الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جموع ما جاء في عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
1 - باب أن لا عيش إلا عيش الآخرة
• عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
…
فأصلح الأنصار والمهاجرة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6413)، ومسلم في الجهاد والسير (1805) كلاهما من طريق محمد بن جعفر غندر، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن سهل بن سعد الساعدي قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو يحفر، ونحن ننقل التراب، ويمر بنا، فقال:
"اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة
…
فاغفر للأنصار والمهاجرة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6414)، ومسلم في الجهاد والسير (1804) كلاهما من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره.
2 - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم
-
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا". وفي رواية: "كفافا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (4836)، ومسلم في الزهد والرقائق (1055: 18 - 20) كلاهما من طرق عن عمارة بن القعقعاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، فذكره. والرواية الثانية لمسلم.
• عن أبي هريرة قال: والذي نفسي بيده ما شبع نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهله ثلاثة أيام تباعا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (5374)، ومسلم في الزهد والرقاق (2976) كلاهما من طريق أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره، واللفظ لمسلم.
• عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام برّ ثلاث ليال تباعًا حتى قبض.
وفي رواية عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6454)، ومسلم في الزهد والرقاق (20: 2970) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، فذكرته. ورواه مسلم (22: 2970) من طريق عبد الرحمن بن يزيد، صت الأسود، عن عائشة باللفظ الثاني.
• عن عائشة قالت: ما شبعَ آلُ محمد صلى الله عليه وسلم من خبزِ بُرٍّ فوقَ ثلاثٍ.
صحيح: رواه مسلم في الزهد (23: 2970) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: ما أكل آل محمد صلى الله عليه وسلم أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر.
وفي رواية عنها قالت: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم يومين من خبز برّ إلا وأحدهما تمر.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6455)، من طريق إسحاق الأزرق، عن مسعر بن كدام، عن هلال (هو ابن حميد)، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. باللفظ الأول.
ورواه مسلم في الزهد (2971) من طريق وكيع عن مسعر به باللفظ الثاني.
• عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لقد مات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز وزيت في يوم واحد مرتين.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقاق (2974) من طرق عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني أبو صخر، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين: التمر والماء. وفي رواية: وما شبعنا من الأسودين.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأطعمة (5442)، فقال: قال محمد بن يوسف، عن سفيان، عن منصور بن صفية، حدثتني أمي، عن عائشة، فذكرته.
ورواه مسلم في الزهد والرقائق (31: 2975) من طريق عبد الرحمن (وهو ابن مهدي)، عن سفيان به، مثله.
ورواه مسلم (31: 2975) من طريق الأشجعي وأبي أحمد كلاهما عن سفيان بهذا الإسناد غير أن في حديثهما عن سفيان: وما شبعنا من الأسودين.
• عن عائشة قالت: توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين شبع الناس من الأسودين: التمر والماء.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (30: 2975) من طرق عن داود بن عبد الرحمن العطار، حدثني منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارًا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُحيم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6458) واللفظ له، ومسلم في الزهد (2927) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة أنها كانت تقول: واللَّه يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نارٌ، قال: قلت: يا خالة، فما كان يُعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقيناه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6459)، ومسلم في الزهد والرقائق (28: 2972) كلاهما من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، فذكرته. واللفظ لمسلم.
• عن عائشة قالت: توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما في رفّي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير، في رفّ لي، فأكلت منه حتى طال علي، فكِلتُه ففني.
متفق عليه: رواه البخاريّ في فرض الخمس (3097)، ومسلم في الزهد (2973) كلاهما من طريق أبي أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: إنما كان فراش رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي ينام عليها أدما، حشوه ليف.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (6456)، ومسلم في اللباس (38: 2082) كلاهما من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة قالت: كان وسادة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (37: 2082) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة أنها قالت: يا ابن أختي، كان شعر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فوق الوفْرة ودون الجُمّة، وايم اللَّه يا ابن أختي، إن كان ليمُرّ على آل محمد صلى الله عليه وسلم الشهر ما يوقد في بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من نار إلا أن يكون اللحيم، وما هو إلا الأسودان. الماء والتمر، إلا أن حولنا أهل دور من الأنصار -جزاهم اللَّه خيرًا في الحديث والقديم- فكل يوم يبعثون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بغزيرة شاتهم -يعني: فينال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من ذلك اللبن-
ولقد توفّي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما في رفّي من طعام يأكله ذو كبد إلا قريب من شطْر شعير، فأكلت منه حتى طال علي لا يفنى، فكِلته ففَني، فليتني لم أكن كِلته، وايم اللَّه لئن كان ضِجاعه من أدم حشوه ليف.
حسن: رواه أحمد (24768) عن سُريج، حدّثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزناد فإنه حسن الحديث.
وأكثر فقرات الحديث في الصحيحين لكن لا يوجد بهذا السياق الطويل.
• عن عائشة قالت: لقد كان يأتي على آل محمد الشهر، ما يرى في بيتٍ من بيوته الدّخان، قلت: يا أمّهْ، وما كان طعامهم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، غير أنه كان له جيران صدْق من الأنصار، وكان لهم ربائب، فكانوا يبعثون إليه من ألبانها.
حسن: رواه ابن ماجه (4145)، وأحمد (25491) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، حدّثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة فإنه حسن الحديث.
قوله: "وكان لهم ربائب": واحدها: ربيبة وهي الغنم التي تكون في البيت وليست بسائمة. وفي معناه ما روي عن أبي هريرة قال: كان يمرّ بآل الرسول صلى الله عليه وسلم هلال، ثم هلال، لا يوقد في شيء من بيوتهم النار، لا لخبز، ولا لطبيخ، فقالوا: بأيّ شيء كانوا يعيشون با أبا هريرة؟ قال: الأسودان: التمر والماء، وكان لهم جيران من الأنصار، جزاهم اللَّه خيرًا، لهم منائح، يُرسلون إليهم شيئًا من لبن.
رواه أحمد (9249) عن خلف (هو ابن الوليد)، حدّثنا أبو معشر، عن سعيد (هو ابن أبي سعيد المقبري)، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وأبو معشر هو: نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف الحديث. والمعروف أن الحديث حديث عائشة فلعل الخطأ من أبي معشر فإنه أسن واختلط.
• عن عُليّ بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَزهد فيه: أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، واللَّه ما أتت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر ممّا له، قال: فقال له بعض أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قد رأينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستسلف.
صحيح: رواه أحمد (17817) عن يحيى بن إسحاق -هو السيلحيني-، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عُليّ بن رباح قال: فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أحمد (17773) عن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى (هو ابن عُليّ بن رباح) قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول: ما أبْعَد هَدْيكم من هَدْي نبيّكم صلى الله عليه وسلم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها. وإسناده صحيح.
• عن عُليّ بن رباح قال: كنت عند عمرو بن العاص بالإسكَنْدريّة، فذكروا ما هم فيه من العيش، فقال رجل من الصحابة: لقد توفي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغَليث.
قال موسى: يعني الشعير والسُّلت إذا خلطا.
صحيح: رواه أحمد (17772) عن عبد اللَّه بن يزيد قال: حدّثنا موسى -هو ابن عُليّ بن رباح- قال: سمعت أبي يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أمّ سلمة قالت: أكثر ما علمت أُتيَ به نبيّ اللَّه من المال لخريطةٌ، فيها ثمان مئة درهم.
حسن: رواه أحمد (26573)، والطبراني في الكبير (23/ 299) كلاهما من طريق بكر بن مضر، حدّثنا موسى بن جبير، عن عبد اللَّه بن رافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة، فذكرته.
وإسناده حسن من أجل موسى بن جبير الأنصاري، روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في ثقاته وعرفه أبو سعيد بن يونس.
ورواه الطبراني في الكبير (23/ 414 - 415) من طريق عمرو بن الحارث، عن موسى بن جبير به. وزاد فيه قصةً، إلا أن في بعض ألفاظها غرابة.
• عن النعمان بن بشير قال: ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه.
زاد في رواية: وما ترضون دون ألوان التمر والزبد.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (2977) من طرق عن أبي الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير، فذكره.
ورواه من طريق زهير، عن سماك عنه نحوه، وزاد الزيادة المذكورة.
وقوله: "الدقل" التمر الرديء.
• عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان يخطب قال: ذكر عمر ما أصاب الناس من الدنيا، فقال: لقد رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه.
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقاق (2978) من طرق عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سماك بن حرب، فذكره.
• عن قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك، وخبازه قائم وقال: كلوا فما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرققا حتى لحق باللَّه، ولا رأى شاة سميطا بعينه قط.
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (6457) عن هدبة بن خالد، حدّثنا همام بن يحيى، حدّثنا قتادة، فذكره.
• عن أنس قال: لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوانٍ حتى مات، وما أكل خبزًا مرققا حتى مات.
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (6450) عن أبي معمر، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
• عن أنس، أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"ما هذه الكسرة يا فاطمة؟ " قالت: قرص خبزتهن فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، فقال:"أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام".
حسن: رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 400)، والطبراني في الكبير (1/ 232) كلاهما من طريق هشام بن عبد الملك أبي الوليد الطيالسي، أخبرنا أبو هاشم صاحب الزعفران، أخبرنا محمد ابن عبد اللَّه أن أنس بن مالك حدثه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي هاشم -واسمه: عمار بن عمارة- ومحمد بن عبد اللَّه بن أبي سليم فإنهما حسنا الحديث.
ورواه أحمد (13223) عن عبد الصمد (هو ابن عبد الوارث)، حدّثنا عمار أبو هاشم صاحب الزعفران، عن أنس بن مالك، فذكر نحوه.
وإسناده منقطع لأن عمار بن عمارة لم يسمع من أنس.
• عن أبي حازم قال: سألت سهل بن سعد فقلت: هل أكل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النقيَّ؟ فقال سهل: ما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم النقيّ من حين ابتعثه اللَّه عز وجل حتى قبضه اللَّه. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم منخلًا من حين ابتعثه اللَّه حتى قبضه. قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه فيطيرُ ما طار، وما بقي ثرّيناه فأكلناه.
صحيح: رواه البخاريّ في الأطعمة (5413) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب، عن أبي حازم قال: فذكره.
قوله: "النقي" أي خبز الدقيق النظيف الأبيض.
وقوله: "مناخل" جمع منخل وهي أداة يغربل ويصفى فيها البر والشعير ونحوهما، والشيء
المتبقي بعد التنقية والتصفية هو النُّخالة.
• عن أبي أمامة قال: ما كان يفضل عن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم خبز الشعير.
صحيح: رواه الترمذيّ في جامعه (2359)، وفي الشمائل (144)، وأحمد (22244) كلاهما من طريق حريز بن عثمان (هو الرحبي)، عن سليم بن عامر قال: سمعت أبا أمامة يقول: فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
• عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يدّخر شيئًا لغدٍ.
حسن: رواه الترمذيّ (2362)، وابن حبان (6356)، والبيهقي في شعب الإيمان (1391) كلهم من طريق قتيبة بن سعيد، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل جعفر بن سليمان هو الضبعي فإنه حسن الحديث.
وأما الترمذيّ فقد أعله بالإرسال فقال: "هذا حديث غريب، وقد روي هذا الحديث عن جعفر ابن سليمان، عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا" اهـ
قلت: وهذا الإرسال لا يضر لأن قتيبة بن سعيد الثقفي من الثقات الأثبات، وقد توبع على الوصل.
رواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (824) من طريق قيس بن حفص، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس مثله.
وقيس بن حفص هو التميمي الدارمي وهو أيضًا من الثقات، فهذا يقوّي جانب الوصل.
ولم أقف على الإسناد المرسل، ولم يذكره الترمذيّ أيضًا فالحكم للوصل.
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي رواه البخاري (2904)، ومسلم في الجهاد (1757: 48) وفيه: "أن أموال بني النضير كانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة، وكان ينفق على أهله نفقة سنته، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل اللَّه".
لأن قول أنس كان قبل الفتوحات وكان للمسلمين حاجة إلى الأكل والشرب، فكان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق عليهم ما كان في يده، ولا يدّخر منه شيئًا، وأما بعد الفتوحات فاستغنى المسلمون ووسّع اللَّهُ عليهم من الدنيا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يدّخر قوت أزواجه ما يكفيهم لمدة سنة.
• عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب قال: في حديث اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نساءه -الطويل-: وإنه لعلى حصير ما بينه وبينه شيء، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، وإن عند رجليه قرظا مضبورًا، وعند رأسه أهبًا معلقة، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فبكيت فقال:"ما يبكيك؟ ". فقلت: يا رسول اللَّه، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون
لهما الدنيا ولك الآخرة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (4913) ومسلم في الطلاق (1479: 31) كلاهما من طريق سليمان بن بلال، عن يحيى، أخبرني عبيد بن حنين، أنه سمع عبد اللَّه بن عباس، يحدِّث، قال: فذكره، والسياق لمسلم. والحديث بطوله مذكور في تفسير سورة التحريم.
قوله: "من أدم" هو جلد مدبوغ جمع أديم.
وقوله: "مضبورًا" مجموعا.
وقوله: "أهبا معلقة" أهب جمع إهاب هو الجلد قبل الدباغ. وقيل: الجلد مطلقا.
• عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على سرير مرمل بشريط، وتحت رأسه وسادة من أدم، حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عمر فانحرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انحرافة، فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبا، وقد أثر الشريط بجنب النبي صلى الله عليه وسلم، فبكى عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما يبكيك يا عمر؟ " قال: واللَّه ما أبكي إلا أن أكون أعلم أنك أكرم على اللَّه من كسرى، وقيصر، وهما يعيثان في الدنيا فيما يعيثان فيه، وأنت يا رسول اللَّه، بالمكان الذي أرى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ " قال عمر: بلى، قال:"فإنه كذاك"
حسن: رواه أحمد (12417)، وابن حبان (6362)، والبخاري في الأدب المفرد (1163) كلهم من طريق مبارك بن فضالة، حدّثنا الحسن (هو البصري)، حدّثنا أنس بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مبارك بن فضالة فإنه حسن الحديث إذا صرّحَ.
وتصريح مبارك بن فضالة والحسن جاء عند البخاري في الأدب المفرد.
• عن أنس بن مالك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لم يجتمع له غداء ولا عشاء من خبز ولحم إلا على ضفف.
صحيح: رواه الترمذيّ في الشمائل (139)، وأحمد (13859)، وأبو يعلى (3108)، وصحّحه ابن حبان (6359) كلهم من طريق عفان بن مسلم، حدّثنا أبان بن يزيد، حدّثنا قتادة، عن أنس قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (5/ 15): "رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح".
قوله: "ضفف" بفتح الضاد والفاء: الضيق والشدة.
وقيل: اجتماع الناس أي مع الضيوف.
• عن أبي طلحة قال: شكونا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الجوعَ، ورفعنا عن بطوننا عن
حجرٍ حجرٍ، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عن بطنه حجرين.
حسن: رواه الترمذيّ في الجامع (2371)، وفي الشمائل (134)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (223) كلاهما من طريق عبد اللَّه بن أبي زياد، قال: حدّثنا سيار بن حاتم، عن سهل بن أسلم، عن يزيد بن أبي منصور، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة قال: فذكره.
وقال الترمذيّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال في الشمائل: "هذا حديث غريب من حديث أبي طلحة، لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
وهو كما قال، فإني لم أجدْ لحديث أبي طلحة إسنادًا آخر، وإسناده حسن من أجل سيار بن حاتم فإنه مختلف فيه غير أنه صدوق في نفسه، أُخِذَ عليه رواية بعض أحاديث الرقاق وقعتْ فيها مناكير، وأما الحديث المذكور فأصله ثابت من حديث جابر في صحيح البخاري (4101) وهو مخرج في غزوة الخندق.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أصبح في آل محمد إلا مدٌّ من طعام". أو "ما أصبح في آل محمد مدٌّ من طعام".
حسن: رواه ابن ماجه (4148) عن محمد بن يحيى، حدّثنا أبو المغيرة (هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني)، حدّثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه المسعودي، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللَّه، فذكره.
والمسعودي صدوق لكنه اختلط في آخر عمره، ولا يُعرف متى سمع أبو المغيرة منه، لكن المسعودي توبع.
رواه ابن الأعرابي في معجمه (978)، والحاكم (1/ 543)، والبيهقي في الدلائل (6/ 106) كلهم من طريق مسعر بن كدام، عن علي بن بذيمة به، نحوه.
وأبو عبيدة هو: ابن عبد اللَّه بن مسعود مشهور بكنيته، والراجح أنه لم يسمع من أبيه شيئًا، لكنْ حديثه هذا له أصول صحيحة فيحمل على أنه سمع بعض أهل بيته، عن ابن مسعود.
• عن أنس قال: لقد سمدت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "مما أمسى عند آل محمد صلى الله عليه وسلم صاعُ برٍّ، ولا صاعُ حبّ"، وإنّ عنده لتسع نسوةٍ.
وفي لفظ: "ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع ولا أمسى" وإنهم لتسعة أبيات.
صحيح: رواه البخاريّ في البيوع (2069) من طرق عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أنس، فذكره.
واللفظ الثاني: رواه في الرهن (2508) من طريق هشام، حدّثنا قتادة، به.
وفي الباب ما روي عن أبي صالح قال: دعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام فلما فرغ -وقال مرة-: فلما
أكلَ، حَمِدَ اللَّهَ، ثم قال:"ما ملأتُ بطني بطعام سخن منذ كذا وكذا".
رواه أحمد في الزهد (20) عن وكيع، حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح (هو ذكوان السمان)، فذكره. وهذا مرسل.
ووصله ابن ماجه (4150) عن سويد بن سعيد، حدّثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
وسويد بن سعيد هو الحدثاني ضعيف، قال البخاري:"سويد بن سعيد فيه نظر، كان أعمى فيلقن ما ليس بحديثه". التاريخ الأوسط (2/ 262) ومع ذلك حسّن إسناده ابن حجر في الفتح (11/ 293)، ولعله حسّنه من أجل شواهده.
• عن أبي سعيد الخدري، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أحرج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه، وقالوا: ويحك تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هلا مع صاحب الحق كنتم؟ " ثم أرسل إلى خولة بنت قيس فقال لها: "إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمر فنقضيك"، فقالت: نعم، بأبي أنت يا رسول اللَّه، قال: فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت، أوفى اللَّه لك، فقال:"أولئك خيار الناس، إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع".
صحيح: رواه ابن ماجه (2426) واللفظ له، وابن أبي شيبة (22543) وعنه أبو يعلى (1091) من طريق محمد بن أبي عبيدة قال: حدثني أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وقال المنذري في الترغيب (2/ 611): "رواه أبو يعلى ورواته رواة الصحيح".
ومحمد بن أبي عبيدة هو: محمد بن أبي عبيدة بن معن المسعودي، واسم أبي عبيدة: عبد الملك، وكلاهما ثقتان.
وقوله: "غير مُتعْتَعٍ" أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه أو يزعجه.
• عن أنس بن مالك أن أم سليم بعثتْه إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقناع عليه رطب، فجعل يقبض قبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ثم يقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ثم جلس فأكل بقيته أكْلَ رجل يُعلم أنه يشتهيه.
صحيح: رواه أحمد (12267)، وأبو يعلى (2896)، وابن حبان (695) كلهم من طرق عن همام (هو ابن يحيى العوذي)، حدّثنا قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.