الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب الاقتصاد في العبادة والأمور كلها
• عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الدين يسر، ولن يُشَادّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة"
صحيح: رواه البخاريّ في الإيمان (39) عن عبد السلام بن مُطهّر، قال: حدّثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: فذكره.
قوله: "سدّدوا" أي الزموا السداد، وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط.
وقوله: "قاربوا" أي لا تُفرِطوا فتُجهدوا أنفسكم في العبادة، لئلا يُفضي ذلك إلى الملل، فتتركوها.
• عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين".
صحيح: رواه أحمد (1851)، وابن ماجه (3029)، والنسائي (5/ 268)، وصحّحه ابن خزيمة (2867)، وابن حبان (3871)، والحاكم (1/ 466) كلهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن معين، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غداة جمع: "هلم القط لي"، فلقطت له حصيات من حصى الخذف، فلما وضعهن في يده، قال:"نعم بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين. . . " الحديث. وإسناده صحيح.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: زياد بن حصين الحنظلي أو الرياحي من رجال مسلم وحده.
• عن سهل بن حنيف الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تُشدّدوا على أنفسكم، فإنما هلك من قبلكم بتشديدهم على أنفسهم، وستجدون بقاياهم في الصوامع والديارات".
حسن: رواه البخاريّ في التاريخ الكبير (4/ 97)، والطبراني في الكبير (4/ 97)، والأوسط (3078)، والبيهقي في الشعب (3601) كلهم من طريق عبد اللَّه بن صالح أبو صالح، حدثني أبو شريح، أنه سمع سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد اللَّه بن صالح وهو كاتب الليث فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث إذا كان له أصل، ولم يكن في حديثه نكارة، وأبو شريح: هو عبد الرحمن بن شريح بن عبيد اللَّه المعافري ثقة من رجال الصحيح.
• عن مسروق قال: سألتُ عائشة أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: الدائم. قال: قلت: فأي حين كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6461)، ومسلم في صلاة المسافرين (741) كلاهما من
طريق أشعث، عن أبيه، عن مسروق، فذكره.
• عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6466)، ومسلم في صلاة المسافرين (783: 217) كلاهما من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، فذكره.
• عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى اللَّه تعالى أدومها وإن قلَّ".
قال: وكانت عائشة إذا عملت العمل لزمته.
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (783: 218) عن ابن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا سعد ابن سعيد، أخبرني القاسم بن محمد، فذكره.
• عن عائشة أنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى اللَّه؟ قال: "أدومها وإن قل". وقال: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6465)، ومسلم في صلاة المسافرين (1828: 216) كلاهما من طريق شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، فذكرته.
• عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان أحب العمل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه.
صحيح: رواه مالك في جامع الصلاة (97) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. ورواه البخاريّ في الرقاق (6462) من طريق مالك به.
• عن عائشة قالت: كانت عندي امرأة، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"من هذه؟ " قلت: فلانة، لا تنام -تذكر من صلاتها- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَهْ، عليكم بما تطيقون، فواللَّه لا يمل اللَّه حتى تملوا". قالت: وكان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه.
صحيح: رواه النسائي (1642)، وابن ماجه (4238)، وصحّحه ابن خزيمة (1282) كلهم من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. وإسناده صحيح.
• عن أم سلمة قالت: والذي ذهب بنفسه صلى الله عليه وسلم ما مات حتى كان أكثر صلاته وهو جالس، وكان أحب الأعمال إليه العمل الصالح الذي يدوم عليه العبد، وإن كان يسيرًا.
صحيح: رواه النسائي (1655)، وابن ماجه (1225) - واللفظ له، وأحمد (26599)،
وصحّحه ابن حبان (2507) كلهم من طرق عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة - فذكرته. وإسناده صحيح.
وبمعناه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اكفلوا من العمل ما تطيقون، فإن خير العمل أدومه وإن قل".
رواه ابن ماجه (4240)، وأحمد (8600) كلاهما من طريق ابن لهيعة، حدّثنا عبد الرحمن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف، وليس هذا من رواية العبادلة وقتيبة بن سعيد عنه.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: مرّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رجل يصلي على صخرة، فأتى ناحية مكة، فمكث مليا ثم انصرف، فوجد الرجل يصلي على حاله، فقام، فجمع يديه، ثم قال:"يا أيها الناس، عليكم بالقصد، -ثلاثا- فإن اللَّه لا يمل حتى تملّوا"
حسن: رواه ابن ماجه (4241)، وأبو يعلى (1797)، وابن حبان (357) كلهم من طريق يعقوب بن عبد اللَّه الأشعري القمي، عن عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عيسى بن جارية قال فيه أبو زرعة: "لا بأس به". وقد تكلم فيه غير واحد من أهل العلم مثل ابن معين وأبي داود وغيرهما إلا أن حديثه هذا له أصل ثابت.
• عن بريدة الأسلمي قال: خرجت يوما أمشي فرأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فظننته يريد حاجة، فعارضته حتى رآني فأرسل إلي، فأتيته فأخذ بيدي، فانطلقنا نمشي جميعا، فإذا رجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تراه مرائيا؟ " قلت: اللَّه ورسوله أعلم، فأرسل يدي، فقال:"عليكم هديا قاصدًا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه"
حسن: رواه أحمد (19789)، والبيهقي في الشعب (3600) واللفظ له، وصحّحه ابن خزيمة (1179)، والحاكم (1/ 312) كلهم من طريق عُيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن بريدة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني، قال فيه أحمد وابن معين:"ليس به بأس"، ووثّقه النسائي.
وكان يزيد بن هارون شيخ أحمد يروي عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي برزة الأسلمي في بغداد، والمحفوظ أنه من مسند بريدة الأسلمي رضي الله عنه.
وأما ما رُويَ عن ابن الأدرع قال: كنت أحرس النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فخرج لبعض حاجته، قال: فرآني، فأخذ بيدي، فانطلقنا، فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عسى أن يكون مرائيا" قال: قلت: يا رسول اللَّه يصلي يجهر بالقرآن، قال: فرفض يدي، ثم قال: "إنكم
لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة" فهو ضعيف.
رواه أحمد (18971) عن وكيع، أخبرنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع قال: فذكره في حديث طويل.
وهشام بن سعد ضعّفه جمهور أهل العلم، ولكن قال أبو حاتم:"يكتب حديثه" يعني عند المتابعة.
والمبالغة في شيء دليل الرياء، ولهذا نهى عنه.
وجاء في الأثر عن مطرف قال لابنه عبد اللَّه: العلم أفضل من العمل، والحسنة بين السيئتين، وخير الأمور أوسطها، وشرّ السير الحقحقة.
ذكره أبو عبيد في غريب الحديث (4/ 388)، ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (3605).
قال أبو عبيد: قوله: "الحسنة بين السيئتين" أي أن الغلو في العمل سيئة، والتقصير عنه سيئة، والحسنة بينهما وهو القصد.
والحقحقة -هو المتعب من السير- وقيل: هو أن تُحمل الدابة على ما لا تطيقه، وفيه إشارة إلى الرفق في العبادة وعدم الغلو فيها.
ورواه البيهقي في الشعب من وجه آخر مرفوعا ولا يصح.
• * *