلوق".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (2930) عن العباس بن أبي طالب، ثنا أبو سلمة، ثنا أبان -يعني ابن يزيد-، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس، فذكره.
قال البزار: "رواه غير العباس بن أبي طالب مرسلا، ولا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وروي عن عمار نحوه".
قلت: إسناده حسن من أجل العباس بن أبي طالب وهو العباس بن جعفر بن عبد اللَّه بن الزبرقان البغدادي أبو محمد بن أبي طالب حسن الحديث. قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب، فلا يضر من خالفه، بل ذكره البخاري في التاريخ (5/ 74) قال: وقال حفص بن عمر، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عباس نحوه.
فقوله: "نحوه" أي مرفوعا نحوه لأنه عطف على حديث بريدة مرفوعا.
إلا أن حديث بريدة لا يصح وهو ما رواه البخاريّ في الموضع المشار إليه، والبزار - كشف
الأستار (2929)، والعقيلي في الضعفاء (794)، وابن عدي في الكامل (4/ 1456) كلهم من حديث عبد اللَّه بن حكيم أبي بكر الداهري قال: حدّثنا يوسف بن صهيب، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يقربهم الملائكة: سكران، والمتخلق، والجنب أو الحائض" كما في بعض الروايات. قال البخاري: "لا يصح".
وقال العقيلي: "أبو بكر هذا يحدث بأحاديث لا أصل لها، ويحيل على الثقات".
ونقل عن يحيى أنه قال: "ليس حديثه بشيء". وقال ابن عدي: "هو منكر الحديث".
وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 156) وقال فيه: "عبد اللَّه بن حكيم ضعيف".
قلت: وقد اتهمه بعض أهل العلم.
وكذلك لا يصح ما روي عن عمار قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشققت يداي، فضمخوني بالزعفران، فغدوت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي: فقال: "اغسل هذا". قال: فذهبت، فغسلته، ثم جئت، وقد بقي علي منه شيء، فسلمت عليه، فلم يرد علي، ولم يرحب بي. وقال:"اغسل هذا عنك". فذهبت، فغسلته، ثم جئت، فسلمت عليه، فرد علي، ورحب بي، وقال:"إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر، ولا المتضمخ بزعفران، ولا الجنب"، ورخص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضأ.
رواه أحمد (18886)، وأبو داود (4176)، والترمذي (613) مختصرًا كلهم عن عطاء الخراساني، عن يحيى بن يعمر، عن عمار، فذكره. واللفظ لأحمد.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
كذا قال مع أن فيه انقطاعا؛ فإن يحيى بن يعمر لم يلق عمار بن ياسر، قال أبو داود (225): "بين يحيى بن يعمر وعمار بن ياسر في هذا الحديث رجل.
قلت: وهو كما قال فقد رواه أبو داود (4177)، وأحمد (18890) من حديث ابن جريج قال: أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار، أنه سمع يحيى بن يعمر، يخبر عن رجل أخبره عن عمار بن ياسر - زعم عمر أن يحيى قد سمى ذلك الرجل ونسيه عمر أن عمارًا قال: فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف لإبهام الرجل الذي حدث عن عمار بن ياسر.
ورواه أيضًا أبو داود (4180) عن هارون بن عبد اللَّه، حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسي، حدّثنا سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن الحسن بن أبي الحسن، عن عمار بن ياسر، فذكره مختصرًا.
وهذا أيضًا ضعيف فإن الحسن مدلس ولم يسمع من عمار بن ياسر.
وكذلك لا يصح ما روي عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يقبل اللَّه تعالى صلاة رجلٍ في جسده شيء من خلوق". فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (4178)، وأحمد (19613) كلاهما من حديث محمد بن عبد اللَّه بن حرب الأسدي، حدّثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن جديه قالا: سمعنا أبا موسى، فذكر الحديث. وجدّا الربيع مجهولان.
وأبو جعفر هو عيسى بن أبي عيسى عبد اللَّه بن ماهان وهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخطئ.
• * *