الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له الخطيب في تاريخه (8/ 457)، ولم يذكر فيه جرحا أو تعديلا، لكن روى عنه جمع منهم أئمة حفاظ، فمثله يحسن حديثه ما لم يتبين العكس، وقد جوّد العراقي هذا الإسناد في تخريج الإحياء (1/ 152).
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 274): "رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وإسناد الطبراني في الكبير جيد، ورجاله رجال الصحيح غير زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير، روى عن جماعة، وروى عنه جماعة، ولم يتكلم فيه أحد" اهـ.
وقع إسناده في مطبوعة الطبراني هكذا: "حدّثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، قال: حدّثنا زكريا بن يحيى المدائني، حدّثنا شبابة بن سوار، عن ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عمر".
كذا وقع "ابن أبي نجيح"، ويبدو أن هذا خطأ فإن الطبراني قد نص في الأوسط:"لم يروه عن مجاهد إلا عبد الكريم".
وعلى فرض صحته فإنه لا يقدح لأن ابن أبي نجيح -واسمه عبد اللَّه- ثقة أيضًا، وله ما يقوي.
وفي معناه ما روي عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء لما لا يطيق".
رواه الترمذيّ (2254)، وابن ماجه (4016)، وأحمد (23444) كلهم من حديث عمرو بن عاصم قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن جندب، عن حذيفة، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب".
قلت: في إسناده علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعّفه جمهور أهل العلم.
وقد روي مرسلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح.
52 - باب لا تجتمع أمتي على ضلالة
• عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لن تجتمع أمتي على الضلالة أبدًا فعليكم بالجماعة فإن يد اللَّه على الجماعة".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (12/ 447) عن عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا معتمر بن سليمان، عن مرزوق مولى آل طلحة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مرزوق مولى آل طلحة فإنه حسن الحديث.
وقد روي الحديث عن المعتمر بن سليمان على أوجه عديدة، منها: ما رواه الترمذيّ (2167)، وابن أبي عاصم في السنة (80)، والحاكم (1/ 115) كلهم من طريق المعتمر بن سليمان، حدّثنا
سليمان المدني، عن عبد اللَّه بن دينار، عن ابن عمر، فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وسليمان المدني هو عندي سليمان بن سفيان، وقد روى عنه أبو داود الطيالسي وأبو عامر العقدي وغير واحد من أهل العلم".
قلت: سليمان بن سفيان ضعّفه ابن المديني وابن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي وغيرهم.
وقد ساق الحاكم (1/ 114 - 115) سبعة أوجه من وجوه الاختلاف على المعتمر بن سليمان ثم قال:
فقد استقر الخلاف في إسناد هذا الحديث على المعتمر بن سليمان، وهو أحد أركان الحديث من سبعة أوجه لا يسعنا أن نحكم أن كلها محمولة على الخطأ بحكم الصواب لقول من قال: عن المعتمر، عن سليمان بن سفيان المدني، عن عبد اللَّه بن دينار، ونحن إذا قلنا هذا القول نسبنا الراوي إلى الجهالة، فوهنّا به الحديث، ولكنا نقول إن المعتمر بن سليمان أحد أئمة الحديث، وقد روي عنه هذا الحديث بأسانيد يصح بمثلها الحديث، فلا بد من أن يكون له أصل بأحد هذه الأسانيد.
ثم وجدنا للحديث شواهد من غير حديث المعتمر لا أدعي صحتها ولا أحكم بتوهينها بل يلزمني ذكرها لإجماع أهل السنة على هذه القاعدة من قواعد الإسلام، فممن روى عنه هذا الحديث من الصحابة عبد اللَّه بن عباس". اهـ
قلت: حديث ابن عباس حسن وهو الحديث الآتي:
• عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يجمع اللَّه أمتي -أو قال: - هذه الأمة على الضلالة أبدًا، ويد اللَّه على الجماعة".
حسن: رواه الحاكم (1/ 115)، من وجهين: عن سلمة بن شعيب والعباس بن عبد العظيم - كلاهما عن عبد الرزاق، أنبأ إبراهيم بن ميمون، أخبرني عبد اللَّه بن طاوس، أنّه سمع أباه يحدث، أنه سمع ابن عباس يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
ورواه أيضًا الترمذيّ (2166) عن يحيى بن موسى، قال: حدّثنا عبد الرزاق، فذكره بإسناده. ولفظه:"يد اللَّه مع الجماعة".
وقال: "حسن غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه".
قلت: وهو كما قال؛ فإنّ إبراهيم بن ميمون الصنعاني -ويقال: الزبيدي- حسن الحديث. ووثّقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات.
والكلام عليه مبسوط في تفسير سورة النساء (115).
روي عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّه أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعا، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة".