الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الرابع والأربعون بعد المائة
علم معاني الأدوات
التي يحتاج إليها المفسر
النوع الرابع والأربعون بعد المائة
علم معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر
قال الحافظ السيوطي - رحمه الله تعالى - في «الإتقان» : وأعني بالأدوات الحروف وما شاكلها من الأسماء والأفعال والظروف.
ثم قال: واعلم أن معرفة ذلك من المهمات المطلوبة لاختلاف مواقعها، ولهذا يختلف الكلام والاستنباط بحسبها، كما في قوله تعالى:{وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} [سبأ: 24]، فاستعملت (على) في جانب الحق، وفي جانب الضلال:(في)؛ لأن صاحب الحق كأنه مستعل يصرف نظره كيف شاء، وصاحب الباطل كأنه منغمس في ظلام منخفض لا يدري أين يتوجه.
وقوله تعالى: {فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه وليتلطف} [الكهف: 19]، عطف الجملة الأولى بالفاء، والأخيرة بالواو لما انقطع نظام الترتيب؛ لأن التلطف غير مرتب على
الإتيان بالطعام، كما كان الإتيان به مترتباً على النظر فيه، [والنظر فيه مترتباً] على التوجه في طلبه، والتوجه في طلبه مترتباً على قطع الجدال في المسألة عن مدة اللبث وتسليم العلم له تعالى.
وقوله تعالى: {وإنما الصدقات للفقراء} الآية [التوبة: 60]، عدل عن اللام إلى (في)[في] الأربعة الأخيرة، [إيذاناً إلى] أنهم أكثر استحقاقاً للمتصدق عليهم ممن سبق ذكره [منهم] باللام؛ لأن (في) للوعاء، فنبه باستعمالها على أنهم أحق بأن يجعلوا مظنة لوضع الصدقات فيهم، كما يوضع الشيء في وعائه مستقراً فيه، وقال الفارسي: إنما قال: {وفي الرقاب} [التوبة: 60]، ولم يقل: وللرقاب؛ ليدل على أن العبد لا يملك.
وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال: الحمد لله الذي قال: {وعن صلاتهم ساهون} [الماعون: 5]، ولم يقل:«في صلاتهم ساهون» .
وسيأتي ذكر كثير من أشباه ذلك.