الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها وتجيء فتنة، فيرقق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه فمن أحب أن يُزحزح عن النار، ويدخل الجنة فلتأته منيته، وهو يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما، فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعْه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر".
صحيح: رواه مسلم في الإمارة (1844: 46) من طريق جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
21 - باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه
• عن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال:"اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم" سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (7068) من طريق محمد بن يوسف، حدّثنا سفيان (هو الثوري)، عن الزبير بن عدي قال: فذكره.
22 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض
• عن عبد اللَّه بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا ترجِعوا بعدي كفارًا يضرب بعضُكم رقاب بعض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (7077)، ومسلم في الإيمان (66) كلاهما من طريق شعبة، أخبرني واقد بن محمد بن زيد، أنه سمع أباه، يحدث عن عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
• عن جرير قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "استنصِت الناس" فقال: "لا ترجعوا بعدي كفّارًا يضربُ بعضُكم رقاب بعض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (7080)، ومسلم في الإيمان (65) كلاهما من حديث شعبة، أخبرني علي بن مُدركة، سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير، يحدث عن جدّه جرير، فذكره، ولفظهما سواء.
• عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ترتدوا بعدي كفارا، يضرب بعضُكم رقابَ بعض".
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (7079) عن أحمد بن إشكاب، حدّثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكره.
• عن أبي بكرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطب الناس، فقال:"ألا تدرون أيُّ يوم هذا؟ " قالوا: اللَّه ورسولُه أعلم، قال: حتى ظننا أنه سَيُسمّيه بغير اسمه، فقال:"أليس بيوم النحر"، قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال:"أي بلد هذا؟ أليست بالبلدة الحرام؟ " قلنا: بلى يا رسول اللَّه، قال:"فإن دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم وأبشارَكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلّغتُ؟ " قلنا: نعم، قال:"اللهم اشْهدْ، فليبلغ الشاهدُ الغائبَ، فإنه رُبَّ مبلّغٍ يبلغه لمن هو أوعى له". فكان كذلك، قال:"لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الفتن (7078)، ومسلم في القسامة (1679: 31) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، حدّثنا قرة بن خالد، حدّثنا ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وعن رجل آخر -هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة-، عن أبي بكرة، فذكره.
والرجل الآخر هو: حميد بن عبد الرحمن كما سماه يحيى بن سعيد في إسناد آخر عند الإمام مسلم.
• عن واثلة بن الأسقع يقول: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أتزعمون أني آخركم وفاة؟ ألا إني من أولكم وفاة، وتتبعوني أفنادًا، يهلك بعضكم بعضا".
صحيح: رواه أحمد (16978)، وأبو يعلى (7488، 7490)، وصحّحه ابن حبان (6646) كلهم من طرق عن الأوزاعي قال: حدثني ربيعة بن يزيد قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (7/ 306): "رجال أحمد رجال الصحيح".
وقوله: "أفنادا" جمع فند أي جماعات متفرقين، قوما بعد قوم.
وقوله: "إني من أولكم وفاة" فيه إخبار عن قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، وأنه سيموت قبل أصحابه الكبار مثل أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وغيرهم، وكذلك قبل كثير من أصحابه، وهو وقع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وآخر أصحابه موتًا توفي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بمائة سنة.
• عن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تزعمون أني من آخركم وفاةً، ألا وإني من أولكم وفاة، ولتتبعني أفنادًا، يضرب بعضكم رقاب بعض".
حسن: رواه أبو يعلى (7366)، والطبراني في الكبير (19905) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثنا مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن معاوية بن أبي سفيان، فذكره.