الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
متفق عليه: رواه البخاريّ في النكاح (5219)، ومسلم في اللباس (2130) من طريق هشام (هو ابن عروة)، حدثتني فاطمة (هي ابنة المنذر)، عن أسماء، فذكرته.
• عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول اللَّه، أقول: إن زوجي أعطاني ما لم يعطني؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور".
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2129) عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، ثنا وكيع وعبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ومعنى الحديث كما قال النووي: "قال العلماء: معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يُظهر أن عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس ويتزين بالباطل فهو مذموم، كما يذم من لبس ثوبي زور. قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء. وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له. وقيل: هو من يلبس قميصًا واحدًا ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين. وحكى الخطابي قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن، وقولا آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما فلا ترد شهادته لحسن هيئته. واللَّه أعلم".
19 - باب ما يحرم من الثياب على النساء
• عن أم سلمة قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يقول: "لا إله إلا اللَّه، ماذا أنزل الليلة من الفتن، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات، كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة"
صحيح: رواه البخاريّ في اللباس (5844) عن عبد اللَّه بن محمد، ثنا هشام، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرتني هند بنت الحارث، عن أم سلمة، فذكرته.
وزاد في آخره: قال الزهري: وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها.
قوله: "كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة" جاء في تفسيره أقوال كثيرة منها أنها كاسية بالثياب، لكنها شفافة لا تستر عورتها، فتعاقب في الآخرة بالعري جزاء على ذلك.
قوله: "قال الزهري. . . الخ موصول بالإسناد السابق.
وهند بنت الحارث الفراسية ويقال: القرشية.
قال الحافظ: "والمعنى أنها كانت تخشى أن يبدو من جسدها شيء بسبب سعة كميها، فكانت تزرر ذلك لئلا يبدو منه شيء، فتدخل في قوله: "كاسية عارية". فتح الباري (10/ 303).
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2128) عن زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "كاسيات عاريات" قيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارًا بحالها، وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف ما تحته، وقيل: تلبس ثوبا ضيقا يحجم جسدها، والأظهر أنه يشمل ذلك كله.
قوله: "أسنمة البخت" أي هن اللواتي يجعلن على رؤوسهن كالعمامة مثل سنام الإبل، وهو شعار المغنيات في ذلك الزمان، و"البخت": جمالٌ طوال الأعناق.
• عن أسامة بن زيد قال: كساني رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مما أهداها دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ما لك لم تلبس القبطية؟ " قلت: يا رسول اللَّه، كسوتها امرأتي، فقال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مُرْها فلتجعل تحتها غلالة إني أخاف أن تصف حجم عظامها".
حسن: رواه أحمد (21786) عن أبي عامر، حدّثنا زهير يعني ابن محمد، عن عبد اللَّه يعني ابن محمد بن عقيل، عن ابن أسامة بن زيد، أن أباه أسامة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في حديثه ما ينكر عليه.
ورواه مسدد كما في المطالب (2225) عن بشر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم حلة وثوب شامي، فكساني الحلة، وكسى أسامة الثوب، فرحت في حلتي، وقال صلى الله عليه وسلم لأسامة:"ما صنعت بثوبك؟ " قال: كسوته امرأتي. قال صلى الله عليه وسلم: "فمرها تلبس تحته ثوبا شفيفا لا يصف حجم عظامها للرجال".
والصحيح أن الحديث حديث أسامة، وزهير بن محمد ثقة ثبت في أهل الحجاز، وقد تابعه عددٌ من الرواة، ولم يتابع أحد بشر بن المفضل وهو ثقة أيضًا.
وقوله: "قبطية" نسبة إلى قبط مصر، وهي ثياب من كتان رقيق كانت أقباط مصر يعملونها.
وقوله: "كثيفة" أي غليظة لكن لنعومتها ورقتها تصف حجم ما تحتها.
وفي معناه ما روي عن دحية بن خليفة الكلبي نفسه أنه قال: أتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقباطي، فأعطاني منها قبطية، فقال:"اصدعها صدعين، فاقطع أحدهما قميصا، وأعط الآخر امرأتك تختمر به"، فلما أدبر، قال:"وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها".
رواه أبو داود (4116) من طريقين عن ابن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن موسى بن جبير، أن عبيد اللَّه بن عباس، حدثه عن خالد بن يزيد بن معاوية، عن دحية بن خليفة الكلبي
قال أبو داود: "رواه يحيى بن أيوب، فقال: عباس بن عبيد اللَّه بن عباس".
قلت: ورواه الحاكم (4/ 187) من طريق يحيى بن أيوب قال: حدثني موسى بن جبير أن عباس ابن عبيد اللَّه بن عباس بن عبد المطلب، حدثه عن خالد بن يزيد، به مثله.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد"، وتعقبه الذهبي فقال:"فيه انقطاع" يعني خالد بن يزيد بن معاوية لم يلق دحية بن خليفة الكلبي، فالصحيح أنه حديث أسامة بن زيد.
• عن عبد اللَّه بن عمرو يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف، العنوهن، فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم".
حسن: رواه أحمد (7083)، وابن حبان (5753)، والحاكم (4/ 436) كلهم من حديث عبد اللَّه بن عياش بن عباس القتباني قال: سمعت أبي يقول: سمعت عيسى بن هلال الصدفي وأبا عبد الرحمن الحبلي يقولان: سمعنا عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن عياش بن عباس فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا كان له أصل، وهذا منه إلا بعض فقراته فلم أقف على أصل لها.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، وتعقبه الذهبي فقال:"عبد اللَّه وإن كان قد احتج به مسلم فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: "هو قريب من ابن لهيعة".
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: جاءت أميمة بنت رقيقة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تبايعه على الإسلام فقال: "أبايعك على أن لا تشركي باللَّه شيئًا، ولا تسرقي، ولا تزني، ولا تقتلي ولدك، ولا تأتي ببهتان تفترينه بين يديك ورجليك، ولا تنوحي، ولا تبرجي تبرج الجاهلية الأولى".
حسن: رواه أحمد (6850) عن خلف بن الوليد، حدّثنا ابن عياش، عن سليمان بن سليم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: فذكره.