الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال غيره: {إذا} نوعان: الأول: أن تدل على انتفاء السببية والشرط، بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها، نحو:«أزورك» ، فتقول:«إذا أكرمك» ، وهي في هذا الوجه عاملة تدخل على الجمل الفعلية فتنصب المضارع المستقبل المتصل إذا صدرت.
والثاني: أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمقدم أو منبهة على سبب حصل في الحال، وهي حينئذ غير عاملة؛ لأن المؤكدات لا يعتمد عليها، والعامل يعتمد عليه، نحو: إن تأتني إذا آتيك، والله إذا لأفعلن، ألا ترى أنها لو سقطت لفهم الارتباط؟ وتدخل هذه على الاسمية فتقول: إذا أنا أكرمك، ويجوز توسطها وتأخرها، ومن هذا قوله تعالى:{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذاً} [البقرة: 145]، فهي مؤكدة للجواب، مرتبطة بما تقدم.
تنبيهات:
قال الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: سمعت شيخنا العلامة الكافيجي رحمه الله يقول في قوله تعالى: {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذا لخاسرون} [
المؤمنون: 34]: ليس {إذا} هذه الكلمة المعهودة، وإنما هي
{إذا} الشرطية حذفت جملتها التي تضاف إليها، وعوض عنها التنوين، كما في: يومئذ، [وكنت] أستحسن هذا جداً، وأظن أن الشيخ لا سلف له في ذلك، ثم رأيت الزركشي قال في «البرهان» بعد ذكره لـ {إذا}: المعنيين السابقين، وذكر لها بعض المتأخرين معنى ثالثاً، وهو أن تكون مركبة من {إذا} التي هي ظرف زمن ماض، ومن جملة بعدها تحقيقاً أو تقديراً، لكن حذفت الجملة تخفيفاً، وأبدل منها التنوين كما في قولهم:{حينئذ} ، وليست هذه الناصبة للمضارع؛ لأن تلك تختص به، ولذا عملت فيه، ولا يعمل إلا ما يختص، وهذه لا تختص، بل تدخل على الماضي كقوله تعالى:{وإذا لأتيناهم} [النساء: 167]، [{إذا لأمسكتم} [الإسراء: 100]]، {إذا لأذقناك} [الإسراء: 75]، وعلى الاسم نحو:{وإنكم إذاً لمن المقربين} [الشعراء: 24]، قال: وهذا المعنى لم تذكره النحاة، لكنه قياس ما قالوه في «إذ» .
وفي «التذكرة» لأبي حيان؛ ذكر لي علم الدين البلقيني أن القاضي تقي الدين بن رزين كان يذهب إلى أن وإذا عوض عن الجملة المحذوفة، وليس هذا قول نحوي، وقال [الخوييي]: وأنا أظن أنه يجوز أن تقول لمن قال: «أنا آتيك» : «إذا أكرمك» ، بالرفع على معنى إذا أتيتني أكرمتك، فحذفت «أتيتني» ، وعوضت التنوين من الجملة فسقطت الألف لالتقاء الساكنين، قال: ولا يقدح في ذلك اتفاق النحاة على أن الفعل في مثل ذلك