الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيها منهم فأخرجوه. قال: فيجدونهم قد أخذتهم النّار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذتْه إلى قَدميه، ومنهم مَنْ أخذَتْه إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتيه، ومنهم من أَزَّرَتْه، ومنهم من أخذتْه إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولم تغشَ الوجُوهَ، فيستخرجونهم منها، فَيُطرحون في ماء الحياة". قيل: يا رسول اللَّه! وما الحياة؟ قال: "غُسْلُ أهل الجنّة، فينبتون نبات الزّرعة". وقال مرة فيه: "كما تنبت الزرعة في غثاء السّيل". "ثم يشفع الأنبياء في كلِّ من كان يشهد أن لا إله إلّا اللَّه مخلصًا، فيخرجونهم منها"، قال:"ثم يَتَحَنَّنُ اللَّه برحمته على مَنْ فيها، فما يترك فيها عبدًا في قلبه مثقالُ حَبَّةٍ من إيمان إلا أخرجه منها".
حسن: رواه أحمد (11081) واللفظ له، وابن خزيمة في التوحيد (648)، وابن ماجه (4280) مختصرًا، والحاكم (4/ 585، 586) كلّهم من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدّثني عبيد اللَّه بن المغيرة بن مُعيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العُتْواريّ -أحد بنى ليث- وكان يتيمًا في حجر أبي سعيد، قال: سمعت أبا سعيد يقول: فذكره.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".
قلت: إسناده حسن؛ لأنّ فيه محمد بن إسحاق وقد صرَّح بالتحديث.
وأمّا قول الحاكم: "صحيح على شرط مسلم". فهذا وهم منه؛ لأنّ عبيد اللَّه بن المغيرة بن مُعيقيب وشيخه سليمان بن عمرو بن عبد العُتواريّ لم يخرِّج له مسلم غير أنّهما ثقتان. وفي الباب أحاديث أخرى مذكورة في كتاب الإيمان وكتاب صفة القيامة.
3 - باب من يخرَج من النار يحسن الظن باللَّه أن لا يعيده فيها
• عن أنس بن مالك: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج من النار أربعة، فيعرضون على اللَّه، فيلتفت أحدهم، فيقول: أي رب! إذ أخرجتني منها فلا تعدني فيها، فينجيه اللَّه منها".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (192: 321) عن هداب بن خالد الأزدي، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس، فذكره.
4 - باب أهون أهل النار عذابا
• عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6561)، ومسلم في الإيمان (213) كلاهما عن محمد
ابن بشار، حدّثنا غندر قال: حدّثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق قال: سمعت النعمان بن بشير، فذكر الحديث. واللفظ للبخاري.
ورواه مسلم أيضًا عن محمد بن المثنى، عن غندر وفيه:"توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه".
وهي عند البخاري (6562) من رواية إسرائيل، عن أبي إسحاق، وزاد في آخره:"كما يغلي المرجل والقمقم".
ورواه مسلم أيضًا من وجه آخر عن الأعمش، عن أبي إسحاق:"إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أن أحدا أشد منه عذابا، وإنه لأهونهم عذابا".
قوله: "أخمص" هو المتجافي من الرجل عن الأرض.
وقوله: "شراكان" الشراك أحد سير النعل، وهو الذي يكون على وجهها وعلى ظهر القدم.
وقوله: "المرجل" هو قِدر معروف سواء كان من حديد، أو نحاس، أو حجارة، أو خزف.
• عن أبي سعيد الخدري أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أدنى أهل النار عذابا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (211) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا زهير بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
• عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أهون أهل النار عذابا أبو طالب وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (212) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد ابن سلمة، حدّثنا ثابت، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن عباس، فذكره.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أهون أهل النار عذابا عليه نعلان يغلي منهما دماغه".
حسن: رواه أحمد (9576)، وابن حبان (7472)، والحاكم (4/ 580) كلهم من طريق محمد ابن عجلان قال: سمعت أبي، يحدث عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عجلان وأبيه فكلاهما حسن الحديث.
وأما ما ذكر عن اختلاط محمد بن عجلان في أحاديث أبي هريرة فالصحيح أنه كان يروي عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة، فاختلطت عليه فجعلها كلها من