الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - باب القدر الذي يجوز فيه استعمال الحرير للرجال
• عن أبي عثمان قال: كتب إلينا عمر، ونحن بأذربيجان: يا عتبة بن فرقد، إنه ليس من كدّك، ولا من كدّ أبيك، ولا من كدّ أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك، وإياكم والتنعم، وزي أهل الشرك، ولبوس الحرير، فإن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نهى عن لبوس الحرير، قال: إلا هكذا، ورفع لنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إصبعيه: الوسطى والسبابة وضمّهما.
قال زهير: قال عاصم: هذا في الكتاب، قال: ورفع زهير إصبعيه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (5829)، ومسلم في اللباس (2069: 12) كلاهما عن أحمد ابن عبد اللَّه بن يونس، حدّثنا زهير، حدّثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان، فذكره. واللفظ لمسلم.
• عن سويد بن غفلة، أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية، فقال: نهى نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع إصبعين، أو ثلاث، أو أربع.
صحيح: رواه مسلم في اللباس والزينة (2069: 15) من طريق معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عامر الشعبي، عن سويد بن غفلة، فذكره.
3 - باب قبول هدية الحرير دون لبسه بعد التحريم للرجال
• عن البراء بن عازب قال: أتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بثوب من حرير، فجعلوا يعجبون من حُسْنِه ولِينِه، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لمناديلُ سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (3802)، ومسلم في فضائل الصحابة (2468) كلاهما من حديث محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول: فذكره. واللفظ للبخاري.
ولفظ مسلم: أهديت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه يلمسونها ويعجبون من لينها.
• عن أنس قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم جبة سندلس، وكان ينهى عن الحرير، فعجب الناس منها، فقال:"والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الهبة (2615)، ومسلم في الفضائل (2469) كلاهما من حديث يونس بن محمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس، فذكره.
ورواه مسلم من وجه آخر عن عمر بن عامر، عن قتادة، عن أنس أن أكيدر دومة الجندل أهدى لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة، فذكر نحوه، ولم يذكر فيه:"وكان ينهى عن الحرير".
ورواه أحمد (13938) عن أبي داود، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس وفيه:"فجعلوا يمسحونه، وينظرون إليه".
قوله: "وكان ينهى عن الحرير" قال البيهقي (3/ 274): "قبل أن ينهى عن الحرير" هي أشبه بالصحة من رواية من روى: "وكان ينهى عن الحرير".
وهو كما قال. وذلك أن البخاري ذكر بعده حديث سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، عن أنس معلقا (2616) ولكنه لم يسق لفظه.
فإذا نظرنا إلى لفظه وجدنا أنه يقول: "قبل أن ينهى عنه" كما في الحديث الآتي، وكذلك الحديث الذي بعده.
• عن أنس بن مالك أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جبة حرير، وذلك قبل أن ينهى نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم عن الحرير، فلبسها، فعجب الناس منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"والذي نفس محمد بيده، لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذه".
صحيح: رواه أحمد (13455) عن عبد الوهاب، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
وسعيد بن أبي عروبة وإن كان اختلط ولكنه كان من أثبت الناس في قتادة.
• عن واقد بن عمرو قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ. قال: إنك بسعد أشبه، ثم بكى وأكثر البكاء، فقال: رحمة اللَّه على سعد، كان من أعظم الناس وأطولهم، ثم قال: بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة، فأرسل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيه الذهب، فلبسها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقام على المنبر، أو جلس، فلم يتكلم، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة، وينظرون إليها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أتعجبون منها؟ ". قالوا: ما رأينا ثوبا قط أحسن منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون".
حسن: رواه أحمد (12223)، والترمذي (1723)، وابن حبان (7037) كلهم من حديث محمد بن عمرو، قال: أخبرني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال محمد: وكان واقد من أحسن الناس، وأعظمهم، وأطولهم قال: دخلت على أنس بن مالك، فذكره. واللفظ لأحمد.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي فإنه حسن الحديث. وقال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وأكيدر - تصغير أكدر، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن -بالجيم والنون- وكان نصرانيا،