الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 172]. انظر: فتح الباري (6/ 369).
• عن أنس بن مالك أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يجاء بالكافر يوم القيامة، فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك".
وفي رواية: "فيقال له: كذبت، قد سئلت ما هو أيسر من ذلك".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6538)، ومسلم في الجنة (2805: 52 - 53) كلاهما من طرق عن قتادة، عن أنس، فذكره.
واللفظ للبخاري، والرواية الثانية لمسلم.
7 - باب تنوع العذاب في النار حسب الجرائم
• عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا لي: اصعد حتى إذا كنت في سواء الجبل فإذا أنا بصوت شديد فقلت: ما هذه الأصوات؟ قال: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما، فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا وأسوئه منظرا، فقلت: من هؤلاء؟ قيل: الزانون والزواني، ثم انطلق بي فإذا بنساء تنهشن ثديهن الحيات قلت: ما بال هؤلاء؟ قيل: هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن. . . " الحديث.
صحيح: رواه ابن خزيمة (1986)، وعنه ابن حبان (7491)، والحاكم (1/ 430)، وعنه البيهقي (4/ 216) كلهم من حديث بشر بن بكر، حدّثني ابن جابر، حدّثني سليم بن عامر، حدّثني أبو أمامة الباهلي، فذكره بسياق طويل.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
قلت: وهو كما قال، وابن جابر هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وله طرق أخرى عن عبد الرحمن بن جابر.
8 - باب ما جاء في عظم أهل النار وغلظ أجسامهم حسب أعمالهم وجرائمهم في الدنيا
قال اللَّه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]
أي تبدل جلودهم لأن الاحساس بالألم مرتبط بالجلود دون اللحوم.
وقد جاء وصف جلود الكفار في النار في الحديث:
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر -أو ناب الكافر- مثل أحد، وغلظُ جلده مسيرة ثلاث".
صحيح: رواه مسلم في الجنة وصفة نعيمها (2851) عن سريج بن يونس، حدّثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6551)، ومسلم في الجنة (2852) كلاهما من طريق فضيل (هو ابن غزوان)، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، فذكره.
واللفظ لمسلم. ولم يذكر البخاري قوله: "في النار".
• عن أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة".
صحيح: رواه الترمذيّ (2577) واللفظ له، وابن أبي عاصم في السنة (610)، وابن حبان (7486)، والحاكم (4/ 595)، والبيهقي في الأسماء والصفات (743) كلهم من طريق عبيد اللَّه ابن موسى، أخبرنا شيبان، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة".
حسن: رواه الترمذيّ (2578) عن علي بن حجر، أخبرنا محمد بن عمار، حدّثني جدي محمد ابن عمار وصالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن؛ محمد بن عمار الحفيد حسن الحديث، وجده لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في الثقات، ولكن تابعه صالح مولى التوأمة، وهو موصوف بالاختلاط، فيتقوى أحدهما بالآخر.
قال الترمذيّ: "هذا حديث حسن غريب. ومثل الربذة كما بين المدينة والربذة. والبيضاء جبل". انتهى.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحُد، وعرض جلده سبعون ذراعا، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين
الربذة".
حسن: رواه أحمد (8345) عن ربعي بن إبراهيم قال: ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد ابن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن إسحاق وهو المدني العامري القرشي فإنه حسن الحديث.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ضرس الكافر مثل أحُد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار".
حسن: رواه أحمد (8410)، وابن أبي عاصم في السنة (611) كلاهما من طريق عبد الرحمن ابن عبد اللَّه بن دينار، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن دينار فإنه حسن الحديث.
قوله: "بذراع الجبار" المقصود به بذراع الرجل الطويل الذي لا تبلغه أيدي الناس من أجل إفراطه في الطول، وليس المقصود به الرب تبارك وتعالى، فإن الحديث ليس من أحاديث الصفات على الصحيح من أقوال أهل العلم، وفيما يلي ذكر جملة من أقوال العلماء المحققين في ذلك:
قال الحافظ أبو بكر بن إسحاق -شيخ الحاكم-: "معنى قوله: بذراع الجبار: أي جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس". ذكره الحاكم في المستدرك.
وقال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث: "إن لهذا الحديث مخرجا حسنا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أراده، وهو أن يكون الجبار ههنا الملِك، قال اللَّه تبارك وتعالى:{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ. . .} [ق: 45] أي بملك مسلط، والجبابرة: الملوك، وهذا كما يقول الناس: هو كذا وكذا ذراعا بذراع الملك، يريدون: بالذراع الأكبر، وأحسبه ملك من ملوك العجم، كان تامّ الذراع، فنسب إليه.
وقال الذهبي: "ليس ذا من الصفات في شيء".
• عن يزيد بن حيان التيمي قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، وحدثنا زيد في مجلسه ذلك قال: إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد.
صحيح: رواه أحمد (19265، 19266) عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي حيان التيمي، حدّثني يزيد بن حيان التيمي قال: فذكره.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان باب الحوض.