الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسنا الحديث.
قال الترمذيّ: "هذا حديث صحيح غريب".
42 - باب مصير من ينتهك محارم اللَّه في الخلوة يوم القيامة
• عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضًا، فيجعلها اللَّه عز وجل هباءً منثورًا"، قال ثوبان: يا رسول اللَّه، صفهم لنا، جلهم لنا أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال:"أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم اللَّه انتهكوها".
حسن: رواه ابن ماجه (4245)، والروياني في مسنده (658)، والطبراني في الأوسط (4632) كلهم من حديث عيسى بن يونس الرملي، قال: حدّثنا عقبة بن علقمة بن حُدَيج المَعافري، عن أرطاة بن المنذر، عن أبي عامر الألهاني، عن ثوبان، فذكره.
وإسناده حسن، من أجل عيسى بن يونس الرملي وشيخه عقبة بن علقمة بن حديج المعافري فكلاهما حسن الحديث.
قال المنذري في الترغيب (3575): "رواه ابن ماجه، ورواته ثقات".
وقال البوصيري: "هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات، وأبو عامر الألهاني اسمه عبد اللَّه بن غابر".
43 - باب اقتصاص المظالم بين الخلق يوم القيامة
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنْزله في الجنة منه بمنْزله كان في الدنيا".
صحيح: رواه البخاري (6535) عن الصلت بن محمد، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
• عن أبي هريرة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه".
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (6534) عن إسماعيل، حدّثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال:"أتدرون ما المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال:"إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة والآداب (2581) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبى هريرة، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحشر النّاسُ يوم القيامة -أو قال: العباد- عُراةً غُرْلًا بُهْمًا". قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، أنا الملك، أنا الدَّيَّان. ولا ينبغي لأحد من أهل النّار أن يدخل النّار، وله عند أحد من أهل الجنة حقٌّ حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حقٌّ حتى أقصه منه حتى اللَّطْمة". قال: قلنا: كيف وإنّا إنما نأتي اللَّه عز وجل عُراة غُرلًا بُهْمًا؟ قال: "بالحسنات والسَّيئات".
حسن: رواه أحمد (16042) -واللّفظ له- والبخاريّ في الأدب المفرد (970)، وابن أبي عاصم في السنة (514)، وصحّحه الحاكم (2/ 437) كلهم من طرق عن همّام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللَّه، عن عبد اللَّه بن أنيس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكي، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فكلاهما حسن الحديث. والكلام عليه مبسوط في كتاب العلم.
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من ضرب ضربا ظلما اقتص منه يوم القيامة".
حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (186) والبزار (9535) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن رجاء، حدّثنا أبو العوام عمران القطان، عن قتادة، عن عبد اللَّه بن شقيق، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمران بن داور القطان؛ فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يأت بما ينكر عليه. وحسنه الهيثمي في المجمع (10/ 353).
إلا أن الدارقطني أعله في علله (2113) لمخالفة محمد بن بلال؛ فإنه رواه عن عمران، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة. وقال:"وليس فيها شيء صحيح".
كذا قال رحمه اللَّه تعالى! وعبد اللَّه بن رجاء هو ابن عمر الفداني البصري، صدوق، لا بأس به
عند جمهور أهل العلم. ولذا قال البزار بعد أن ذكر هذا الخلاف: "عبد اللَّه بن رجاء أشهر من محمد بن بلال" وهو ترجيح منه؛ فلا تقدح مخالفة محمد بن بلال في صحة هذا الحديث.
وروي عن عائشة أن رجلا قعد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّه، إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهم وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ قال:"يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم، فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك. وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل". قال: فتنحى الرجل، فجعل يبكي ويهتف، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما تقرأ كتاب اللَّه الآية {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا} [الأنبياء: 47]. فقال الرجل: واللَّه يا رسول اللَّه، ما أجد لي ولهم شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم أحرار كلهم.
رواه الترمذيّ (3165) من طرق عن عبد الرحمن بن غزوان أبي نوح قال: حدّثنا ليث بن سعد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
وقال: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان، وقد روى أحمد ابن حنبل، عن عبد الرحمن بن غزوان، هذا الحديث".
وهو كما قال، فقد رواه أحمد في مسنده (26401) عن أبي نوح عبد الرحمن بن غزوان، عن ليث بن سعد، به نحوه.
وسئل عن أحمد بن صالح عن حديث قراد هذا فقال: "هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء".
فلعل عبد الرحمن بن غزوان لم يضبط ولم يتنبه لهذا مع أنه ثقة، وهو ليس من حديث مالك، فقد نقل الدارقطني عن شيخه أبي بكر النيسابوري أنه قال: "ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قراد، والصواب عن الليث ما حدّثنا به بحر بن نصر من كتابه، حدّثنا ابن وهب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل، فجلس بين يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره. ذكر ذلك كله ابن حجر في تهذيب التهذيب.
وهذا منقطع؛ لأن الليث بن سعد لم يدرك زياد بن عجلان.
وقد ذكر الإمام أحمد الإسناد الثاني بعد الإسناد الأول مباشرة فقال: "وعن بعض شيوخهم أن زيادًا مولى عبد اللَّه بن عياش بن أبي ربيعة حدثهم عمن حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكره". وفيه إبهام.
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة والآداب (2582) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن