الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارًا تقتله الفئة الباغية
• عن عكرمة أن ابن عباس قال له ولعلي بن عبد اللَّه: ائتيا أبا سعيد، فاسمعا من حديثه، فأتيناه وهو وأخوه في حائط لهما يسميانه، فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس، فقال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ومسح عن رأسه الغبار وقال:"ويح عمار، تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى اللَّه، ويدعونه إلى النار".
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (2812) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عبد الوهاب، حدّثنا خالد، عن عكرمة، فذكره.
• عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: "بُؤْس ابن سمية، تقتلك فئة باغية".
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2915) من طرق عن محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن أبي مسلمة، قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني -يعني أبا قتادة-، فذكره.
• عن أم سلمة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"
صحيح: رواه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2916) من طرق عن شعبة، قال: سمعت خالدًا يحدث عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، فذكرته.
• عن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينما أنا عند معاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منهما، أنا قتلته، فقال عبد اللَّه بن عمرو: ليَطِبْ به أحدُكما نفسا لصاحبه، فإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"تقتله الفئة الباغية"، قال معاوية: فما بالُك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "أطعْ أباك ما دام حيا، ولا تعصه، فأنا معكم، ولستُ أقاتلُ".
صحيح: رواه أحمد (6538)، وابن أبي شيبة في مصنفه (39000)، والنسائي في خصائص علي (164) كلهم من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا العوّام بن حوشب، حدثني الأسود بن مسعود، عن حنظلة بن خُويلد، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن عبد اللَّه بن الحارث قال: إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين، بينه وبين عمرو بن العاص، قال: فقال عبد اللَّه بن عمرو بن العاص: يا أبت ما سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول لعمار: "ويحك يا ابن سمية، تقتلك الفئة الباغيه"؟ قال: فقال
عمرو لمعاوية: ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية: لا تزال تأتينا بهنة، أنحن قتلناه؟ ! إنما قتله الذين جاءوا به.
صحيح: رواه أحمد (6499، 6500)، والنسائي في خصائص علي (167، 168) كلاهما من طريق الأعمش، عن عبد الرحمن بن زياد، عن عبد اللَّه بن الحارث، فذكره.
وإسناده صحيح، وعبد الرحمن بن زياد -وقيل: ابن أبي زياد- مولى بني هاشم، ثقة، وثّقه ابن معين والعجلي كما في التهذيب، وذكره ابن حبان في الثقات، وعبد اللَّه بن الحارث هو ابن نوفل له رؤية.
وقول معاوية: "إنما قتله الذين جاؤوا به" هو تأويل للحديث، وخروج من ظاهره.
وقوله: "الهنة" كناية عن الأمر القبيح، والفعل الذميم.
• عن عمار أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "تقتلك الفئة الباغية"
صحيح: رواه أبو داود الطيالسي (684)، والحارث في مسنده - بغية الباحث (1017) كلاهما من طريق أبي التياح (يزيد بن حميد)، عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل، عن عمار، فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أَبْشِرْ يا عمار، تقتلك الفئة الباغية".
حسن: رواه الترمذيّ (3800)، والبزار (8337)، وأبو يعلى (6524) كلهم من طرق عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، (هو عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي)، عن أبي هريرة، فذكره.
هكذا ساقه الترمذيّ والبزار مختصرًا، وأما أبو يعلى فقد ذكر قصة حيث قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبني المسجد فإذا نقل الناس حجرًا، نقل عمار حجرين، دياذا نقلوا لبنةً نقل لبِنتين، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية".
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن الحرقي فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن".
• عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال: لما قتل عمارُ بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قُتل عمارٌ، وقد قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"تقتله الفئة الباغية"، فقام عمرو بن العاص فزعًا يرجّع حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قُتِل عمار، فقال معاوية: قد قتل عمار، فماذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تقتله الفئة الباغية"، فقال له معاوية: دحضتَ في بولك، أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بين رماحنا -أو قال-: بين سيوفنا.
صحيح: رواه أحمد (17778)، وأبو يعلى (7175)، وصحّحه الحاكم (2/ 155 - 156) كلهم من طريق عبد الرزاق (وهو في مصنفه 20427)، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس (واسمه عبد اللَّه)،
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه قال: فذكره. وإسناده صحيح.
قوله: "يرجع" يعني يقول: "إنا للَّه وإنا إليه راجعون".
وقوله: "دحضت" أي عثرتَ وأخطأتَ في الفهم.
وروي عن أبي غادية قال: قُتل عمارُ بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن قاتله وسالبه في النار"، فقيل لعمرو: فإنك هو ذا تُقاتله قال: إنما قال: "قاتله وسالبه".
رواه أحمد (17776)، وابن سعد في الطبقات (3/ 260 - 261) كلاهما عن عفان بن مسلم، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا أبو الأحوص وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية (واسمه يسار بن سبع وله صحبة) قال: فذكره.
هكذا ساقه أحمد مختصرًا، وأما ابن سعد فقد ساقه بسياق أطول منه وفيه: عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني اللَّه منك لأفعلن. فلما كان يوم صِفين جعل عمار يحمل على الناس، فقيل: هذا عمار، فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين، قال: فحملت عليه، فطعنته في ركبته، قال: فوقع، فقتلته، فقيل: قتلت عمار بن ياسر. وأخبر عمرو بن العاص فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، يقول:"إن قاتله وسالبه في النار"، فقيل لعمرو بن العاص: هو ذا أنت تُقاتله، فقال: إنما قال: قاتله وسالبه.
وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، وفي مطبوعة المسند "أبو حفص"، والتصويب من إتحاف المهره (15974).
والحديث مع جودة إسناده شاذّ مخالف للأحاديث الصّحيحة المتواترة، فإن الفئة الباغية هي القاتلة عمارًا، ولا القاتل وحده، فلعل عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:"إن قاتله وسالبه في النار" اجتهادا منه، فعزاه بعض الرواة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. واللَّه أعلم بالصواب.
وقوله: "عمار بن ياسر يقع في عثمان ويشتمه بالمدينة" لم يردْ في سيرة عمار بن ياسر في كتب التراجم وغيرها أنه كان يشتم عثمان، ولعل هذا فهمٌ من أبي غادية؛ لأنه كان من شيعة عثمان، وعمار كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي اللَّه عن الجميع، فيمكن أن عمارًا قد تكلم في عثمان بعض الكلام، وفهمه أبو غادية سبًّا وشتمًا. واللَّه أعلم بالصواب.
وأما أبو الغادية فهو القاتل كما في الحديث الآتي:
• عن كلثوم بن جبر قال: كنا بواسط القَصَب عند عبد الأعلى بن عبد اللَّه بن عامر قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية استسقى ماءًا فأتي بإناءٍ مُفَضَّض، فأبى أن يشرب، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر هذا الحديث:"لا ترجعوأ بعدي كفارًا أو ضُلّالًا -شك ابن أبي عدي- يضرب بعضكم رقاب بعض"، فإذا رجل يسب فلانًا، فقلت: