الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأن محمدا عبده ورسوله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لو قتلتموه، لكان أولَ فتنةٍ وآخرَها".
حسن: رواه أحمد (20431)، وابن أبي عاصم في السنة (971) كلاهما من حديث روح بن عبادة، حدّثنا عثمان الشحام، حدّثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عثمان بن الشحام ومسلم بن أبي بكرة فإنهما حسنا الحديث.
قوله: "لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها" فيه دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعزم على قتل رجلٍ يصلي؛ لأن في قتله فتنة عظيمة، إلا أن هذه القصة رويت بألفاظ مختلفة بعضها يرجع إلى اختلاف الرواة، والخلاصة كما قلت.
33 - باب ما جاء في صفة المخدج من الخوارج
• عن علي -قال-: ذكر الخوارج، فقال: فيهم رجل مُخْدج اليد، أو مُودنُ اليد، أو مَثدُون اليد، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد اللَّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: آنت سمعته من محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة.
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (1066: 155) من طرق عن حماد بن زيد وإسماعيل ابن علية كلاهما عن أيوب، عن محمد، عن عبيدة، عن علي، فذكره.
قوله: "مودن اليد" أي ناقص اليد صغيرها، يقال: ودنتُ الشيء وأودنتُه: إذا نقصتَه وصغّرتَه.
وقوله: "مثدون اليد": أي صغير اليد مجتمعها، والمثدن والمثدون: الناقص الخلق.
• عن عبيد اللَّه بن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن الحرورية لما خرجت وهو مع علي بن أبي طالب قالوا: لا حكم إلا للَّه، فقال عليٌّ: كلمة حق أريد بها باطل، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصف ناسا إني لأعرف صفتهم في هؤلاء: يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم -وأشار إلى حلقه- من أبغض خلق اللَّه إليه، منهم أسود، إحدى يديه طُبي شاةٍ أو حلمة ثدي، فلما قتلهم علي بن أبي طالب قال: انظروا، فنظروا فلم يجدوا شيئًا، فقال: ارجعوا فواللَّه ما كذَبتُ ولا كُذِبتُ، مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خَرِبة، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه، قال عبيد اللَّه: وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليٍّ فيهم.
زاد يونس في روايته: قال بكير: وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال: رأيت ذلك
الأسود.
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (1066: 157) من طرق عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذكره.
قوله: "طُبي" بالضم والكسر - والمراد: ضرع شاة وهو فيها مجاز واستعارة إنما أصله للكلبة والسباع. وفي النهاية: خِلْفٌ وضَرْعٌ جمعه أطباء أي الأخلاف، وقيل: يقال لموضع الأخلاف من الخلاف والسباع أطباء كما يقال في ذوات الخف والظلف: خِلْف وضرع. النهاية (3/ 115).
• عن كليب بن شهاب قال: كنت عند عَليٍّ جالسا إذ دخل رجل عليه ثياب السفر قال: وعلي يكلم الناس، ويكلمونه، فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن أن أتكلم؟ فلم يلتفت إليه، وشغله ما هو فيه، فجلست إلى الرجل، فسألته ما خبرُك؟ قال: كنت معتمرًا، فلقيت عائشة، فقالت لي: هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون حرورية! قلت: خرجوا في موضع يسمى حروراء، فسموا بذلك، فقالت: طوبى لمن شهد هلكتهم، لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، قال: فجئت أسأله عن خبرهم، فلما فرغ علي، قال: أين المستأذن؟ فقص عليه كما قص علينا، قال: إني دخلت على رسول اللَّه، وليس عنده أحد غير عائشة أم المؤمنين، فقال لي:"كيف أنت يا علي، وقوم كذا وكذا؟ "قلت: اللَّه ورسوله أعلم، وقال: ثم أشار بيده، فقال:"قوم يخرجون من المشرق يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي". أنشدكم باللَّه أخبرتكم بهم، قالوا: نعم، قال: أناشدكم اللَّه أخبرتكم أنه فيهم؟ قالوا: نعم، قال: فأتيتموني، فأخبرتموني أنه ليس فيهم، فحلفت لكم باللَّه أنه فيهم، فأتيتموني به تجرونه كما نعتُّ لكم؟ قالوا: نعم، قال: صدق اللَّه ورسوله.
حسن: رواه النسائي في خصائص علي (183) واللفظ له، وعبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند (1379 - 1378)، وابن أبي عاصم في السنة (946)، والبزار (782 - 783)، وأبو يعلى (472، 482) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، عن أبيه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل كليب بن شهاب فإنه صدوق.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10/ 600): "إسناده جيد".
• عن زيد بن وهب الجهني: أنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي: أيها الناس إني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ليس قراءتكم إلى قرائتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم
بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تُجاوز صلاتُهم تَراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرقُ السهم من الرمية"، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم لاتكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حَلَمة الثدي، عليه شعراتٌ بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريّكم وأموالكم، واللَّه إني لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنهم قد سفكوا الدم الحرام، وأغاروا في سَرْح الناس، فسيروا على اسم اللَّه.
قال سلمة بن كهيل: فنزّلني زيد بن وهب منزلا حتى قال: مررنا على قنطرة، فلما التقينا وعلى الخوارج يومئذ عبد اللَّه بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها، فإني أخاف أن يناشدوكم كما ناشدوكم يوم حروراء، فرجعوا، فوحشوا برماحهم، وسلّوا السيوف، وشجرهم الناس برماحهم، قال: وقتل بعضهم على بعض، وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان، فقال علي: التمسوا فيهم المُخْدج، فالتمسوه، فلم يجدوه، فقام عليٌّ بنفسه، حتى أتى ناسا قد قتل بعضهم على بعض، قال: أخروهم فوجدوه مما يلي الأرض، فكبّر، ثم قال: صدق اللَّه، وبلّغ رسولُه، قال: فقام إليه عَبيدةُ السلماني، فقال: يا أمير المؤمنين، اللَّه الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إي، واللَّه الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثا، وهو يحلف له.
صحيح: رواه مسلم في كتاب الزكاة (1066: 156) عن عبد بن حميد، حدّثنا عبد الرزاق بن همام، حدّثنا عبد الملك بن أبي سليمان، حدّثنا سلمة بن كهيل، حدثني زيد بن وهب الجهني، فذكره.
قوله: "المخدج" قال عنه أبو مريم (وهو الثقفي): إن كان ذلك المخدج لمعنا يومئذ في المسجد نجالسه بالليل والنهار وكان فقيرًا ورأيته مع المساكين يشهد طعام علي عليه السلام مع الناس وقد كسوته برنسا لي.
وقال أبو مريم: وكان المخدج يسمى نافعا ذا الثدية وكان في يده مثل ثدي المرأة على رأسه حلمة مثل حلمة الثدي عليه شعيرات مثل سبالة السنور.
رواه أبو داود (4770) عن بشر بن خالد، قال: ثنا شبابة بن سوار، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال: فذكره.
وإسناده حسن، من أجل نعيم بن حكيم وأبي مريم (وهو الثقفي)؛ فإنهما حسن الحديث.