المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

النوع السادس والأربعون بعد المائة علم تفسير القرآن بالأحاديث الصحيحة [الواردة عن - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٨

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الرابع والأربعون بعد المائةعلم معاني الأدواتالتي يحتاج إليها المفسر

- ‌1 - الهمزة:

- ‌فائدة:إذا دخلت على رأيت امتنع أن يكون من رؤية البصر أو القلب

- ‌2 - أجل:

- ‌3 - أحد:

- ‌4 - إذ:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك [قال]: ما كان في القرآن «إن» بكسر الألف فلم يكن، وما كان «إذ» فقد كان

- ‌مسألة:وتلزم «إذ» الإضافة إلى الجملة، إما اسمية

- ‌5 - إذا:

- ‌مسألة في «إذا» الفجائية:

- ‌تنبيهات:الأول: المحققون على أن ناصب {إذا} شرطها، والأكثرون أنه ما في

- ‌6 - إذاً:

- ‌تنبيهات:قال الحافظ السيوطي -رحمه الله تعالى-: سمعت شيخنا العلامة الكافيجي رحمه الله يقول في قوله تعالى: {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذا لخاسرون} [

- ‌التنبيه الثاني:الجمهور أن {إذا} يوقف عليها بالألف المبدلة من النون، وعليه إجماع القراء، وجوز قوم - منهم المبرد والمازني

- ‌7 - أصبح:

- ‌8 - أف:

- ‌9 - أل:

- ‌مسألة:

- ‌خاتمة:

- ‌10 - «ألا» بالفتح والتخفيف:

- ‌11 - ألا:

- ‌12 - «إلا» بالكسر والتشديد، على أوجه:

- ‌13 - الآن:

- ‌14 - إلى:

- ‌تنبيه:حكى ابن عصفور في شرح أبيات الإيضاح عن ابن الأنباري أن (إلى) تستعمل اسماً

- ‌15 - اللهم:

- ‌16 - أم:

- ‌تنبيهان:الأول: قد ترد «أم» محتملة للاتصال والانقطاع

- ‌فائدة:قال في «المغني»: تكون للتعريف، نقلت عن طيء، وعن حمير، وأنشدوا:

- ‌17 - أما:

- ‌تنبيه:

- ‌18 - وأما (أما) المفتوحة:

- ‌19 - إما:

- ‌20 - إن، بالكسر والتخفيف:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد، قال: كل شيء في القرآن (إن) فهو إنكار

- ‌فائدة:قال بعضهم: وقع في القرآن (إن) بصيغة الشرط وهو غير مراد في ستة مواضع:

- ‌21 - أن:

- ‌22 - إن:بالكسر والتشديد على أوجه:

- ‌23 - أن:

- ‌24 - أنى:اسم مشترك بين الاستفهام والشرط:

- ‌25 - أو:حرف عطف ترد لمعان:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كل شيء في القرآن «أو» مخير

- ‌26 - أولى:في قوله تعالى: {أولى لك فأولى} [القيامة: 34]

- ‌27 - إي:

- ‌28 - أي:

- ‌29 - أي:

- ‌30 - إيا:

- ‌31 - أيان:

- ‌32 - أين:

- ‌33 - الباء المفردة:

- ‌فائدة:اختلف في الباء من قوله تعالى: {وامسحوا برؤوسكم} [المائدة: 6]، فقيل:

- ‌34 - بعد، هي و: قبل:

- ‌35 - بل:

- ‌36 - بلى:

- ‌37 - بئس:

- ‌38 - بين:

- ‌40 - تبارك:

- ‌41 - تعال:

- ‌42 - ثم:

- ‌فائدة:أجرى الكوفيون «ثم» مجرى (الفاء والواو) في جواز نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشرط، وخرج عليه قراءة / الحسن: {ومن يخرج من بيته

- ‌43 - ثم:

- ‌44 - جعل:

- ‌45 - حاشى:

- ‌46 - حتى:

- ‌مسألة:متى دل دليل على دخول الغاية التي بعد «إلى» و «حتى» في حكم ما قبلها أو على عدم دخوله، فواضح أنه يعمل به:

- ‌تنبيه:ترد حتى ابتدائية، أي: حرف تبتدأ بعده الجمل، أي: تستأنف فتدخل على الاسمية

- ‌فائدة:إبدال حائها عيناً لغة هذيل، وبها قرأ ابن مسعود - رضي الله تعال عنه

- ‌47 - حسب:

- ‌48 - حيث:

- ‌49 - حين:

- ‌50 - دون:

- ‌51 - ذو:

- ‌52 - رويد:

- ‌53 - رب:

- ‌54 - زعم:

- ‌55 - السين:

- ‌56 - سوف:

- ‌57 - سواء:

- ‌58 - ساء:

- ‌59 - سبحان:

- ‌60 - صار:

- ‌61 - طفق:

- ‌62 - ظن:

- ‌63 - ظل:

- ‌64 - على:

- ‌فائدة:هي في نحو قوله تعالى: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [

- ‌تنبيه:ترد «على» اسماً، فيما ذكره الأخفش، إذا كان مجروراً وفاعل معلقها ضميرين لمسمى واحد

- ‌65 - عن:حرف جر، له معان:

- ‌تنبيه:ترد اسماً إذا دخل عليها «من»، [وجعل منه] ابن هشام: [{ثم لأتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم} [

- ‌66 - عسى:

- ‌تنبيه:وردت في القرآن على وجهين:

- ‌67 - علم:

- ‌68 - عند:

- ‌فائدة:قال في «المغني»: وكسر فائها أكثر من ضمها وفتحها

- ‌69 - غير:

- ‌70 - الفاء:

- ‌71 - في:

- ‌حرف القاف

- ‌72 - قبل:

- ‌73 - قد:

- ‌74 - قط:

- ‌75 - الكاف:

- ‌تنبيه:ترد الكاف اسماً بمعنى مثل، [فتكون] في محل إعراب

- ‌مسألة:الكاف في ذلك [أي: في اسم الإشارة وفروعه]، ونحوه حرف خطاب

- ‌76 - كاد:

- ‌فائدة:ترد كاد بمعنى: أراد، ومنه قوله تعالى: {كذلك كدنا ليوسف} [

- ‌77 - كان:

- ‌78 - كأن:

- ‌79 - كأين:

- ‌80 - كذا:

- ‌81 - كل:

- ‌فائدة:وحيث أضيفت إلى منكر وجب في ضميرها مراعاة معناها

- ‌فائدة:وحيث وقعت في حيز النفي -بأن تقدمت عليها أداته أو الفعل المنفي

- ‌مسألة:تتصل ما بـ «كل» نحو: {كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً} [

- ‌82 - كلا وكلتا:

- ‌83 - كلا:

- ‌84 - كم:

- ‌85 - كي:

- ‌86 - كيف:

- ‌87 - اللام:

- ‌88 - [لا]:

- ‌تنبيه:ترد «لا» اسماً بمعنى غير، فيظهر إعرابها فيما بعدها، نحو قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} [الفاتحة: 7]

- ‌فائدة:قد تحذف ألفها، وخرج عليه ابن جني، نحو قوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} [الأنفال: 25]

- ‌89 - لات:

- ‌90 - لا جرم:

- ‌91 - لكن:

- ‌92 - لكن:

- ‌93، 94 - لدى، ولدن:

- ‌95 - لعل:

- ‌96 - لم:

- ‌97 - لما:

- ‌98 - لن:

- ‌99 - لو:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، من طريق الضحاك، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما-: كل شيء في القرآن» «لو» فإنه لا يكون [أبداً]

- ‌فائدة ثانية:تختص «لو» المذكورة بالفعل، وأما نحو قوله تعالى: {قل لو أنتم تملكون} [

- ‌فائدة ثالثة:قال الزمخشري: الفرق بين قولك: لو جاءني زيد لكسوته، [ولو زيد جاءني لكسوته]

- ‌تنبيه:ترد لو شرطية في المستقبل، وهي التي يصلح موضعها «إن»

- ‌100 - لولا:

- ‌فائدة:نقل عن الخليل: أن جميع ما في القرآن من «لولا» فهي بمعني «هلا»

- ‌101 - لوما:بمنزلة: «لولا»

- ‌102 - ليت:

- ‌103 - ليس:

- ‌104 - ما:

- ‌فائدة:حيث وقعت «ما» قبل «ليس» أو «لم» أو «لا» أو بعد «إلا» فهي موصولة

- ‌فائدة [أخرى]:«ما» في قوله تعالى: {ما أغنى عنه ماله وما كسب} [المسد: 2] تحتمل ما في الأولى النافية والاستفهامية، فيكون المعنى على النفي: لم يغن

- ‌105 - ماذا:

- ‌106 - متى:

- ‌107 - مع:

- ‌108 - من:

- ‌فائدة:أخرج ابن أبي حاتم، من طريق السدي، عن ابن عباس، قال: لو أن إبراهيم حين دعا قال: فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم، لازدحمت عليه اليهود والنصارى

- ‌109 - من:

- ‌110 - مهما:

- ‌111 - النون:

- ‌112 - التنوين:

- ‌113 - نعم:

- ‌114 - نعم:

- ‌115 - الهاء:

- ‌116 - ها:

- ‌117 - هات:

- ‌118 - هل:

- ‌119 - هلم:

- ‌120 - هنا:

- ‌121 - هيت:

- ‌122 - هيهات:

- ‌123 - هو:

- ‌124 - الواو:

- ‌125 - وي كأن:

- ‌124 - ويل:

- ‌127 - يا:

- ‌تنبيه:ها قد أتيت على شرح معاني الأدوات الواقعة في القرآن على وجه موجز مفيد، محصل للمقصود منه، ولم أبسطه؛ لأن محل البسط والإطناب إنما هو تصانيفنا في فن العربية

- ‌النوع الخامس والأربعون بعد المائةعلم في قواعد مهمةيحتاج المفسر إلى معرفتها

- ‌[قاعدة:

- ‌وفائدته: أن تؤدي كلمة مؤد كلمتين

- ‌قاعدة في الضمائر:[قال الحافظ السيوطي في «الإتقان»]: ألف ابن الأنباري في الضمائر

- ‌مرجع الضمير:

- ‌قاعدة:الأصل عوده على أقرب مذكور

- ‌قاعدة:الأصل توافق الضمائر في المرجع، حذراً من التشتيت

- ‌ضمير الفصل:ضمير بصيغة المرفوع، مطابق لما قبله، تكلماً وخطاباً

- ‌ضمير الشأن والقصة:

- ‌تنبيه:قال ابن هشام: متى أمكن الحمل على غير ضمير الشأن

- ‌قاعدة:قال في «المغني»: إنهم يغلبون على الشيء ما لغيره؛ لتناسب بينهما، أو اختلاط

- ‌قاعدة:جمع العاقلات لا يعود عليه الضمير غالباً إلا بصيغة الجمع، سواء كان للقلة أو للكثرة

- ‌قاعدة:إذا اجتمع في الضمائر مراعاة اللفظ والمعنى بدئ باللفظ، ثم بالمعنى، هذا

- ‌قاعدة في التذكير والتأنيث:التأنيث ضربان: حقيقي وغيره

- ‌قاعدة في التعريف والتنكير:اعلم أن [لكل] منهما مقاماً لا يليق بالآخر

- ‌فائدة:سئل عن الحكمة في تنكير «أحد» وتعريف «الصمد»

- ‌قاعدة أخرى تتعلق بالتعريف والتنكير:

- ‌تنبيه:قال الشيخ بهاء الدين في عروس الأفراح وغيره: [

- ‌قاعدة في الإفراد والجمع:من ذلك السماء والأرض، حيث وقع في القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة، ولم تجمع

- ‌فائدة:ألف أبو الحسن الأخفش كتاباً في الإفراد والجمع [في القرآن]

- ‌فائدة:ليس في القرآن من الألفاظ المعدولة إلا ألفاظ العدد

- ‌قاعدة:مقابلة الجمع بالجمع:

- ‌[قاعدة:إنهم يعبرون بالفعل عن أمور:

- ‌قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه:

- ‌فائدة:قال الراغب: خص دفع الصدقة في القرآن بالإيتاء

- ‌قاعدة في السؤال والجواب:

- ‌تنبيه:قد يعدل عن الجواب أصلاً، إذا كان السائل قصده التعنت

- ‌قاعدة:قيل: أصل الجواب أن يعاد فيه نفس السؤال، ليكون وفقه

- ‌قاعدة:الأصل في الجواب أن يكون مشاكلاً للسؤال، فإن كان جملة اسمية فينبغي أن يكون الجواب كذلك

- ‌فائدة:أخرج البزار عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: ما رأيت قوماً خيراً من أصحاب محمد، ما سألوه إلا عن اثنتي عشرة مسألة كلها في القرآن

- ‌قاعدة في الخطاب بالاسم والخطاب [بالفعل:الاسم يدل على الثبوت والاستمرار، والفعل يدل على التجدد]

- ‌تنبيهات:

- ‌قاعدة في المصدر:قال ابن عطية: سبيل الواجبات الإتيان بالمصدر مرفوعاً

- ‌قاعدة في العطف:هو ثلاثة أقسام:

- ‌تنبيه:ظن ابن مالك أن المراد بالتوهم الغلط، وليس كذلك

- ‌مسألة:اختلف في جواز عطف الخبر على الإنشاء وعكسه، فمنعه البيانيون

- ‌مسألة:اختلف في جواز عطف الاسمية على الفعلية وعكسه، فالجمهور على الجواز

- ‌مسألة:اختلف في جواز العطف على معمولي عاملين، فالمشهور عن سيبويه المنع

- ‌مسألة:اختلف في جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، فجمهور البصريين على المنع، وبعضهم والكوفيون على الجواز

- ‌قاعدة:قال في «المغني»: قد يعطي الشيء حكم ما أشبهه: في معناه: أو في لفظه، أو فيهما.فأما الأول فله صور كثيرة:

- ‌تنبيهان:

- ‌النوع السادس والأربعون بعد المائةعلم تفسير القرآن بالأحاديثالصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌[سورة الفاتحة]

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس عليه السلام

- ‌سورة هود عليه السلام

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة بني إسرائيل

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة مريم عليها السلام

- ‌سورة الحج

- ‌سورة قد أفلح

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة (النمل)

- ‌سورة (القصص)

- ‌سورة (العنكبوت)

- ‌سورة (الروم)

- ‌سورة (لقمان)

- ‌سورة (السجدة)

- ‌سورة (الأحزاب)

- ‌سورة (سبأ)

- ‌سورة (فاطر)

- ‌سورة (يس)

- ‌سورة (الصافات)

- ‌سورة (ص)

- ‌سورة (الزمر)

- ‌سورة (حم: المؤمن) [غافر]

- ‌سورة (حم: السجدة) [فصلت]

- ‌سورة (حم عسق) [الشورى]

- ‌سورة (حم: الزخرف)

- ‌سورة (حم: الدخان)

- ‌سورة (حم: الأحقاف)

- ‌سورة (الفتح)

- ‌سورة (الحجرات)

- ‌سورة (ق)

- ‌سورة (الذاريات)

- ‌سورة (الطور)

- ‌سورة (النجم)

- ‌سورة (القمر)

- ‌سورة (الرحمن)

- ‌سورة (الواقعة)

- ‌سورة (الحديد)

- ‌سورة (المجادلة)

- ‌سورة (الحشر)

- ‌سورة (الممتحنة)

- ‌سورة (الصف)

- ‌سورة (الجمعة)

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة (الطلاق)

- ‌سورة (التحريم)

- ‌سورة (ن)

- ‌سورة (نوح عليه السلام

- ‌سورة (الجن)

- ‌سورة (المزمل)

- ‌سورة (المدثر)

- ‌سورة (القيامة)

- ‌سورة (المرسلات)

- ‌سورة (عم يتساءلون)

- ‌سورة (عبس)

- ‌سورة (إذا الشمس كورت)

- ‌سورة (المطففين)

- ‌سورة (إذا السماء انشقت)

- ‌سورة (البروج)

- ‌سورة (سبح)

- ‌سورة الفجر

- ‌سورة الشمس

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة اقرأ

- ‌سورة القدر

- ‌سورة الزلزلة

- ‌سورة التكاثر

- ‌سورة أرأيت

- ‌سورة الكوثر

- ‌سورة النصر

- ‌سورة الإخلاص

- ‌سورة المعوذتين

الفصل: النوع السادس والأربعون بعد المائة علم تفسير القرآن بالأحاديث الصحيحة [الواردة عن

النوع السادس والأربعون بعد المائة

علم تفسير القرآن بالأحاديث الصحيحة

[الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم]

[سورة الفاتحة]

1 -

أخرج الترمذي عن عدم بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«المغضوب عليهم: اليهود، والضالين: النصارى» .

هذا لفظ الترمذي، وهو طرف من حديث طويل يتضمن إسلام عدي بن حاتم، [وهو] مذكور في كتاب الفضائل.

‌سورة البقرة

2 -

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«قيل لبني إسرائيل: {وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم [خطيكم]} [البقرة: 58] فبدلوا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم، [وقالوا: حبة في شعرة» .

وفي رواية للترمذي في قول الله تعالى]: : {ادخلوا الباب سجدا} ،

ص: 244

قال: «دخلوا مزحفين على أوراكهم، أي: منحرفين» .

قال: وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم} [البقرة: 59]، قال: قالوا: حبة في شعيرة.

3 -

وأخرج الترمذي، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، في ليلة مظلمة، فلم ندر أين القبلة؟ فصلى كل رجل منا على حياله، فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت قوله تعالى:{فأينما تولوا فيم وجه الله} [البقرة: 115].

4 -

وأخرج البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله: لو صلينا خلف المقام؟ فنزلت قوله تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهم مصلى} [البقرة: 125]، هذا طرف من حديث أخرجه البخاري ومسلم.

وأول حديثهما: قال عمر: وافقت ربي في ثلاث، هذا أحدها، [والحديث مذكور في فضائل عمر في كتاب «الفضائل»]، والذي أخرجه الترمذي هو هذا القدر مفرداً، فيكون متفقاً بينهم، وفي رواية أخرى للترمذي قال: قال عمر: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى؟ فنزلت.

5 -

أخرج البخاري ومسلم عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار، وأنه صلى الله عليه وسلم صلى

ص: 245

قبل بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة، فداروا، كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما [ولى] وجهه قبل البيت أنكروا ذلك.

قال: وفي رواية: أنه مات على القبلة - قبل أن تحول - رجال، وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم؟ فأنزل الله عز وجل:{وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143].

وفي أخرى: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله عز وجل:{قد نرى تقلب وجهك في السماء} [البقرة: 144]، فتوجه نحو الكعبة، فقال السفهاء - وهم اليهود -:{ما ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صرط مستقيم} [البقرة: 142]، هذه رواية البخاري ومسلم.

وأخرجه الترمذي، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة، [أبو سبعة] عشر شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تبارك وتعالى:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام} [البقرة: 144]، فوجه نحو الكعبة، وكان يحب ذلك، فصلى رجل معه العصر، قال: ثم مر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجه إلى الكعبة، فانحرفوا وهم ركوع.

وأرجه النسائي قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم[المدينة]، فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم إنه وجه إلى الكعبة، فمر رجل قد كان صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم على قوم من الأنصار، فقال: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجه إلى الكعبة فانحرفوا إلى الكعبة.

ص: 246

6 -

وأخرج مسلم، عن أنس - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس، فنزلت:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضها فول وجهك شطر المسجد الحرام} [البقرة: 144]، فمر رجل من بني سلمة، وهم ركوع في صلاة الفجر، قد صلوا ركعة، فنادى: ألا إن القبلة [قد] حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة.

وأخرجه أبو داود، وقال فيه: فنزلت الآية، فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر، نحو بيت المقدس، فقال: ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة - مرتين = قال: فمالوا كما هم ركوعا إلى الكعبة.

7 -

وأخرج الترمذي وأبو داود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، قالوا: يا رسول الله، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم

} الآية [البقرة: 143].

8 -

أخرج البخاري والترمذي عن أبي سعيد [الخدري] رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يجئ نوح وأمته، فيقول الله: هل بلغت؟ فيقول: نعم، أي رب، فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا، ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فنشهد أنه قد بلغ، وهو قوله تعالى:{وكذلك جعلنكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس} [البقرة: 143]، أخرجه البخاري والترمذي، إلا أن في رواية الترمذي: فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد - وذكر الآية إلى آخرها - ثم قال: والوسط: العدل. واختضره الترمذي أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وكذلك جعلنكم أمة

ص: 247

وسطا} قال: عدلا.

9 -

[وأخرج الجماعة إلا أبا داود] عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما الناس بقباء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آت، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة، فاستقبلوها، وكانت وجههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة.

10 -

وأخرج [في] الموطأ، عن ابن المسيب رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهراً نحو بيت المقدس، ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين.

11 -

أخرج البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير قال: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} [البقرة: 158]، فو الله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئسما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت على ما أولتها كانت: لا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عمد المشل، وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة،

ص: 248

فلما أسلموا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة؟ فأنزل الله عز وجل:{إن الصفا والمروة من شعائر الله} [الآية]، قالت عائشة رضي الله عنها: وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما.

قال الزهري: فأخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن، فقال: إن هذا العلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالاً من أهل العلم يذكرون أن الناس - إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل لمناة - كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر الله جل شأنه الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله، كنا نطوف بالصفا والمروة، وإن الله أنزل الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله تعالى:{إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [البقرة: 158]

قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، الذين / كانوا يتحرجون [أن يطوفوا] في الجاهلية بين الصفا والمروة، والذين كانوا يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت.

وفي رواية: أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا - هم وغسان يهلون لمناة، فتحرجوا ان يطوفوا بين الصفا والمروة، وكان ذلك سنة في آبائهم، من أحرم لمناة لم يطف [بين الصفا] والمروة، وإنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك حين أسلموا، فأنزل الله تعالى في ذلك:{إن الصفا والمروة} ، وذكر إلى آخر الآية، هذه رواية البخاري ومسلم، ولهم روايات أخر لهذا الحديث.

وأخرجه الترمذي والنسائي بنحو من الرواية الأولى، وهذه أتم.

ص: 249

وأخرجه الموطأ وأبو داود نحوها، وفيه: وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحركون أن يطوفوا بين الصفا والمروة

الحديث، وهذه الرواية قد أخرجها البخاري ومسلم.

12 -

وأخرج البخاري ومسلم الترمذي عن عاصم بن سليمان الأحول رحمه الله قال: قلت لأنس: أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة؟ فقال: نعم، لأنها كانت من شعائر الجاهلية، حتى أنزل الله تعالى:{إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} .

وفي رواية: كنا نرى ذلك من أمر الجاهلية، فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله عز وجل، وذكر الآية.

وفي رواية قال: كانت الأنصار يكرهون أن يطوفوا بين الصفا والمروة حتى نزلت: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} [البقرة: 158].

13 -

وأخرج البخاري والنسائل عن مجاهد رحمه الله قال: سمعت ابن عباس رصي الله عنه يقول: كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكن فيهم الدية، فقال الله عز وجل لهذه الأمة: {كتب عليكم القصاص في القتل الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى

ص: 250

له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان} [البقرة: 178] أن يطلب هذا بمعروف، ويؤدي هذا بإحسان {ذلك تخفيف من ربكم ورحمة} [البقرة: 178]، مما كتب على من كان قبلكم {فمن اعتدى بعد ذلك} قتل بعد قبول الدية.

14 -

وأخرج البخاري عن عطاء، أنه سمع ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - يقرأ:{وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، قال ابن عباس: ليست بمنسوخة، هي للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً، هذه رواية البخاري.

وفي رواية أبي داود، قال:{وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [البقرة: 184]، فكان من شاء منهم أن يفتدي بطعام مسكين افتدى، وتم له صومه، فقال الله تبارك وتعالى:{فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم} ، ثم قال تعالى:{فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة: 185].

وفي أخرى له قال: أثبتت للحبلى والمرضع، يعني الفدية والإفطار، وفي أخرى له قال تعالى:{وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} قال: كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة - وهما يطيقان الصيام - أن يفطرا، ويطعما مكان كل يوم مسكيناً، والحبلى والمرضع: إذا خافتا يعني على أولادهما - أفطرتا وأطعمتا.

وأخرجه النسائي قال في قول الله عز وجل: {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكين} [البقرة: 184]، قال: يطيقونه، يكلفونه فدية طعام مسكين واحد، فمن تطوع، فزاد على مسكين آخر، ليست بمنسوخة، فهو خير له، {وأن تصوموا خير لكم} لا يرخص في هذا إلا للذي لا يطيق الصيام أو مريض لا يشفى.

ص: 251

15 -

وأخرج الجماعة إلا الموطأ عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: قال: لما نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} ، كان من أردا أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها، وفي رواية [أخرى] حتى نزلت هذه الآية:{فمن شهد منكم الشهر فليصمه} [البقرة: 185].

16 -

وأخرج البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قرأ: {فدية طعام مسكين} قال: هي منسوخة.

17 -

وأخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: نزل شهر رمضان، فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكيناً ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها:{وأن تصوموا خير لكم} [البقرة: 184]، فأمروا بالصوم.

ص: 252

18 -

وأخرج الترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الدعاء: هو العبادة» ، وقرأ:{ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم} [غافر: 60]، فقال أصحابه: أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فنزلت:{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية [البقرة: 186].

أخرجه الترمذي إلى قوله تعالى: {داخرين} ، وأبو داود إلى قوله:{أستجب لكم} ، والباقي ذكره رزين، ولم أجده في الأصول.

19 -

وأخرج البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: لما نزل صوم رمضان، كانوا لا يقربون النساء رمضان كله، وكان رجال يخونون أنفسهم، فأنزل الله تعالى:{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم} الآية [البقرة: 187].

20 -

وأخرج أبو داود عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال تعالى: {يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} [البقرة: 183]، قال: وكان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء، وصاموا إلى القابلة، فاختان رجل فجامع امرأته وقد

ص: 253

صلى العشاء ولم يفطر، فأراد الله أن يجعل ذلك يسراً لمن بقي، ورخصة ومنفعة، فقال عز من قائل:{علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} الآية [البقرة: 187]، فكان هذا مما نفع الله به الناس، ورخص لهم ويسر.

21 -

وأخرج البخاري والترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنه: قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائماً فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن فيس بن صرمة الأنصاري كان صائماً، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عينه، فجاءت امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية:{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} [البقرة: 187]، ففرحوا بها فرحاً شديداً، ونزلت:{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]، هذه رواية البخاري والترمذي.

وزاد أبو داود بعد قوله: غشي عليه قال: فكان يعمل يومه في أرضه، وعنده، أن الرجل صرمة بن قيس.

وفي رواية النسائي: أن أحدهم: كان إذا نام قبل أن يتعشى لم يحل له أن يأكل شيئاً، ولا يشرب ليلته ويومه من الغد حتى تغرب الشمس، حتى نزلت هذه الآية:{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة: 187]، قال: ونزلت في قيس بن عمرو، أتى أهله وهو صائم بعد المغرب، فقال: هل من شيء؟ فقالت امرأته: ما عندنا شيء، وذكر الحديث.

ص: 254

22 -

وأخرج البخاري عن سهل بن سعد قال: أنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} [البقرة: 187]، ولم ينزل {من الفجر} ، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين [له رؤيتهما]، فأنزل الله عز وجل {من الفجر} ، فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار.

23 -

وأخرج البخاري ومسلم [وأبو داود عن عدي بن] حاتم، قال: لما نزلت: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} عمدت إلى عقال أسود، وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، وجعلت أنظر من الليل، فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار، هذه رواية البخاري ومسلم وأبي داود.

واختصره النسائي: أن عدي بن حاتم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [البقرة: 187]، قال: هو سواد الليل، وبياض النهار، وفي رواية الترمذي مختصراً مثله، وله في أخرى بطوله، وفيه: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً - لم يحفظه

ص: 255

سفيان، فقال: إنما هو الليل والنهار.

وفي رواية للبخاري قال: أخذ عدي عقالاً أبيض، وعقالاً [أسود]، حتى كان بعض الليل، نظر، فلم يستبينا، فلما أصبح قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: جعلت تحت وسادتي خيطاً أبيض، وخيطاً أسود، قال:«إن وسادك إذن لعريض، أن كان الخيط الأبيض والخيط الأسود تحت وسادك» .

وفي أخرى له، قال: قلت: يا رسول الله، ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود؟ أهما الخيطان؟ قال:«إنك لعريض القفا أن أبصرت الخيطين» ، ثم قال:«لا، بل هما سواد الليل وبياض النهار» .

24 -

وأخرج البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية فينا، كانت الأنصار إذا حجوا فجاؤوا، لم يدخلوا من قبل أبواب البيوت، فجاء رجل من الأنصار، فدخل من قبل بابه، فكأنه عير بذلك، فنزلت:{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها} [البقرة: 189].

وفي رواية: قال: كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت [من ظهره]، فأنزل الله:{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوبها} .

ص: 256

25 -

وأخرج البخاري عن حذيفة رضي الله عنهما قال: {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195]، قال: نزلت في النفقة.

26 -

وأخرج الترمذي عن أسلم بن أبي عمران رحمه الله قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم، فخرج إليهم صف من المسلمين، مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى الجماعة: فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم، حتى دخل فيهم، فصاح الناس، وقالوا: سبحان الله! يلقي بيديه إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس إنكم تؤولون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام، وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سراً - دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا، فأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه، يرد علينا ما قلنا:{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195]، وكانت التهلكة: الإقامة على الأموال وإصلاحها، وتركنا الغزو، فما زال أبو أيوب شاخصاً

ص: 257

في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم، هذه رواية الترمذي.

وفي رواية أبي داود قال: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية، وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والروم ملصقون ظهورهم بحائط المدينة، فحمل رجل على العدو، فقال الناس: مه مه، لا إله إلا الله، يلقي بيديه إلى التهلكة! فقال أبو أيوب: إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، وأظهر الإسلام، قلنا:[هلم] نقيم في أموالنا ونصلحها، فأنزل الله عز وجل:{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} [البقرة: 195]، فالإلقاء بالأيدي إلى التهلكة: أن نقيم في أموالنا ونصلحها، وندع الجهاد، قال أبو عمران، فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية.

27 -

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن عبد الله بن معقل رضي الله عنهما قال: قعدت إلى كعب بن عجرة في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - فسألته

ص: 258

عن فدية من صيام؟ فقال: حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي، فقال:«ما كنت أرى أن الجهد بلغ بك هذا؟ أما تجد شاة» ؟ قلت: لا، قال:«صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك، فنزلت في خاصة، وهي لكم عامة» ، وللبخاري ومسلم روايات أخر، وأخرجه في الموطأ، وأبو داود، والنسائي بمعناه.

28 -

وأخرج البخاري عن عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية، فلما كان الإسلام، فكأنهم تأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت: {ليس عليكم

ص: 259

جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم «في مواسم الحج» } [البقرة: 198]، قرأها ابن عباس هكذا، وفي رواية:«أن تبتغوا في مواسم الحج فضلاً من ربكم» .

وفي رواية أبي داود، أنه قرأ:{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} ، قال: كانوا لا يتجرون بمني، فأمروا بالتجارة إذا أفاضوا من عرفات.

وفي أخرى له قال: إن الناس في أول الحج كانوا يتبايعون بمني وعرفة وسوق ذي المجاز، وهي مواسم الحج، فخافوا البيع، وهم حرم، فأنزل الله عز وجل، «لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلاً من ربكم في مواسم الحج» ، قال عطاء بن أبي رباح: فحدثني عبيد بن عمير أنه كان يقرأها في المصحف.

29 -

وأخرج البخاري وأبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون فلا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة، سألوا الناس، فأنزل الله عز وجل:{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [البقرة: 197].

30 -

وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: كان يطوف الرجل بالبيت ما كان حلالاً، حتى يهل بالحج، فإذا ركب إلى عرفة فمن تيسر له هديه من الإبل أو البقر أو الغنم ما تيسر له من ذلك، أي ذلك شاء، غير أن لم يتيسر له، فعليه ثلاثة أيام في الحج، وذلك قبل يوم عرفة،

ص: 260

فإن كان آخر يوم من الأيام الثلاثة يوم عرفة، فلا جناح عليكم، ثم لينطلق حتى يقف بعرفات من صلاة العصر إلى أن يكون الظلام، ثم ليدفعوا من عرفات، فإذا أفاضوا منها، حتى يبلغوا جمعاً، الذي يتبرر فيه، ثم ليذكروا الله كثيراً، ويكثروا من التكبير والتهليل قبل أن يصبحوا، {ثم أفيضوا} فإن الناس كانوا يفيضون، وقال الله عز وجل:{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} [البقرة: 199]، حتى يرموا الجمرة.

31 -

أ- وأخرج أبو داود عن أبي أمامه التيمي رحمه الله قال: كنت رجلاً أكري في هذا الوجه، وكان الناس يقولون لي: إنه ليس لك حج، فلقيت ابن عمر، [فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناساً يقولون: إنه ليس لك حج، فقال ابن عمر]: أليس تحرم وتلبي، وتطوف بالبيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمار؟ قلت: بلى، قال: فإن لك حجاً، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن مثل ما سألتني، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجبه حتى نزلت الآية:{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم} [البقرة: 198] فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأها عليه، وقال: لك حج.

31 -

ب- وعن ابن المسيب رحمه الله قال: أقبل صهيب مهاجراً من مكة،

ص: 261

فأتبعه رجال من قريش، فنزل عن راحلته، وانتشل ما في كنانته، وقال: والله لا تصلون إلي، أو أرمي بكل سهم معي، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي، وإن شيء تم دللتكم على ما دفنته بمكة، وخليتم سبيلي، ففعلوا، فلما قدم [المدينة] على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله

} الآية [البقرة: 207]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربح البيع أبا يحيي، وتلا عليه الآية، ذكره رزين، ولم أجده في الأصول.

32 -

وأخرج أبو داود، والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزل قوله تعالى: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن} [الإسراء: 34]، وقوله تعالى:{إن الذين يأكلون أمول اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيرا} [النساء: 10]، انطلق من كان عنده يتيم، فعزل طعامه من طعامه، وشرابه من شرابه، فإذا فضل من طعام اليتيم وشرابه شيء حبس له حتى يأكله أو يفسد، فاشتد ذلك عليهم، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله جل شأنه:{ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم} [البقرة: 220]، فخلطوا طعامهم بطعامهم، وشرابهم بشرابهم.

ص: 262

33 -

وأخرج البخاري عن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه، فأخذت عليه يوماً، فقرأ سورة (البقرة)، حتى انتهى إلى مكان، فقال: أتدري فيم أنزلت؟ فقلت: لا، وقال: نزلت في كذا وكذا، ثم مضى.

34 -

أخرج البخاري عن نافع، أن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال:{فأتوا حرثكم أنى شيء تم} [البقرة: 223]، يأتيها في، قال الحميدي / يعني في الفرج.

وفي رواية ذكرها رزين، ولم أجدها في الأصول، قال:{فأتوا حرثكم أنى شئتم} ، يأتيها في الفرج، إن شاء مجابه، أو مقبلة، أو مدبرة، غير أن ذلك في [صمام] واحد.

ص: 263

35 -

وأخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال: كانت اليهود تقول: إذا جامعها من ورائها جاء الولد أحول، فنزلت قوله تعالى:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شيء تم} [البقرة: 223].

وأخرجه الترمذي قال: كانت اليهود تقول: من أتى امرأة في قبلها من دبرها

وذكر الحديث.

36 -

وأخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما: جاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت، قال:«وما أهلكك» ؟ قال: حولت رحلي الليلة، قال: فلم يرد عليه شيئاً، قال فأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية:«{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شيء تم}، أقبل، وأدبر، واتق الدبر والحيضة» .

37 -

وأخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن ابن عمر -والله يغفر له- أوهم، إنما كان هذا الحي من الأنصار - وهم أهل وثن - مع هذا الحي من يهود، وهم أهل كتاب، فكانوا يرون أن لهم فضلاً عليهم في العلم، فكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب: أن لا يأتوا النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما تكون المرأة، فكان هذا الحي من الأنصار قد

ص: 264

أخذوا بذلك من فعلهم، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً منكراً، ويتلذذون منهن مقبلات، ومدبرات، [ومتلقيات]، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرته عليه، وقالت: إنا كنا نؤتى على حرف، فاصنع ذلك وإلا فاجتنبني، حتى شرى - أي: ظهر - أمرهما، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عز وجل:{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شيء تم} ، أي: مقبلات، ومدبرات ومتلقيات، يعني بذلك موضع الولد.

38 -

وأخرج الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شيء تم} [البقرة: 223]: «في سمام واحد» بالسين.

39 -

وأخرج البخاري والموطأ عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزل قوله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمنكم} [البقرة: 225] في قول الرجال: لا والله، وبلى والله، هذه رواية البخاري والموطأ.

وفي رواسه أبي داود قال: اللغو في اليمين، قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هو قول الرجل في يمينه: كلا والله، وبلى والله» ، ورواه أيضأ عنها موقوفاً.

ص: 265

قال مالك في الموطأ: أحسن ما سمعت في ذلك: أن اللغو حلف الإنسان عن الشيء يستيقن أنه كذلك، ثم يوجد بخلافه، فلا كفارة فيه، قال: والذي يحلف على الشيء وهو يعلم أنه [فيه آثم] كاذب ليرضي به أحداً، أو يعتذر لمخلوق، أو يقتطع به مالاً، فهذا أعظم أن تكون فيه كفارة، قال: وإنما الكفارة على من حلف أن لا يفعل الشيء المباح له فعله، ثم يفعله، أو أن يفعله، ثم لا يفعله، مثل أن حلف لا يبيع ثوبه بعشرة دراهم، ثم يبيعه بذلك، أو حلف ليضربن غلامه، ثم لا يضربه.

40 -

وأخرج أبو داود والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى: {والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ} الآية [البقرة: 228]، وذلك أن الرجل [إذا] كان طلق امرأته فهو احق برجعتها وإن طلقها ثلاثاً، فنسخ ذلك، فقال:{الطلق مرتان} الآية [البقرة: 229].

أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائل نحوه.

41 -

وأخرج الموطأ والترمذي عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال: كان الرجل إذا طلق امرأته يثم ارتجاعها قبل أن تنقضي عدتها، كان ذلك له وإن طلقها ألف مرة، فعمد رجل إلى امرأته فطلقها حتى إذا شارفت انقضاء عدتها ارتجاعها، ثم قال:[لا] والله، لا آويك إليّ، ولا تحلين أبداً، فأنزل الله:{الطلق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان} [البقرة: 229]، فاستقبل الناس الطلاق

ص: 266

جديداً من ذلك [اليوم]، من كان طلق أو لم يطلق.

42 -

وأخرج البخاري عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: كانت لي أخت تخطب إلي، [وأمنعها من الناس]، فأتاني ابن عم لي، فأنكحتها إياه، [فاصطحبا ما شاء الله]، ثم طلقها طلاقاً له رجعة، ثم تركها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتاني يخطبها [مع الخطاب] فقلت له:[خطبت إلي فمنعتها الناس وآثرتك بها، فزوجتك، ثم طلقتها طلاقاً لك رجعة، ثم تركتها حتى انقضت عدتها، فلما خطبت إلي أتيتني تخطبها مع الخطاب؟ ] والله لا أنكحتها أبداً، قال: ففي نزلت هذه الآية: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزوجهن} الآية [البقرة: 232]، فكفرت عن يميني، وأنكحتها إياه.

هذه رواية البخاري، وأخرجه الترمذي وأبو داود نحوه بمعناه.

وفي أخرى للبخاري نحوه، وفيها: فحمى معقل من ذلك أنفاً، وقال: خلا عنها، وهو يقدر عليها، ثم يخطبها، فحال بينه وبينها، فأنزل الله هذه الآية، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه، فترك الحمية، واستقاد لأمر الله عز وجل.

ص: 267

45 -

أخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في قوله تعالى: {فيما عرضتم به من خطبة النساء} [البقرة: 235]، هو أن يقول: إني أريد التزوج، [وإن النساء لمن حاجتي]، ولوددت أن تيسر لي امرأة صالحة.

46 -

أخرج البخاري ومسلم والترمذي عن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الأحزاب- وفي رواية: يوم الخندق-: «ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس» .

وفي رواية: «شغلونا عن الصلاة الوسطى: صلاة العصر» ، وذكر نحوه.

وزاد في أخرى: ثم صلاها بين المغرب والعشاء.

هذه رواية البخاري ومسلم والترمذي، ولأبي داود والنسائي نحوها.

47 -

أخرج مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العصر حتى أحمرت الشمس أو اصفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شغلونا عن الصلاة الوسطى: صلاة العصر ملأ الله أجوافهم وقبورهم ناراً،

ص: 268

أو حشا الله أجوافهم وقبورهم ناراً».

48 -

أخرج الترمذي عن سمرة بن جندب، وابن مسعود رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«الصلاة الوسطى: صلاة العصر» .

49 -

وأخرج الجماعة إلا البخاري عن أبي يونس مولى عائشة رضي الله عنهما قال: أمرتني عائشة رضي الله عنها أن أكتب لها مصحفاً، وقالت: إذا بلغت هذه الآية فآذني، {حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238]، قال: فلما بلغتها آذنتها، فأملت علي:«حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين» قالت عائشة: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

50 -

أخرج في الموطأ عن عمرو بن رافع أنه كان يكتب مصحفاً لحفصة، فقالت له: إذا انتهيت إلى {حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قنتين} فآذني فآذنتها، فقالت: اكتب: «والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين» .

51 -

وأخرج مسلم عن شقيق بن عقبة عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال:

ص: 269

نزلت هذه الآية: «حافظوا على الصلاة وصلاة العصر» ، فقرأناها ما شاء الله، ثم نسخها الله، فنزلت:{حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} فقال رجل - كان جالساً عند شقيق- له: فهي إذا صلاة العصر؟ فقال البراء: قد أخبرتك كيف نزلت، وكيف نسخها الله، والله أعلم.

52 -

وأخرج في الموطأ عن مالك رحمه الله بلغه أن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم كانا يقولان: الصلاة الوسطى: صلاة الصبح وخرجه الترمذي عن ابن عباس وابن عمر تعليقاً.

53 -

وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود عن زيد بن ثابت، وعائشة رضي الله عنها قالا: الصلاة الوسطى: صلاة الظهر، أخرجه الموطأ عن زيد، والترمذي عنهما تعليقاً، وأخرجه أبو داود عن زيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاة أشد على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم / منها، فنزلت:{حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} [البقرة: 238]، وقال: إن قبلها صلاتين، وبعدها صلاتين.

54 -

وأخرج البخاري عن ابن الزبير رضي الله عنهما قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في (البقرة): {والذين يتوفون منكم ويذرون أزوجا} - إلى قوله -: {غير إخراج} [240] قد نسختها الآية الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: تدعها يا ابن أخي؟ لا أغير شيئاً من مكانه.

ص: 270

55 -

وأخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} [البقرة: 256] في الأنصار، كانت تكون المرأة مقلاة فتجعل على نفسها: إن عاش لها ولد أن تهوده، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم كثير من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله تعالى:{لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي} ، أخرجه أبو داود، وقال: المقلاة: التي لا يعيش لها ولد.

56 -

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} [البقرة: 260]، ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي» . هذه رواية البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم [ابن الكريم]، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ولو لبثت في السجن ما لبث، ثم جاءني الرسول أجبت، ثم قرأ: {فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسئله ما بأل النسوة التي قطعن أيديهن} [يوسف: 50]، قال: [و] رحمة الله على لوط، إن كا =ن ليأوي إلى ركن شديد، فما بعث الله من بعده نبياً إلا في ثروة من قومه» .

ص: 271

57 -

أخرج البخاري عن عبيد بن عمير رحمه الله قال: قال عمر بن الخطاب يوماً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيم ترون هذه الآية نزلت: {أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب} [البقرة: 266]، قالوا: الله أعلم، فغضب عمر، فقال: قولوا: نعلم أو لا نعلم، فقال ابن عباس: في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين، قال عمر: يا ابن أخي، قل، ولا تحقر نفسك، قال ابن عباس: ضربت [مثلاً] لعمل، قال ابن عمر: أي عمل؟ قال ابن عباس: لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله، ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله.

58 -

وأخرج الترمذي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال في قوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} [البقرة: 267]: نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو والقنوين، فيعلقه في المسجد، وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو، فضربه [بعصاه]، فيسقط البسر والتمر، فيأكل، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص

ص: 272

والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه، فأنزل الله تبارك وتعالى:{يأيها الذين ءامنوا أنفقوا من طيبت ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه} [البقرة: 276]، قال: لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطى لم يأخذه إلا على إغماض أو حياء، قال: كنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده.

59 -

وأخرج الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشيطان لمنة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك، فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله، فيحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان [الرجيم] ثم قرأ: {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء

} الآية [البقرة: 268]»

60 -

وأخرج البخاري عن مروان الأصفر رحمه الله عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عمر قال: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} [البقرة: 284]، إنها قد نسخت، [وفي رواية: نسختها الآية التي

ص: 273

بعدها].

61 -

وأخرج الترمذي، عن السدي رحمه الله قال: حدثني من سماع عليا يقول: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب [من يشاء} ] [البقرة: 284]، أحزنتنا، قال: قلنا: يحدث أحدنا نفسه فيحاسب به؟ لا يدري ما يغفر منه وما لا يغفر؟ فنزلت هذه الآية بعدما فنسختها، {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} [البقرة: 286].

62 -

أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}

الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الركب، فقال: أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق، الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد نزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[أتريدون] أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما قرأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله في إثرها:{ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل ءامن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} [البقرة: 285]، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل:{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ، قال: نعم، {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} ، قال: نعم، {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا

ص: 274

به}، قال: نعم، {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا فانصرنا على القوم الكفرين} [البقرة: 286]، قال: نعم.

63 -

وأخرج مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} [البقرة: 284] دخل قلوبهم منها شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«قولوا: سمعنا وأطعنا وسلمنا» ، قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله عز وجل:{لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} ، قال: قد فعلت، {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا} ، قال: قد فعلت {واغفر لنا وارحمنا أنت مولنا} ، قال: فعلت. أخرجه مسلم.

وفي رواية الترمذي مثله، وقال: فأنزل الله: {ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون

} الآية، وزاد فيه:{ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا}

الحديث.

64 -

وأخرج الجماعة إلا الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثت بها أنفسها، ما لم يعملوا به أو يتكلموا» ، وفي رواية:«ما وسوست به صدورها» .

ولفظ أبي داود: «إن الله تجاوز لأمتي ما لم تكلم به أو تعمل به، وما حدثت به أنفسها» .

ص: 275