الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا إسناد حسن، والكلام عليه مبسوط في كتاب الاعتصام.
• عن أبي واقد الليثي قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ونحن جلوس على بساط: "إنها ستكون فتنة" قالوا: كيف نفعل يا رسول اللَّه؟ قال: فرد يده إلى البساط فأمسك به قال: "تفعلون هكذا"، وذكر لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوما أنها ستكون فتنة فلم يسمعه كثير من الناس، فقال معاذ: تسمعون ما يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ما قال؟ قال: يقول: "إنها ستكون فتنة"، قالوا: فكيف لنا يا رسول اللَّه؟ أو كيف نصنع؟ قال: "ترجعون إلى أمركم الأول".
صحيح: رواه الطحاوي في شرح المشكل (1184)، والطبراني في الكبير (20/ 43 - 44) كلاهما من طرق عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القِتْباني، عن بكير بن الأشج، عن بسر ابن سعيد، عن أبي واقد الليثي، فذكره. وإسناده صحيح.
7 - من تمسك في الفتنة بالعشر ما يعلم فقد نجا
• عن أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنكم في زمان علماؤه كثير، خطباؤه قليل، من ترك فيه عشير ما يعلم هوى، أو قال: هلك، وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤُه ويكثر خطباؤُه، من تمسك فيه بعشير ما يعلم نجا".
حسن: رواه أحمد (21372) عن مؤمل (هو ابن إسماعيل)، حدّثنا حماد، حدّثنا حجاج الأسود، قال: سمعت أبا الصديق يحدث ثابتًا البناني، عن رجل، عن أبي ذر، فذكره.
وفي إسناده رجل مبهم، ومؤمل بن إسماعيل سيء الحفظ، وقد اختلف عليه في إثبات الرجل المبهم وإسقاطه، فرواه أحمد عنه بإثباته. ورواه إسحاق (وهو ابن راهويه) عنه بإسقاطه (أي عن أبي الصديق عن أبي ذر مباشرة) ذكر هذه الرواية البخاري في التاريخ الكبير (2/ 374).
ورواه عيسى بن يونس، عن الحجاج بن أبي زياد الأسود، عن أبي الصديق أو أبي نضرة -شك الحجاج- عن أبي ذر.
أخرج روايته أبو ذر الهروي في ذم الكلام (100)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 374).
ولا يضر شك الحجاج؛ فإن أبا الصديق وأبا نضرة ثقتان، والإشكال فيه لقاؤهما بأبي ذر فإنه توفي سنة (32 هـ)، وتوفي أبو الصديق وأبو نضرة سنة (108 هـ)، والفرق بين وفاتيهما 76 سنة وهو لا يمنع لقاؤهما بأبي ذر.
وأما ما ذكره العلائي في جامع التحصيل (ص 277): روى عن علي وأبي ذر من قدماء الصحابة، وذلك مرسل. قاله في "التهذيب".
قلت: ولم أجد هذا القول في تهذيب الكمال، وكذا قال أيضًا أبو زرعة العراقي:"لم أره فيه".