الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: إن كان له أصل فيحسن حديثه وهذا منها.
• عن بريدة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن لبستين، وعن مجلسين، أما اللبستان فتصلي في السراويل ليس عليك شيء غيره، والرجل يصلي في الثوب الواحد لا يتوشح به، والمجلس: أن يحتبي بالثوب الواحد فتبصر عورته، ويجلس بين الظل والشمس.
حسن: رواه أبو داود (636)، وابن أبي شيبة (25728) واللفظ له، والحاكم (4/ 272) كلهم من حديث أبي المنيب عبيد اللَّه العتكي، عن عبيد اللَّه بن بريدة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي المنيب فقد تكلم فيه البخاري، ووثّقه النسائي فهو لابأس به إذا كان لحديثه أصل، ولم يقل فيه الحاكم شيئًا، ولكن قال الذهبي: أبو المنيب قوّاه أبو حاتم واحتج به النسائي.
29 - باب النهي عن إسبال الإزار أسفل من الكعبين
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار".
صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (5787) عن آدم، عن شعبة، حدّثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
ظاهر هذا الحديث أن الموضع الذي يناله الإزار من أسفل الكعبين يكون في النار. وتأوّل بعض أهل العلم بأن معناه أن عمله هذا عمل أهل النار وهم الكفار لأن من عادتهم جر الإزار افتخارًا.
وقال بعض أهل العلم بأنه محمول على قيد خيلاء؛ لأنه ورد فيه الوعيد بالاتفاق كما هو في الباب الذي يليه.
قال ابن عبد البر: "مفهومه أن الجر لغير الخيلاء، لا يلحقه الوعيد إلا أن جرّ القميص وغيره من الثياب مذموم على كل حال".
وقال النووي: لا يجوز الإسبال تحت الكعبين لخيلاء فإن كان لغيرها فهو مكروه. انظر للمزيد: الفتح (10/ 263).
• عن ابن عمر قال: مررت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفي إزاري استرخاء، فقال:"يا عبد اللَّه، ارفع إزارك"، فرفعته، ثم قال:"زد"، فزدت، فما زلت أتحراها بعد، فقال بعض القوم: إلى أين؟ فقال: أنصاف الساقين.
صحيح: رواه مسلم في اللباس (2086) عن أبي الطاهر، حدّثنا ابن وهب، أخبرني عمر بن محمد، عن عبد اللَّه بن واقد، عن ابن عمر، فذكره.
• عن ابن عمر قال: كساني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة من حلل السيراء، أهداها له فيروز، فلبست الإزار، فأغرقني طولا وعرضا، فسحبته، ولبست الرداء، فتقنعت به، فأخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعاتقي فقال: "يا عبد اللَّه، ارفع الإزار، فإن ما مست الأرض من
الإزار إلى ما أسفل من الكعبين في النار".
قال عبد اللَّه بن محمد: فلم أر إنسانا قط أشد تشميرًا من عبد اللَّه بن عمر.
حسن: رواه أحمد (5713)، وأبو يعلى (5714) كلاهما من حديث عبيد اللَّه بن عمر، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فإنه حسن الحديث وفيه ضعف يسير.
• عن ابن عمر قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلي إزار يتقعقع فقال: "من هذا؟ " قلت: عبد اللَّه بن عمر. قال: "إن كنت عبد اللَّه، فارفع إزارك، فرفعت إزاري إلى نصف الساقين". فلم تزل إزرته حتى مات.
حسن: رواه أحمد (6263) عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: حدّثنا أيوب عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عبد الرحمن الطفاوي فإنه حسن الحديث.
وقال عبد اللَّه بن مسلم أخو الزهري: رأيت ابن عمر إزاره إلى أنصاف ساقيه، والقميص فوق الإزار، والرداء فوق القميص.
رواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 84) عن معمر، عن عبد اللَّه بن مسلم، وكذلك قال أبو المتوكل كما رواه مسدد. المطالب العالية (2248).
• عن حذيفة، قال: أخذ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعضلة ساقي -أو ساقه- فقال: "هذا موضع الإزار، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت فلا حق للإزار في الكعبين".
صحيح: رواه الترمذيّ (1783)، والنسائي (5329)، وابن ماجه (3572)، وأحمد (23243)، والبيهقي في الشعب (5728)، وصحّحه ابن حبان (5445، 5449) كلهم من طريق أبي إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، فذكره.
ومسلم بن نذير حسن الحديث قال فيه أبو حاتم: "لا بأس به".
وتابعه الأغر أبو مسلم عند ابن حبان (5448) وهو ثقة.
قال ابن حبان: "سمع هذا الخبر أبو إسحاق عن مسلم بن نذير والأغر أبي مسلم، فالطريقان محفوظان إلا أن خبر الأغر أغرب، وخبر مسلم بن نذير أشهر".
• عن أبي جري جابر بن سليم، قال: رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه، لا يقول شيئًا إلا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قلت: عليك السلام يا رسول اللَّه، مرتين، قال:"لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الميت، قل: السلام عليك" قال: قلت: أنت رسول اللَّه؟ قال: "أنا رسول اللَّه الذي إذا
أصابك ضر فدعوته كشفه عنك، وإن أصابك عام سنة فدعوته، أنبتها لك، وإذا كنت بأرض قفراء -أو فلاة- فضلت راحلتك فدعوته، ردها عليك"، قال: قلت: اعهد إلي، قال: "لا تسبن أحدًا" قال: فما سببت بعده حرًّا، ولا عبدًا، ولا بعيرًا، ولا شاة، قال: "ولا تحقرن شيئًا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف، وارفع إزارك إلى نصف الساق، فإن أبيت فإلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن اللَّه لا يحب المخيلة، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه".
صحيح: رواه أبو داود (4084) واللفظ له، والترمذي (2722)، والبيهقي في الشعب (5730) كلهم من حديث أبي غفار المثنى بن سعيد الطائي، عن أبي تميمة الهُجيمي، عن جابر بن سليم، فذكره.
واختصره الترمذيّ وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
وصحّحه الحاكم (4/ 186) وأخرج نحوه أحمد (20635) كلاهما من طريق أبي تميمة الهجيمي، عن جابر به، نحوه.
وله طرق أخرى عن غير أبي تميمة منها ما رواه ابن حبان في صحيحه (522)، وأحمد (20633)، والبغوي في شرح السنة (3504) كلهم من طريق سلام بن مسكين، عن عقيل بن طلحة قال: حدثني أبو جري، فذكر نحوه.
وهذا إسناد أيضًا صحيح، وقد جاء هذا الحديث كاملًا ومختصرًا، وسبق الكلام عليه في كتاب الزكاة.
قوله: "عليك السلام تحية الميت". قال الخطابي: "يوهم أن السنة في تحية الميت أن يقال له: عليك السلام كما يفعله كثير من العامة". وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المقبرة فقال: "السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين" فقدم الدعاء على اسم المدعو له كهو في تحية الأحياء، وإنما قال ذلك القول منه إشارة إلى ما جرت به العادة منهم في تحية الأموات، إذ كانوا يقدمون اسم الميت على الدعاء وهو مذكور في أشعارهم كقول الشاعر:
عليك سلام اللَّه قيس بن عاصم
…
ورحمته ما شاء أن يترحما
وكقول الشماخ:
عليك سلام من أديم وباركت
…
ويد اللَّه في ذاك الأديم الممزّق
فالسنة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات". اهـ.
• عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه قال: سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار، فقال: على الخبير سقطت، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إزرة المسلم إلى نصف
الساق، ولا حرج -أو لا جناح عليه- فيما بينه وبين الكعبين، وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جرَّ إزاره بطرًا لم ينظر اللَّه إليه".
صحيح: رواه مالك في اللباس (12) عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: فذكره.
ورواه أبو داود (4093)، وابن ماجه (3573)، وأحمد (1101)، والبيهقي في الشعب (5726)، وصحّحه ابن حبان (5447) كلهم من هذا الوجه. وإسناده صحيح.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الإزار إلى نصف الساق"، فلما رأى شدة ذلك على المسلمين قال:"إلى الكعبين، لا خير فيما أسفل من ذلك".
صحيح: رواه أحمد (13605) واللفظ له، وأيضا (12424)، والبيهقي في الشعب (5729) كلاهما من طرق عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، فذكره.
• عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة، ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قال: فقرأها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابوا وخسروا، من هم يا رسول اللَّه؟ قال:"المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب"
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (106) من طرق عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن أبي زرعة، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، فذكره.
• عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن اللَّه عز وجل لا ينظر إلى مسبل الإزار".
صحيح: رواه النسائي (5332)، وأحمد (2955) كلاهما من حديث أشعث بن أبي الشعثاء، حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن الشريد الثقفي أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى هرول في أثره، حتى أخذ ثوبه فقال:"ارفع إزارك" قال: فكشف الرجل عن ركبتيه فقال: يا رسول اللَّه، إني أحنف وتصطكّ ركبتاي. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"كل خلق اللَّه عز وجل حسن".
قال: ولم ير ذلك الرجل إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه.
صحيح: رواه أحمد (19472) عن روح، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا إبراهيم بن ميسرة، أنه سمع عمرو بن الشريد، يحدث عن أبيه، فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: "إني أحنف" من الحنف وهو إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى لأن أصل الحنف الميل.
وقوله: "تصطكُّ ركبتاي" أي تضرب إحداهما الأخرى عند المشي.
• عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا عمرو بن زرارة
الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه، ويتواضع لفه، ويقول:"اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك" حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفتَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، إني أحمش الساقين، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا عمرو بن زرارة، إن اللَّه عز وجل قد أحسن كل خلقه، يا عمرو بن زرارة إن اللَّه لا يحب المسبلين". ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بكفه تحت ركبة نفسه فقال: "يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار" ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال:"يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار" ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال:"يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار".
حسن: رواه الطبراني في الكبير (8/ 277) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي فإنه حسن الحديث، ولكن في الإسناد الوليد بن مسلم وهو مدلس تدليس التسوية إلا أنه صرح بالسماع فيما رواه أحمد (17782) عنه قال: حدّثنا الوليد بن سليمان (أي ابن أبي السائب) أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم، عن عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره، إذْ لحقه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكر القصة نحوه.
والقاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من عمرو بن فلان وهو ابن زرارة كما في إسناد الطبراني، فقوله:"عن عمرو بن فلان" حكاية لا رواية؛ لأن القصة وقعت له وحذف الواسطة وهو أبو أمامة؛ لأن القاسم بن عبد الرحمن يعرف بصاحب أبي أمامة.
وقد حسّن أيضًا الحافظ ابن حجر في الإصابة (6035) إسناد أحمد، ولم يشر إلى أن القاسم لم يسمعه من عمرو بن فلان.
وفي الباب ما روي عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن سهل وهو يقول: "يا سفيان بن أبي سهل، لا تسبل إزارك؛ فإن اللَّه لا يحب المسبلين".
رواه ابن ماجه (3574)، وأحمد (18151)، وابن حبان (5442) كلهم من طريق شريك، عن عبد اللَّه بن عمير، عن حصين بن قبيصة، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.
وشريك هو ابن عبد اللَّه النخعي سيئ الحفظ، وللحديث طرق أخرى مدارها عليه، تفرد بهذه القصة وهو ممن لا يقبل تفرده.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: بيما رجل يصلي مسبلا إزاره، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"اذهب فتوضأ". فذهب فتوضأ، ثم جاء، ثم قال "اذهب فتوضأ". فقال له رجل: يا رسول اللَّه،