الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وابن قبيصة بن ذؤيب إنْ كان إسحاق فصدوق، وإلا فهو مجهول لا يُعرف.
قوله: "قائد فتنة" منكر، وإنما الصحيح هو أسماء المنافقين كما جاء في صحيح مسلم.
16 - باب أن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة
• عن معاوية قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
حسن: رواه أحمد (16853) واللفظ له، وابن ماجه (4035، 4199)، وصحّحه ابن حبان (392، 690) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني أبو عبد ربه قال: سمعت معاوية يقول على هذا المنبر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل أبي عبد ربه ويقال: أبو عبد رب، فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب القدر.
17 - باب ظهور الفتن
• عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: استيقظ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ليلة فَزِعًا يقول: "سبحان اللَّه ماذا أنزل اللَّه من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يُوقظ صواحبَ الحجرات، -يريد أزواجه، لكي يُصلين- رب كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة".
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (7069) من طرق عن ابن شهاب الزهري، عن هند بنت الحارث الفراسية، أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: فذكرته.
• عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"تدور رَحَى الإسلام بخمس وثلاثين أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما" قال: قلت: أمما بقي أو مما مضى؟ قال: "مما مضى"
حسن: رواه أبو داود (4254)، وأحمد (3730 - 3731)، والحاكم (4/ 521، و 3/ 114) كلهم من طريق منصور بن المعتمر، عن رِبعي بن حِراش، عن البراء بن ناجية، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
والبراء بن ناجية فيه جهالة، تفرد بالرواية عنه ربعي بن حراش ولم يوثّقه سوى العجلي وابن حبان، ولذا قال الذهبي في الميزان: فيه جهالة لا يعرف إلا بحديث: "تدور رحى الإسلام بخمس وثلاثين سنة".
وأما قول ابن حجر في التقريب: "ثقة" ففيه نظر.
وله طريقان آخران يقويان:
أحدهما: ما رواه أحمد (3707)، وصحّحه ابن حبان (6664) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشب، حدثني أبو إسحاق الشيباني سليمان بن أبي سليمان، عن القاسم بن عبد الرحمن (هو ابن عبد اللَّه بن مسعود)، عن أبيه، عن جده.
وعبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود لم يسمع من أبيه إلا النزر اليسير، ليس هذا منها.
والثاني: ما رواه البزار (1942)، والطحاوي في شرح المشكل (1612) كلاهما من طريق شريك النخعي، عن مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود، فذكره، وفيه:"فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال، يأكلوا الدنيا سبعين عاما رغدا، وإن يقتتلوا يركبوا سنن من كان قبلهم".
وشريك سيء الحفظ، وكذا شيخه وبمجموع هذه الطرق يصير الحديث حسنا.
ومعنى الحديث: أن الفتنة تقع بعد خمس وثلاثين سنة، أو بعد ست وثلاثين، أو بعد سبع وثلاثين، ليس على الشك بل متى شاء اللَّه تعالى. فقد شاء أن تقع بعد خمس وثلاثين سنة بعد قتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان ذلك سببا لوقوع الاختلاف، وتفرق كلمة المسلمين.
وقوله: "فإن يصطلحوا فيما بينهم. . . " أي أنهم لم يصطلحوا نيما بينهم، فكان قد وقع فيهم سنن اللَّه الكونية من سفك الدماء، والقتال فيما بينهم، ولكن اللَّه بنعمته ورحمته حفظ هذه الأمة من الارتداد والهلاك، وستبقى ما شاء اللَّه إلى يوم القيامة.
• عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: قال أعرابي: يا رسول اللَّه، هل للإسلام من منتهى؟ قال:"نعم، أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد اللَّه عز وجل بهم خيرًا أدخل عليهم الإسلام"، قال: ثم ماذا يا رسول اللَّه؟ قال: "ثم تقع فتن كأنها الظلل"، فقال الأعرابي: كلا يا رسول اللَّه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساودَ صُبا يضرب بعضكم رقاب بعض".
وزاد في رواية في آخرها: "وأفضل الناس مؤمن معتزل في شعب من الشعاب، يتقي ربه تبارك وتعالى، ويدع الناس من شره".
صحيح: رواه أحمد (15918، 15917)، وصحّحه الحاكم (1/ 34، و 4/ 454 - 455) كلاهما من طريق الزهري، عن عروة بن الزبير، عن كرز بن علقمة الخزاعي، فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح".
والرواية الثانية: رواها أحمد (15919)، وصحّحها ابن حبان (5956) كلاهما من طريق
الأوزاعي قال: حدّثنا عبد الواحد بن قيس، حدّثنا عروة بن الزبير، عن كرز الخزاعي، فذكره.
وإسنادها حسن من أجل عبد الواحد بن قيس فإنه حسن الحديث.
قوله: "أساود" جمع أسود أي حيات.
قوله: "صُبًّا" بضم الصاد وتشديد الباء أي كأنهم حيات مصبوبة على الناس.
• عن عبد اللَّه بن عمر يقول: كنا قعودًا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكر الفتن، فأكثر فى ذكرها حتى ذكر فتنة الأَحلاس، فقال قائل: يا رسول اللَّه، وما فتنة الأحلاس؟ قال:"هي هربٌ وحربٌ ثم فتنة السَّرَّاء دَخَنُها من تحت قَدَمَيْ رجلٍ من أهل بيتي، يزعم أنه مني وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلحُ الناس على رجل كوركٍ على ضلعٍ، ثم فتنةُ الدُّهيماء لا تدع أحدًا من هذه الأمة إلا لطمتْه لطمةً، فإذا قيل: انقضت، تمادت، يُصبح الرجل فيها مؤمنًا ويُمسي كافرًا، حتى يصير الناس إلى فُسطاطَيْن: فُسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفُسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكم، فانتظروا الدجال من يومه أو من غده".
حسن: رواه أبو داود (4242)، وأحمد (6168)، والحاكم (4/ 466) كلهم من حديث أبي المغيرة، حدثني عبد اللَّه بن سالم (وهو الأشعري)، حدثني العلاء بن عتبة اليحصبي، عن عمير بن هانئ العنسي، سمعت عبد اللَّه بن عمر، فذكره.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: وهو كذلك؛ فإن رجاله رجال الصحيح غير العلاء بن عتبة فإنه صدوق من رجال أبي داود إلا أن أبا حاتم يرى أنه ليس بصحيح كأنه موضوع. العلل (2757).
كذا قال! وهو إمام هذا الفن، ولكنه لم يبيّنْ سبب الوضع، فلعله أشكل عليه معنى الحديث مثله مثل نظرائه في أحاديث الفتن.
وقوله: "يزعم أنه مني وليس مني" لقد وقع هذا كثيرًا في تاريخ الإسلام الطويل، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يحذّر أمته من هؤلاء الكذبة، ثم بيّن القاعدة العامة بقوله:"وإنما أوليائي المتقون"، وليس فيه نفيُ شرف لمن ثبت إليه صلى الله عليه وسلم.
وأما ما روي عن عبد اللَّه بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يكون في هذه الأمة أربع فتن في آخرها الفناء". فلا يصح.
رواه أبو داود (4241)، وابن أبي شيبة (38723) كلاهما من طريق بدر بن عثمان قال: أخبرني الشعبي، عن رجل، عن عبد اللَّه بن مسعود فذكره.
وإسناده ضعيف؛ فإن الراوي عن عبد اللَّه بن مسعود مبهم لم يسم.