الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا قليلٍ، المتمسكُ منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك أو جمر الغضى".
حسن: رواه أحمد (9073) عن يحيى بن إسحاق، وحسن (هو ابن موسى) -وجعفر الفريابي في صفة المنافق (100) عن قتيبة بن سعيد- كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي يونس -وهو سليم بن جبير مولى أبي هريرة- عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ للفريابي. وإسناده حسن فإن ابن لهيعة -وإن كان سيء الحفظ- إلا أن بعض أهل العلم احتملوا ما رواه قتيبة عنه.
وقوله: "فتن كقطع الليل المظلم. . . يبجع دينه بعرض من الدنيا". رواه مسلم في الإيمان (118) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو مذكور في موضعه.
ورواه الحاكم (4/ 439 - 440)، والداني في الفتن (53) من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا:"ويل للعرب من شر قد اقترب، مُوتوا إن استطعتم" فقوله: "موتوا إن استطعتم" زيادة شاذّة.
27 - باب فتنة القتال من أجل الدنيا
• عن أبي المنهال قال: لما كان ابن زياد ومروان بالشام، ووثبَ ابن الزبير بمكة، ووَثَبَ القراء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره، وهو جالس في ظل عُلَيةٍ له من قَصبٍ، فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمُه الحديثَ، فقال: يا أبا برزة، ألا ترى ما وقع فيه الناس؟ فأول شيء سمعته تكلم به: إني احتسبتُ عند اللَّه أني أصبحتُ ساخطا على أحياء قريش، إنكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الذي علمتم من الذلّةِ والقلّةِ والضلالة، وإن اللَّه أنقذكم بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشام، واللَّه إن يُقاتل إلا على الدنيا.
صحيح: رواه البخاريّ في الفتن (7112) عن أحمد بن يونس، حدّثنا أبو شهاب، عن عوف، عن أبي المنهال، فذكره.
28 - باب ظهور الفتن إذا كُسِرَ الباب المغلق
• عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند عمر فقال: أيكم يحفظ قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قلت: أنا، كما قاله. قال: إنك عليه أو عليها لجريء، قلت: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفّرها الصلاة والصوم والصدقة والأمر والنهي، قال: ليس هذا أريد، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا
أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: أيكسر أم يفتح؟ قال: يكسر، قال: إذًا لا يُغلق أبدًا، قلنا: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون الغد الليلة، إني حدثته بحديث ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأل حذيفة، فأمرنا مسروقا، فسأله، فقال: الباب عمر.
وفي رواية زاد حذيفة وقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أَنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، إلا ما أشرب من هواه".
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا، يوشك أن يكسر، قال عمر: أكسرًا لا أبا لك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد، قلت: لا بل يُكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط. قال: يعني أنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه: رواه البخاريّ في مواقيت الصلاة (525)، ومسلم في الفتن (144: 26) كلاهما من حديث يحيى، عن الأعمش قال: حدثني شقيق قال: سمعت حذيفة، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم في الإيمان (144: 231) من طرق أخرى عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، فذكره. وهذا التفصيل ذكره مسلم لم يذكره البخاري.
ويُفهم من هذا الحديث أن الحائل بين الفتن والإسلام عمر وهو الباب، فلما استُشْهد أي كُسر الباب بدأت الفتن، فوقعت فتنة مقتل عثمان، وقد أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي:
• عن أبي موسى الأشعري قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يومًا إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت: لأكونن اليوم بواب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرني، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم، وقضى حاجته، وجلس على قُفّ البئر، فكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر، يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت، حتى أستأذن لك، فوقف، فجئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي اللَّه، أبو بكر يستأذن عليك، قال:"ائذن له وبشره بالجنة". فدخل فجاء عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء عمر فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ائذن له وبشره بالجنة". فجاء عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم، فكشف عن ساقيه فدلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت