الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلفظ: "حب العيش والمال".
• عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يهرم ابن آدم، وتشب منه اثنتان: الحرص على المال، والحرص على العمر".
وفي لفظ: "يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان: حب المال وطول العمر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6421)، ومسلم في الزكاة (1047) كلاهما من طرق عن قتادة، عن أنس، فذكره.
واللفظ الأول لمسلم، واللفظ الثاني للبخاري.
5 - باب ما رفع اللَّه شيئًا إلا وضعه
• عن أنس قال كانت ناقة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تسمى العضباء، وكانت لا تُسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سبقت العضباء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"إن حقا على اللَّه أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه".
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (6501) عن محمد قال: أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: كانت ناقة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود فسبقها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"حقا على اللَّه لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه".
صحيح: رواه البزار (7700)، والدارقطني (4826 - 4828) كلاهما من طرق عن معن بن عيسى، حدّثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
والحديث روي عن مالك مرسلا، ولا يضر لأن الراوي يصل الحديث عند نشاطه، وتارة يرسل عند عدم نشاطه.
قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رفعه إلا مالك، ولا عنه إلا معن، قال معن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يوما نشيطا، فحدثنا به عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة".
6 - باب التحذير من زهرة الدنيا والتنافس فيها
• عن عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره أن عمرو بن عوف -وهو حليف
لبني عامر بن لؤي كان شهد بدرًا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخبره أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين، وأمّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافوا صلاة الفجر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما صلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين رآهم وقال:"أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ " فقالوا: أجل يا رسول اللَّه، قال:"فأبشروا وأملوا ما يسركم، فواللَّه ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقائق (6425)، ومسلم في الزهد والرقاق (2961) كلاهما من طرق عن الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
ورواه أحمد (18916) من طريق معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة قال: فذكر الحديث نحوه. وجعله من مسند المسور بن مخرمة.
فلعل أحد الرواة اقتصر في الإسناد فلم يذكر عمرو بن عوف.
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا اللَّه، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أو غير ذلك، تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، ثم تتباغضون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (2962) عن عمرو بن سواد العامري، أخبرنا عبد اللَّه ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح - هو أبو فراس مولى عبد اللَّه بن عمرو بن العاص حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج اللَّه لكم من زهرة الدنيا"، قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول اللَّه؟ قال: "بركات الأرض" قالوا: يا رسول اللَّه، وهل يأتي الخير بالشر؟ قال: "لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، لا يأتي الخير إلا بالخير، إن كل ما أنبت الربيع يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر، فإنها تأكل حتى إذا امتدت خاصرتاها، استقبلت الشمس، ثم اجترت، وبالت، وثلطت، ثم عادت فأكلت، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بحقه ووضعه في حقه، فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان
كالذي يأكل ولا يشبع".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6427)، ومسلم في الزكاة (1052: 122) كلاهما من طريق مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري قال: جلس رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المنبر، وجلسنا حوله، فقال:"إن مما أخاف عليكم بعدي، ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها". فقال رجل: أو يأتي الخير بالشر؟ يا رسول اللَّه! قال: فسكت عنه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. فقيل له: ما شأنك؟ تكلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ قال: ورأينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح عنه الرحضاء، وقال:"إن هذا السائل"(وكأنه حمده) فقال: "إنه لا يأتي الخير بالشر، وإن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم إلا أكلة الخضر، فإنها أكلت، حتى إذا امتلأت خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت، وإن هذا المال خضر حلو، ونعم صاحب المسلم هو لمن أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل"(أو كما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم)"وإنه من يأخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون عليه شهيدًا يوم القيامة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (1465)، ومسلم في الزكاة (1052: 123) كلاهما من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
• عن عقبة بن عامر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج يوما، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال:"إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني واللَّه لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض -أو مفاتيح الأرض- وإني واللَّه ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6426)، ومسلم في الفضائل (2296: 30) كلاهما عن قتيبة ابن سعيد، حدّثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر، فذكره.
قوله: "وإني واللَّه ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي" قال النووي: "معناه أن أمته صلى الله عليه وسلم لا ترتدّ جملةً". أي لا يقعون في الشرك باللَّه عامة.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما أخشى عليكم الفقر، ولكن أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكنْ أخشى عليكم العمدَ".
صحيح: رواه أحمد (8074)، وصحّحه ابن حبان (3222)، والحاكم (2/ 534) كلهم من طريق جعفر بن برقان، سمعت يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده صحيح.
وقال الهيثمي في المجمع (3/ 121): "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح".
• عن عوف بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام في أصحابه، فقال:"الفقر تخافون أو العوز، أو تهمكم الدنيا؟ ، إن اللَّه فاتح لكم فارس والروم، وتصب عليكم الدنيا صبًّا".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (3611)، والطبراني في الكبير (18/ 52) كلاهما من طريق بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن عوف بن مالك، فذكره.
وإسناده حسن من أجل بقية بن الوليد وهو مدلس، وقد عنعن، لكن تقبل عنعنته إذا روى عن بحير بن سعد كما قال ابن عبد الهادي.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 245): "رواه الطبراني والبزار بنحوه، ورجاله وثقوا إلا أن بقية مدلس، وإن كان ثقة".
والمراد بـ "الروم" هي بلاد الشام، وهي الآن سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين.
• عن محمد بن كعب القرظي قال: دعي عبد اللَّه بن يزيد الخطمي إلى طعام، فلما جاء رأى البيت منجدًا، فقعد خارجا وبكى، قالوا: ما يبكيك؟ قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا شيع جيشا، فبلغ عقبة الوداع، قال:"أستودع اللَّه دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم"، فرأى رجلا ذات يوم قد رقع بردة له بقطعة فرو، قال: فاستقبل مطلع الشمس وقال بيده -وصف حماد ببطن الكفين ومد بيده-: "تطالعت عليكم الدنيا، تطالعت عليكم الدنيا". أي أقبلت حتى ظننا أن تقع علينا، ثم قال:"أنتم اليوم خير أم إذا غدت عليكم قصعة، وراحت أخرى، ويغدو أحدكم في حلة، ويروح في أخرى، وتستر بيوتكم كما تستر الكعبة".
صحيح: رواه أحمد في الزهد (1102) عن عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو جعفر الخطمي، عن محمد بن كعب القرظي قال: فذكره. وإسناده صحيح.
وأبو جعفر الخطمي هو عمير بن يزيد بن عمير الأنصاري، وثّقه ابن مهدي وابن نمير وابن معين والنسائي وغيرهم.
قال الهيثمي في المجمع (10/ 581): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي وهو ثقة".
ولم أقف عليه في مطبوعة الطبراني لأنه لم يطبع كاملًا إلى الآن.